الرئيسية صحافة حقوق الإنسان قتيلة برصاص الجندرما التركية وترحيل عدد من طالبي اللجوء

قتيلة برصاص الجندرما التركية وترحيل عدد من طالبي اللجوء

حرس الحدود التركي أطلق الرصاص على نازحين في مخيم كفرلوسين وأشخاص حاولوا اجتياز الحدود السورية-التركية بطريقة غير شرعية ورحّل طالبي لجوء آخرين قسراً إلى سوريا

بواسطة bassamalahmed
1.1K مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

قُتلت امرأة نازحة وأصيب طفلها نتيجة إطلاق حرس الحدود التركي/الجندرما النار بشكل مباشر عليهما أثناء تواجدهما في مخيم “كفرلوسين” بتاريخ 11 حزيران/يونيو 2019، كما تعرّض 18 لاجئاً -بينهم ناشط إعلامي- إلى الترحيل القسري من تركيا على خلفية محاولتهم العبور إلى الأراضي اليونانية بطريقة غير شرعية وذلك بتاريخ 28 أيار/مايو 2019، في حين تعرّض 21 شخصاً -بينهم ثلاثة نشطاء إعلاميين- للضرب والتعذيب على يد الجندرمة/حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية وذلك بتاريخ 24 أيار/مايو 2019.

وفي حادثة أخرى، قام حرس الحدود التركي بتسليم خمسة شبان من منطقة  عفرين/أكراد إلى هيئة تحرير الشام على خلفية محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، وذلك بتاريخ 10 نيسان/أبريل 2019، حيث قامت الهيئة باحتجازهم لمدة شهر قبل أن تُطلق سراحهم وتفرض عليهم غرامة مالية (1000 دولار) بما يعادل أكثر من نصف مليون ليرة سورية.

  1. ضحايا بإطلاق نار مباشر على مخيم “كفر لوسين” للنازحين داخلياً قرب الحدود التركية/السورية:

قال شاهد عيان على حادثة إطلاق النار في مخيم كفرلوسين شمالي محافظة إدلب -وهو نازح مقيم في المخيم- إن عناصر حرس الحدود التركي/الجندرما المتواجدين على المحرس المطل على المخيم أطلقوا النار بشكل مباشر على المخيم دون أي سبب ونتج عن ذلك مقتل امرأة “رنيم خطاب” (20 عاماً) وإصابة طلفها إصابة خطيرة، وذلك مساء يوم 11 حزيران/يونيو 2019. وروى الشاهد تفاصيل الحادثة قائلاً:

“نزحنا من قلعة المضيق إلى مخيم كفرلوسين في شهر نيسان/أبريل 2019 ومنذ ذلك الوقت يقوم عناصر المحرس الموجود على بعد أقل من كيلو متر واحد عن المخيم بإطلاق الرصاص الحي عشوائياً في الهواء بشكل يومي، وقد اعتدنا ذلك، وفي يوم 11 حزيران/يوليو 2019 تفاجئنا عندما تم إطلاق النار على المخيم بشكل مباشر على غير المعتاد، حيث تم استهداف المنازل البدائية التي بنيناها بشكل مباشر، مما دفع النازحين في المخيم بالاحتماء بالجدران أثناء إطلاق النار، وكانت الشابة رنيم مع ابنها يجلسان قرب منزلهم عندما بدأ إطلاق النار ولكنهما لم يختبئا، ربما لأنهما اعتقدا أن الرصاص لن يستهدف المخيم، ولكن أصيبت رنيم برصاصة في صدرها وتوفيت بعد إسعافنا لها بخمس دقائق، وأصيب إبنها إصابة خطيرة.”

وأكد الشاهد عدم وجود أي محاولة تهريب قرب المخيم وعدم اقتراب أي نازح من الجدار الحدودي، حيث أن الأرض مكشوفة لهم والجدار على بعد نحو 700 متر فقط من المخيم.

يُظهر المربع الأزرق مكان “مخيم كفر لوسين” على الحدود التركية-السورية.

يُظهر المربع الأزرق خيم “مخيم كفر لوسين” ويُظهر المربع الأصفر، نقطة حراسة حرس الحدود التركي الذي قام بإطلاق النار على المخيم. أمّا الخط الأصفر الموجود في أعلى/يسار الصفحة فهو الحدود السياسية بين تركيا وسوريا.

  1. الترحيل قسراً إلى سوريا:

بتاريخ 26 أيار/مايو 2019، قامت السلطات التركية بترحيل 18 لاجئاً سورياً -بينهم ناشط إعلامي- بشكل قسري إلى الأراضي السورية، بعد محاولتهم العبور إلى الأراضي اليونانية بطريقة غير شرعية.

الناشط الإعلامي “فاروق. ر” والذي كان ضمن المجموعة، روى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تفاصيل رحلته، حيث أوضح أنه تعرّض للضرب المبرح مع الآخرين، لينتهي الأمر بترحيلهم قسراً وبالقوة إلى سوريا بعد يومين من توقيفهم في الأراضي التركية.

وأكدّ “فاروق” أنه تم ترحيله إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي على الرغم من أنه يملك بطاقة حماية مؤقتة/كيملك، سارية الصلاحية، وتم إجباره على التوقيع والبصم -بعد تعرضه للضرب- على ورقة “عودة طوعية” إلى سوريا، مؤكداً أن الأشخاص الـ18 وقعوا أوراقاً مشابهة بالقوة.

وروى “الرفاعي” تفاصيل رحتله قائلاً:

“دخلتُ إلى تركيا منذ 11 شهراً وأحمل بطاقة الحماية المؤقتة/الكيملك، وكنت أحاول العبور إلى اليونان مع مجموعة مؤلفة من 500 مهاجر غير شرعي، وألقى حرس الحدود التركي القبض علينا، وساقونا إلى مركز تجميع المهاجرين في ولاية أدرنة، وقاموا بفصل المهاجرين السوريين عن البقية وعددنا 18 شخصاً بواسطة جدار حديدي عازل بيننا وبين المجموعة. تحدثتُ إلى الضابط المسؤول وأخبرته أنني صحفي وحياتي مهددة بالخطر في حال تقرر ترحيلي إلى سوريا ولكنه قام بضربي وتوجه لي بالسباب والشتائم، وكذلك تعرّض السوريون الآخرون للضرب مثلي، ومن ثم نقلونا إلى ولاية هاتاي/أنطاكيا ونقلوا باقي المهاجرين إلى اسطنبول، وتم احتجازنا في معسكر وضمن غرف تشبه الزنازين، ومن ثم نقلونا إلى مركز إعادة الترحيل وأجبرونا بعد الضرب والتهديد على توقيع أوراق عودة طوعية مكتوبة باللغة العربية وتم منعي من دخول تركيا لمدة خمس سنوات، طلبت من الضابط التواصل مع محامٍ لكنه رفض وتم نقلنا إلى معبر باب الهوى ودخلنا محافظة إدلب في 28 أيار/مايو 2019.”

وأكد الناشط أن جميع السوريين الذين أُلقي القبض عليهم معه تم ترحيلهم إلى سوريا قسراً وفي ظروف مماثلة لظروفة على الرغم من أن بعضهم كان متزوجاً وعائلته تقيم في اسطنبول، باستثناء شاب واحد كان بصحبة إحدى قريباته، تم نقلهما إلى أورفا.

ينحدر الناشط “فاروق.ر” من بلدة الذيابية جنوب العاصمة دمشق، ونزح منها إلى محافظة القنيطرة ليهجر قسراً بعدها إلى إدلب بعد أن سيطرت قوات الحكومة السورية على المحافظة في تموز/يوليو 2018.

نسخة عم بطاقة الحماية/الكميلك التي كان يحملها الشاهد
“فاروق.ر” قبل ترحيلة إلى الأراضي السورية بشكل قسري.

  1. إطلاق نار واعتداء بالضرب عند الحدود التركية-السورية:

بتاريخ 24 أيار/مايو 2019، تعرّض 21 شخصاً (بينهم 12 امرأة و 3 نشطاء إعلاميين) إلى الإهانة والضرب على يد حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية من منطقة حارم بريف محافظة إدلب.

الناشط الإعلامي “مازن الشامي” قال في حديث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة إنّه تعرّض مع عائلته و21 شخصاً للضرب والتعذيب، وروى تفاصيل رحلته قائلاً:

“كنا 21 رجلاً وامرأة، قفزنا من فوق السور الحدودي قرب منطقة حارم/ريف إدلب وكان هناك نقطة تفتيش مفاجئة للجندرما، ألقو القبض علينا على الفور وأخذوا القطع الالكترونية وكسروا معظمها، اصطففنا جنباً إلى جنب ووضعنا الأوراق الرسمية والمال والهواتف على الأرض أمامنا، وعندما فتشوا الهواتف المحمولة علموا أني وولداي نشطاء إعلاميون، طلبوا منا الإنحياز عن الصف وبدأوا بضربنا، استمر ذلك من الساعة الثانية صباحاً وحتى الخامسة فجراً يوم 24 أيار/مايو2019.”

وتابع قائلاً:

“جميع الذين كانوا معنا تعرضوا للضرب والشتائم باستثناء النساء والأطفال، ومن ثم نقلونا إلى مخفر الريحانية حيث تعرضنا للتعذيب بشكل فردي، فوضعوا كل واحد منا في غرفة منعزلة وبدأوا بضربنا وتعذيبنا بأخمص البندقية وبكبل غليظ وقاموا باستخدام طريقة الإيهام بالغرق من خلال تغطيس رأسنا في حاوية من الماء، نتيجة لهذا الضرب ظهرت علي مضاعفات أخرى، بسبب عمل جراحي كنت قد خضعتُ له قبل فترة وجيزة، فأصبحت أتبرز دماً وأصبتُ أيضاً بكدمات وحروق ناجمة عن وضع سبطانة البندقية الساخنة على جسدي، كذلك ولداي.”

وبحسب الشاهد، فقد استمرت عملية التعذيب مع أعمال السخرة لعائلته بشكل خاص منذ الخامسة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً، حيث تم نقلهم إلى معبر باب الهوى الحدودي وإدخالهم إلى إدلب، وأوضح الشاهد أن جميع عناصر الجندرما الذين التقوهم كانوا دون شارات تدل على رتبهم العسكرية، وأن شخصاً عربياً كان معهم وشارك بشكل كبير في تعذبيهم.

وقد نشر الشامي مقطع فيديو أظهر آثار الضرب التي تعرّض لها ما باقي النشطاء (تم أخذ الصور التالية من مقطع الفيديو نفسه).

 

وبتاريخ 28 و 29 أيار/مايو 2019، نشرت العديد من الجهات الإعلامية والمنصات الإخبارية معلومات نقلاً عن الشامي تفيد بأنّه التقى عدد من المسؤولين الأتراك في ولاية كلّس الحدودية حيث قاموا بالاعتذار منه والسماح لهد بدخول الأراضي التركية مع عائلته. [1]

وفي حادثة مشابهة، قال أحد شهود العيان/ينحدر من منطقة قدسيا بريف دمشق، للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2019، إنه حاول مع ستة شبان اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية، يوم 19 أيار/مايو 2019، وتم إلقاء القبض عليهم مع المهرب الذي يرافقهم، ولكنّ، تم إخلاء سبيل المهرب بعد نحو ساعة وبقي الشبان محتجزين لليوم التالي.

وأضاف الشاهد أنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر من الجندرما بعد أن قفزوا من أعلى السور عند قرية خربة الجوز، وتمكن شابان فقط من الهرب، وتعرض الأربعة الآخرون للضرب لساعة كاملة، إلى جانب قيامهم بأعمال السخرة والتنظيف لليوم التالي، علاوة على مصادرة كافة الأجهزة الالكترونية التي كانت بحوزتهم.

  1. تسليم شبان من عفرين ودفع غرامة مالية لهيئة تحرير الشام:

تعرّض أربعة شبان وطفل ينحدرون من منطقة عفرين/أكراد للضرب والتعذيب من قبل حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا من منطقة أطمة السوريّة، وبعد ذلك تم تسليمهم لهئية تحرير الشام التي قامت بسجنهم لمدة شهر وأجبرتهم على دفع مبلغ ألف دولار أمريكي عن كل شخص، لقاء الإفراج عنهم، وذلك يوم 10 نيسان/أبريل 2019.

تحدث أحد الشبان الخمسة إلى الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة -ورفض كشف هويته وأصدقائه لأسباب أمنية- حيث قال:

“كنا أربعة شبان وطفل من منطقة عفرين -نتحفظ عن ذكر القرية- اتفقنا مع أحد المهربين لإيصالنا إلى تركيا مقابل 700 دولار أمريكي عن كل شخص، وعندما وصلنا إلى أطمة وقفزنا فوق السور تم إلقاء القبض علينا على الفور ونقلونا إلى المخفر الحدودي، وهناك عرفوا أننا أكراد من عفرين، وقاموا بضربنا بشدة نحن والمهرب وتم التحقيق معنا طيلة ثلاثة أيام، وتركز ذلك حول انتمائنا إلى حزب العمال الكردستاني، وعندما تأكدوا من عدم ارتباطنا بالحزب وأننا متوجهون إلى تركيا بغرض العمل، قامت الجندرما بتسليمنا إلى هيئة تحرير الشام عبر معبر باب الهوى، وهنا تم سجننا ليومين في سجن المعبر وتم التحقيق معنا مجدداً ولكن تم الإفراج عن المهرب ونقلونا نحن الخمسة إلى سجن آخر في حارم.”

وتابع:

“عندما وصلنا إلى سجن حارم قاموا بفصلنا ووضعونا في زنازين متفرقة مع عناصر سابقين لدى تنظيم داعش وآخرين من مرتكبي الجرائم، وبعد نحو أسبوعين سمحوا لنا بالتواصل من ذوينا من أجل طلب المبلغ المالي وسموه كفالة مالية قدرها ألف دولار عن كل شخص، وقام أهلنا بدفع المبالغ كاملة وتم الإفراج عنا وعدنا إلى عفرين.”

[1] ” بعد ضربه وعائلته على الحدود.. تركيا تعتذر من الإعلامي مازن الشامي وتدخله إلى أراضيها للعلاج”، الدرر الشامية. 29 أيار/مايو 2019. آخر زيارة: 12 حزيران/يونيو 2019. https://eldorar.com/node/135938.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد