الرئيسية صحافة حقوق الإنسان سوريا/نبع السلام: مقتل شاب تحت التعذيب ووفاة آخر بسبب الإهمال الطبي

سوريا/نبع السلام: مقتل شاب تحت التعذيب ووفاة آخر بسبب الإهمال الطبي

توفي الشاب "حكمت الدعار" بسبب جرعة "إنسولين" زائدة بعد تعرضه لتعذيب شديد على يد عناصر من فصيل "صقور الشمال" في مدينة رأس العين/سري كانيه، في حين قتل الشاب "محمد الجاسم" تحت التعذيب أثناء التحقيق معه في سجن يتبع للشرطة العسكرية في مدينة تل أبيض

بواسطة communication
303 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2021، تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو وصوراً تُظهر جثة شاب سوري بدا عليها آثار تعذيب، ليتضح لاحقاً أنها تعود لشخص اسمه “حكمت الدعار”، الذي كان قد تم اعتقاله بشكل تعسفي على يد عناصر من فصيل “صقور الشمال/الفيلق الثاني” في منطقة رأس العين/سري كانيه، وذلك بسبب وشاية من معتقلين آخرين حول علاقته المزعومة مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وهو الأمر الذي تم نفيه لاحقاً.

تتبع المجموعة المسلّحة التي قامت بعملية اعتقال “الدعار” للجيش الوطني السوري/المعارض، وتحديداً الفرقة عشرين/بقيادة شخص اسمه “أبو برزان”. وهي إحدى المجموعات المدعومة من تركيا، وتتبع للحكومة السورية المؤقتة والائتلاف السوري ومقرّه اسطنبول.

مؤخراً وفي حادثة مشابهة، حصلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة على معلومات وصور حصرية لشاب آخر واسمه “محمد الجاسم”، قضى تحت التعذيب على يد قائد فصيل “صقور السنة” المدعو “حسّان أبو النور”، وتحديداً في منطقة تل أبيض، ويتبع الفصيل أيضاً للفرقة عشرين بقيادة “أبو برزان”، ووقعت الحادثة في شهر أيار/مايو 2021، إلا أنها لم تظهر على العلن آنذاك ولم يتم يتداولها.

تتبعت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الحادثتين وتحققت من وفاة الشابين في مركز احتجاز تابعة للجيش الوطني السوري، بسبب التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبّي، كما تواصلت مع أكثر من خمسة مصادر وشهود على القضتين، بينهم عاملون طبيون وعسكريون ضمن الفصيلين المسؤولين عن وفاة الشابين “الدعار” و”الجاسم”.

يشار أن حادثة وفاة الشاب “حكمت الدعار” جاءت بعد أيام قليلة فقط من حادثة تعذيب وحشية بحق الشاب “علي الفرج”، على يد مجموعة تنتمي إلى فصيل “صقور السنة” التابعة للفرقة عشرين، وقد وقعت في منطقة تل أبيض بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2021، حيث سبق أن نشرت “سوريون” تقريراً مفصلاً حول تلك الحادثة.

أولاً: وفاة الشاب “حكمت الدعار”:

بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2021، تم اعتقال الشاب “حكمت الدعار” من منزله الكائن في حي الكنيسة الكاثوليكية في مدينة رأس العين/سري كانيه، على يد مجموعة من عناصر فصيل “صقور الشمال” بقيادة شخص يدعى “حسن خيرية”، ووجهت إليه تهمة “التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية”. وبتاريخ 20 أيلول/سبتمبر توفي الشاب “حكمت” في مقر الفصيل وتم تداول خبر الحادثة بعد يومين من تاريخ الوفاة الفعلية، حيث انتشر مقطع فيديو يوم 22 أيلول/سبتمبر، أظهر آثار تعذيب على جثته، الأمر الذي أثار سخطاً شعبياً كبيراً في المنطقة.

تفاصيل الحادثة:

تحدثت “سوريون” مع ثلاثة مصادر كان لها إطلاع مباشر على القضية، حيث قال المصدر الأول إن الضحية “حكمت الدعار” (37 عاماً) كان يقيم في قرية الطيانة بريف دير الزور والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وانتقل إلى مدينة رأس العين/سري كانيه حيث يقيم شقيقه، وعمل راعياً للأغنام بعد أن تعرض لتهديد مستمر من أحد عناصر قسد، وذلك بحسب المصدر الذي أشار أيضاً إلى أن “حكمت” كان يعاني من مرض السكري (النوع الأول).

بعد فترة وجيزة من انتقال حكمت للعيش في مدينة رأس العين، تعرض ثلاثة أشخاص للاعتقال على يد فصيل “صقور الشمال”، وخلال التحقيق مع هؤلاء الأشخاص الثلاثة قاموا بذكر اسم “حكمت” على أنه “عميل” لصالح “قسد” الأمر الذي دفع القيادي “حسن خيرية” لاعتقاله من منزله يوم 14 أيلول/سبتمبر.

قال أحد المصادر الثلاثة لسوريون إنه تمّ اقتياد “حكمت” إلى مقر أمني للفصيل قرب دوار الحسكة في مدينة رأس العين، وهناك خضع للتحقيق على يد القيادي “نجيب صوران” وتم تعذيبه على يد كل من: “عبد الجليل خيرية”، وشخص يلقب باسم “الريحاوي”، وشخص آخر يلقب باسم “وسام أبو أحمد”، وشخص يدعى “محمود النمر” (تربطه صلة قرابة بحسن خيرية /شقيق زوجته).

ووفق المصدر فقد تعرض “حكمت” للشبح (تعليق من يديه للأعلى) والتعذيب باستخدام الكبل وتم جرح جسده بأدوات حادة، وتم حرمانه من الأنسولين لمدة طويلة، كما قام الفصيل بطلب مبلغ 100 ألف دولار من ذويه لقاء إطلاق سراحه ووصلت المفاوضات بين الطرفين إلى 40 ألف دولار أمريكي، لكن العائلة لم تتمكن من دفع المبلغ المطلوب ورفض الفصيل إطلاق سراحه رغم تدخل العديد من الوجهاء.

في حوالي الساعة 11 مساء يوم 19 أيلول/سبتمبر، توفي “حكمت” بعد إعطاءه جرعة زائدة من الإنسولين في مقر الفصيل، وتم نقله بعدها إلى المشفى العسكري ووصل إليها متوفياً، ثم تمّ نقل الجثة إلى المشفى الوطني وتم إبلاغ قيادة “الفرقة 20” بالحادثة، وتم تسجيل واقعة الوفاة في المشفى بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر، وتم تسليم جثمانه لعائلته وتم نقله من مدينة رأس العين إلى قرية الطيانة في دير الزور ودفن فيها بناء على رغبة ذويه.

وبتاريخ 21 أيلول/سبتمبر صدر “محضر كشف قضائي عسكري” عن مديرية صحة رأس العين/الطبابة الشرعية، حمل الكشف الطبي توقيع الكاتب الشرعي “عروة القاعد” وختم مديرية الصحة، وأكّد التقرير وجود علامات عنف وتعذيب، حيث جاء في جزء منه ما يلي:

“وبفحص الجسد والأطراف العلوية والسفلية تبين آثار لعنف وشدّة متوزعة على الظهر ولوح الكتف ومعصم اليدين (وهو ما يؤكّد تعرّض الضحية لعملية الشبح وتعليقه للأعلى/التعليق لسوريون) .. مع تورم بالطرف السفلي الأيمن.

وبالاطلاع على الأوراق الطبية في قسم العناية المشددة والإسعاف في مشفى رأس العين للدكتور كنعان العلي تبين توقف القلب لعدة مرات متكررة خلال الإسعاف والإنعاش … تتجاوز بين 25 دقيقة و30 دقيقة. أعطي العلاج الإسعافي اللازم. وتوقف القلب خلال الإسعاف الساعة 1:53 ظهراً بتاريخه. وإنّ ارتفاع السكر لديه (H.1) أكثر من 500 وعليه فإن زمن الوفاة يقيد بـ خمس ساعات من زمن الكشف وإن سبب الوفاة الصدمة السكرية المرتفعة ما أدى إلى احتشاء العضلة القلبية.”

 

لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد