في 9 ديسمبر/كانون الأول 2013، تمّ اختطاف النشطاء الأربع من قبل مجموعة من المسلحين قاموا بمداهمة مكاتب “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا” في مدينة دوما بريف دمشق, ولم يرد أي خبر عن مصيرهم طوال الأشهر الماضية التي طالت ممّا فاقم المخاوف على صحّة وسلامة ومصير المختطفين الأربع.
رزان زيتونة إحدى المحامين والمحاميات الأساسيين المدافعين عن المعتقلين والمعتقلات السياسيين في سوريا منذ عام 2001. واستمرّ نشاطها الحقوقي طوال سنوات قبل آذار 2011, وبعد آذار 2011 انضمّت رزان وزميلها المحامي ناظم حمادة إلى الصف الأوّل من داعمي الحراك السوري وشاركوا في المظاهرات السلمي. تحدّثت رزان إلى وسائل الإعلام, كتبت مشاهداتها, ثمّ أسسّت مع عدد من النشطاء الآخرين “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا” وكانت إحدى مؤسسي “لجان التنسيق المحلية” التي تنظم عمل اللجان المحلية في مختلف المدن والبلدات السورية. تعرّضت رزان للملاحقة الأمنيّة الشرسة بسبب نشاطها واعتقل زوجها “وائل حمادة” وأخيه للضغط عليها من قبل المخابرات الجويّة في خريف 2011 ثمّ أفرج عنهما لاحقاً.
تخفّت رزان وزوجها وتابع ناظم وسميرة نشاطهما بأكبر قدر ممكن من السريّة وسط ملاحقات وضغوط أمنيّة عدّة, ثم انتقلت مع زوجها وزميليهما عام 2013 إلى ريف دمشق- دوما المنطقة التي خرجت عن سيطرة النظام السوري وتابعت عملها في إدارة “مركز توثيق الانتهاكات” وأسّست مكتب “التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة” الذي ساهم في مساعدة المنظمات غير الحكومية في قلب الغوطة الشرقية المحاصرة.
رزان زيتونة الحاصلة على العديد من الجوائز الدوليّة ومنها جائزة “ساخاروف لحرية الفكر” لعام 2011 وجائزة “آنا بوليتكوفيسكايا” لسنة 2011 من منظمة رو أن ور (الوصول لكل النساء في الحرب) تكريماً لعملها في مجال حقوق الإنسان, لم تستطع يوماً استلام جوائزها بنفسها لكونها غير قادرة على السفر خارج سوريا آنذاك, وهذه واحدة من أبسط التضحيات التي قدمتها رزان شخصياً, ومثلها “ناظم حمادة” الذي لم يستطع طبع ديوانه الشعري الثاني لكونه عمل- باسماء مختلفة- كناشط إغاثة وكناشط في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب في سوريا بأسماء متنوّعة.
سميرة الخليل المُعتقلة السياسية السابقة لدى النظام السوري (1987-1991) لانتمائها السياسي المعارض رفضت الخروج من دوما كما فعل وائل وناظم ورزان, وفضلوا الالتزام بخيار الحياة معاً أو الموت معاً, اختاروا البقاء مع المحاصرين غير القادرين على الخروج, الرافضين لمغادرة منازلهم, والعيش معاً تحت القصف وفي الحصار. في مقابلة مصورة أجرتها معها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان قبيل اختطافها “لاشيء، ولا حتى شهداؤنا العشرة آلاف أوالحصار الخانق أو خيانة المجتمع الدولي لنا يستطيع أن يهزم إرادة شعب يحلم ويؤمن بالمستقبل”.
وبالرغم من نفي الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية مسؤوليتها عن جريمة الاختطاف, وإصدارها بعيد الجريمة بياناً أعلنت فيه براءتها من عدّة انتهاكات وقعت في الغوطة الشرقية ومنها جريمة اختطاف رزان ورفاقها. فإنّ هذه الفصائل لم تسهّل إجراء تحقيق سريع وجدّي ومستقل يساهم في الكشف عن مصير المخطوفين الأربع, علماً أنّ حماية المدنيين واجب على أي سلطة تعلن نفسها كسلطة مسؤولة في مناطق تقول عنها انّها تحت سيطرتها.
إنّ عمل رزان زيتونة الحقوقي وصوتها السلمي المدني, هي وكلّ من سميرة الخليل ووائل حمادة الناشط الذي عمل سنوات بصمت, اعتقل وعُذّب بصمت, وناظم حمادة, عملهم الذي لا يعرف انفصالاً عن خطابهم الحقوقي الذي ناشد وطناً أكثر عدلاً واحتراماً لكرامة الإنسان, جعل أعداءهم متنوّعين, كل من يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان ويُهين كرامة الإنسان هو عدو لهم, كل من يسعى إلى السيطرة السياسية أو العسكرية لتحقيق أرباح شخصية هو عدو لهم, وقد نجحوا في خطف رزان وسميرة وناظم ووائل.
إلاّ أنّ المنظمات الحقوقية السورية تؤكد أنّ هذه الجريمة لا يغلفها القانون الإنساني الدولي, وأنّ الزمن لا يُثقل عليها, وأنّ المحاسبة لا بد قادمة والوحيدون القادرون على الصفح والمغفرة هم رزان وسميرة ووائل وناظم. إنّ المنظمات الموقعة أدناه تحث جميع الأطراف الدوليّة المعنيّة على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمعرفة مكان رزان زيتونة وسميرة خليل وناظم حمادي ووائل حمادة والإفراج الفوري عنهم وفقا لمتطلبات القانون الدولي, وضمان سلامتهم. وإن استمرار احتجازهم يشكل جزءا من نمط أوسع من التهديدات والمضايقات التي يتعرض لها نشطاء حقوق الإنسان من القوات الحكومية أو غير الحكومية على حد سواء.
نحن الموقعين على هذا البيان، من منظمات حقوقية ومدنية، نناشد كل القوى القادرة على التدخل والضغط والتأثير التدخل لمعرفة مكان احتجاز المعنيين الأربعو وإطلاق سراحهم فوراً, ليعودوا لذويهم وأصدقائهم, ونؤكد على أنّ عمل المختطفين الأربع لم ولن يتوقف, الكتابة والتوثيق والسعي من أجل المحاسبة عمل أسسّ له سوريون حقوقيون وطنيون كثير منهم غيبتهم ظلمات القوى المتصارعة لكنه لم ولن يتوقف.
الموقعون:
- اتحاد الصحفيين الكرد السوريين
- التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية
- الرابطة السورية للمواطنة
- الشبكة الاشورية لحقوق الانسان
- الشبكة السورية لحقوق الانسان
- اللجنة السورية للمعتقلين والمعتقلات
- اللوبي النسوي
- المجموعة الوطنية للعدالة الانتقالية
- المرصد – المركز العربي لحقوق الانسان في الجولان
- المركز التعليمي لحقوق الانسان- ألمانيا
- المركز السوري البصري الاعلامي.
- المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
- المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية
- المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا
- المنظمة العربية لحقوق الإنسان
- المنظمة الوطنية السورية
- النادي الفرنسي السوري
- النقابة المركزية للمحامين
- النقابة المركزية للمحامين الأحرار
- جمعية روشن بدرخان للنساء الكرد
- حافز
- حلقة سلام عنتاب
- رابطة النساء السوريات
- سوريون مسيحيون من اجل السلام
- سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
- شبكه المرأه السوريه
- فريق مجموعة العمل لأجل المعتقلين
- مجلس الاكاديميين
- مجلس الدبلوماسيين.
- مجلس القضاء السوري
- مجلس قضاة سورية الأحرار
- مجموعة مضر الجندي الحقوقية
- مرصد العدالة من أجل الحياة
- مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور
- مركز الراية لحرية الاعلام والصحافة.
- مركز برجاف للإعلام والحريات
- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
- مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية
- مركز دعم سيادة القانون
- مسار
- منظمة ارنامو
- منظمة التضامن من أجل سورية
- منظمة العدالة لأجل المعتقلين في سورية
- منظمة الكواكبي لحقوق الانسان
- منظمة بيفا مه-كلمتنا)
- منظمة تنمية المرأة الكوردية
- منظمة حقوق الانسان في سوريا- ماف
- منظمة ناشطون سوريون للرصد
- منظمه جين
- مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان
- هيومان رايتس كارديان