الرئيسية صحافة حقوق الإنسان ريف حلب: القوات التركية تتمركز في مدارس وممتلكات مدنيين عنوة

ريف حلب: القوات التركية تتمركز في مدارس وممتلكات مدنيين عنوة

أفاد أهالي بتمركز القوات التركية في 4 مدارس على الأقل ما تسبب بوقف عملية التعليم بشكل كامل وتسرب قسم من الطلاب من المدرسة خلال العام الدراسي 2020-2021

بواسطة communication
341 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

عقب انهيار اتفاق “أستانا” الذي أفضى إلى إنشاء نقاط مراقبة تركية في محيط منطقة “خفض التصعيد/شمال غرب سوريا” في العام 2017، وبعد اتفاق “خفض التصعيد” الأخير (اتفاق موسكو) الموقع ما بين روسيا وتركيا في 5 آذار/مارس 2020، قام الجيش التركي بتعزيز تواجده العسكري في محافظتي حلب وإدلب، حيث وزّع قواته في إدلب في أكثر من 53 نقطة جنوبي إدلب ومنها منطقة جبل الزاوية حيث سبق أن أعدت “سوريون” تقريراً مفصلاً حولها.[1]

رصدت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” نقاط توزع القوات التركية في ريف حلب الغربي في 11 نقطة، وتحدثت مع عدد من السكان المحليين وأهالي المنطقة الذين أكدّوا قيام القوات التركية بالتمركز في 4 مدارس على الأقل، مما أدى إلى إيقاف عملية التعليم فيها، إضافة إلى الاستيلاء على منازل وأراضي زراعية يملكها مدنيون دون رضاهم، وسط مطالبات دائمة من الأهالي بمغادرة القوات التركية لأملاكهم.

  1. توزع النقاط العسكرية التركية في ريف حلب الغربي:

توزعت القوات التركية في 11 موقعاً في عموم منطقة ريف حلب الغربي التابعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، ورافقها في تلك المهمة عناصر التشكيل الجديد الذي أنشأته وعرف باسم “القوات الرديفة”.[2] ورصد ناشطون محليون متعانون مع “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في منطقة ريف حلب الغربي التابعة لسيطرة هيئة تحرير الشام مواقع تمركز القوات العسكرية التركية وكانت على الشكل التالي:

  1. نقطة باتبو: تقع في بلدة باتبو في ريف حلب الغربي وتتمركز القوات التركية في مدرسة البلدة، وتضم النقطة نحو 300 عنصر و25 آلية متنوعة.
  2. نقطة إبين سمعان: تقع جنوب البلدة وتمركزت القوات التركية في منازل مدنيين وفيها تقريبا 450 عنصراً و30 آلية متنوعة.
  3. نقطة الأتارب: تقع شرق البلدة حيث تمركزت القوات في الحارة الشرقية وتحديداً في مدرسة (مدرسة بنين الشرقية)، وكانت المدرسة تضم مبنى مديرية التربية التابع لوزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، وتم إخلاء المبنى أيضاً مع المدرسة، إضافة إلى منازل مدنيين قرب المدرسة، كما تم قطع طريق رئيسي قريب من النقطة، وتضم 500 عنصر و25 آلية متنوعة.
  4. نقطة الأصاعي: وهي نقطة كبيرة تقع جنوب مدينة الاتارب وفيها 500عنصر و30 الية متنوعة.
  5. نقطة كفر ناصح: تتمركز شمال القرية في منازل للمدنيين وفيها تقريبا 200 عنصر و15 آلية متنوعة.
  6. نقطة كتيان: تتمركز في الحارة الشرقية من البلدة في مدرسة كتيان ومنازل مدنيين.
  7. نقطة الجينة: تقع على مساحة تتجاوز عشرة هكتارات في الأراضي الزراعية تعود ملكيتها لمدنيين، وفيها نحو 300 عنصر و25 آلية متنوعة.
  8. نقطة كفركرمين: تقع بين قريتي كفركرمين وكفرناصح في أراضي زراعية تعود ملكيتها لمدنين وتضم نحو 400 عنصر و20 آلية متنوعة.
  9. نقطة دارة عزة: تتمركز جنوب بلدة دارة عزة في بناء وخيام خاصة أنشأتها القوات التركية، وفيها نحو 200 عنصر و20 آلية متنوعة، وأيضاً هناك نقطة أخرى في جبل الشيخ بركات تضم 300 عنصر و30 آلية متنوعة.
  10. نقاط في بلدة كفرنوران: تم انشاء 3 نقاط في البلدة وهي:
    1. النقطة الأولى تمركزت في مدرسة كفرنوران وفيها نحو 500 عنصر و30 آلية متنوعة وفيها رشاشات على سطح المدرسة.
    2. النقطة الثانية تمركزت بين منازل المدنيين وفيها نحو 50 عنصر وآليات خفيفة ودبابتين.
    3. النقطة الثالثة تمركزت في أراضي زراعية لمدنيين، وتضم نحو 200 عنصر و20 آلية متنوعة.
  11. نقطة الابزيمو: تمركزت في منازل مدنيين شرقي القرية وفيها نحو 400 عنصر و25 آلية متنوعة.

صورة رقم (1)- خريطة توضح مواقع انتشار القوات التركية في ريف حلب الغربي التابع لسيطرة فصائل المعارضة.

  1. ممارسات القوات التركية في ريف حلب الغربي بحسب الأهالي:

خلال عملية إعادة نشر وتوزيع القوات التركية في منطقة ريف حلب الغربي، بعد اتفاق آذار/مارس 2020، تمركزت هذه القوات في مدارس ومواقع/أماكن كثيرة تعود ملكيتها لأشخاص مدنيين، وتم استخدام/التمركز في الكثير هذه المواقع دون موافقة المالكين الأصليين، علاوة على ذلك، رفضت القوات التركية مراراً طلبات المالكين بإخلاء أملاكهم.

لقد رصد الباحثون الميدانيون لدى “سوريون” تمركز القوات التركية في 4 مدارس في منطقة ريف حلب الغربي، وهي مدارس للمرحلة التعليم الأساسي وتضم الصفوف من الأول الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي، وتخدم كل مدرسة منها نحو 500 طالب، والمدارس هي:

المدرسة الابتدائية الشرقية في بلدة باتبو، مدرسة الأتارب الشرقية قرب بلدة الأتارب، مدرسة قرية كتيان، مدرسة اقرأ في قرية كفرنوران.

وبحسب عدد من أهالي القرى المذكورة، فإن استيلاء القوات التركية على هذه المدارس تسبب بوقف عملية التعليم بشكل كامل واضطر بعض الطلاب للذهاب إلى مدارس في قرى مجاورة والتي تعاني أساساً من زيادة عدد الطلاب، في حين انقطع عدد كبير عن الطلاب عن الدراسة بسبب عدم قدرة الأهل على تأمين المواصلات والتكلفة اللازمة لاستكمال تعليم الطفل في مدارس خارج القرية.

وفي شهادته حول الأمر، تحدث أحد المعلمين في مدرسة قرية باتبو -رفض كشف هويته- مع الباحث الميداني لدى “سوريون” حيث قال:

“في بداية الشهر الثاني عام 2020 دخل الجيش التركي على مدرسة شهداء باتبو الابتدائية وكانت المدرسة تستوعب 760 طالب من الصف الأول الابتدائي للصف السادس الابتدائي ومنعوا من مباشرة العام الدراسي في المدرسة بعد ان استقر فيها الجيش التركي، الجيش أحضر حوالي 400 عنصراً و30 آلية عسكرية متنوعة بين دبابة وعربات عسكرية، ومنعوا الأساتذة والطلاب من الاقتراب من المدرسة وادعوا أن المدرسة أصبحت نقطة عسكرية، ولم يسمحوا لكادر المدرسة حتى بإخلاء مستلزمات وأثاث المدرسة لنقله إلى مكان آخر في محاولة استكمال عملية التعليم، فمنعوا إخراج المقاعد الدراسية وعفش الإدارة والمكتبة، رغم اعتراضات الأهالي المتكررة، وبعد انطلاق العام الدراسي الجديد لعام 2020-2021 تمّ توزيع الطلاب على المدارس المجاورة في البلدة حسب استيعاب كل مدرسة بدوام مسائي، القسم الأكبر من الطلاب حالياً يداوم مع كادر المدرسة في مدرسة براعم الثورة في الحي الغربي بدوام مسائي بسبب انشغال المدرسة بالدوام الصباحي لطلابها الأساسيين، وتم تسرب قسم من الطلاب من المدرسة وتركو الدراسة بسبب بعد المدارس الثانية التي تم فرزهم عليها والسبب الرئيسي هو استلاء الجيش التركي على مدرستهم”.

فيما يتعلق بالاستيلاء على ممتلكات مدنيين واستخدامها لأغراض إنشاء نقاط عسكرية، تحدث الباحث الميداني لدى “سوريون” مع مجموعة من السكان المحليين في بلدتي الجينة وكفرنوران إضافة إلى عدد من الناشطين في بلدة إبين سمعان ومدينة الأتارب، وأفادت المعلومات والشهادات التي قدموها بقيام القوات التركية بالاستيلاء على عدد من المنازل والأراضي الزراعية وتخريبها، علاوة على رفض مغادرتها منذ أكثر من عام، وما تزال هذه القوات تستولي على منازل جديدة حيث سجلت آخر عملية استيلاء على منازل أواخر شهر آذار/مارس 2021، في قرية الوساطة بمحيط مدينة الأتارب. تحدث شاهد أول/ مزارع يدعى أبو عبد الرحمن في بلدة الجينة حيث قال:

“أملك أنا وأخوتي أرض زراعية في بلدة الجينة، عندما جاءت القوات التركية إلى القرية قاموا بالتمركز في أراضي زراعية يملكها عدة أشخاص من جيراني، لقد تمركزوا في الأراضي دون إذن أصحابها، المساحة التي تمركزوا فيها تبلغ 10 هتكارات، والمشكلة الأكبر أنهم قاموا بجرف التربة الزراعية الحمراء وخربوا الأراضي وجرفوها وقاموا برفع ساتر ترابي كبير حول النقطة التركية والساتر الترابي رفعوه من تراب هذه الأراضي يعني أنها أصبحت غير صالحة للزراعة وتحتاج لاستصلاح لمدة 4 سنوات على الأقل حتى تعود كما كانت.”

وتابع:

“الأرض التي أملكها أنا تم أخذ جزء منها للنقطة التركية والقسم الباقي منها مازال صالح للزراعة ولكنهم منعوني من زراعتها، كانت هذه الأرض هي مصدر زرقنا جميعاً نزرعها 3 أو 4 مواسم في السنة، والآن لم يبق لنا شيء، أيضاً منع الأتراك المزارعين من أخذ أي شيء من المعدات مثل مرشات المياه للسقاية ومولدات وأسلاك خطوط كهرباء وغطاسات ماء مركبة على الآبار، كلها بقيت بالأراضي دون عمل أو صيانة، وأغلب هذه المعدات تكسرت وصارت بدون فائدة لانهم كسروها أثناء عملية رفع الساتر الترابي حول النقطة والتركس والآليات التي استخدموها عند جرف التربة كانت تدهس مرشات وشبكات الري وأتلفتها بشكل كامل.”

 شاهد ثاني/ مدني اسمه محمد ويلقب أبو رضوان، من قرية كفرنوران، قال ما يلي:

“كنا نازحين من القرية عندما دخل الجيش التركي إلى قريتنا بأرتال كبيرة، اعتقدنا أنهم سوف يمرون فقط ويتمركزون في الأتارب، لكن استقروا في 3 أماكن، في أول الأمر أخذوا مدرسة القرية وحارة سكنية جانب المدرسة، وبعدها أخذوا أراضي زراعية قرب القرية، ومن ثم أخذوا أراضي زراعية في القرية وهي أرضي وأرض جيراني.”

وتابع:

“كان في أرضي أشجار مثمرة عمرها أكثر من 40 سنة، قاموا بقلع كل الأشجار ورفعوا ساتر ترابي، عندما عدنا لقرية بعد النزوح ورأينا ما فعلوه بالأراضي، ذهبنا إلى النقطة وتحدثنا مع الحرس هناك، وكانت الرد التركي أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية وممنوع الاقتراب منها، وعندما طلبنا أخذ الحطب الناتج عن الأشجار المقلوعة رفضوا، مساحة أرضي 8 دونمات وكلها أشجار مثمرة، خسرتها كلها.”

وبتاريخ 22 كانون الثاني/يناير 2021، قام عدد من أهالي قرية “إبين سمعان” بالاحتجاج على مدار أربعة أيام أمام نقطة المراقبة التركية في قريتهم، وطالبوا القوات التركية بمغادرة المنازل المدنية وإيجاد مكان آخر/أرض مشاع للتمركز فيها، ولكن القوات التركية لك تستجب لمطالبهم.

 

_____

[1] إدلب: القوات التركية تتمركز في ممتلكات مدنيين عنوة. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 29 نيسان/أبريل 2021. (آخر زيارة للرابط: 29 نيسان/أبريل 2021). https://stj-sy.org/ar/%d8%a5%d8%af%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%85%d8%aa%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa/

[2] “القوات الرديفة” كيان عسكري أنشأته تركيا لتعزيز تواجدها في إدلب. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 20 أبريل 2021، آخر زيارة للرابط: 28 نيسان/أبريل 2021، https://stj-sy.org/ar/%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d8%b4%d8%a3%d8%aa%d9%87-%d8%aa%d8%b1%d9%83/

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد