الرئيسية تحقيقات مواضيعية قصف يطال مدرستين في الغوطة الشرقية ويخلّف عدد من القتلى والجرحى في صفوف تلاميذ

قصف يطال مدرستين في الغوطة الشرقية ويخلّف عدد من القتلى والجرحى في صفوف تلاميذ

"القصف جاء بعد 24 ساعة فقط من دخول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية"

بواسطة wael.m
566 مشاهدة هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

قُتل ما لايقل عن (8) أطفال وأصيب آخرون، نتيجة قذائف سقطت على مدرستين في الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق[1]، إحداهما في بلدة جسرين والأخرى في بلدة مسرابا، وذلك في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017. ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد خلّف القصف المدفعي على مدرسة "ناصر عشعوش" الابتدائية في بلدة جسرين، سبعة قتلى في صفوف المدنيين، كان غالبيتهم من الطلاب الأطفال، وقد أتى هذا القصف متزامناً مع قصف آخر طال مدرسة "الشهيد سهيل التكلة" في بلدة مسرابا، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين اثنان منهم من التلاميذ الأطفال. وحسبما أكدّ العديد من شهود العيان فقد وقعت الحادثتان تزامناً مع نهاية الدوام الرسمي أي بينما كان الطلاب الأطفال يغادرون مدارسهم.

خريطة توضّح مناطق السيطرة العسكرية في مناطق الغوطة الشرقية حتى بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017

قذيفة تسقط أمام باب مدرسة "ناصر عشعوش" في جسرين:

في تمام الساعة (10:30) صباحاً من يوم الثلاثاء، سقطت قذيفة مدفعية (يُعتقد أن مصدرها إدارة الدفاع الجوي في منطقة المليحة الخاضعة لسيطرة الجيش النظامي السوري) أمام باب مدرسة "ناصر عشعوش" الابتدائية في بلدة جسرين الخاضعة لسيطرة فيلق الرحمن[2]، مخلفةً وراءها العديد من القتلى والجرحى بين صفوف التلاميذ الأطفال، وهو الأمر الذي أكده "محمود التلي" أحد أهالي البلدة الذين كانوا متواجدين في مكان الحادثة لحظة وقوعها، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"سقطت قذيفة أمام باب المدرسة بينما كان الطلاب يغادرون إلى منازلهم، وتناهى إلى مسامعنا صوت القذيفة وهو يدوي عالياً، ثم تلاه صوت الأطفال وهم يصرخون ويأنّون. أذكر تماماً كيف كان الأطفال يركضون مذعورين في كل اتجاه، فبعضهم تعرض لإصابات بالغة، وبعضهم فقد حياته. لقد كان المشهد مروعاً فأشلاء الأطفال تناثرت في كل مكان، وكل ما أذكره أنني حاولت إسعاف ما أمكن لي من الأطفال بمساعدة بعض جيران الحي، ومن ثم تمّ نقل جميع الأطفال إلى المشافي، إلا أنه وبسبب منع النظام السوري إدخال المحروقات إلى الغوطة الشرقية، تأخرت سيارات الإسعاف في القدوم إلينا."

صورة تظهر بعضاً من التلاميذ الأطفال الذين أصيبوا نتيجة القصف المدفعي الذي طال مدرسة "ناصر عشعوش" الابتدائية في بلدة جسرين من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
 مصدر الصورة: المكتب الإعلامي في بلدة جسرين.

وأظهر مقطع فيديو نشره مركز الغوطة الإعلامي بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017، أحد الأطفال المصابين وهو يتلقى العلاج في أحد المراكز الطبية في الغوطة الشرقية، وذلك نتيجة القصف المدفعي الذي تعرضت له مدرسة "ناصر عشعوش" في بلدة جسرين.

"محمد كيوان" وهو أحد القائمين على نقطة الإسعاف المركزية التي تم نقل الأطفال المصابين إليها في بلدة جسرين، تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول مقتل خمسة أطفال من طلاب المدرسة، وإصابة مايقارب خمسة عشر طفلاً إصاباتٍ بليغة وحرجة، وفي هذا الصدد تابع قائلاً:

"عملنا جاهدين لإنقاذ ما أمكن من الأطفال، وقمنا بنقل البعض ممن أصيبوا إصابات شديدة إلى المشافي المجهّزة تجهيزاً أفضل في الغوطة الشرقية، وعلى الرغم من نقل بعضهم إلى تلك المشافي، توفي أحدهم متأثراً بجراحه ويدعى "طاهر محمد درويش"، كما لاتزال حياة العديد منهم مهددة بالخطر نتيجة نقص الأدوية والتجهيزات الطبية بسبب الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، والجدير بالإشارة أن القصف المدفعي الذي طال المدرسة جاء بعد أربع وعشرين ساعة فقط من دخول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية أي بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2017، حيث رافق تلك القافلة وفد من الأمم المتحدة."

صورة تظهر بعض الأطفال المصابين وهم يتلقون العلاج داخل المركز الإسعافي في بلدة جسرين، نتيجة القصف المدفعي الذي تعرضت له مدرسة "ناصر عشعوش" الابتدائية من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
 مصدر الصورة:  المكتب الإعلامي في بلدة جسرين.

ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تم توثيق مقتل سبعة مدنيين على خلفية القصف المدفعي الذي طال مدرسة "ناصر عشعوش" في بلدة جسرين، حيث كان غالبيتهم من الطلاب الأطفال، وهم:

1الطفل ياسين غالب هاشم.

2- الطفل عبد الكريم محمد خير درويش.

3- الطفل يوسف الديابي.

4- الطفل أنس مرعي.

5- الطفل محمد مأمون درويش.

6- الطفل طاهر جميل درويش.

7-غسان عبد الواحد كتب.

قصف مدرسة "الشهيد سهيل التكلة" في مسرابا:

وحسبما أكدّ مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تزامن القصف المدفعي الذي تعرضت له مدرسة "ناصر عشعوش" في بلدة جسرين، مع قصف آخر تعرضت له مدرسة "الشهيد سهيل التكلة" الكائنة في بلدة مسرابا الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام[3]، ففي ذات اليوم من تاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017، سقط قتلى وجرحى من المدنيين، جرّاء سقوط قذيفتي هاون بالقرب من تلك المدرسة، وهو الأمر الذي أكده عامر الحمصي وهو أحد عناصر الدفاع المدني في بلدة مسرابا، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"في تمام الساعة (11:00) صباحاً/قبل الظهر، تمّ استهداف المدرسة بقذيفتي هاون (يرجح أن مصدرها إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا الخاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية) وذلك بينما كان الأطفال يغادرون المدرسة، حيث سقطت إحداهما خلف المدرسة مباشرة بمسافة لا تبعد أكثر من (20) متراً، والأخرى وقعت أمام باب المدرسة بمسافة لاتتجاوز (50) متراً، وعلى الفور قتل أربعة مدنيين (اثنان منهم من الطلاب الأطفال)، عرف منهم الطفل "محمد الخولي" ووالده، إضافة إلى شخص يدعى " أبو فهد أنيس" وطفلة تدعى "براءة"، كما قمنا بإسعاف العديد من الجرحى، منهم سيدة كبيرة في السن كانت قد تعرضت لإصابة بليغة وقطعت يدها."

صورة تظهر أحد الأطفال الذين قضوا نتيجة القصف الذي تعرضت له مدرسة "الشهيد سهيل التكلة" في بلدة مسرابا من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
 مصدر الصورة:  مركز الغوطة الإعلامي.

وبدوره وثق الدفاع المدني في ريف دمشق مقتل أربعة مدنيين (منهم طفلان) نتيجة القصف الذي طال مدرسة "الشهيد سهيل التكلة" في بلدة مسرابا، وهم :

1الطفلة براءة طلس.

2- الطفل محمد غسان الخولي.

3- غسان الخولي (والد الطفل محمد).

4- عدنان إبراهيم الخولي.

ويعتقد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بوجود منهجية وتعمّد في استهداف المدارس في ذلك اليوم، بسبب تزامن الحادثتين مع بعضهما البعض أولاً، وسقوط القذائف على مقربة كبيرة جداً من المدارس، ولا يمكن معرفة سبب القصف، ولكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى إدعاءات النظام بسقوط قذائف (مصدرها المعارضة المسلّحة) على منطقتي الدويلعة وباب توما في العاصمة دمشق).

ومن الجدير ذكره أنه وبتاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الاعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية.

وفي تاريخ 22 تموز/يوليو 2017، شارك جيش الإسلام في التوقيع على اتفاقية خفض التصعيد في سوريا، ثم تبعه فصيل فيلق الرحمن بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017، حيث اتفق الجانب الروسي وفصيل فيلق الرحمن على وقف إطلاق النار ومواصلة محاربة تنظيم جبهة النصرة أيضاً.

 


[1] تفرض القوات النظامية السورية حصاراً خانقاً على مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ أواخر العام 2013، وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

[2] في بداية شهر آب/أغسطس  2012، أعلن عن تشكيل لواء "البراء" بقيادة النقيب المنشق "عبد الناصر شمير" الذي ينحدر من محافظة حمص، وفي نهاية عام 2013، توسع لواء البراء حيث تمّ الإعلان عن تشكيل فيلق الرحمن والذي ضمّ عدة ألوية تابعة للمعارضة السورية المسلحة، منها لواء "أبو موسى الأشعري" ولواء "شهداء الغوطة"وكتائب "أهل الشام" واللواء الأول في القابون وحي تشرين وكتيبة "العاديات" في الغوطة الغربية. ويضم الفيلق بحسب مصادر عديدة حوالي  (9000) مقاتل، ويكتسب الفيلق نفوذه من تركزه في أحياء شرقي العاصمة في جوبر وزملكا، كما أنه يعد ثاني أكبر فصيل عسكري معارض في الغوطة بعد جيش الإسلام.

[3]  في أيلول/سبتمبر عام 2011، أعلن "زهران علّوش" تشكيل سريّة الإسلام المعارضة التي أصبحت في منتصف عام 2012 "لواء الإسلام"، وفي 29 أيلول/سبتمبر 2013، أعلن عن تشكيل "جيش الإسلام" بتوحيّد عشرات الفصائل والألوية في كيانه، ثمّ انضمّ لاحقاً في نفس العام إلى الجبهة الإسلامية ، وينشط حالياً في منطقة الغوطة الشرقية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد