الرئيسية تحري الحقائق معلومات إضافية لصورة تمّ تداولها لسوريين على متن طائرة عسكرية تركية نوع A400

معلومات إضافية لصورة تمّ تداولها لسوريين على متن طائرة عسكرية تركية نوع A400

بعد التحقق والتحري تبين أن هذه الصورة تمّ التقاطها على متن رحلة باتجاه ليبيا لعشرات من عناصر "الشرطة الحرة/السورية المعارضة" نقلتهم الحكومة التركية

بواسطة bassamalahmed
391 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

في النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر 2020، تداولت عشرات وسائل الإعلام السوريّة المحلية والإقليمية ووسائل التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة من الأشخاص على متن طائرة عسكرية قالت بأنّهم مقاتلون سوريون تم نقلهم من سوريا -عبر الأراضي التركية- للقتال كمرتزقة إلى جانب الحكومة الأذربيجانية في صراعها العسكري مع أرمينيا في إقليم ناغورنو/قره باغ/كراباخ/أرتساغ المتنازع عليه.

بدا واضحاً أنّ سبب تبنّي الرواية المنشورة حول الصورة من قبل عدد كبير من الوسائل الإعلامية يعود لعدّة أسباب، منها حقيقة نقل الحكومة التركية مئات المقاتلين السوريين عبر الأراضي التركية وبواسطة نفس النوع من الطائرات العسكرية للقتال في أذربيجان في تلك الأيام.[1] إضافة إلى عدم انتشار معلومات مؤكّدة تنفي المزاعم السابقة.

“سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تواصلت مع العديد من المصادر، إلى أنّ توصلت إلى معلومات من مصدر كان متواجداً في نفس الطائرة وعلى متن نفس الرحلة، أكّد بأنّ الصورة تعود لعشرات من عناصر “الشرطة الحرة” التابعة للمعارضة السوريّة، أثناء نقلهم من قبل الحكومة التركية إلى ليبيا، من أجل تنفيذ مهام لصالح “حكومة الوفاق/السّراج” المدعومة من تركيا. [2]

 

تم نشر الصورة على الانترنت لأول مرة بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2020، وتم تداولها من قبل نشطاء محليين على أنها صورة لمقاتلين مرتزقة سوريين متوجهين إلى أذربيجان، لتقوم بعدها وسائل إعلام محلية عدة باستخدام الصورة ذاتها مع تقارير تتعلق بتواجد مرتزقة سوريين في أذربيجان.

 

المصدر الذي قابلته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أكّد أن الصورة التقطت يوم الأربعاء 24 حزيران/يونيو 2020، على متن طائرة عسكرية تركية، طراز A400 والتي كانت متوجهة إلى مصراتة في ليبيا، كما أكد أن الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة هم عناصر من “الشرطة الحرة” وليسوا من مقاتلي الفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري المعارض، حيث أنهم تم نقلهم إلى ليبيا للقيام بمهام تدريب الشرطة الليبية/قوات الأمن الداخلي، وأنّه “ليس لهم أي علاقة بعمليات القتال الدائرة هناك”.

أيضاً قام المصدر الذي كان متواجداً على متن الرحلة بتزويد “سوريون” بصورة خاصة من داخل الطائرة ذاتها وللرحلة ذاتها، يظهر فيها بعض العناصر أثناء نزولهم من الطائرة، وأكدّ أنهم هبطوا في مدينة مصراتة بليبيا وليس في أذربيجان، ومن ثم تمّ نقلهم إلى معسكر في مدينة طرابلس.

 

صورة رقم (1). صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر مجموعة من عناصر “الشرطة الحرة” أثناء نزولهم من طائرة عسكرية تركية نقلتهم من تركيا إلى مدينة طرابلس في ليبيا، يوم 24 حزيران/يونيو 2020.

 

صورة رقم (2). صورة تظهر الصورة في الأسفل هيكل طائرة عسكرية نوع A400M من الداخل، وهي تتطابق مع هيكل الطائرة في الصورة العلوية التي تمّ نشرها.

وللتحقق من رواية المصدر حول موعد الرحلة في 24 حزيران/يونيو 2020، قام خبير التحقق الرقمي لدى “سوريون” بتتبع مسار الطائرات العسكرية التركية التي غادرت إلى ليبيا في تلك الفترة الزمنية/اليوم، عبر موقع flight radar 24   والذي أظهر بالفعل وجود الرحلة التي انطلقت من اسطنبول وتوجهت نحو مطار مصراتة في ليبيا في التاريخ واليوم ذاته.

 

صورة رقم (3). بتاريخ 24 حزيران/ يونيو 2020 استطاع موقع flight radar 24  التقاط معلومات رحلة انطلقت من اسطنبول متجهة إلى مطار مصراتة في ليبيا. وهي الرحلة التي تمّ التقاط الصورة عليها.

 


[1] “سياسات حكومية تُسهم في تنامي ظاهرة استخدام السوريين للقتال كمرتزقة”. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. (آخر زيارة للرابط: 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2020). https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%8f%d8%b3%d9%87%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

[2]  تشكلت الشرطة الحرة/قوات الشرطة والأمن الوطني العام في منطقة عفرين في أيار/مايو 2018، أي بعد فترة قصيرة من احتلالها من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلّحة. وخضع العناصر المنتسبون لها لمعسكرات تدريبية داخل الأراضي التركية وباشرت أعمالها في منطقة عفرين يوم 27 أيار/مايو 2017، وأطلقت حسابها الرسمي على فيسبوك يوم 4 حزيران/يونيو 2018.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد