إعداد ألكسندر ماكيفربالتعاون مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
في 13 تشرين الأول/أكتوبر2019، أعلن فصيل تجمع أحرار الشرقية المنضوي تحت جناح “الجيش الوطني السوري/المعارض” سيطرته على بلدة سلوك الواقعة في ريف الرقة الشمالي. جرى ذلك في سياق عملية “نبع السلام” التي شنتها تركيا وحليفها “الجيش الوطني” ضد مناطق في شمال شرق سوريا كانت تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. وقد أفضت العمليات العسكرية إلى تمكن القوات التركية وحلفائها من السيطرة على قطاع من الأراضي يقع على امتداد 100كم على طول الحدود وبعمق 30كم باتجاه الجنوب.
وفي سلوك مشين، قام عناصر من فصيل أحرار الشرقية باغتيال الناشطة السياسية الكردية هفرين خلف وأشخاص آخرين قبل أن ينسحبوا باتجاه الشمال، وذلك في صباح 12 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعد سيطرة الفصيل لفترة وجيزة على حاجز تفتيش يقع على اتستراد الـM4. سسنتحدث في هذا التقرير بالتفصيل عن مقطع فيديو تمّ تصويره خلال عملية نبع السلام وبعد حوالي عشر ساعات ونصف من حوادث القتل التي وقعت على طريق الـM4، وعلى مسافة 13.5 كم إلى جهة الشمال الغربي (الدقيقة 19:00 إلى الدقيقة 23:30 تظهر اللحظات الأولى لدخول فصيل أحرار الشرقية إلى بلدة سلوك).
الصورة رقم 1: المواقع ذات الصلة، كما تظهر المنطقة التي تقع حالياً تحت سيطرة تركيا وحليفها الجيش الوطني السوري باللون الأخضر.
يجدر التنويه إلى أنَّ الزمن الظاهر في أسفل الفيديو غير دقيق، حيث أنَّ الفيديو تم تصويره قبل أكثر من ثلاث سنوات. سوف أقوم بالإشارة إلى جميع المقاتلين الظاهرين في الفيديو على أنهم تابعين لفصيل لواء القادسية وذلك لأنَّ شعار هذا الفصيل هو الوحيد المرئي على الأعلام الظاهرة في الفيديو، بيد أنَّه من المرجح أن يكون بعض هؤلاء المقاتلين ينتمون لفصائل أخرى تتفرع عن فصيل أحرار الشرقية.
حوادث القتل:
في 13 تشرين الأول/أكتوبر، تواردت أنباء عن إعدام ثلاثة أشخاص من قبل مقاتلي فصيل أحرار الشرقية بعد إحكام الأخير السيطرة على بلدة سلوك. بيد أنَّه لم يتم التأكد تماماً من صحة هذه الأنباء نظراً لقلة عدد شهود العيان الذين أدلوا بشهاداتهم وندرة الأدلة المرئية المتاحة. لذلك أجرت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في شهر شباط/فبراير 2020 تحقيقاً بخصوص حالات الإعدام تلك وقد أفضى التحقيق إلى إيضاح بعض التفاصيل، لكن نتائجه لم تكن حاسمة أيضاً. استطاعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من خلال تحقيقاتها التعرف على هوية الضحايا وهم:
- ميديا خليل عيسى، 18 عاماً، تعمل ضمن الكادر الطبي في هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية في تل أبيض وهي أيضاً متطوعة بدوام جزئي في منظمة الهلال الأحمر الكردي.
- محمد بوزان، 18 عاماً، وكان يعمل فني كاميرات مراقبة في مشفى تل أبيض العسكري ومع بداية الغزو التركي للمنطقة انتقل للعمل كسائق لسيارة إسعاف.
- هيفي خليل وهي مقاتلة في صفوف “قسد” وعملت فيما بعد كمرافقة لسيارة الإسعاف.
ذكرت الشهادات المعدودة التي حصلت عليها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بأنَّ “ميديا خليل” كانت قد لجأت إلى مستشفى في وسط بلدة سلوك لكن مقاتلي فصيل أحرار الشرقية اكتشفوا مكانها وقاموا بقتلها على الرغم من أنها عرَّفت عن نفسها على أنها ممرضة. لم تتوفر معلومات لدى الشاهدان اللذان تمت مقابلتهما حول ظروف مقتل محمد بوزان وهيفي خليل بيد أنهما أكدا رؤيتهما لجثتي الضحيتين. كما أنَّ الشهادات التي أدلى بها ذوي محمد بوزان وميديا خليل عيسى تبين أنّهم لم يحصلوا على معلومات دقيقة حول حيثيات حادثتي مقتل الضحيتين.
إنَّ الدليل المرئي الوحيد المتوفر من مسرح الجرائم المبلغ عنها هي صورة لجثة محمد بوزان يظهر فيها حذاء مقاتل في الخلفية، تمَّ تسريب هذه الصورة من رسالة خاصة وقد تعرف شقيق محمد على الجثة الظاهرة في الصورة وأكد لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنها تعود لأخيه.
يقدم الفيديو الذي نشره لواء القادسية دليل قاطع على مقتل سائق سيارة الإسعاف “محمد بوزان” والطريقة التي اتبعت في قتله. أما فيما يخص حادثتي مقتل ميديا خليل عيسى وهيفي خليل فللأسف لم يوفر الفيديو سوى افتراضات محتملة على مكان وزمان مقتلهما إذ لا شيء مؤكد حول ذلك حتى الآن.
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.