تستمر القوات التابعة للجيش النظامي السورية والأجهزة الأمنية السّورية باعتقال وتجنيد شبان من أبناء مدن وبلدات جنوب دمشق ونقلهم للمشاركة في المعركة المرتقبة بمحافظة إدلب، حيث تأتي هذه الاعتقالات خرقاً لما يسمى بـ"اتفاق تسوية/مصالحة" الذي أجراه أهالي المنطقة بعد سيطرة القوات النظامية السورية على كامل جنوب دمشق في أيار/مايو 2018.
قال الناشط الإعلامي "قيس الشامي[1]" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 11 أيلول/سبتمبر 2018، إن عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لفرع فلسطين[2] عند حاجز "سيدي مقداد" اعتقلت لأسباب مجهولة نحو ثلاثين شاباً من عموم مدن وبلدات جنوب دمشق خلال الفترة الواقعة بين 15 أيار/مايو 2018 و10 أيول/سبتمبر2018، على الرغم من إجراء هؤلاء الشبان لـ"اتفاق التسوية/المصالحة" والذي ينص على عدم التعرض لهم باعتقال أو احتجاز مدة ستة أشهر، حيث أشار "الشامي" أن مدة الاتفاق لم تنقض بعد كما أنها غير قابلة للتجديد.
وأضاف "الشامي" أن القوات النظامية السورية والأجهزة الأمنية تقوم باعتقال أهالي جنوب دمشق عند حاجز "سيدي مقداد" بشكل أساسي وسبق أن قامت باعتقال عدة أشخاص من داخل بلدات جنوب دمشق وهي؛ يلدا وببيلا والذيابية والحسينية والبويضة والحجر الأسود والقدم والتضامن والسبينة وعقربا والسيدة زينب ومخيم اليرموك، إلا أن بعض وجهاء المنطقة والمسؤولين عن ملف "المصالحة" قاموا بالتدخل لاطلاق سراح هؤلاء المعتقلين تفادياً للمشاكل.
وتم تسجيل اعتقال كلاً من محمد حمودة وزياد حمودة عند حاجز "سيدي مقداد" في الثامن من أيلول/سبتمبر 2018 لأسباب مجهولة، وهما من أبناء بلدة عقربا ويسكنان في بلدة ببيلا وسبق أن أجريا "اتفاق تسوية/مصالحة" في أيار/مايو 2018، كما تم توثيق احتجاز محمد الدوماني من أبناء بلدة عقربا في 11 أيلول/سبتمبر 2018 وذلك عند الحدود السورية اللبنانية أثناء عودته من لبنان بموجب "اتفاق مصالحة/تسوية" أيضاً.
وفيما يتعلق بتجنيد أبناء المنطقة، قال "الشامي" إن هناك نحو 200 شاب مطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية تطوعوا في صفوف الفرقة الرابعة ضمن القوات النظامية السورية، وتم تجهيزهم لمشاركتهم في المعركة المحتملة بمحافظة إدلب، حيث أشار الشامي لانتشار مقطع صوتي مسرب منسوب لأحد قادة الفرقة الرابعة يتحدث فيه عن هؤلاء الشبان المجندين يقول فيه: "جلست مع المقدم دريد وشرح لي سبب دخولهم معنا، جميعنا نعرف أن وجودهم خطر علينا والطريقة الوحيدة والأنسب لنرتاح من خطرهم أن ندخلهم هذه المعركة ونضعهم في المقدمة ونحرقهم فيها لنحافظ على شبابانا قدر الإمكان، والفرقة الرابعة ستتولى أمرهم ستكون خلف وبحال حصل أي خيانة أو تراجع منهم سيتم التعامل معهم مباشرة".
كذلك انتشرت مقاطع مصورة تم التقاطها في بلدة يلدا خلال شهر آب/أغسطس 2018، تظهر عدداً من أبناء بلدات جنوب دمشق يرتدون الزي العسكري ويحملون أسحلة خفيفة ويهتفون مؤيدين للفرقة الرابعة التي انتسبوا إليها، وقد تجمعوا عند باصات وسيارات، وقال عدد من الشبان الظاهرين في هذه المقاطع إن وجهتهم هي محافظة إدلب ليشاركوا في المعركة هناك.
صورة مأخوذة من مقطع مصور يظهر عدداً من الشبان في بلدة يلدا بعد انضمامهم للفرقة الرابعة.
وكانت القوات النظامية السورية وحلفائها تمكنت من السيطرة على مدن وبلدات جنوب دمشق في أيار/مايو2018، بعد أن عقدت التفاقات عدة تم بموجبها إجلاء مقاتلين من الفصائل العسكرية المعارضة وبعض المدنيين إلى إدلب، كما عقدت اتفاقاً آخر مع تنظيم يسمي نفسه "الدولة الإسلامية" خرج بموجبه من المنطقة إلى محافظة السويداء.
وسبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً مفصلة حول عمليات الاعتقال والنهب التي نفذتها القوات النظامية السورية في مخيم اليرموك بعد سيطرته عليها.[3]
[1] من أبناء جنوب دمشق ومقيم حالياً في تركيا والذي حصل على معلوماته من مصادر محلية مقيمة في جنوب دمشق.
[2] معروف أيضاً باسم الفرع رقم 235، وهو أحد الأفرع الأمنية التابعة لشعبة المخابرات العسكرية/الأمن العسكري.
[3] "اعتقالات بحق سكان مخيم اليرموك في دمشق بعد السيطرة عليه"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 2018، آخر زيارة 11 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/566
"عمليات نهب واسعة وسرقات عقب اتفاق إخلاء مخيم اليرموك"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 7حزيران/يونيو 2018، آخر زيارة 11 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/564