الرئيسية تحقيقات مواضيعية أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة يعاني منها نازحو مخيم مبروكة مع حلول فصل الشتاء

أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة يعاني منها نازحو مخيم مبروكة مع حلول فصل الشتاء

تمّ تسجيل إصابة عشر أطفال بمرض سوء التغذية إضافة إلى أنّ 40 % من مجمل أطفال المخيم أصيبوا بمرض الإسهال الحاد نتيجة سوء الوضع الطبي

بواسطة wael.m
596 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة:

لازال آلاف النازحين داخلياً في "مخيم مبروكة"[1] الواقع غربي مدينة رأس العين/سري كانيه في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، يعانون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، ولا سيّما مع حلول فصل الشتاء، فضلاً عن نقص الرعاية الطبية المقدّمة لهم. ووفقاً للعديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ تسجيل (10) حالات لأطفال كانوا قد أصيبوا بمرض سوء التغذية[2]، إضافة إلى إصابة نحو 40% من مجمل أطفال المخيم بالإسهال الحاد، وذلك خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018 وحده، وكل ذلك نتيجة الأوضاع الإنسانية السيئة فضلاً عن إغلاق نقطتين طبيتين إحداهما تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في شهر آب/أغسطس 2018، وأخرى تابعة لمنظمة الصحة العالمية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وبالإضافة إلى تلك المعاناة، يلقى العديد من أهالي المخيم معاملةً سيئة من قبل سلطة المخيم التابعة للإدارة الذاتية، فضلاً عن اتّهام بعض النازحين داخلياً ممن طالبوا بالحصول على الخدمات، بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية والمعروف باسم تنظيم "داعش"، وذلك استناداً إلى شهادات العديد من أهالي المخيم لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ مخيم مبروكة يحتضن (2123) نازح داخلياً[3]، معظمهم من أهالي محافظة دير الزور، الذين كانوا قد نزحوا جرّاء العمليات العسكرية[4] التي شهدتها المنطقة، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه مخيمات الشمال السوري، والخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية. كما لفت الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إلى أنّ الأطفال هم الأكثر تضرراً من انتشار الأمراض في المخيم، إذ يشكلّون أكثر من 50% من مجمل سكان المخيم، ويعاني العديد منهم من "الإسهال الحاد" في ظل نقص الرعاية الطبية داخل المخيم، فضلاً عن قلة المساعدات الغذائية المقدمة إلى سكان المخيم، واضطرارهم للمكوث في خيام ممزقة وغير صالحة للسكن، ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرة بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وجه خلالها النازحون نداءً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مطالبين إياهم بتحسين الوضع المعيشي والطبي في المخيم.

وكان مخيم مبروكة قد شهد في وقت سابق من العام 2018، وفاة طفل وإصابة ثمانية آخرين بحالات تسّمم غذائي، خلال شهر أيار/مايو 2018، حيث كان قد ورد إلى المركز الطبي داخل المخيم خلال شهر أيار/مايو 2018، عدد من الحالات المصابة بتسّمم غذائي، وذلك عقب عدة أيام فقط من توزيع معونات غذائية منتهية الصلاحية على أهالي المخيم، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً[5] مفصّلاً حول هذه الحادثة.

كما تمّ تسجيل وفاة ثلاثة أطفال في المخيم خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2017، وذلك نتيجة البرد القارس ونقص الخدمات الطبية، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً[6] مفصّلاً حول هذه الحادثة.

ويذكر أن مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية تحتضن أكثر من عشر مخيمات للنازحين، منها (مخيم الهول ومخيم روج ومخيم نوروز ومخيم مبروكة ومخيم الشدادي/السد ومخيم عين عيسى ومخيم مشتى نور ومخيم الطويحنة ومخيم الكرامة)، وأغلب قاطنيها من النازحين/داخلياً السوريين، بالإضافة إلى بعض اللاجئين العراقيين، وبينما تتولى الإدارة الذاتية إدارة هذه المخيمات، فإن الخدمات تديرها منظمات غير حكومية، دولية ومحلية، وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت ورقة خاصة حول هذه المخيمات.[7]

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانبا من مخيم مبروكة الواقع غربي مدينة رأس العين/سري كانيه، وقد التقطت هذه الصورة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

.

صور مأخوذة بواسطة القمر الصناعي، تبين الموقع التقريبي لمخيم مبروكة.

"نتمنى من المنظمات الدولية والإنسانية النظر إلى حالنا":

مع حلول فصل الشتاء، تضاعفت معاناة آلاف النازحين في مخيم مبروكة، الذي تتولى إدارته الإدارة الذاتية تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

"خليل اسماعيل الخليف"، هو أحد النازحين في "مخيم مبروكة"، كان يعمل كمدّرس في إحدى المدارس الابتدائية في ريف دير الزور، قبل أنّ يضطرّ للنزوح منها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، نتيجة المعارك التي دارت بين القوات النظامية السورية وتنظيم "داعش"، ويعيش "خليل" حالياً مع عائلته المكونة من (7) أفراد في خيمة صغيرة، وحول وضعه المأساوي تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"كانت رحلة نزوحنا إلى مخيم بلدة مبروكة متُخمة بالمعاناة والألم، وقد دفعنا مليونا ونصف المليون ليرة سورية للمهرّبين حتى وصلنا إلى هذا المخيم، والذي يعمّه الأمان، ولكن تنقصه الرعاية على جميع الأصعدة، فكافة المواد الغذائية المقدّمة لنا ضمن سلة المساعدات الشهرية، ومنها البازلاء والرز والزيت، سيئة النوعية جداً، ومحال على الأطفال التعامل معها، كما يجد المسّنين صعوبة بالغةً في هضمها، فضلاً عن سوء تخزينها ضمن المخيم "قبل التوزيع" أيضاً، ولكنّ النازحين مجبرون على أكلها بسبب تدهور وضعهم الاقتصادي، إذ لا يستطيع معظم سكان المخيم تحمّل أعباء المعيشة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فنحن لا نحصل في المخيم على وجبات فطور أو غداء وعشاء، كما أنّ الخبز الذي يقدمونه لنا غير كافٍ أبداً، على الرغم من أننا أبلغنا إدارة المخيم بذلك مراراً وتكراراً، ولكنهم لم يستجيبوا، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الخيام ممزقة وغير صالحة للسكن، فنحن نقطن هذه الخيمة منذ سنة، وسكنت بها قبلنا عائلة أخرى لنحو ثمانية شهور متواصلة".

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانبا من مخيم مبروكة، وقد التقطت هذه الصورة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
"عبود محمد الحميد"، نازح آخر من مدينة البوكمال في ريف دير الزور، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنه وصل المخيم مع بداية شهر أيلول/سبتمبر 2017، وذلك عقب رحلة نزوح استغرقت ثلاثة أيام من مدينة دير الزور، لافتاً أنّه جاء إلى مخيم مبروكة على أمل الحصول على بعض الراحة والأمان، إلا أنه صُدم بوضع المخيم الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ولاسيّما مع حلول فصل الشتاء، وفي هذا الصدد تابع قائلاً:

"نزحنا إلى مخيم بلدة مبروكة بحثاً عن الأمان والاستقرار، لكننا نعاني فيه من نقص الدعم الطبي والأدوية، كما أنّ الخيم التي نقطنها غير صالحة للسكن، ولا سيّما خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى عدم توفر المدافئ والعوازل والأغطية، ونقص المواد الغذائية، وكما رأيتم فإنني أقطن مع عائلتي المؤلفة من عشرة أفراد في خيمة صغيرة، لا تقينا حرّ الصيف ولا برد الشتاء، وأنا مصاب بمرض في العمود الفقري، كما أنّ ابنتي معاقة، لذا نتمنى من المنظمات الدولية والإنسانية النظر إلى حالنا، وخاصةً أنني مستقرّ هنا مع عائلتي بعد أن طال الدمار منزلنا في مدينة البوكمال".

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانبا ًمن خيم النازحين في مخيم مبروكة، وقد التقطت هذه الصورة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

عشرة أطفال أصيبوا بسوء التغذية مؤخراً:

ازدادت الأوضاع الطبية سوءً في "مخيم مبروكة" منذ شهر تموز/يوليو 2018، ولا سيّما بعد اغلاق نقطة طبية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، في شهر آب/اغسطس 2018، وأخرى تابعة لمنظمة الصحة العالمية، بتاريخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وذلك بعد انتهاء عقود الشراكة التي كانت تربط هاتين المنظمتين مع عّدة جمعيات محلية، منها "جمعية البر والإحسان الخيرية" ومقرها مدينة رأس العين/سري كانييه، وعلى إثر ذلك لم يبقَ في المخيم سوى نقطتين طبيتين، إحداهما تابعة لمنظمة أطباء العالم والأخرى تابعة للإدارة الذاتية.

"فاطمة الراغب"، نازحة من مدينة دير الزور، قالت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إنّ الوضع الطبي في مخيم مبروكة وصل أسوأ حالاته، منذ بداية دخولها إلى المخيم في أواخر حزيران/يونيو 2017 وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، في بدايات شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وفي هذا الصدد تحدّثت قائلة:

"نعاني هنا من نقص الرعاية الطبية كثيراُ، فإذا ارتفعت حرارة الأطفال، أو أصيبوا بالزكام، أو الإنفلونزا أو غيرها، لا تقدّم النقاط الطبية لهم سوى أدوية مسكنة "كالبارسيتامول"، قائلين بأنّ هذا جلّ ما يتوفر لديهم، وإذا أردنا الخروج للاستطباب خارج المخيم، فإنّ ذلك يتم بشقّ الأنفس، كما لا تتوفر خدمة الإسعاف بشكل دائم، وذات مرة وجدت المرأة التي تقطن الخيمة المجاورة لخيمتنا وقد أغمي عليها، وسألت والدتها عن السبب، فأخبرتني بأنها مصابة بالحمى التيفية[8]، وقد ارتفعت حرارتها، فاستنجدنا بالإسعاف، وعلى الرغم من أنّ سيارة الإسعاف كانت موجودة ورأيتها بأم عيني، إلا أنهم لم يسعفوها إلا بعد مرور نحو ساعتين أو ثلاث ساعات".

وقال مراقب صحي في إحدى النقاط الطبية في مخيم مبروكة، بأنّ مرض سوء التغذية وحالات الإسهال الحادة كانت قد انتشرت مؤخراً بشكل كبير في المخيم، وروى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في هذا الصدد قائلاً:

"أحصينا خلال تشرين الأول/أكتوبر 2018 وحده، (10) حالات إصابة بسوء التغذية لدى الأطفال، وبلغت نسبة الأطفال المصابين بالإسهال الحاد نحو 40% من مجمل أطفال المخيم، لذا تواجه النقطتين الطبيتين الباقيتين في المخيّم صعوبات في علاج حالات سوء التغذية والإسهال الشديد، نظراً لقلة توفر الدواء ومستلزمات التشخيص، ولا سيّما بعد إغلاق النقطة الطبية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وكذلك النقطة الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية."

وأشار المراقب الصحي إلى عدم قدرة النقطتين الطبيتين الباقيتين داخل المخيم، واللتين تتبع إحداهما لمنظمة أطباء العالم، والأخرى للإدارة الذاتية، على علاج حالات الإسهال الشديد نظراً لعدم إمكانية إجراء التحاليل اللازمة لمعرفة نوع الجرثومة المسببّة للمرض وقلة توفر الدواء، إضافة إلى عدم إمكانية علاج حالات عدّة مثل الحروق والكسور واحتشاء عضلة القلب، بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ النقطة الطبية التابعة لمنظمة اطباء العالم تقدّم خدماتها فقط خلال أيام الأحد والإثنين والأربعاء والخميس من كل أسبوع، ومن الساعة (8:30) صباحاً إلى (2:00) ظهراً، بينما تستقبل النقطة الطبية التابعة للإدارة الذاتية المرضى في كافة أيام الأسبوع، عدا يوم الجمعة، ومن (9:00) صباحاً وحتى (3:00) عصراً.

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من مخيم مبروكة، كما تظهر النقاط الطبية التابعة لكل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية، والتي تمّ اغلاقها في وقت سابق، وقد التقطت هذه الصورة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

المعاملة السيئة للنازحين:

قال العديد من أهالي مخيم مبروكة لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2018، أنّ سكان المخيم يلقون معاملة سيئة، فضلاً عن اتهام البعض منهم بالانتماء لتنظيم "داعش" من قبل سلطة المخيم التابعة للإدارة الذاتية.

"محمود محمد العلي"، أحد النازحين من مدينة الميادين في ريف دير الزور، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إنّ وثائق الهوية الخاصة بالنازحين وبعائلاتهم، بما فيها جوازات السفر وشهادات تسجيل المركبات، صودرت عند سلطة إدارة المخيم التابعة للإدارة الذاتية منذ بداية دخولهم إلى المخيم، لافتاً أنّ هذه السلطة تقيد حركة النازحين وتمنعهم من الحصول على الخدمات أو السفر في كثير من الأحيان، كما أنّها قد تتهم من يطالب بالحصول على هذه الخدمات بالانتماء لتنظيم "داعش"، وتابع في هذا الصدد قائلاً:

"خلال الفترة الممتدة من بدايات شهر آب/اغسطس وحتى تاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2018، عانى النازحون هنا كثيراً في الحصول على إجازات للسفر أو الخروج، إذ أنّ إدارة المخيم لم تكن تيسّر طلبات النازحين الراغبين بزيارة المناطق الأخرى لقضاء بعض أمورهم وحاجيّاتهم، وأنا واحد من هؤلاء، فقد طلبت إجازة لزيارة والدي، البالغ من العمر تسعين عاماً، والذي قدم من دمشق إلى الحسكة لرؤيتي، إلا أنّ تدهور وضعه الصحي حال دون زيارته للمخيم، لذا كان لابد أن أذهب لزيارته بنفسي، لكنّ إدارة المخيم لم تمنحني الإذن، على الرغم من أنني تقّدمت بطلب الإجازة أربع مرات متتالية خلال عشرة أيام، ولكن بدون فائدة، فاضطررت بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2018، إلى الخروج من المخيم بدون إذن والذهاب لزيارة والدي في الحسكة قبل أن يسافر إلى دمشق مجدداً، وعدت إلى المخيم صباح يوم 19 أيلول/سبتمبر 2018، ولكن أمن المخيم "الأسايش" قام باستدعائي بعد مرور عدة أيام على الحادثة، وزجّ بي في السجن، وهو عبارة عن غرفة مغلقة ضمن المخيم، وذلك بتهمة أنني منتمي لتنظيم "داعش" إضافة إلى تهمة الخروج بدون الحصول على إذن، وبعد مرور /24/ ساعة على بقائي في السجن، أطلقوا سراحي بعد أن اشترطوا عليّ دفع غرامة مالية تقدّر بثلاثين ألف ليرة سورية، وقد دفعت المبلغ لأخرج من السجن، وإلى الآن لازالت أواجه اتهامات وافتراءات من بعض القائمين على المخيم".

وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد قالت في تقرير[9] لها، مطلع آب/اغسطس 2018، بأنّ سلطات مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية تفرض قيوداً غير قانونية على حركة الفارين من مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" داخل مخيمات النزوح شمال شرقي سوريا، كما ذكرت:

"على السلطات رفع القيود غير القانونية المفروضة على حرية حركة النازحين، بمن فيهم النازحين بسبب القتال المستمر ضدّ داعش. لا يُمكن فرض قيود "غير تلك التي ينص عليها القانون، وتكون ضرورية لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم"، كما ينص على ذلك "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية". وكل قيود تُفرض يجب أن تكون غير تمييزية ومتسقة مع القانون الوطني و"ضرورية" لتحقيق هدف مشروع. كما يجب أن تكون القيود متناسبة، أي مدروسة بعناية في علاقتها بالسبب المحدد الموجب للتقييد."

صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جوانب مختلفة من مخيم مبروكة، وقد التقطت هذه الصور في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

احتجاجات على سوء الأوضاع الإنسانية داخل المخيم:

بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2018، شهد مخيم مبروكة تظاهرة ضمّت مئات النازحين داخلياً، والذين وجهوا نداءً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، مطالبين إيّاهم بتحسين الوضع المعيشي والطبي في المخيم.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ المظاهرة نظمّت في إحدى ساحات المخيم، واستمرّت نحو ساعتين متواصلتين دون أي تدخل من سلطة المخيم التابعة للإدارة الذاتية، إذ حمل المتظاهرون لافتات تطالب بتوفير الغذاء الكاف والرعاية الطبية، وتحسين الوضع الإنساني في المخيم مع حلول فصل الشتاء.

صور للمظاهرة التي نظمّت في مخيم مبروكة، في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
 مصدر الصور: هيئة العمل والشؤون الاجتماعية التابعة للإدارة الذاتية.

وفي أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، قابلت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة مسؤولين من سلطة مخيم مبروكة، وعبرّت عن قلقها بشأن الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعاني منها النازحون داخل المخيم، وقالت سلطة المخيم إنها تفعل ما بوسعها لتقديم المساعدة للنازحين، إلا أنّ تدهور الوضع الإنساني والطبي مردّه قلة الدعم المقدّم من قبل المنظمات غير الحكومية، الدولية منها والمحلية، كما راسلت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018 سلطة المخيم وطلبت منها تحديد الأساس الذي تتهم بموجبه النازحين المدنيين بالانتماء لتنظيم "داعش". لكن لم تتلق سوريون من أجل الحقيقة والعدالة رداً على هذه الرسالة.

 


[1] يقع مخيم "مبروكة" في ريف مدينة رأس العين/سري كانيه بمحافظة الحسكة، ويبعد عن مركزها نحو /40/ كيلو متراً باتجاه الغرب، وقد تأسس في 28 كانون الثاني/يناير 2016 من قبل الإدارة الذاتية، التي تتولى إدارته بإشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

[2] "يظل سوء التغذية أحد المشاكل الصحية الخطيرة في إقليم شرق المتوسط. وهو المسؤول الأول عن وفيات الأطفال: حيث تقع 15% من عبء وفيات الولدان والأطفال العالمي في بلدان الإقليم.

http://www.emro.who.int/ar/health-topics/malnutrition/index.html

[3] هذه الأعداد حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من قبل إدارة المخيم، وذلك حتى بدايات شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

[4] في 9 أيلول/سبتمبر 2017، أعلن "مجلس دير الزور العسكري" المنضوي تحت قوات سوريا الديمقراطية بدء حملة "عاصفة الجزيرة"، وذلك بدعم من قوات التحالف الدولي بغية السيطرة على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الجزيرة السورية ومنطقة شرق الفرات والريف الشرقي لمدينة دير الزور. وكانت القوات النظامية السورية قد أعلنت مسبقاً وفي شهر حزيران/يونيو 2017، عن معركة دير الزور بغية طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من الطرف الغربي من نهر الفرات، هذه المعارك كانت مترافقة بعمليات قصف روسية وسورية عنيفة جداً إضافة إلى قصف الطيران التابع للتحالف الدولي، ما أدى إلى نزوح أهالي محافظة دير الزور وبشكل يومي.

[5] "وفاة طفل وإصابة ثمانية آخرين بحالات تسّمم غذائي في مخيم مبروكة غربي مدينة رأس العين/سري كانييه" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 15 حزيران/يونيو 2018. آخر زيارة بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://stj-sy.org/ar/view/575.

[6] "البرد ونقص الخدمات الطبّية" يتسبّب في وفاة ثلاثة أطفال في مخيم مبروكة" سوريون من أجل الحقيقة والحقيقة والعدالة في 20 كانون الثاني/يناير 2018. آخر زيارة بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/388.

[7] "ورقة حقائق حول مخيمات "النازحين داخلياً" والموجودة في مناطق الإدارة الذاتية في شمال سوريا" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 17 كانون الأول/ديسمبر 2017. آخر زيارة بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/362.

[8] "الحمى التيفية" هي عدوى جرثومية للسبيل المعوي ومجرى الدم، تسببها السلمونيلا التيفية، وهي العصوية التيفية. وتتميز الحمى التيفية بظهور مفاجئ لحمى مستدامة، وصداع شديد، وغثيان، وفقد للشهية، وإمساك أو إسهال في بعض الأحيان. وهي تسري من البراز إلى الابتلاع، فالمياه النظيفة والنظافة والإصحاح الجيد تقي من انتشار التيفية ونظيرة التيفية. بينما المياه الملوثة هي إحدى سُبُل سراية المرض.

"الحمى التيفية" -منظمة الصحة العالمية– 

http://www.emro.who.int/ar/health-topics/typhoid-fever/index.html

[9] "سوريا: آلاف النازحين محتجزون في مخيمات" هيومن رايتس ووتش في 1 آب/أغسطس 2018. آخر زيارة بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.hrw.org/ar/news/2018/08/01/320921.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد