قتل ما لا يقل عن 50 شخصاً بينهم نساء وأطفال وجُرح عشرات آخرون -في حصيلة أولية غير نهائية- جراء هجمات انتحارية وتفجيرات استهدفت مناطق متفرقة في محافظة السويداء -والتي تقطنها غالبية من الطائفة الدرزية- جنوبي سوريا، يوم 25 تموز/يوليو 2018، حيث أعلن التنظيم الذي يُطلق على نفسه اسم " الدولة الإسلامية" والمعروف باسم "تنظيم داعش" مسؤوليته عن الهجمات التي تزامنت مع هجوم عسكري بري له على قرى شرقي المحافظة.
وقالت الناشطة المحلية والمقيمة في مدينة السويداء "داليا حمزة"[1] في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 25 تموز/يوليو 2018، إنه في تمام الساعة السادسة صباحاً قام انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه في سوق الخضار عند "الشارع المحوري" في مدينة السويداء أثناء تجمّع بعض التجار عند سيارة محمّلة بفاكهة الإجاص، وبعد وقوع التفجير قام مسلحون بإلقاء قنابل يدوية على العاملين في السوق وإطلاق الرصاص الحي، ما تسبب في مقتل وجرح عدد من المدنيين.
كذلك وقع تفجير آخر في حي المسلخ بمدينة السويداء أيضاً، وذلك قرابة الساعة التاسعة صباح اليوم ذاته، حيث فجر انتحاري نفسه بعد أن لاحقه أهالي الحي، لكن هذا التفجير لم يسفر عن وقوع ضحايا، بحسب "حمزة".
وأوضحت الناشطة أن عناصر "تنظيم داعش" وأفراد من "البدو" المبايعين له، شنّوا هجمات متفرقة على قرى: طربا ودوما والشبكي ورامي والشريحي وتيما وبوسان والمتونة والسويمرة في ريف السويداء الشرقي حوالي الساعة 06:30 صباحاً، واستخدموا فيه أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل وارتكبوا مجازر في هذه القرى حيث اشتبكوا مع الأهالي في ظل غياب تام للقوات النظامية السورية، وتواصلت الاشتباكات في قريتي الشبكي و طربا حتى مساء يوم 25 تمّوز/يوليو 2018، حيث تدخلّت مجموعات مسلّحة محلية بما فيها مجموعة "رجال الكرامة"[2] في هذا الموجهات، كما قالت الناشطة.
وتابعت الناشطة قائلة: "لقد تم توثيق مقتل خمسين مدنياً خلال الهجمات كلها بينهم نساء وأطفال، والحصيلة مرشحة للارتفاع نظراً لخطورة بعض الإصابات."
وفي السياق ذاته أشارت تقارير إعلامية نقلاً عن مدير "دائرة صحة السويداء"[3] أن حصيلة القتلى بلغت 166 شخصاً و180 جريحاً جراء الهجمات في عموم المحافظة.
صورة نشرتها "شبكة أخبار السويداء" يوم 25 تموز/يوليو 2018، تظهر آثار دماء وسيارة متضررة بعد تفجير استهدف سوق الخضار في مدينة السويداء.
بدورها، بثت "شبكة أخبار السويداء" مقطعاً مصوراً يظهر فيه رجلاً مشنوقاً مع تجمع كبير للناس، حيث قالت الشبكة أن الرجل المشنوق هو عنصر انتحاري يتبع لـ"تنظيم الدولة" حاول تفجير نفسه بحزام ناسف أمام مشفى السويداء الوطني. ولم تستطع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التحقق من هوية الشخص بعد.
صورة مأخوذة من مقطع مصور نشرته "شبكة أخبار السويداء" يوم 25 تموز/يوليو 2018 لما قالت أنه عنصر انتحاري يتبع لـ"تنظيم الدولة" حاول تفجير نفسه بحزام ناسف أمام مشفى السويداء الوطني.
بدوره أعلن "تنظيم الدولة الإسلامية" عبر وكالة "أعماق" التابعة له، مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت محافظة السويداء، قائلاً أنه استهدف مراكز أمنية للقوات النظامية السورية وأن هجماته أسفرت عن مقتل 100 عنصر لها.
صورة لإعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات التي ضربت محافظة السويداء يوم 25 تموز/يوليو 2018.
وكانت القوات النظامية السورية عملت على إجلاء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" وعوائلهم من حي التضامن ومخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق ومدينة الحجر الأسود المجاورة إلى البادية السورية في المنطقة الممتدة من غرب مدينة الميادين بدير الزور إلى شرق مدينة تدمر، والمحاذية لشرقي محافظة السويداء، وانتهت عملية الإجلاء في 21 أيار/مايو 2018، وشملت 1700 عنصراً مع عائلاتهم، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية آنذاك.
تقوم سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بمتابعة الحوادث التي وقعت في محافظة السويداء اليوم، وسوف تنشر تباعاً آخر التحديثات.
[1] تمّ إخفاء الهوية الحقيقة للشاهدة بناءً على طلبها لأسباب أمنية. والاسم المذكور هو اسم مستعار.
[2] مشيخة العقل هي التي تتولّى الخدمة الروحية والاجتماعية العليا لطائفة الموحدين الدروز في سوريا بموجب القوانين المرعية التي كرَّست استقلالها التام بشؤونها الدينية، واوقافها الخيرية، وهي التي تتولى تشريع أنظمتها وإدارة مؤسساتها طبقاً للأحكام الروحية للطائفة وامتيازاتها المذهبية والقوانين والأنظمة المستمدة منها.
[3] والتي تتبع إدارياً لوزارة الصحّة السّورية والتي تتبع بدورها للحكومة السورية.