الرئيسية صحافة حقوق الإنسان إطلاق الرصاص المتفجّر يمنع مزارعين في حماه من إخماد حرائق كبيرة ويتسبب بانتشارها

إطلاق الرصاص المتفجّر يمنع مزارعين في حماه من إخماد حرائق كبيرة ويتسبب بانتشارها

الحادثة وقت في قرية عطشان وهي تقع تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، وبالقرب من حاجز للجيش النظامي السوري

بواسطة wael.m
190 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

تسبب منع القوات النّظامية السّورية لمزارعين من إطفاء حرائق -وإطلاقها رصاصاً متفجراً- بانتشار حرائق كبيرة في الأراضي الزراعية جنوبي قرية عطشان، الواقعة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"[1]، في محافظة حماه وسط سوريا، حيث قامت بإطلاق النار بشكل مباشر لمنع أصحاب المحاصيل الزراعية من إطفاء حرائق حدثت في أراضيهم في يوم 6 تموز/يوليو 2018.

وقال مالك أحد الأراضي الزراعية "أحمد الياسين" وهو ناشط إعلامي أيضاً ومقيم في قرية التمانعة الواقعة في جنوب إدلب، في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 9 تموز/يوليو 2018، إن راعياً للأغنام كان موجوداً مع قطيعه في الأراضي الزراعية التي تبعد كيلو متراً واحداً فقط عن حاجز لقوات النظام يدعى "حاجز نقطة النداف" جنوبي قرية عطشان، حيث اندلعت النار أثناء وجود الراعي، وتابع قائلاً:

"لم نعرف السبب الحقيقي وراء اشتعال النار في البداية ولكنّ الملفت أن قوات النظام المتواجدة في الحاجز أطلقت رصاصاً متفجراً على المكان ما سبب انتشار الحريق بشكل كبير وحاول عدد من الأشخاص تدارك الأمر وإطفاء الحريق إلا أن عناصر الحاجز استخدموا الرشاشات الثقيلة ومنعوا الناس من إطفاء الحريق الذي كان يمكن تداركه."

وانتشر الحريق على مسافة 3000 دونم[2]، ألف دونم منها مزروعة بأشجار الفستق الحلبي عمرها ثمان سنوات، و 500 دونم مزروعة بالشعير، وتعود ملكية هذه الأراضي إلى أكثر من ثلاثين مزارع، بحسب "الياسين" الذي أضاف أنه خسر 30 دونماً مزروعة بأشجار الفستق الحلبي.

وقال "الياسين" إن أحد الفصائل العسكرية المتواجدة في المنطقة قامت بإعتقال الراعي بعد الحادثة وأفرجت عنه لاحقاً. لافتاً أن حواجز "هيئة تحرير الشام" حلّت محل حواجز تابعة لفصائل المعارضة السورية المسلّحة "الجيش السوري الحر" في المنطقة.

وأضاف "الياسين" أنّ المزارعين طلبوا من نقطة المراقبة التركية المتواجدة في مدينة مورك-حماه المجاورة أن "تضغط على القوات النظامية من أجل السماح لهم بزراعة وحصاد أراضيهم في قرية عطشان دون التعرض لهم بقصف أو إطلاق نار لكن نقطة المراقبة لم تتجاوب معمهم رغم أنها سبق أن ساعدت مزارعين في منطقة أخرى على حصاد أراضيهم التي تبعد 300 متر عن حاجز النظام فقط."

وسبق أن استهدفت القوات النّظامية السّورية الأراضي الزراعية جنوبي غربي قرية عطشان مطلع شهر حزيران/يونيو 2018، حيث استهدفت حينها حصادات المزراعين بالرشاشات الثقيلة بشكل مباشر وتسببت باحتراق 200 دونم من أراضٍ مزروعة بأشجار الفستق الحلبي، وفق "الياسين".

وفي يوم اندلاع الحريق ذاته، أعلنت هيئة تحرير الشام في بيان لها نشرته وكالة إباء الإخبارية أن منطقة ريف حماة الشمالي هي منطقة عسكرية وأمهلت المدنيين 28 ساعة لإخلائها.

نسخة من بيان هيئة تحرير الشام نشرته وكالة إباء الإخبارية التابعة لها يوم 6 تموز/يوليو 2018

وسبق أن قصفت القوات النّظامية العديد من الأراضي الزراعية في مدن وبلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين وكفرنبوذة خلال شهري نيسان/ أبريل وأيار/مايو 2018، حيث تمّ استهداف هذه الأراضي بأنواع مختلفة من الأسلحة وأبرزها المواد الحارقة، كما تزامن هذا القصف مع موعد الحصاد السنوي، وهو ما أدى إلى إتلاف وتضرر عدد كبير من المحاصيل الزراعية ولك بحسب شهادات عدة أوردتها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في تقرير مفصل بعنوان : القصف بمواد حارقة يتسبب بتلف وحرق المحصول الزراعي في ريف حماة الشمالي.

 


[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، وحركة أنصار الشام الإسلامية، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام  وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.

[2] كل دونم يساوي 1000 متر مربع. وهي وحدة قياس.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد