الرئيسية تحقيقات مواضيعية مقتل ثلاثة أطفال وجرح ستة آخرين نتيجة انفجار عبوة ناسفة من مخلّفات تنظيم “داعش” غربي مدينة الحسكة

مقتل ثلاثة أطفال وجرح ستة آخرين نتيجة انفجار عبوة ناسفة من مخلّفات تنظيم “داعش” غربي مدينة الحسكة

الحادثة وقعت في ظهر يوم 2 أيار/مايو الجاري وتمّ نقل الضحايا الأطفال على إثرها إلى مشفى "اللؤلؤة" داخل مدينة الحسكة

بواسطة wael.m
195 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة:

قُتل ثلاثة أطفال بينما جُرح ستة آخرين، إثر انفجار إحدى العبوات الناسفة في منطقة "جسر أبيض" الواقعة غربي مدينة الحسكة، وذلك بتاريخ 2 أيار/مايو 2018، وبحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ العبوة الناسفة التي انفجرت هي إحدى المخلّفات التي تركها تنظيم "داعش" خلفه في المنطقة، ولا سيّما بعدما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها في العام 2015.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد وقع الانفجار بينما كان الأطفال التسعة يبحثون في مكب النفايات الكائن في تلك المنطقة، عن أي شيء قد يتمكنوا من بيعه، كما أشار إلى أنّ موقع التفجير كان يعجّ ببقع الدم وبعض الأشلاء، ولفت إلى أنّ معظم الأطفال الجرحى كانوا بحالة سيئة جداً إثر إصابتهم بالشظايا في منطقة الرأس والقدم والصدر، كما قال الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ عدة مناطق في ريف الحسكة، كانت قد شهدت هي الأخرى حوادث من هذا النوع، مثل الشدّداي والهول ومركدة، وذلك بسبب مخلّفات الحرب التي تركها تنظيم "داعش" وراءه في تلك المناطق.

أولاً: أين حصل الانفجار:

في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على المناطق المحيطة ب "جبل العزبز"، هذه المناطق التي تقع غربي مدينة الحسكة، إذ استطاعت انتزاعها من قبضة تنظيم "داعش" بعدما كان التنظيم قد سيطر عليها في العام 2013، وعلى إثر ذلك قامت الإدارة الذاتية في محافظة الحسكة بتحويل أحد هذه المناطق والتي يطلق عليها اسم أراضي "جسر أبيض"، إلى مكبّ للنفايات التي يتم جمعها داخل مدينة الحسكة.

ويمتد هذا المكب على طول (600) متر تقريباً، وعرض (500) متر، وتعتبر هذه الأراضي أراضٍ صحراوية وكانت فيما سبق -أي قبيل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها- تابعة للقوات الحكومية السورية، كما تعدّ هذه المنطقة امتداداً لحي النشوة الغربية في مدينة الحسكة.
 

ثانياً: كيف حصل الانفجار ومتى:

في تمام الساعة (1:00) ظهراً من يوم 2 أيار/مايو 2018، تمّ إسعاف ثلاثة أطفال إلى مشفى "اللؤلؤة" الحكومي الكائن داخل المربع الأمني في مدينة الحسكة، وذلك إثر انفجار وقع بالقرب منهم في مكبّ النفايات الكائن في منطقة "جسر أبيض"، وقد وقع هذا الانفجار بينما كان هنالك تسعة أطفال يقومون بالبحث بين النفايات عن مادة البلاستيك لبيعها.

وبحسب أحد المصادر الطبية الخاصة من مشفى "اللؤلؤة"، فقد قام أحد المدنيين بداية الأمر بإسعاف ثلاثة أطفال إلى المشفى، فيما سارعت سيارات الإسعاف التابعة للمشفى إلى نقل بقية الأطفال الستة، وقد كانت أعمار أولئك الأطفال التسعة تتراوح ما بين (6-15) عاماً.

كما أضاف المصدر ذاته، بأنّ إصابات الأطفال كانت تتراوح بين الشديدة والمتوسطة، أما بالنسبة للأطفال الذي قضوا متأثرين بجراحهم، فقد كانوا قد أصيبوا بإصابات بالغة في منطقة الرأس والصدر، مشيراً إلى أنه وبحسب شهود عيان إضافة إلى زيارات فرق الإسعاف إلى مكان الحادث، فقد تمّ التأكد من أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة وليس لغماً، فلو كان لغماً لكان انفجر في وقت سابق نتيجة مرور سيارات النفايات من تلك المنطقة باستمرار.

"خولة سلمو" وهي إحدى الأطفال اللواتي نجينَ من هذا الانفجار، وتبلغ من عمرها (15) عاماً، قالت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الانفجار وقع على الطرف الجنوبي من المكب، وبالقرب من الطريق العام، وهو ما جعل أصحاب السيارات المتنقلة ينتبهون للأطفال، ويقومون بإسعاف بعضهم، وفي هذا الخصوص تابعت قائلة:

"كنت برفقة مجموعة من الأطفال بينما كنا نبحث في مكب النفايات عن أي شيء كي نتمكن من بيعه، وكماهي العادة جئنا إلى تلك المنطقة بعد حوالي الساعة (10:00) صباحاً، بما أنّ سيارة النفايات تأتي في ذلك الوقت إلى منطقة "جسر أبيض" لرمي القمامة، وبعد مرور أكثر من ساعة على عملية بحثنا، أخذنا قسطاً من الراحة، ومن ثمّ أكملنا العمل، وفي حوالي الساعة (12:00) تقريباً، وخلال تجمعنا على بعض أكياس القمامة، انفجر أحد الأكياس، ووجدنا أنفسنا فجأة على أسرة المشفى."

وفي شهادة أخرى أدلى بها "سمير علي" وهو أحد سكان حي النشوة الغربية، إذ أفاد لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ المنطقة الممتدة اعتباراً من حي النشوة وحتى سلسلة جبال العزيز مروراً بمنطقة "أراضي أبيض"، هي منطقة تحوي على العديد من العبوات الناسفة والألغام إلى جانب بقايا بعض قذائف الهاون غير المنفجرة، والتي ما تزال هنالك منذ دخول تنظيم "داعش" إلى تلك المنطقة في العام 2013، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:

"ليست المرة الأولى التي يحصل فيها انفجار من هذا النوع في تلك المنطقة، ففي شهر آب/أغسطس من العام 2018، انفجرت إحدى العبوات الناسفة أو ربما كنت لغماً، براعي أغنام كان يقوم برعاية أغنامه في منطقة "جسر أبيض" خلف حي النشوة الغربية، ولم يصب الراعي بأي ضرر إلا أنه كان فقد أكثر من (7) اغنام إضافة إلى إصابة بعضهم نتيجة هذا الانفجار."

وقد استطاع الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، توثيق أسماء القتلى والجرحى من الأطفال الذين سقطوا إثر انفجار عبوة ناسفة في غربي مدينة الحسكة، وذلك بتاريخ 2 أيار/مايو 2018، وهم كالتالي:

  • الأطفال القتلى:

  1. حمود أحمد الحسين (6 أعوام).

  2. منى الصادق (10 أعوام).

  3. صالح الشحادة (10 أعوام).
     

  • الأطفال الجرحى:

  1. ريما العويد (15 عاماً).

  2. خولة عبد سلمو (13 عاماً).

  3. هاجر داوود (11 عاماً).

  4. غزالة الخضر (10 أعوام).

  5. ماجد الحسين (10 أعوام).

  6. حسين أحمد الحسين (9 أعوام).

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد