الرئيسية تحقيقات مواضيعية ثلاث هجمات متتالية في أواخر شهر كانون الثاني/يناير 2018 بواسطة مواد حارقة على الأحياء السكنية في مدينة حرستا

ثلاث هجمات متتالية في أواخر شهر كانون الثاني/يناير 2018 بواسطة مواد حارقة على الأحياء السكنية في مدينة حرستا

الهجمات تزامنت مع إطلاق "المرحلة الثالثة" من معركة "بأنّهم ظُلموا" في إدارة المركبات العسكرية في حرستا

بواسطة wael.m
433 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: تزامناً مع إعلان حركة أحرار الشام الإسلامية عن بدء المرحلة الثالثة من معركة "بأنهم ظلموا"[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، صعّدت الحلف السوري/الروسي من هجماته العسكرية على عدد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وكان لمدينة حرستا[2] النصيب الأكثر منها، إذ تمّ قصف الأحياء السكنية فيها بصواريخ محمّلة بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم) لثلاث مرات على التوالي في أواخر شهر كانون الثاني/يناير 2018، وتحديداً في أيام 28 و30 و31 من الشهر نفسه، وهو ماتسبّب في إصابة عدد من المدنيين، فضلاً عن الأضرار المادية التي لحقت بممتلكاتهم، وذلك بحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في الغوطة الشرقية.

ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة، فإنّ هذه الهجمات الثلاث التي استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وكانت محملة بمواد حارقة هي الأولى من نوعها مع بداية العام 2018، وكان قد سبق للقوات النظامية السورية استخدام المواد الحارقة في قصف مدينة حرستا في العام 2017، وذلك بحسب تقرير أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في وقت سابق.

"حسن الغبيس/الكبيس" وهو أحد أهالي مدينة حرستا الذين كانوا متواجدين في مكان الهجوم الأول، أكدّ لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة على أنّ أكثر من (15) صاروخ أرض-أرض سقطوا على المدينة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، وكان عشرة منها محملة بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم)، حيث قال:

"في تمام الساعة (5:00) مساءً، رأيت الصواريخ وهي تنزل على الأبنية المواجهة لمكان سكني، وكانت قد سقطت بشكل مباشر على تجمع سكني ضخم، وهو ماتسبّب في إصابة حوالي (18) مدنياً بحروق مختلفة، فضلاً عن الأضرار المادية التي خلّفها القصف، فقد أحرق النابالم أكثر من خمسين منزلاً في حينا. ولدى قيامي بإخماد الحرائق ومساعدة الجرحى، قام النظام السوري بقصف ذات المنطقة مرة أخرى، بصواريخ أرض أرض تحمل مواداً متفجرة، من أجل جعل الحرائق تلتهم أكبر قدر ممكن من المساحات. لقد استمرت علية إخماد الحرائق أكثر من (12) ساعة، فكلما حاولنا إخمادها بمنطقة عادت للاشتعال في أماكن أخرى."

صورة تظهر بقايا صاروخ ( أرض أرض) محمّل بمواد حارقة، كان قد سقط على مدينة حرستا بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2018، مصدر الصورة: المجلس المحلي لمدينة حرستا.

صورة تظهر الحرائق التي اندلعت في الأحياء السكنية في مدينة حرستا، نتيجة قصف القوات النظامية السورية بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم) وذلك بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، مصدر الصورة: مركز الغوطة الإعلامي.

وتابع غبيس بأنّ القوات النظامية السورية عادوت قصف مدينة حرستا بمواد حارقة بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2018، وتحديداّ في تمام الساعة (6:00) مساءً، من أجل أن يُحدث حالة من الذعر والخوف مابين صفوف الأهالي، وفي هذا الخصوص أضاف قائلاً:

"في ذلك اليوم تعرضت مدينة حرستا للقصف بأكثر من (25) صاروخ أرض-أرض، كان ستة منها محملة بمواد حارقة، وهو ماتسبب باحتراق أكثر من خمسة مباني بشكل كامل، إضافة إلى عدد من المحال التجارية والحافلات، كما قام النظام أيضاً باستهداف ذات المنطقة بصواريخ متفجرة حتى يعيق عمليات الإسعاف وإخماد الحرائق. إنّ النظام تعمّد أن يقصف المربع السكني والذي يعد واحداً من أكثر المناطق المأهولة بالسكان في مدينة حرستا، رغم عدم تواجد أي مقر عسكري داخل هذه المناطق، لقد ضاق علينا كل شيء وبتنا لانعلم إلى أين نذهب، فنحن في حالة نزوح متواصلة، ولم نعد قادرين على الاستقرار بمكان واحد."

وفي شهادة أخرى أدلى بها "أحمد شهاب" وهو أحد سكان مدينة حرستا الذين كانوا متواجدين في مكان الهجوم الثاني، إذ أشار إلى أنّ العديد من المدنيين الذين كانوا بالقرب من أماكن سقوط الصواريخ، كانوا قد تعرضوا للإصابة بحالات اختناق وصداع وغثيان، كما لفت إلى أن النيران كانت تعود للاشتعال مرة أخرى كلما قاموا بإخمادها.

صورة تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مدينة حرستا، بعد قصفها بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم) وذلك بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2018، مصدر الصورة: مركز الغوطة الإعلامي.

ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تعرضت الأحياء السكنية في مدينة حرستا للمرة الثالثة على التوالي، للقصف بصواريخ أرض أرض محملة بمواد حارقة، وذلك بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2018، وهو ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة في مملتكات المدنيين، ولا سيما أنّ الحرائق اندلعت في خمسة منازل، دون أن تؤدي إلى وقوع أي أضرار بشرية.

وأظهر مقطع فيديو نشره الدفاع المدني في ريف دمشق، جانباً من الحرائق التي اندلعت في مدينة حرستا، نتيجة القصف الذي تعرضت له الأحياء السكنية بمواد حارقة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، كما أظهر مقطع فيديو آخر نشره الدفاع المدني بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، ما قال أنه سقوط صاروخ أرض أرض على الأحياء السكنية في مدينة حرستا، وذلك بالتزامن مع اندلاع الحرائق الناجمة عن القصف بمواد حارقة في التاريخ ذاته.

وفي يوم 31 كانون الثاني/يناير 2018، صدر بيان عن غرفة عمليات معركة "بأنهم ظلموا"، حيث أكدت من خلاله على استهداف مدينة حرستا بأكثر من (27) صاروخ أرض أرض، منها ستة محملة بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم)، مع الإشارة إلى أنّ بعضها سقط على مواقع احتجاز تابعة لفصائل المعارضة السورية المسلحة في المدينة، وهو ما أدى إلى مقتل (4) محتجزين من القوات النظامية السورية لدى المعارضة.

صورة تظهر البيان الصادر عن غرفة عمليات معركة "بأنهم ظلموا" بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2018، حيث أكدت من خلاله على استهداف مدينة حرستا بصواريخ محملة بمواد حارقة، مصدر الصورة: صفحة معركة "بأنهم ظلموا".

أحمد التلي وهو أحد عناصر المعارضة السورية المسلحة، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ مدينة حرستا كانت قد اعتادت خلال حملة التصعيد الأخيرة، على قصفها بصواريخ أرض-أرض أو مابات يعرف بصواريخ "الفيل"، مشيراً إلى أن القوات النظامية السورية قامت بالتعديل على هذه الصواريخ، عبر تزويدها بمواد حارقة، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:

"صواريخ "الفيل" هي عبارة عن صواريخ "غراد" يبلغ مداها الأساسي إما (20) أو (40) كم، وقد قام النظام السوري بالتعديل عليها، عبر إزالة رأسها المتفجر الأساسي وتركيب رأس آخر يحمل كمية كبيرة من المتفجرات، وذلك حتى يزيد من قدرته التدميرية، رغم أنّ زيادة الشحنة المتفجرة  تؤدي بالضرورة إلى ضعف المدى الذي يستطيع الصاروخ أن يبلغه، كما يقوم النظام باستبدال هذه الشحنة المتفجرة بمواد أخرى حارقة، حيث يقوم بوضعها داخل الصاروخ، وقد تكون هذه المادة عبارة عن صابون أو مطاط يضاف إليهما البنزين، حتى تدوم النيران لفترات أطول، ويمكن أن يحمل صاروخ "الفيل" شحنة موازية بالكم من المواد الحارقة، لما يمكن أن يحمله رأسه المتفجر من مواد متفجرة، وبذلك تكون مهمة الصاعق، أن يكون شرارة لاحتراق هذه المادة الحارقة، فيقوم الصاروخ بعدها بالاشتعال في كل مكان."

صورة تظهر بقايا صاروخ محمل بمواد حارقة (تشبه مادة النابالم) كان قد سقط على الأحياء السكنية في مدينة حرستا بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2018، مصدر الصورة:  المجلس المحلي لمدينة حرستا.

 


[1] أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية عن معركة "بأنهم ظلموا"  بهدف السيطرة على إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا، وكانت قد بدأتها على ثلاث مراحل، إذ بدأت المرحلة الأولى بتاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وأسفرت المعارك فيها عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية السورية إلى جانب سيطرة حركة أحرار الشام الإسلامية على أجزاء كبيرة من إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا، أما المرحلة الثانية فقد بدأت بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2017، وأدت المعارك فيها إلى فرض حصار على إدارة المركبات العسكرية من قبل حركة أحرار الشام الإسلامية، إضافة إلى السيطرة على كلٍ من "حي العجمي" و "الفرن الآلي" و "حي الحدائق" الممتدة على الطريق الواصل مابين مدينتي حرستا وعربين من جهة غرب إدارة المركبات العسكرية. في حين بدأت المرحلة الثالثة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2018، حيث قامت حركة أحرار الشام الإسلامية بتفجير نفق للقوات النظامية السورية داخل إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر القوات النظامية السورية.

[2] يخضع قسم كبير من مدينة حرستا إلى سيطرة حركة أحرار الشام الإسلامية/فجر الأمة سابقا.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد