الرئيسية تحقيقات مواضيعية ذخائر عنقودية تقتل مدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية

ذخائر عنقودية تقتل مدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية

"سلسلة من الهجمات العشوائية تم تنفيذيها من قبل الحكومة السورية وحلفائها"

بواسطة wael.m
455 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: تعرضت العديد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ تاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إلى واحدة من أعنف الهجمات العسكرية من قبل القوات النظامية السورية/الجيش السوري، حيث تمّ قصف غالبية مدة وبلدات الغوطة الشرقية بمختلف أنوع القصف سواء بواسطة الطيران الحربي أو القصف المدفعي أو القصف عن طريق الدبابات، وتم استخدام عدد كبير من أنوع الأسلحة في هذه العمليات العسكرية. ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد استخدمت القوات النظامية السورية الذخائر العنقودية في قصف بعض مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ففي أيام 18 و19 و20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تعرضت مدينة دوما[1] للقصف بقنابل عنقودية حسبما أكدّ العديد من الأهالي وشهود العيان لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين مابين قتلى وجرحى.

وفي أيام 15 و16 و18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تعرضت بلدة حمورية[2] هي الأخرى للقصف بقنابل عنقودية، ماتسبّب في وقوع إصابات كبيرة بين صفوف المدنيين، وخلّف عدداً من القتلى بحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

أما بلدة حزة[3] فقد شهدت هي الأخرى قصفاً بالقنابل العنقودية على أحيائها، وتحديداً في أيام 15 و16 و17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إلا أنّ أعنف تلك الهجمات وقعت بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حيث أدى استخدام القنابل العنقودية في قصف البلدة إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين ما بين قتلى وجرحى.

ومن الجدير ذكره أنّ هذا التصعيد يأتي في إطار الحملة العسكرية الشرسة التي بدأتها القوات النظامية السورية على الغوطة الشرقية في يوم الثلاثاء الموافق 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وذلك عقب إعلان "حركة أحرار الشام الإسلامية" عن معركة "بأنهم ظلموا" والتي ابتدأت صباح يوم الأثنين الموافق 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد أسفرت تلك المعارك عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية السورية من بينهم ضباط، وعلى رأسهم العماد "وليد خواشقجي" نائب مدير إدارة المركبات العسكرية في منطقة حرستا في الغوطة الشرقية، كما تمكن مقاتلو "حركة أحرار الشام الإسلامية" من السيطرة على أجزاء كبيرة من إدارة المركبات العسكرية فضلاً عن اغتنام الأسلحة والذخائر.

ومن اللاقت الإشارة إلى أنّ الغوطة الشرقية تعتبر واحدة من مناطق خفض التصعيد في سوريا، إذ أنه وبتاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الاعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية.

وفي تاريخ 22 تموز/يوليو 2017، شارك جيش الإسلام في التوقيع على اتفاقية خفض التصعيد في سوريا، ثم تبعه فصيل فيلق الرحمن بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017.

وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت في وقت سابق، تقريراً يسلط الضوء على خروقات مناطق "خفض التصعيد" في الغوطة الشرقية.

الذخائر العنقودية والنزاع السوري:

"الذخائر العنقودية هي أسلحة تتكون من "حاوية" تفتح في الهواء وتنثر أعدادًا كبيرةً من "القنابل الصغيرة" أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، وذلك على مساحة واسعة. وعلى حسب الطراز، يمكن أن يتراوح عدد الذخائر الصغيرة من عدة عشرات إلى ما يربو على (600) ذخيرة، ويمكن إلقاء الذخائر العنقودية عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف، إنّ الجزء الأعظم من الذخائر الصغيرة معدٌّ للانفجار عند الاصطدام. ويتسم أغلبها بميزة السقوط الحر، بمعنى أنها لا تـُوجه بصفة فردية نحو أي هدف ما (أي أنّها لا تميّز ما بين الأهداف العسكرية والمدنية).

الذخائر العنقودية استُخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، ونسبةٌ كبيرةٌ من الذخائر العنقودية المخزَّنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة. وتمثل المقصد الأساسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم." [4]

"أن غالبية الذخائر العنقودية لا تنفجر كما هو متوقع بل تبقى خطرا على الحياة حتى يتم تحريكها. ويزيد خطرها على المدنيين بسبب المساحة الشاسعة (المعروفة باسم "البقع المشبوهة") التي تستطيع قنابل عنقودية متأتّية من ذخيرة واحدة أن تغطيها." [5]

حظرت 118 دولة الذخائر العنقودية بسبب الضرر الذي تسببه وقت الهجوم، إلاّ أنّ الحكومة السورية والروسية إلى الآن لم تنضما إلى اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر الذخائر العنقودية حظرًا شاملاً وذلك بحظر استخدامها وإنتاجها وتخزينها ونقلها. وهي أيضـًا تحظر على الدول الأطراف مساعدة أي شخص على القيام بأي نشاط تحظره أحكام الاتفاقية أو تشجيعه أو حثه على ذلك.

"إن الذخائر العنقودية تعتبر أسلحة عشوائية بطبيعتها، وبالتالي ينبغي عدم استخدامها في أية ظروف. إذ أن كل قنبلة عنقودية تنشر عشرات القنيبلات الصغيرة على مساحة أكبر من مساحة ملعب كرة القدم. ونظراً لارتفاع معدلات عدم انفجارها، فإنها تشكل خطراً على حياة المدنيين لسنوات قادمة. وإن الاستخدام المتكرر للقنابل غير الموجهة بالقرب من المناطق المدنية المكتظة بالسكان من شأنه أن يشكل انتهاكاً لمبدأ حظر الهجمات العشوائية." [6]

أولاً: قصف بواسطة قنابل عنقودية على مدينة دوما:

شهدت مدينة دوما قصفاً مركزاً على أحيائها منذ تاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إلا أنه وبتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بدأت القوات النظامية السورية السورية باستخدام القنابل العنقودية في قصف المدينة، وهو الأمر الذي أكده حسن الشغري وهو أحد أهالي مدينة دوما، حيث تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"في تمام الساعة (11:00) صباحاً من يوم السبت الموافق 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تمّ قصف الحي الذي أقطن فيه ويعرف باسم "حي الشمس" بقنابل عنقودية، إذ أنّ قوات النظام كانت قد أطلقت صواريخاً محملة بقنابل عنقودية من منطقة الجبل المطل على مدينة دوما، لتنفجر في السماء وتسقط مجموعة من القنابل التي انتشرت في الطرقات وعلى أسطح المباني. ولم تنفجر جميع القنابل مباشرة إنما انفجر بعضها بعد دقيقة تقريباً من سقوطها، وكأنّ النظام قد تقصد توقيت تلك القنابل على أن تنفجر بعد فترة من سقوطها على الأرض، وذلك حتى يحدث أكبر ضرر ممكن بين صفوف المدنيين، إذ أنّ فتاة صغيرة من آل "خبية" كانت قد تعرضت لإصابة خطيرة بأقدامها جراء انفجار إحدى تلك القنابل."

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر إحدى فوارغ  الصواريخ التي كانت محملة بالقنابل العنقودية والتي سقطت على مدينة دوما بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.

وفي اليوم التالي وتحديداً بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، كررت القوات النظامية السورية قصفها بالقنابل العقنودية على مدينة دوما، وذلك حسبما أكدّ حسن الشغري لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، ففي تمام الساعة (3:00) ظهراً، تعرضت المدينة للقصف مرة أخرى بصواريخ محملة بذخائر عنقودية مصدرها "منطقة الجبل" المطل على مدينة دوما أيضاً، واستهدفت بدورها حي "الشمس" أيضاً، إلا أنّ القنابل هذه المرة انفجرت فور سقوطها على الأرض، ما أدى إلى مقتل أحد أطفال الحي والذي  يبلغ من العمر (10) سنوات ويدعى (مهند الزهر)، وفي هذا الصدد تابع حسن الشغري قائلاً:

"تمّ استهداف مدينة دوما بالقنابل العنقودية على مدار ثلاثة أيام متواصلة، فَإضافة إلى يومي 18 و19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، عاود النظام قصف المدينة مرة أخرى، ففي تمام الساعة (1:00) ظهراً من يوم الأثنين الموافق 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تعرض حينا للقصف مجدداً، إلا أنّ القصف لم يسبب أضراراً بالغة هذه المرة، لأنّ الناس كانت قد اتخذت الحيطة والحذر ونزلت إلى الملاجئ والأقبية، الأمر الذي منع وقوع إصابات ما بين صفوف المدنيين، علماً أنّ القنابل كانت قد سقطت في منطقة محيطها (400) متر تقريباً."

وأظهر مقطع فيديو نشرته تنسيقية مدينة دوما بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، الأضرار التي خلفها القصف بالقنابل العنقودية على الأحياء السكنية في مدينة دوما في ذات التاريخ.

صور تظهر إحدى الذخائر العنقودية التي لم تنفجر في مدينة دوما بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بتنسيقية دوما.

وفي شهادة أخرى، أكدّ جمال الحنفي وهو أحد أهالي مدينة دوما أيضاً، على أنّه وبتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تعرض حيه هو الآخر ويدعى "حي القوتلي" للقصف بقنابل عنقودية، وفي هذا الصدد تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"في تمام الساعة (11:30) صباحاً من يوم السبت الموافق 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، رأيت أنا وأصدقائي أثناء وقوفنا في الشارع، شيئاً ينفتح في السماء ويتساقط منه قنابل صغيرة محملة بالمظلات، وعلى الفور قمنا بالهرب والاختباء ولجأنا إلى أحد الأقبية قبل سقوط تلك القنابل على الأرض، وعلمنا لاحقاً أنّ امرأة مسنة كانت قد تعرضت لإصابة خطيرة بينما كانت تحاول الهرب من هذه القنابل، فضلاً عن أنّ جميع القنابل لم تنفجر بذات التوقيت، وإنما انفجرت بعد دقيقة تقريباً وتحديداً عندما أتت سيارات الإسعاف، لكن والحمد لله لم يصب أحد بأذى. وعقب ساعة واحدة فقط عاودت قوات النظام إلقاء قنابل عنقودية على حينا، ما أسفر عن إصابة العديد من الأهالي، ومقتل أحد الأشخاص، إذ تقطع جسده إلى أشلاء مبعثرة بعدما انفجرت إحدى القنابل العنقودية أمام ناظريه."

ثانياً: قنابل عنقودية على بلدة حمورية:

لم تسلم بلدة حمورية هي الأخرى من القصف بقنابل عنقودية، إذ تمّ استهدافها بتلك القنابل على مدار أيام متواصلة وذلك اعتباراً من تاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وهو ما أكده لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حسن الخطيب وهو أحد أهالي بلدة حمورية، حيث تحدث قائلاً:

"في تمام الساعة (7:30) صباحاً من يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بدأ النظام بإلقاء أول صاروخ محمل بقنابل عنقودية على بلدة حمورية، إلا أنه لم يتسبّب في وقوع أي خسائر بشرية، باعتبار أنّ القنابل انفجرت في منطقة خاوية من السكان، وبعد نصف ساعة فقط استهدف النظام  منطقة "الأربع مفارق" بصاروخ ثان، ما أدى إلى إصابة اثنين من المدنيين بجروح خطيرة، وفي اليوم التالي وتحديداً بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وعند الساعة (11:30) صباحاً عاود النظام استهداف البلدة بصاروخ آخر محمل بقنابل عنقودية، ما أدى إلى مقتل شخصين هما "نذير بدرة" و"يحيى ونوسة"، فضلاً عن إصابة أربعة آخرين."

صورة تظهر الضحية "يحيى ونوسة" قبيل مقتله نتيجة انفجار إحدى القنابل العنقودية في بلدة حمورية بتاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصد الصورة: المكتب الإعلامي في بلدة حمورية.

وتابع حسن الخطيب بأنّ القوات النظامية السورية كررت قصف البلدة بالقنابل العنقودية في ظهر يوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وتحديداً عند الساعة (12:00) ظهراً، حيث سقطت تلك القنابل في المنطقة الواصلة مابين بلدتي سقبا وحموية، ما أدى إلى إصابة شخصين إصابات بليغة.

وبتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وفي تمام الساعة (4:30) مساءً، سقط صاروخ آخر محمل بقنابل عنقودية على منطقة "الفيلات" في بلدة حمورية ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين، وعقب نصف ساعة فقط تمّ إلقاء صاروخ ثانٍ على المنطقة الواصلة مابين بلدتي بيت سوى وحمورية، ما أدى إلى إصابة اثنين من المدنيين ومقتل آخر ويدعى "محفوظ التوم"، وذلك حسبما أكدّ مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

 أما بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، فكانت الخسائر هي الأشد مابين صفوف المدنيين، وذلك حسبما أكدّ لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، إذ تمّ قصف البلدة بصاروخ محمل بقنابل عنقودية عند الساعة (6:00) مساءً، إذ انفجرت القنابل ليلاً وبشكل عشوائي مستهدفةّ منطقة مكتظة بالسكان، ماخلف عدداً كبيراً من الإصابات بين صفوف المدنيين، وأدى إلى مقتل أحد المسعفين خلال قيامه بواجبه ويدعى "علاء الدين جحا"، وفي اليوم التالي قُتل أحد الشبان ويدعى "عبه ياسين" متأثراً بجراحه التي أصيب بها في تلك الليلة.

وأظهر مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي في بلدة حمورية بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، ماقال أنه لحظة انفجار القنابل العنقودية في بلدة حمورية في ذات التاريخ.

صورة تظهر إحدى الأطفال التي أصيب نتيجة انفجار إحدى القنابل العنقودية في بلدة حمورية بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بالمكتب الإعلامي في بلدة حمورية.

ثالثاَ: بلدة حزة تتعرض أيضاً للقصف بالقنابل العنقودية:

بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تمّ استهداف بلدة حزة بالقنابل العنقودية، حيث لم تسلم كل من مناطق "برتاية" و"الرشيدية" وسط البلدة، إضافة إلى ساحة البلدة العامة والجامع الكبير، من القصف بتلك القنابل، وفي هذا الصدد تحدث حسن الطويل وهو أحد القائمين على مركز "الرحمة" الطبي في بلدة حزة، حيث قال:

"تمّ إلقاء قنابل عنقودية على بلدة حزة في أيام 15 و16 و17 و18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إذ استنفر معظم الطاقم الطبي في هذه الأيام، نظراً لكثرة المصابين بين صفوف المدنيين، والذين كان غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلا أنّ أشد الأيام التي تعرضت فيها البلدة للقصف بالقنابل العنقودية، كان بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حيث وقعت مجزرة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، فقد ألقى النظام ثلاث صواريخ محملة بقنابل عنقودية على البلدة، ووردتنا إلى المركز إصابات غريبة، إذ أنّ الشظايا كانت قد مزقت أجساد المصابين ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وعرف منهم (فايز دامر) و(زكريا فايز دامر) و(عبير فايز دامر) و(صياح الضبعان) و(محمد سالم).

صورة تظهر أحد الأطفال الضحايا الذي قتلوا عقب استهداف بلدة حزة بقنابل عنقودية بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بمركز "رحمة" الطبي في بلدة حزة.

صورة تظهر أحد الضحايا المدنيين الذين تعرضوا للإصابة عقب استهداف بلدة حزة بقنابل عنقودية بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مصدر الصورة: صفحة الفيس بوك الخاصة بتنسيقية بلدة حزة.

وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد وثقت في تقارير سابقة، استخدام القنابل العنقودية في عدة محافظات سورية، ففي شهر حزيران/يونيو 2017، تمّ تسجيل استخدام القنابل العنقودية على عدة مدن وبلدات في محافظة درعا، وفي تاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2016، وثقت المنظمة مقتل عائلة كاملة نتيجة انفجار إحدى القنابل العنقودية في مدينة إبطع بريف درعا، وفي تاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تم تسجيل استخدام الذخائر العنقودية ضد الأحياء الشرقية في مدينة الأتارب بريف حلب.

 


[1] تخضع مدينة دوما لسيطرة كاملة من قبل فصيل جيش الإسلام.

[2] تخضع بلدة حمورية لسيطرة كاملة من قبل فصيل فيلق الرحمن.

[3] تعتبر بلدة حزة منطقة سيطرة مشتركة مابين فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

[4] الذخائر العنقودية: ما هي؟ وما المشكلة؟ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، آب/أغسطس 2013، للمزيد يرجى زيارة الرابط التالي:

https://www.icrc.org/ara/resources/documents/legal-fact-sheet/cluster-munitions-factsheet-230710.htm

[5] اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 15 كانون الأول/ديسمبر 2016، للمزيد:

https://www.icrc.org/ara/resources/documents/feature/liban-stories-151206.htm

[6] منظمة العفو الدولية، سوريا: عدم اعتراف روسيا بمقتل مدنيين أمر مخجل، للمزيد:

https://www.amnesty.org/ar/press-releases/2015/12/syria-russias-shameful-failure-to-acknowledge-civilian-killings-1/

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد