الرئيسية تحقيقات مواضيعية تزايد في عمليات زرع وتفجير العبوات الناسفة في محافظة درعا

تزايد في عمليات زرع وتفجير العبوات الناسفة في محافظة درعا

"التفجيرات بواسطة العبوات الناسفة استهدفت في غالبيتها قيادات مدنية وعسكرية من المعارضة السوريّة"

بواسطة wael.m
1K مشاهدة هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدّمة: شكلت ظاهرة انفجار "العبوات الناسفة" المزروعة على جوانب الطرق الرئيسية عادة، خطراً كبيراً يهدد حياة سكان المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في محافظة درعا، حيث ازدادت هذه الحوادث منذ بداية العام الحالي 2017 وخاصة بعد فترة دخول الجنوب السوري في اتفاقية منطقة خفض التصعيد 4 [1]أيار/مايو 2017. ويبدو أنّ منفذي عمليات التفجير بواسطة "العبوات الناسفة" يحاولون استهداف أكبر عدد ممكن من القيادات المدنية والعسكرية التابعة للمعارضة السورية، حيث راح ضحية سلسلة العمليات بواسطة العبوات الناسفة عشرات المدنيين والعسكريين وبعض الإعلاميين المارين عبر تلك الطرق أثناء توجههم لمزاولة أعمالهم. وبالمقابل تم تفكيك عشرات العبوات الأخرى من قبل عناصر المعارضة السورية إضافة إلى إلقاء القبض على خلايا مسؤولة عن زراعة تلك العبوات، وهي على صلة بالحكومة السوريّة "حسب اعترافهم" وحسب تصريحات المعارضة السورية.

ماهي العبوات الناسفة؟

في إطار البحث عن طرق تصنيع وتنفيذ تلك التفجيرات والجهات التي تقف وراءها شرح الأستاذ "حامد أبو عبدو" وهو أحد المختصين في مجال تفكيك العبوات الناسفة في (فرقة عامود حوران[2] ) لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة التفاصيل الدقيقة حول المواد المستخدمة في التصنيع وتطور طرق التفجير وقال:

"تتكون العبوة من جسم معدني يحتوي على المتفجرات والتي تكون في الغالب مادة ال(TNT) أو (C4) أو السماد وأحياناً تحوي على كمية قليلة من "المحرّض" والذي يزيد من قوة الانفجار، وتكون موصولة إلى صاعق يطلق شرارة لتوليد الانفجار، وتختلف طرق تصنيع تلك العبوات بحسب الهدف المرجو من استعمالها، فإذا أراد المصنع استهداف الأفراد فإنه يضع مقدار 1 الى 2 كيلو غرام من المواد المتفجرة أو السماد وتكون العبوة صغيرة الحجم، وتزداد كمية المواد المتفجرة  في حال استهداف الجماعات أو السيارات فيمكن أن يصل وزن العبوة حتى 15 كيلو غرام مما يسبب انفجاراً هائلاً.

وهناك ثلاثة أنواع من طرق التفجير التي يعتمدها المنفذون: أولها الطريقة التقليدية حيث يتم تمديد سلك نحاسي طوله ما بين 200-300 متر من العبوة إلى مكان الراصد  وتعتبر هذه المكونات بدائية وتصنف هذه العبوة بالبسيطة بسبب عدم دقتها وهدفها إثارة الفوضى في الدرجة الأولى، أما الطريقة الثانية والأكثر استخداماً هي التحكم عن بعد بمسافة لا تزيد عن 3 كيلومتر عن طريق قبضة مرقمة مربوطة أيضاً بدارة إلكترونية، أو عبر هاتف محمول يتم وصله بدارة إلكترونية توضع بالقرب من العبوة ويربط منها شريط بصاعق العبوة، وعند مرور الهدف يقوم الراصد بضغط زر التفجير، أو عبر جهازين لاسلكيين يترك أحدهما بجانب العبوة ويبقى الآخر بحوزة الراصد، ويستخدم هذا النوع كل من الحكومة السوريّة وتنظيم الدولة الإسلامية بسبب توفر تلك المواد في المنطقة الجنوبية بشكل كبير.

أما النوع الثالث هو المتطور والأحدث، فمن خلال عدد من العبوات والألغام المتفجرة التي تم تفكيكهما مؤخراً، ظهر أنه تم  تطويرها الكترونياً بطريقة هندسية معقدة بحيث تكون المسافة بين الراصد وأدوات التفجير أطول بكثير من المسافات في النوعين السابقين، حيث أنها مؤلفة من عبوات عسكرية بالإضافة إلى بعض الألغام المخصّصة لتفجير الدبابات وربطت بجهاز لاسلكي بعيد المدى يبقى بحوزة الراصد، ومن بعدها تغلف بمادة "الفوم[3]" للتمويه، وبعد ذلك يتم طلائها باللون المطلوب وهو لون الصخور في الغالب، ثم تربط بمكثف كهربائي ومجموعة من البطاريات وعدسة متحركة وصاعق، وعند مرور الهدف المراد تفجيره يقوم الراصد بتفعيل عمل العدسة المتحركة، فتصدر أشعة تحت الحمراء، وفي لحظة اجتياز الهدف له  تعطي شحنة كهربائية للصاعق ويحدث الانفجار، وتقوم قوّات الحكومة السوريّة باستخدام هذه التقنية بشكل خاص ونسبة الخطأ 0% في هذا النوع من العبوات."

صورة تظهر النوع المتطور من العبوات حيث يظهر ثقبان في أسفل العبوة بحيث يصدر من أحدهما الأشعة تحت الحمراء أثناء مرور الهدف، مصدر الصورة: نشطاء من درعا

خارطة توضّح أماكن تفجير العبوات الناسفة خلال الأشهر (7-8-9-10) من العام 2017 في محافظة درعا

وأكد "حامد" أن قوات الحكومة السوريّة هي من تقف وراء تلك التفجيرات كونها تقع غالباً في مناطق قريبة من نقاط سيطرته وذلك من خلال الاستعانة ببعض العملاء المأجورين أو تسلل عناصرها لتلك النقاط حيث قام الإعلام الحربي التابع لها بتوثيق  لحظة انفجارها ونشر الفيديوهات بشكل رسمي، وأن خلايا تابعة لجيش خالد بن الوليد المبايع  لتنظيم الدولة (داعش) وراء التفجيرات التي تحدث قرب المقرات العسكرية أو بالقرب من سيارات وبيوت الشخصيات الثورية القيادية باعتراف بعض المتورطين  بتلك العمليات بعد اعتقالهم من قبل محكمة دار العدل أومن قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة.

صورة تظهر العبوات الناسفة التي تم تفكيكها من عناصر "جيش الثورة"، مصدر الصورة: أبو بكر الحسن

استهداف القيادات المدنية البارزة والسيارات العسكرية:

عمدت الجهات التي تقف وراء انتشار ظاهرة انفجار العبوات الناسفة إلى استهداف القيادات المدنية والعسكرية والإعلامية العاملة في صفوف المعارضة السورية، بالإضافة إلى استهداف السيارات العسكرية التي تنقل المقاتلين إلى جبهات القتال حيث تكررت تلك الحوادث عشرات المرات، ولعلّ من أبرزها:

  •  مقتل الإعلامي "أسامة الزعبي" بتاريخ 21آب/أغسطس2017.
  • محاولة اغتيال الشيخ "عصمت العبسي" رئيس محكمة دار العدل في حوران وذلك بتاريخ 5 آب/أغسطس2017 بعبوة لاصقة وضعت بالقرب من سيارته الخاصة وأدت إلى إصابته بجروح بليغة مع عدد من مرافقيه.
  • انفجار عبوة ناسفة في سيارة تابعة لمحكمة دار العدل بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر2017 أدت لى وفاة شخصين وجرح آخر من عناصر القوة الأمنية للمحكمة.
  • تفكيك عبوة ناسفة في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي قبيل انفجارها بتاريخ 7 آب/أغسطس2017 حيث كانت مزروعة بسيارة "عبد الناصر الحمد" وهو مدير "أوقاف درعا الحرة" التابعة للمعارضة السورية.
  • إضافة إلى مقتل القائد العسكري في "قوات شباب السنة"[4] "إحسان الحوشان" نتيجة انفجار عبوة ناسفة لاصقة وضعت بسيارته في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي بتاريخ 26 تشرين الأول/أكتوبر2017.

إنفو جرافيك يوضّح أعداد العبوات الناسفة خلال الأشهر (7-8-9-10) من العام 2017 في محافظة درعا

إنفو جرافيك يوضّح أعداد القتلى والجرحى من المدنيّين والعسكريّين نتيجة استهدافهم بالعبوات الناسفة خلال الأشهر (7-8-9-10) من العام 2017 في محافظة درعا.

خلايا مرتبطة بالحكومة السوريّة وراء تفجير العبوات الناسفة:

قامت فصائل المعارضة المسلحة بتفكيك وتفجير العشرات من العبوات الناسفة والتي تمت زراعتها على الطرقات، وكان أبرزها بتاريخ 22 آب/أغسطس2017 حيث تمكن فصيل "جيش الثورة" بتفكيك 12 عبوة ناسفة في ريف درعا الشرقي، كما تمكن "جيش الثورة[5]" أيضاً من إلقاء القبض على خلية تابعة للحكومة السوريّة اعترفت بمسؤوليتها من خلال مقطع مصور عن تفجير عدة عبوات ناسفة ومن بينها واحدة على الطريق الواصل بين بلدتي صيدا – الغارية الغربية، وذلك بتاريخ 9 نيسان/أبريل2017 وأدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر المعارضة السورية.

وهو ما أكده "أبو بكر الحسن" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 30 تشرين الأوّل/أكتوبر 2017 وهو الناطق الرسمي باسم تحالف "جيش الثورة"، حيث تحدّث قائلاً:

"تم اعتقال عدد من الأشخاص على خلفية قضايا سرقة، وفي سياق التحقيق تبين صلتهم مع موضوع التفجيرات بالعبوات الناسفة واعترفوا على شركائهم الذين كانوا يشكلون خلية تتعامل مع قوات الحكومة السوريّة في الريف الشرقي من محافظة درعا، ووقتها لم نعلن أي معلومات عن الموضوع للحفاظ على مجرى التحقيقات، وأخيراً وخلال شهر تشرين الأول /أكتوبر2017 تم إلقاء القبض على بقية أفراد هذه الخلية، حيث سيتم تحويل الموقوفين إلى محكمة دار العدل أصولاً كونها الجهة المخولة بإصدار الأحكام وتنفيذها."

وأضاف أبو بكر:

"حسب ما ورد بالتحقيقات الأولية فإن مصدر العبوات الناسفة هي قوات الحكومة السوريّة بحيث أصبحت جزء من حربه على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وقد استغل فترة التهدئة التي بدأت منذ إعلان منطقة خفض التصعيد وكثف من زراعة العبوات على الطرقات، مستهدفاً العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية لخلق حالة من الفوضى، حيث أصبحت تلك العبوات التي تزرعها الحكومة السوريّة عبر التسلل ليلاً  أو من خلال عملائه، تتميز بدقة إصابة أعلى كونها تعتمد تكنولوجيا متطورة كثيراً، بما أنّها تعتمد على الحساسات الضوئية لتنفجر عند مرور أي عائق أمامها بعد إعطاء الدارة أمر التفجير، وغالباً ما تكون العبوات مموهة على شكل أحجار كالموجودة في المنطقة المستهدفة، ونعمل حالياً على جعل الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرقات أكثر فاعلية وسنعتمد على تسيير دوريات على الطرق العامة للحد من ظاهرة انفجار العبوات الناسفة".

وقد بث الإعلام الحربي التابع للحكومة السوريّة العديد من مقاطع الفيديو التي تُظهر مسؤوليته عن تفجير العديد من العبوات الناسفة في محافظة درعا.

صورة تظهر عبوة ناسفة بعد أن تم تفكيكها بريف درعا الشرقي، مصدر الصورة: نشطاء من درعا

إحصائية لعدد العبوات الناسفة في محافظة درعا منذ تاريخ بدء الهدنة في شهر تموز2017

الرقم

التاريخ

المكان

عدد الضحايا

عدد الجرحى

مدني/عسكري

الجهة المتهمة

أقرب نقطة للنظام السوري عن مكان التفجير

ملاحظات

1

29-Oct

وزارة الإدارة المحلية في مدينة نوى

0

1

عناصر من المعارضة

 داعش

تبعد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في تل الجموع مسافة 3كم

 

2

27-Oct

طريق صماد- سمج ريف درعا الشرقي

1

1

عناصر من المعارضة

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام المتمركزة في ريف السويداء الغربي مسافة 1,5كم

وفاة القائد العسكري في جيش أحرار العشائر"عبد الله عفاش"

3

27-Oct

طريق زمرين – أم العوسج الريف الشمالي

4

0

عناصر من المعارضة

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام المنمركزة في كتيبة جدية مسافة 1500 م

 

4

26-Oct

بلدة صيدا بريف درعا الشرقي

1

0

عناصر من المعارضة

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام السوري أكثر من 10 كم

وفاة القائد العسكري في قوات شباب السنة "إحسان الحوشان"

5

26-Oct

تفكيك عبوة ناسفة على طريق طفس – داعل

 

 

6

25-Oct

محكمة دار العدل في منطقة غرز

1

4

عناصر من المعارضة

النظام السوري/ داعش

من الصعب وصول قوات النظام أو تنظيم الدولة إلى المكان المستهدف

 

7

24-Oct

بث جيش الثورة مقطعاً مصوراً لاعترافات الخلية المرتبطة مع النظام السوري والتي كانت مسؤولة عن العديد من العبوات الناسفة

 

 

8

24-Oct

شرق بلدة إبطع

1

0

عناصر من المعارضة

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام المنمركزة في مدينة الشيخ مسكين مسافة 1,7 كم

 

9

24-Oct

درعا البلد

1

0

عناصر من المعارضة

النظام السوري/ داعش

تبعد مواقع قوات النظام المنمركزة في مدينة درعا مسافة 1100 م

مقتل "فواز أبا زيد" أثناء تفكيك العبوة

10

22-Oct

محيط تل عنتر بريف درعا الشمالي

1

2

مدنيين

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام السوري المتمركزة في بلدة دير العدس مسافة 3,5كم

المدني قاسم الحسان

11

20-Oct

منطقة غرز

2

3

مدنيين

النظام السوري/ داعش

من الصعب وصول قوات النظام أو تنظيم الدولة إلى المكان المستهدف

الضحايا" مصطفى حمد"و"باسل محاميد"

12

19-Oct

درعا البلد

1

0

عناصر من المعارضة

قوات النظام السوري

تبعد مواقع قوات النظام المنمركزة في مدينة درعا مسافة 1100 م

تم زراعة عبوة بسيارة القائد العسكري في حركة أحرار الش

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد