قُتل مالايقل عن (26) نازحاً وأصيب أكثر من (61) آخرين، إثر انفجار سيارة مفخخة في تجمع/ رتل ضمّ العديد من النازحين القادمين من محافظة دير الزور المنكوبة[1]، إلى محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية[2]، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فقد وقع الانفجار في منطقة أبو الرويشد[3] التابعة لمحافظة دير الزور، وذلك في يوم الجمعة الموافق 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
ثائر العلي (35) عاماً، وهو أحد النازحين الفارين من محافظة دير الزور والناجين من ذلك الانفجار، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى قائلاً:
"في يوم الأربعاء الموافق 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، هربت برفقة عائلتي من محافظة دير الزور باتجاه محافظة الحسكة، وذلك بسبب اشتداد المعارك في الجهة الشرقية منها، إضافة إلى القصف المكثف من قبل قوات النظام، واستمرت رحلة نزوحنا حوالي يومين كاملين بسبب خطورة الطريق وشدّة المعارك، و في تمام الساعة (11:15) صباحاً من يوم الجمعة الموافق 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وصلنا إلى منطقة أبو الرويشد حيث كان هنالك رتلاً يضم حوالي (25) سيارة تعود لنازحين فارين كانوا قد قرروا أخذ قسط من الراحة في تلك المنطقة، وبعد حوالي النصف ساعة توجهت نحونا ناقلة كبيرة محملة بالمواشي، وبلا أي إنذار انفجرت الناقلة في منتصف الرتل، ومن حسن حظي أنني كنت متوجداً عند بداية الرتل، فلم أتعرض لأي أذى إلا أنّ سيارتي أصيبت ببعض الشظايا، ومن شدة الضغط وجدت نفسي ممدداً على الأرض، وعندما وقفت رأيت أشلاء القتلى في كل مكان والدخان الأسود يتصاعد من السيارات المحترقة."
وأضاف العلي بأنّ سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الكردي توافدت إلى المكان بعد حوالي ساعتين من وقوع الانفجار، مشيراً إلى أنّ أوضاع الجرحى والمصابين كان سيئة للغاية، باعتبار أن العديد منهم إما تعرض للبتر أو الحرق بسبب شدة الانفجار.
أما منذر محمد (55) عاماً، وهو أحد النازحين الفارين أيضاً من محافظة دير الزور باتجاه محافظة الحسكة، فقد قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنه قرر الفرار برفقة عائلته المكونة من ثلاث فيتات وشابين وزوجة بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إلا أنهم فوجئوا بهول التفجير الانتحاري الذي وقع على مقربة منهم، وفي هذا الصدد تابع قائلاً:
"عندما شاهدنا ناقلة المواشي لم نعرها أي اهتمام، وبعد لحظات سمعنا دوي انفجار قوي، والحمد لله أننا لم نصب بأي أذى، لكن عندما شاهدنا ماحصل، وجدنا الدخان يتصاعد من رتل السيارات، فسارعت مع عائلتي إلى مكان التفجير، وليتني لم أذهب إلى هناك، لقد شاهدت أجساداً طمست ملامحها بالكامل، ولم يبقَ منها إلا لحم محروق، كما أنني رأيت أشخاصاً يحترقون داخل سياراتهم، لقد كان مشهدا مرعباً بحق."
وفي شهادة أخرى أدلت بها عبلة غدير وهي أيضاً إحدى الناجيات الهاربات من محافظة دير الزور، حيث قالت بأنها تعرضت للإصابة بقدمها وإحدى يديها إضافة إلى وجهها نتيجة الشظايا التي نجمت عن شدة التفجير، وتابعت قائلة:
"نزحت من محافظة دير الزور برفقة عائلتي المكونة من والديّ وإخواني بتاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وتوجهنا عبر "الطريق المحلق" إلى خارج المدينة، متجهين صوب ريفها الشرقي، حيث كنا نتوقف كل ساعتين بسبب قصف الطيران الحربي، وبعد ثلاثة أيام وصلنا إلى طريق الصور-دير الزور، حيث التقينا ببعض النازحين الآخرين ومضينا حتى وصلنا إلى منطقة أبو الرويشد، وفي تمام الساعة (11:00) تقريباً من يوم الجمعة الموافق 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وخلال أخذنا قسطاً من الراحة برفقة بقية النازحين، فوجئنا بالتفجير، فغبت عن الوعي ولم أجد نفسي إلا ملقية على طرف الطريق وبالقرب مني أخوتي وهم بحالة جيدة، ومن ثم تمّ إسعافنا إلى المشفى الوطني في مدينة الحسكة، وذلك من قبل سيارات الهلال الأحمر الكردي."
ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ إسعاف المصابين جرّاء هذا التفجير الانتحاري إلى المشفى الوطني في مدينة الحسكة وأيضاً إلى المشفى الوطني في مدينة القامشلي، حيث استطاع مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة توثيق أسماء بعض الجرحى من النازحين وهم كالتالي:
-
كان من الرجال الجرحى:
-
أحمد ثائر داوود.
-
ثائر داوود خلف.
-
حسين ثائر داوود.
-
ساجد خليل بركات.
-
غسان جمعة.
-
عبد المناع الدرويش.
-
ناصر المناع.
-
شهاب أحمد.
-
عبدالله دحام.
-
هيثم دحام.
-
كان من الأطفال الجرحى:
-
نذير محمد.
-
عبدالإله عبد القادر.
-
مها ثائر داوود.
-
أسماء ثائر داوود.
-
منصور خضر العلي.
-
عبد الكريم عبد.
-
صالح عبد.
-
يعقوب عبد.
-
ثرية عبد.
-
جنان عبد.
-
أحمد عبد.
-
رسول عبد.
-
تركية زهير العلي.
-
خباش عود.
-
رواء شهاب.
-
أمينة أيمن.
-
آية عبد مناع.
-
عبد الناصر المناع.
-
حاتم الناصر.
-
فؤاد الخليف.
-
دلال خيرالله.
-
فرح شهاب.
-
مهند فياض.
-
رحمة عبد العزيز.
-
دعاء الغربي.
-
ياسمين الرحال.
-
فاطمة الرحال.
-
فهد خليف.
-
حسن سامر.
-
عبد الرحمن حمود.
-
كان من النساء الجريحات:
-
إسراء محمود.
-
رقية شهاب.
-
رسمية عباس.
-
بيداء خالد.
-
وضحة عكلة.
-
شيماء اسماعيل.
-
انتصار خير الله.
-
ليلى علي.
-
فاطمة أحمد.
-
أليلاف عباس.
-
نداء أحمد مصطفى.
-
فضيلة مشعب.
-
هيام المناع.
-
صبرية عبدالله.
-
فريال عبد.
-
خديجة عويد.
-
كاملة عويد.
-
رغد الفياض.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد نشرت في وقت سابق تقريراً، يتحدث عن مقتل العشرات من النازحين الفارين من محافظة دير الزور باتجاه محافظة الحسكة، وذلك إثر انفجار سيارتين مفخختين بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017.
[1] في 9 أيلول/سبتمبر 2017، أعلن "مجلس دير الزور العسكري" المنضوي تحت قوات سوريا الديمقراطية بدء معركة "عاصفة الجزيرة" وذلك بدعم من قوات التحالف الدولي بغية السيطرة على الريف الجنوبي المتبقي من محافظة الحسكة والخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى مناطق شرقي الفرات والتي تتبع إدارياً لمحافظة دير الزور.
وكانت القوات النظامية السورية قد أعلنت مسبقاً وفي شهر حزيران/يونيو 2017، عن معركة ديرالزور بغية طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من الطرف الغربي من نهر الفرات، هذه المعارك كانت مترافقة بعمليات قصف روسية وسورية عنيفة جداً إضافة إلى قصف الطيران التابع للتحالف الدولي، ما أدى إلى نزوح أهالي محافظة ديرالزور وبشكل يومي، حيث وصلت أعدادهم يومياً بحسب باحث سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من 1500 حتى 2000 نازح، بإتجاه محافظة الحسكة ومناطقها الواقعة تحت سيطرة الادارة الذاتية.
[2] قوات سوريا الديمقراطية: وتعرف أيضاً باسم قوات "قسد"، وهي تحالف يضم مقاتلين عرب وكرد وسريانيين وتركمانيين وغيرهم، تمّ الإعلان عن تشكيله في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2015. وتشكّل وحدات حماية الشعب YPG عمودها الفقري، وتتكون من 27 فصيل عسكري وهي (لواء المهام الخاصة 45 ولواء99 مشاة ولواء القعقعاع وجبهة الأكراد ولواء السلاجقة ولواء السلطان سليم ولواء عين جالوت وقوات عشائر حلب وتجمع ألوية الجزيرة ولواء شهداء جزعة ولواء شهداء تل حميس ولواء شهداء تل براك ولواء شهداء كرهوك ولواء شهداء مبروكة ولواء شهداء الحسكة ولواء شهداء راوية تجمع ألوية الفرات وكتيبة تجمع فرات جرابلس وكتيبة احرار جرابلس وكتيبة شهداء الفرات وكتيبة شهداء سد وقوات الصناديد ولواء التحرير والمجلس العسكري السرياني وكتائب شمس الشمال وجبهة ثوار الرقة ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة)، وهي مدعومة بشكل أساسي من التحالف الدولي الذي يقود الحرب ضدّ تنظيم داعش في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
[3] تقع المنطقة على طريق الصور – دير الزور المدينة.