مقدمة: مازال المئات من المرضى المحاصرين في الغوطة الشرقية ينتظرون على "لوائح الإخلاء" أملاً بالسماح لهم بالخروج بغية تلقي العلاج في مشافي العاصمة دمشق. حيث أنّ المنطقة تعيش حصاراً مفروضاً من قبل القوات النظامية السورية منذ سنوات عديدة. وزادت المعاناة بشكل كبير مع اشتداد الحصار منذ شهر شباط/فبراير 2017، ولاسيما عقب خروج كافة الأنفاق الواصلة مابين الغوطة الشرقية ومناطق من العاصمة دمشق عن الخدمة بسبب تأثرها بالعمليات العسكرية التي جرت ما بين القوات النظامية من جهة وقوات المعارضة المسلّحة من جهة أخرى.
ويوماً بعد يوم تتضاعف أعداد المرضى ممن هم بحاجة فورية إلى الدواء وتلقي العلاج والإخلاء، فمنهم من بات ينتظر الموت البطيء وهو على لوائح الإخلاء الفوري من الغوطة الشرقية، ومنهم من فقد حياته نتيجة عدم قدرته على تأمين علبة دواء واحدة كان من الممكن أن تدفع الموت عنه.
وحسبما أكدّ العديد من شهود العيان لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهر أيلول/سبتمبر 2017، فإنّ أكثر من (400) حالة مرضية مهددة بالموت تمّ تسجيلها على لوائح الإخلاء الفوري من الغوطة الشرقية، حيث كان للأطفال الحصة الأكبر منها بنسبة (50 %)، أما النساء فقد بلغت نسبة المرضى منهم (30 %)، في حين تمّ تسجيل وفاة (14) مريض، كان من الممكن أن يكتب لهم النجاة والحياة لو أنهم تلقوا العلاج.
السياق السياسي والعسكري:
بتاريخ 4 أيار/مايو 2017، كانت الدول الراعية لمحادثات آستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقعت على مذكرة تفاهم لإقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الاعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية (علماً بأن آخر قافلة دخلت إلى الغوطة الشرقية كانت بتاريخ 27 تموز/يوليو 2017، وهي عبارة عن خمس شاحنات تابعة للهلال الأحمر حملت مواد ومستلزمات طبية وأدوية ولقاحات).
وفي تاريخ 22 تموز/يوليو 2017، شارك جيش الإسلام في التوقيع على اتفاقية خفض التصعيد في سوريا، ثم تبعه فصيل فيلق الرحمن بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017، حيث اتفق الجانب الروسي وفصيل فيلق الرحمن على وقف إطلاق النار ومواصلة محاربة تنظيم جبهة النصرة أيضاً.
وتخضع الغوطة الشرقية عسكرياً لسيطرة المعرضة السورية المسلحة منذ أواخر العام 2012، ويتواجد فيها عدة فصائل مثل جيش الإسلام وفصيل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام الإسلامية، إضافة إلى هيئة تحرير الشام التي تملك بعض المقرات في مناطق سيطرة فصيل فيلق الرحمن.
وفي شهر نيسان/ أبريل 2017، خاض جيش الإسلام حملة لاستئصال هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، حيث استمرت قرابة الشهر وأسفرت عن تقليص وجود الهيئة لينحصر على بعض المقرات المحدودة في أطراف بلدة عربين وبعض مناطق حزة وقسم من مزارع الأشعري، وخلال الحملة تدخل فصيل فيلق الرحمن لمواجهة جيش الإسلام، فتوسعت دائرة المواجهات العسكرية، وانتهت المواجهات بتراجع كل فصيل إلى مناطق سيطرته، فأصبحت مناطق (دوما ومسرابا وأوتايا والنشابية والشيفونية وبعض مزارع الأشعري) خاضعة لسيطرة جيش الإسلام، ومناطق (عربين منطقة سيطرة مشتركة بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام /جبهة النصرة) و(منطقة حزة منطقة سيطرة مشتركة بين فصيل فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة) و(حمورية منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(سقبا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ) و(كفربطنا منطقة سيطرة مشتركة بين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وفصيل فيلق الرحمن ) و (جسرين منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(زملكا منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(جوبر منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن) و(عين ترما منطقة سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ) و (مديرا وبيت سوا منطقتا سيطرة كاملة لفصيل فيلق الرحمن ما عدا بعض المزارع التي يسيطر عليها جيش الإسلام حتى تاريخ كتابة هذا التقرير في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017) و (حرستا منطقة سيطرة كاملة لحركة أحرار الشام الإسلامية/لواء فجر الأمة سابقا).
خريطة توضّح مناطق السيطرة العسكرية في مناطق الغوطة الشرقية حتى بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017
علبة دواء صغيرة كان يمكن أن تنجيه من الموت..
أسامة الطوخي، وهو أحد أطفال الغوطة الشرقية الذين لم يتجاوزوا الخامسة من عمره بعد، أصيب بالتهاب فيروسي بسيط، وبسبب عدم توفر الدواء له والعجز عن إخراجه من الغوطة المحاصرة توفي بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2017، وذلك إثر منع القوات النظامية السورية السماح بإخراجه من الغوطة الشرقية بغية تقديم العلاج له، بعد أن باءت جميع محاولات إخراجه بالفشل، وفي هذا الصدد تحدّث والد الطفل أسامة لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث قال:
"كان اسامة يعيش حياة عادية، لكن قبيل أسبوع من وفاته، أصيب بألم في رأسه، وأخذت حرارة جسمه بالارتفاع، ثم بدأ جسمه كلّة بالتشنّج، وفقد وعيه بشكل كامل، فقمت بإسعافه على إثر ذلك إلى إحدى النقاط الطبية في الغوطة الشرقية، وبذل الكادر الطبي كل جهودهم، وبدأوا بإعطائه إبر مخدرة، لكنه وللأسف أصبح يختلج اختلاجات شديدة، وتم تشخيص حالته على أنها التهاب فيروسي بسيط، وقال الأطباء أنه بحاجة إلى دواء بسيط يتوافر في العاصمة دمشق إلا أنه غير متوافر في الغوطة الشرقية، هذا الدواء هو عبارة عن علبة صغيرة جداً لا يبعد مكان وجودها أكثر من عشرة كيلومترات عن المشفى التي كان يرقد بها ابني أسامة، فعملت جاهداً على إدخال هذا الدواء مهما كلفني ذلك من أموال أو جهد، وكانت إحدى محاولاتي بأن ذهبت مستجيراً بالهلال الأحمر علّه يتمكن من إخراج ابني أسامة لتلقي العلاج في إحدى مشافي العاصمة دمشق."
وأضاف والد أسامة بأنّ الهلال الأحمر عمد إلى تسجيل اسم ابنه على "لوائح الإخلاء الفوري" من الغوطة الشرقية، حيث تمّ التواصل مع فرع الهلال الأحمر في مدينة دمشق، كما تم ّ التنسيق مع الجهات المعنية، إلا أنّ طلبه قوبل بالرفض من قبل القوات النظامية السورية، فأخذت حالة ابنه الصحية بالانتكاس والتدهور مع مرور الوقت، وبدأت الالتهابات التي يعاني منها بالانتشار داخل خلاياه الدماغية، وفي هذا الخصوص تابع والد أسامة قائلاً:
"في هذه الفترة بدأت بالانهيار النفسي، أن تجد طفلك يموت أمام عينيك دون أن تتمكن من عمل شيء له هو واحد من أقسى المشاعر. وقفت عاجزاً واستسلمت لقدر ربي، لكنني لم أتخيل أن تتوقف حياة طفلي على علبة دواء بسيطة كان من الممكن أن تنجيه من الموت. كنت أنتظر بفارغ الصبر إما أن يسمح بإدخال الدواء إلى الغوطة أو أن يخرج ابني للعلاج في مشافي دمشق، إلا أن أسامة مالبث أن فارق الحياة بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2017، وأكثر ما يؤلمني حالياً أنّ لأسامة شقيق بعمره، وهو شديد التعلق به، ولا يكف يومياً عن تذكيرنا به، إذ أنه يستفيق في كل ليلة ويبدأ بالبكاء لمل حل بأخيه، ما يحملنا على البكاء أيضاً دون انقطاع."
وتابع أبو أسامة بأنها ليست المرة الأولى التي يفقد فيها طفلاً من أطفاله، فمنذ حوالي الستة أعوام، قامت القوات النظامية السورية باعتقال ابنه الأكبر ويدعى "عادل" ، موضحاً بأنه لايعلم شيئاً عن مصيره حتى هذه اللحظة، وأنهى والد أسامة حديثه قائلاً:
"حالة ابني أسامة ليست الوحيدة من نوعها في الغوطة الشرقية، فهنالك عشرات الأطفال المهددين بالموت بسبب منع النظام السوري إدخال الدواء إليهم، وعدم السماح لهم بالخروج من الغوطة الشرقية بهدف تلقي العلاج، فما ذنب اولئك الأطفال."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر الطفل أسامة الطوخي قبيل وفاتة بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2017، وهوعلى سرير أحد المراكز الطبية في الغوطة الشرقية.
وقد أظهر مقطع فيديو خاص بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تعرض الطفل أسامة الطوخي لإحدى نوبات الاختلاج قبيل وفاته بيومين فقط.
فارقت الحياة أمام عيني فوقفت عاجزة أمامها..
أمّا سميرة قيصراني وهي إحدى نساء الغوطة الشرقية، والتي تبلغ من العمر (47) عاماً، فلا يختلف حالها عن حال المئات من النسوة المصابات بمرض السرطان واللواتي لم تسمح القوات النظامية السورية بإخراجهن لتلقي العلاج في مشافي العاصمة دمشق، حيث توفيت على إثر ذلك بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر 2017، وفي هذا الصدد تحدّثت ابنتها ندى قيصراني لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث قالت:
"في أواخر العام 2011، بدأت رحلة والدتي مع مرض "سرطان الثدي"، حيث تمّ نقلها إلى مدينة دمشق بغية إجراء عمل جراحي لها، وبالفعل تحسنت حالة والدتي عقب هذه العملية، فعدنا إلى الغوطة الشرقية وأكملت علاجها هناك لدى مركز "الرحمة" لعلاج الأورام، إلا أن فرحتنا لم تدم طويلاً، فعندما اشتد الحصار على الغوطة الشرقية ومُنع إدخال الدواء والغذاء، أخذت حالتها الصحية بالتدهور مجدداً، حتى أن أدوية بسيطة كالمسكنات لم تعد متوافرة في الغوطة، فعاد المرض للانتشار بصورة أسرع من ذي قبل، وقمت بعرض حالتها على أغلب المشافي والمراكز الطبية في الغوطة، إلا أنهم أكدوا لي بألا علاج لحالتها داخل الغوطة باستثناء تخفيف بعض الآلام عنها."
وأضافت ندى قيصراني بأن والدتها لم تعرف الراحة والنوم طيلة فترة مرضها، ونظراً لسوء حالتها الصحية فقد تمّ تسجيل اسمها على قوائم الإخلاء الفوري من الغوطة الشرقية، إلا أن طلب إخلائها هي الأخرى قوبل بالرفض من قبل القوات النظامية السورية، فوقف الأطباء عاجزين أمام حالة والدتها المرضية، حتى وصلت إلى حد لم يعد ينفع فيه العلاج، حيث أنهت ندى حديثها قائلة:
"لم يسبق لوالدتي أن تألمت مثل هذه الآلام، كانت تصرخ وتأنّ من ألمها كلما قمت بإسعافها إلى نقطة طبية، ومع كل صرخة كان قلبي يخرج من مكانه، إلا أنني وللأسف لم أستطع عمل شيء لها، سوى إحضار البعض من المسكنات، إلى أن فارقت الحياة أمام عيني بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر 2017."
وفاة (14) مريض وهم على لوائح الإخلاء الفوري:
بلغ عدد المسجلين على لوائح الإخلاء الفوري من الغوطة الشرقية، أكثر من (400) حالة مرضية، (85 %) منهم ذويي حالات حرجة، وهو الأمر الذي أكده "محمد الخضري" أحد القائمين على المكتب الطبي في الغوطة الشرقية، حيث أشار إلى أنه ومع اشتداد الحصار على الغوطة الشرقية منذ عدة شهور، تزايد عدد الحالات المرضية التي هي بحاجة إلى الإخلاء الفوري وتلقي العلاج في الخارج، وفي هذا الخصوص تحدّث قائلاً:
"بلغ عدد تلك الحالات المرضية أكثر من (400) حالة، نصفهم من الأطفال و(30 %) من النساء، أما البقية فهم من الرجال، واستطعنا في الآونة الأخيرة وتحديداً في شهر تموز/يوليو 2017، إخلاء حالتين فقط هما لطفلين، أحدهما يعاني من حالة شلل والآخر يعاني من إصابة دماغية، وحتى الآن توفي (14) حالة من ضمن هؤلاء الأشخاص المسجلين في القائمة، حيث كانت حالة الطفل أسامة الطوخي، هي إحدى تلك الحالات، ولا سيما أننا حاولنا مراراً وبشتى الوسائل إخلاءه من الغوطة الشرقية، وتمّ أخذ موافقة من الهلال الأحمر على ذلك، إلا أن النظام وقف سداً منيعاً أمام إنقاذ حياة ذلك الطفل."
وأضاف محمد الخضري بأنّ الغوطة الشرقية تعرضت لأزمة مشابهة في العام 2014، إذ أنّ القوات النظامية السورية منعت إخراج كافة المرضى من الغوطة الشرقية بغية تلقي العلاج، حيث أشار محمد إلى أنّهم قاموا حينها بإعداد قوائم للإخلاء الفوري عن طريق الهلال الأحمر، إلا أنهم لم يتمكنوا من إخراج الحالات المسجلة، إلا بعد حفر الأنفاق التي تصل الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق، عن طريق حيي برزة والقابون.
وكان عدد من المؤسسات السورية الغير حكومية، قد أصدرت بياناً مشتركاً حول الأوضاع المأساوية في الغوطة الشرقية، حيث طالبت تلك المؤسسات الأطراف الضامنة لاتفاقيات خفض التصعيد الالتزام بتعهداتها وتحقيق الضغط اللازم لتحسين الوصول الإنساني للمحتاجين المحاصرين في الغوطة الشرقية عبر:
- فتح المعابر التجارية فورا للسماح بحرية دخول وخروج البضائع وإيقاف الابتزاز والسرقة التي تتم على الحواجز المحيطة بالغوطة الشرقية والتي تسبب ارتفاعا شديدا في سعر البضائع الواردة للمنطقة المحاصرة.
- فتح المعابر الإنسانية فورا لإخلاء كافة الحالات الطبية الحرجة.
- تحقيق مراقبة فعالة لآليات الموافقة على مرور القوافل الإنسانية عبر الخطوط وضمان استمرار تدفقها بشكل منتظم شاملة كافة المواد الضرورية والتي يتم تحديدها وفقا لتقييم الاحتياجات الإنساني وخاصة المواد الطبية.
كما طالبت المؤسسات المانحين الدوليين ووكالات الأمم المتحدة الإنسانية بالوقوف أمام مسؤولياتهم وتوفير تمويل مباشر وفوري للمؤسسات الإنسانية غير الحكومية العاملة في غوطة دمشق لمساعدتها لتوفير مساعدة فورية للمحاصرين تقيهم الدخول في مجاعة حقيقية مهددة لحياة عشرات الآلاف.
سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، كانت قد أصدرت في بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017 تقريراً يسلّط الضوء عل معاناة أصحاب الأمراض المزمنة بعد أكثر من أربعة أعوام على الحصار ويشرح معاناة الأمراض المزمنة وكيف حصد الحصار حياة العديد منهم.
[1] جيش الإسلام: في أيلول/سبتمبر 2011 أعلن "زهران علّوش" السجين السابق في سجن صيدنايا عن تشكيل "سريّة الإسلام" المعارضة، والتي أصبحت فيما بعد وتحديداً في منتصف عام 2012 إلى "لواء الإسلام". وفي 29 أيلول/سبتمبر 2013 اندمج اللواء مع عدد آخر من الفصائل ليتم الإعلان عن تشكيل "جيش الإسلام"، ثمّ انضمّ لاحقاً في نفس العام إلى "الجبهة الإسلاميّة" وضمّت في صفوفها كتائب إسلامية أخرى منها " ولواء التوحيد وصقور الشام إضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء الحق"، وشغل زهران علوش فيها منصب القائد العام. وينشط الجيش حالياً وبشكل رئيسي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إلاّ أنّ تواجد أيضاً في معظم المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية ما عدا المناطق الخاضعة لتنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية.
[2] في بداية شهر آب/أغسطس 2012، أعلن عن تشكيل لواء "البراء" بقيادة النقيب المنشق "عبد الناصر شمير" الذي ينحدر من محافظة حمص، وفي نهاية عام 2013، توسع لواء البراء حيث تمّ الإعلان عن تشكيل فيلق الرحمن والذي ضمّ عدة ألوية تابعة للمعارضة السورية المسلحة، منها لواء "أبو موسى الأشعري" ولواء "شهداء الغوطة"وكتائب "أهل الشام" واللواء الأول في القابون وحي تشرين وكتيبة "العاديات" في الغوطة الغربية. ويضم الفيلق بحسب مصادر عديدة حوالي (٩٠٠٠) مقاتل، ويكتسب الفيلق نفوذه من تركزه في أحياء شرقي العاصمة في جوبر وزملكا، كما أنه يعد ثاني أكبر فصيل عسكري معارض في الغوطة بعد جيش الإسلام.
[3] حركة أحرار الشام الإسلاميّة تم تأسيسها بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 25 ألف مقاتل، وهي إحدى الفصائل العسكريّة الإسلاميّة والتي تشكّلت بعد اندماج أربع فصائل إسلاميّة وهي (كتائب أحرار الشام وحركة الفجر الإسلاميّة وجماعة الطليعة الإسلاميّة وكتائب الإيمان المقاتلة) وتنشط الحركة في الكثير من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السوريّة وخاصّة في محافظات إدلب وحلب وحماه. يترأّس الحركة حاليّاً السجين السابق لمدّة 12 سنة في سجن صيدنايا العسكري (حسن صوفان/أبو البراء) وهو من مواليد محافظة اللاذقيّة 1979، وقد تمّ الإفراج عنه إثر صفقة تبادل أجريت في نهاية عام 2016.
[4] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الاندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي (جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة أنصار الدين وجيش السنّة) إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.