الرئيسية تحقيقات مواضيعية قنابل عنقودية تقتل وتصيب مدنيين في محافظة درعا

قنابل عنقودية تقتل وتصيب مدنيين في محافظة درعا

التقرير يغطي عدّة هجمات تمّ استخدام الذخائر العنقودية فيها خلال الأشهر الماضية

بواسطة wael.m
405 مشاهدة هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: تعرّضت العديد من مدن وبلدات محافظة درعا منذ مطلع شهر آذار/مارس 2017، لأعنف الهجمات العسكرية من قبل الجيش النظامي السوري، حيث تم قصف غالبية مدن وبلدات المحافظة بمئات الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي، فضلاً عن إطلاق مئات القذائف الصاروخية والبراميل المتفجرة التي راح ضحيتها مئات من المدنيين مابين قتلى وجرحى، ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ، فإن الجيش النظامي السوري قد استخدم القنابل العنقودية في قصف بعض مدن وبلدات محافظة درعا التابعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، (كأحياء درعا البلد وبلدة أم المياذن وبلدة نصيب ومدينة داعل وقرية الخرز الواقعة في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي)، ماخلف عدداً من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين ولاسيما من الأطفال.

ومن جهة أخرى فقد دخلت مدن وبلدات جديدة في محافظة درعا على خط المواجهة، وذلك بعدما كانت تشهد حالة من الهدوء النسبي، فبتاريخ 27 حزيران/يونيو 2017، تعرضت بلدة العجمي للقصف بالبراميل المتفجرة، في حين طال القصف المدفعي مدينة الحارة، الأمر الذي أودى بحياة عدد من المدنيين.

وبتاريخ 9 تموز/يوليو 2017 أعلنت كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن على لسان مسؤوليها عن بدء هدنة تتضمن مناطق "خفض التصعيد" في جنوبي غربي سوريا وتشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وتهدف الهدنة إلى وقف إطلاق النار ووقف القتال بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. وبحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّه تمّ تسجيل خروقات عديدة عقب إعلان وقف إطلاق النار.

الذخائر العنقودية والنزاع السوري:

"الذخائر العنقودية هي أسلحةٌ تتكون من "حاويةٍ" تفتح في الهواء وتنثر أعدادًا كبيرةً من "القنابل الصغيرة" أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، وذلك على مساحة واسعة. وعلى حسب الطراز، يمكن أن يتراوح عدد الذخائر الصغيرة من عدة عشرات إلى ما يربو على 600. ويمكن إلقاء الذخائر العنقودية عن طريق الطائرات أو المدفعية أو القذائف. الجزء الأعظم من الذخائر الصغيرة معدٌّ للانفجار عند الاصطدام. ويتسم أغلبها بميزة السقوط الحر، بمعنى أنها لا تـُوجه بصفة فردية نحو أي هدف ما. الذخائر العنقودية استُخدمت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، ونسبةٌ كبيرةٌ من الذخائر العنقودية المخزَّنة في الوقت الحالي صُممت للاستخدام في الحرب الباردة. وتمثل المقصد الأساسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم."[1]

"أن غالبية الذخائر العنقودية لا تنفجر كما هو متوقع بل تبقى خطرا على الحياة حتى يتم تحريكها. ويزيد خطرها على المدنيين بسبب المساحة الشاسعة (المعروفة باسم "البقع المشبوهة") التي تستطيع قنابل عنقودية متأتّية من ذخيرة واحدة أن تغطيها."[2]

حظرت 118 دولة الذخائر العنقودية بسبب الضرر الذي تسببه وقت الهجوم، إلاّ أنّ الحكومة السورية والروسية إلى الآن لم تنضما إلى اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر الذخائر العنقودية حظرًا شاملاً وذلك بحظر استخدامها وإنتاجها وتخزينها ونقلها. وهي أيضـًا تحظر على الدول الأطراف مساعدة أي شخص على القيام بأي نشاط تحظره أحكام الاتفاقية أو تشجيعه أو حثه على ذلك.

"إن الذخائر العنقودية تعتبر أسلحة عشوائية بطبيعتها، وبالتالي ينبغي عدم استخدامها في أية ظروف. إذ أن كل قنبلة عنقودية تنشر عشرات القنيبلات الصغيرة على مساحة أكبر من مساحة ملعب كرة القدم. ونظراً لارتفاع معدلات عدم انفجارها، فإنها تشكل خطراً على حياة المدنيين لسنوات قادمة. وإن الاستخدام المتكرر للقنابل غير الموجهة بالقرب من المناطق المدنية المكتظة بالسكان من شأنه أن يشكل انتهاكاً لمبدأ حظر الهجمات العشوائية."[3]

وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد وثقّت استخدام القنابل العنقودية، في عدّة محافظات سوريّة، ففني تاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2016 تم تسجيل مقتل عائلة كاملة نتيجة انفجار قنبلة عنقودية "غير منفجرة" في مدينة إبطع في ريف محافظة درعا. وفي تاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 تم تسجيل استخدام ذخائر عنقودية ضدّ الأحياء الشرقية لمدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.

أولاً: غارات جوية وقذائف عشوائية تحوي قنابل عنقودية على مدينة داعل:

شهدت مدينة داعل في ريف درعا الأوسط، غارات مكثفة وإلقاء للعشرات من البراميل المتفجرة، حيث استهدفت الغارات منازل المدنيين بشكل عشوائي، مخلفة وراءها عشرات المدنيين من الجرحى والقتلى، فمنذ بداية شهر حزيران/يونيو 2017، تم تسجيل سقوط العديد من القذائف المدفعية على السهول المحيطة بالمدينة، ماسبب في احتراق مئات الدونمات (كل دونم يعادل ألف متر مربع)  من المحاصيل الزراعية، وبتاريخ 19 حزيران/يونيو 2017، حاول الجيش النظامي السوري التقدم باتجاه مدينة داعل والسيطرة على بعض مواقع المعارضة السورية المسلحة في الجهة الشرقية من المدينة، ما سبب في اندلاع اشتباكات عنيفة بينهما، بينما أدت الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي بتاريخ 21حزيران/يونيو 2017، إلى مقتل اثنين من المدنيين وهما (يزن خليفة شحادات وحمادة جميل العاسمي)، فضلاً عن إصابة أكثر من عشرة مدنيين تم إسعافهم إلى المشفى الميداني الكائن في المدينة.

وقد صعّد الجيش النظامي السوري من حملته على مدينة داعل بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2017، حيث قام الطيران الحربي السوري بإلقاء أكثر من عشرين برميل متفجر على المدينة، إلى جانب عشر غارات جوية، كان البعض منها يحوي قنابل عنقودية سقطت بين منازل المدنيين، كما أدى القصف بعشرات القذائف المدفعية، إلى إصابة أكثر من عشرين مدني بإصابات شديدة.

 خالد النصر وهو أحد الممرضين العاملين في مشفى "نبض حوران" بمدينة داعل، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، عن الإصابات الخطيرة التي لحقت بالمدنيين، نتيجة قصف المدينة بالقنابل العنقودية، حيث قال:

"بتاريخ 26حزيران/يونيو 2017، استقبلنا حوالي (20) إصابة بين صفوف المدنيين، وكانت ناجمة عن انفجار قنابل عنقودية، فإحداها انفجرت بمجرد لمسها من قبل أحد المدنيين، ماسبب له جروحاً خطيرة، فيما تعددت الإصابات بين أهالي المدينة بسبب شظايا تلك القنابل التي انفجرت إما بمجرد ارتطامها بالأرض، أو بسبب انفجارها نتيجة لمسها، حيث تراوحت الإصابات مابين المتوسطة والعميقة، وخلال نصف ساعة فقط، تم إسعاف معظم الجرحى إلى المشفى، فيما حول بعضهم إلى المشافي المجاورة بهدف الإسراع في علاج حالاتهم وعدم حدوث تداخلات دوائية."

وبدوره أشار الممرض خالد إلى أن (محمد الشحادات) كان من بين المدنيين الذين قضوا نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة على مدينة داعل بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2017، في حين كانت (آمنة ضيف الله شحادات) واحدة من القتلى الذين قتلوا على خلفية قصف المدينة براجمات الصواريخ بتاريخ 1تموز/يوليو 2017."

صورة حصرية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر إحدى القنابل العنقودية غير المنفجرة بين منازل المدنيين في مدينة داعل، وقد التقطت هذه الصورة بتاريخ 26 حزيران/يونيو2017 ، من قبل المصّور الصحفي: علاء الفقير.

صورة حصرية أخرى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهرالقنابل العنقودية غير المنفجرة ما بين منازل المدنيين في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، وقد التقطت هذه الصورة بتاريخ 26حزيران/يونيو 2017، من قبل المصور الصحفي علاء الفقير.

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تُظهر الأثر الذي خلّفه انفجار إحدى القنابل العنقودية في فناء أحد المنازل في مدينة داعل، وقد التقطت هذه الصورة بتاريخ 26حزيران/يونيو2017، من قبل المصّور الصحفي: علاء الفقير.

أظهر مقطع فيديو كان قد نشره عناصر الدفاع المدني في مدينة داعل بتاريخ 3 تموز/يوليو 2017، عملية التخلص من القنابل العنقودية غير المنفجرة والمنتشرة بين المنازل السكنية في المدينة.

ثانياً: تصعيد في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي واستهداف أحد القرى بالقذائف العنقودية:

منذ بداية شهر حزيران/يونيو 2017، زاد الجيش النظامي السوري من تصعيده العسكري على عدة قرى في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، وذلك من خلال القصف العشوائي والغارات الجوية والبراميل المتفجرة، فوفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، وبتاريخ 2 تموز/يوليو 2017، تعرضت قرية "أم الخرز" للقصف بغارة عنقودية، تناثرت إلى عدة قنابل صغيرة بين منازل المدنيين.

وفي هذا الصدد أكدّ "أكرم المليحان"، وهو أحد عناصر الدفاع المدني في منطقة اللجاة، على أن الغارة العنقودية التي تعرضت لها قرية "أم الخرز" أسفرت عن إصابة مدني بجروح طفيفة، وحول التصعيد العسكري الذي ينتهجه الجيش النظامي السوري في الآونة الأخيرة على قرى منطقة اللجاة، تابع قائلاً:

"تتعرض قرى (إيب وشعارة والشرايع وجمرة والصايغ وأم الخرز والجمرة والجسري وجنين) إلى قصف عنيف بالبراميل المتفجرة ناهيك عن عشرات الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي السوري، وبتاريخ 8 تموز/يوليو2017، أدى سقوط البراميل المتفجرة على قرية "إيب" إلى مقتل السيدة (دلال حسين صياح حسين)، كما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح خطيرة، وبوسعي القول أن الوضع الإنساني في تلك القرى سيء للغاية، ولاسيما بعدما ترك أغلب سكان تلك القرى منازلهم التي دمرها القصف، واتجهوا حتى يعيشوا داخل خيم في العراء."

ثالثاً: غارات جوية تحمل قذائف عنقودية على بلدة نصيب الحدودية:

 بتاريخ 24 حزيران/يونيو 2017، أغار الطيران الحربي السوري بالقذائف العنقودية على بلدة نصيب الحدودية، وتم توثيق ذلك من قبل أحد نشطاء البلدة وهو "حسان الشريف"، والذي أكد بدوره على أن البلدة تتعرض لأعنف عمليات القصف من قبل الجيش النظامي السوري منذ مطلع شهر آذار/مارس 2017، ما خلف العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين، وأردف قائلاً:

"أغارت الطائرات الحربية السورية، ثلاث مرات على أطراف البلدة، وكانت محملة بالقنابل العنقودية، حيث كانت عبارة عن قذائف صغيرة الحجم وغير منفجرة، وقد انتشرت بالقرب من المكان المستهدف، و حتى هذه اللحظة لم يتم تسجيل أية إصابات بين المدنيين كنتيجة لتلك الغارات."

رابعاً: استخدام الجيش النظامي السوري للقنابل العنقودية خلال الأشهر السابقة من عام2017:

بتاريخ 24 نيسان/أبريل 2017، شن الطيران الحربي الروسي غارتين جويتين على السهول المحيطة ب بلدة أم المياذن، إذ أن العديد من القنابل العنقودية تناثرت بالقرب من بعض خيم البدو الذين يسكنون المنطقة، وهذا ما أكده الناشط الإعلامي "باسل المفعلاني" وهو من بلدة أم المياذن، حيث قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة:

"تم استهداف السهول المحيطة بالبلدة بغارتين ليليتين، ولم نكن نعلم حينها بأنها تحمل قنابل عنقودية، وفي اليوم التالي أخبرنا أحد سكان المنطقة من البدو، أنه شعر بسقوط جسم غريب على خيمته، وفي صباح اليوم التالي تفاجأ باشتعال النار على سطح الخيمة وسماع دوي انفجار، فأصيب أحد أطفاله بجروح طفيفة، وعلى إثر ذلك أقدم البعض من أهالي البلدة على معاينة المنطقة الواقعة في الجهة الغربية من البلدة، فتبين لهم أن قذائف عنقودية انتشرت في أرجاء المكان، وكان معظم تلك القذائف محكمة بمظلات."

وأضاف المفعلاني بأن فرق الدفاع المدني في درعا، عملت على إزالة  تلك الذخائر غير المنفجرة والمنتشرة على أطراف بلدة أم المياذن بتاريخ 8 تموز/يوليو 2017.

صورة تظهر إحدى القذائف العنقودية غير المنفجرة التي عثرت عليها فرق الدفاع المدني على أطراف بلدة أم المياذن بتاريخ 8 تموز/يوليو2017– مصدر الصورة: حساب الفيس بوك الخاص بالدفاع المدني في محافظة درعا.

صورة أخرى تظهر إحدى القذائف العنقودية غير المنفجرة التي عثرت عليها فرق الدفاع المدني على أطراف بلدة أم المياذن بتاريخ 8 تموز/يوليو2017– مصدر الصورة: حساب الفيس بوك الخاص بالدفاع المدني في محافظة درعا.

ومن جهة أخرى فقد وثق مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، عدة غارات جوية محملة بالقنابل العنقودية على أحياء درعا البلد خلال شهري آذار/مارس، ونيسان/أبريل من العام2017، وهذا ما أكده الناشط الإعلامي "أحمد موسى"، والذي أشار إلى كثافة الغارات المحملة بالقنابل العنقودية على أحياء درعا البلد، نظراً لقربها من حي المنشية المسيطر عليه من قبل المعارضة السورية المسلحة،  حيث قال:

"في ظل الهجمة العنيفة التي يقوم بها الجيش النظامي السوري على أحياء مدينة درعا التابعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة، شاهدنا الطيران الحربي الروسي وهو يشن عدة غارات جوية محملة بالقنابل العنقودية على أحياء درعا البلد بتاريخ 6 و 9 و 22 نيسان/أبريل2017، حيث بلغ مجموعها حوالي السبعة غارات جوية، ومن ثم عاود الطيران الحربي قصفه بتاريخ 13 آذار/مارس2017، حيث شن ثلاثة غارات جوية تحوي قنابل عنقودية أيضاً، وكان هناك انتشار كبير للعديد من القنابل الصغيرة الحجم بين منازل المدنيين، دون أن يتم تسجيل أية إصابات نتيجة خلو تلك الأحياء المستهدفة من ساكنيها، لكن التخوف الأكبر هو على حياة المدنيين في حال عادوا إلى منازلهم بعد هدوء القصف."

وفي حادثة أخرى وثق مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، مقتل الطفل (حمزة جمعة المريشد) وتعرض شقيقه لإصابة خطيرة بتاريخ 7 آذار/مارس 2017، وذلك على خلفية انفجار إحدى القنابل العنقودية القريبة من منزلهما الكائن في بلدة السهوة بريف درعا الشرقي، علماً بأن البلدة كانت تتعرض لقصف مدفعي من قبل الجيش النظامي السوري المتمركز في ريف السويداء الغربي.

وبتاريخ 18 شباط/فبراير 2017، قضى الطفل (محمد أحمد السويداني) من بلدة نمر بريف درعا الغربي، فيما أصيب طفلان آخران بجروح خطيرة، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف العشوائي على أطراف البلدة، وذلك من قبل الجيش النظامي السوري المتمركز في مدينة الصنمين بمحافظة درعا.

خامساً: قصف مدن كانت تشهد حالة من الهدوء النسبي، أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين:

بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2017، قام الجيش النظامي السوري بقصف الأحياء السكنية في مدينة الحارة بشكل عشوائي، ما أودى بحياة ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة (الوالد: خالد تركي الجراد، وطفلتيه: نداء وبراءة)، وقضى أيضاً نتيجة هذا القصف العنيف، كلاً من الطفلة (سارة خلدون الجراد) ووالدتها (رنا رنس الجراد)، فضلاً عن إصابة أكثر من سبعة مدنيين بجروح خطيرة، ومن الجدير ذكره أن مدينة الحارة كانت تتعرض لقصف مدفعي متقطع  خلال الأشهر السابقة من العام الحالي، حيث كان يستهدف السهول المحيطة بالمدينة بشكل عشوائي، مخلفاً وراءه بعض الإصابات بين صفوف المدنيين.

وفي سياق متصل تزامن القصف على مدينة الحارة مع قصف الطيران الحربي السوري على بلدة العجمي بريف درعا الغربي بأربعة براميل متفجرة، الأمر الذي أودى بحياة اثنين من المدنيين وفقاً لشهادة أحد ناشطي البلدة، وهو "معتز أبو أوس"، حيث قال:

"كانت آخر مرة تعرضت فيها البلدة لقصف الجيش النظامي السوري منذ حوالي العامين، لكن وبتاريخ27 حزيران/يونيو 2017، تفاجأنا بالطيران الحربي السوري وهو يلقي أربعة براميل متفجرة على أطراف البلدة الشرقية والغربية، ماأدى إلى مقتل السيدة(هند أبو نبوت) وطفلتها (مرادي فايز ابراهيم المسالمة)، فضلاً عن إصابة أكثر من خمسة مدنيين بجروح خطيرة."

صورة تظهر أحد الذخائر العنقودية، في مدينة داعل، بتاريخ 26 حزيران/يونيو 2017، مصدر الصورة وكالة نبأ الإعلامية.

 


[1]  الذخائر العنقودية: ما هي؟ وما المشكلة؟، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، آب/أغسطس 2013، للمزيد يرجى زيارة الرابط التالي:

https://www.icrc.org/ara/resources/documents/legal-fact-sheet/cluster-munitions-factsheet-230710.htm

[2]  اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 15 كانون الأول/ديسمبر 2016، للمزيد:

https://www.icrc.org/ara/resources/documents/feature/liban-stories-151206.htm

[3]  منظمة العفو الدولية، سوريا: عدم اعتراف روسيا بمقتل مدنيين أمر مخجل، للمزيد:

https://www.amnesty.org/ar/press-releases/2015/12/syria-russias-shameful-failure-to-acknowledge-civilian-killings-1/

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد