الرئيسية تحقيقات مواضيعية غارات جوية وبراميل تحوي مواد حارقة قتلت مدنيين بشكل عشوائي في درعا

غارات جوية وبراميل تحوي مواد حارقة قتلت مدنيين بشكل عشوائي في درعا

بواسطة wael.m
370 مشاهدة هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

خلفية: تتعرض محافظة درعا منذ مطلع شهر أذار/مارس2017 لهجمات عسكرية مستعرة من قبل الجيش النظامي السوري، حيث تمّ قصف غالبية مدن وبلدات المحافظة بمئات الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي، إضافة لإطلاق مئات القذائف الصاروخية والبراميل التي راح ضحيتها المئات من المدنيين ما بين قتلى ومصابين ومن بينهم نساء وأطفال، وبحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فإنّ هدف قوات النظام عقاب جماعي ملا يعتقد أنّه الحاضنة الشعبية للمعارضة السورية، وذلك من أجل الضغط عليها في سبيل وقف تقدمها العسكري في حي المنشية في مدينة درعا والتي سيطرت المعارضة فيه على أجزاء واسعة من الحي. هذا وقد أفاد مراسل سوريون لأجل الحقيقة والعدالة نقلاً عن شهود عيان وأهالي المحافظة قدوم تعزيزات عسكرية متجهة إلى الجنوب السوري (على الطريق الدولي الذي يربط ما بين دمشق – درعا) وذلك في نهاية شهر أيار/مايو 2017 المنصرم. وبحسب المصادر نفسها فقد تمّ رصد قوات أجنبية مرافقة لقوات الجيش النظامي السوري منها (حركة النجباء العراقية وقوات من حزب الله اللبناني ولواء فاطميون الأفغاني).

غرفة عمليات "البنيان المرصوص" التابع للمعارضة السوريّة المسلّحة، كانت قد نشرت خارطة توضّح فيها التقدم الأخير لفصائل من المعارضة المسلّحة داخل حي المنشية في درعا المدينة، وتبيّن المناطق الزرقاء في الصورة التالية المساحات التي سيطرت عليها المعارضة المسلّحة خلال تقدمها الأخير.

هجمات عنيفة في بداية شهر حزيران/يونيو 2017

بدأت قوات الجيش النظامي السوري وتحديداً في الأيام الأولى لشهر حزيران/يونيو 2017، سلسلة هجمات عنيفة جداً، استهدفت فيها (وفي أحيان كثيرة بشكل عشوائي وانتقامي) أحياء خاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية المسلّحة وخاصة مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وأحياء عديدة في درعا البلد وحي طريق السدّ ومدينة النعيمة الواقعة في الريف الشرقي للمحافظة، مستخدمة في ذلك سلاح الجو وبمساندة مباشرة من الطيران العسكري الروسي إضافة إلى استخدام صواريخ محلّية الصنع (مثل صواريخ الفيل – قصيرة المدى) وراجمات الصواريخ وعشرات المئات من البراميل التي ألقاها الطيران المروحي، وكان بعض تلك البراميل محمّلة بمواد حارقة شبيه بمادة النابالم.

مجازر متتالية في مدينة طفس:

بتاريخ 5 حزيران/يونيو 2017 ارتكب سلاح الجو التابع للقوات النظامية السورية مجزرة مروعة بحق المدنيين في مدينة طفس، بعد أن شنّ غارات جوية على الأحياء السكنية في الحي الشرقي من المدينة، مخلفة عشرات الضحايا ما بين قتلى ومصابين، بينهم نساء وأطفال ونازحون من مناطق أخرى.

آدم الطيبي، أحد سكان مدينة طفس، وأحد شهود العيان على المجزرة، قال في إفادته لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة عمّا حدث:

"كانت مدينة طفس الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلّحة تعيش نوعاً من الهدوء النسبي ولم يتم تسجيل أي هجوم أو استهداف بالقذائف منذ عدة أشهر، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية كنا نسمع أصوات الإنفجارات والقصف الذي يطال مدينة درعا وفي أحيان عدة يقوم الطيران السوري والروسي بالتحليق فوق مدينة طفس أثناء توجيه ضرباته باتجاه مدينة درعا. ولكن بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2017 قُتل كلٌ من (أحمد سليمان البردان وحسن المحاميد) وهم مدنيان، وأصيب عدّة أشخاص آخرين نتيجة سقوط قذائف مدفعية مصدرها مواقع النظام السوري في مدينة درعا وقد سقطت وسط المدينة. وفي صباح اليوم التالي أي 5 حزيران/يونيو 2017 تفاجئنا بقيام طائرة حربية بشن ستة غارات جوية متتالية على الحي الشرقي من المدينة وتلاها أصوات انفجارات ضخمة ومتتالية هزت المدينة وسببت حالة من الذعر بين المدنيين، علماً أن الفترة المسائية تشهد حركة متزايدة في شوارع المدينة وخاصة في شهر "رمضان المبارك" حيث أدت تلك الغارات إلى مقتل (13) مدنياً كان من بينهم (9)  أشخاص من خارج المدينة (أربعة منهم من النازحين والباقي من زوار المدينة) وجرح أكثر من (25) مدنياُ آخراً، واستهدفت إحدى الغارات سيارة تقل مدنيين وذلك على الطريق العام الواصل ما بين مدينة طفس وداعل، كان بداخلها عدد من النازحين من خارج المدينة وقُتل جميعهم على الفور، وعدد آخر من المارة، ولم يتمّ التعرّف إلى هويات جميع القتلى بسبب تفحّم الجثث وتشوهها."

أحد أعضاء الدفاع المدني يقوم بسحب إحدى الجثث أثناء احتراق السيارة المدنية التي تمّ استهدافها في طفس.
مصدر الصورة: الدفاع المدني السوري.

ويضيف الطيبي:

"في اليوم التالي لهذه المجزرة وبتاريخ 6 حزيران/يونيو 2017 ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة عبر قصف الأحياء السكنية وسط المدينة براجمات الصواريخ والتي مصدرها الملعب البلدي في مدينة درعا، وراح ضحيتها أربعة مدنيين ومن بينهم الطفلتان: ريماس أديب المصري وريتاج أديب المصري والطفل رافي زاهر الغزاوي، إضافة إلى سقوط العديد من الجرحى ودمار كبير في منازل المدنيين."

الطفلتان "ريماس أديب المصري" و"ريتاج أديب المصري" اللتان قضيتا نتيجة القصف براجمات الصواريخ على مدينة طفس بتاريخ 6حزيران/يونيو2017 – مصدر الصورة نشطاء من المدينة

علماً أن عناصر المعارضة المسلحة يقومون باستهداف مواقع النظام في مدينة درعا انطلاقاً من السهول المحيطة بمدينة طفس والتي تبعد عن منازل المدنيين كيلو مترات عديدة.

غارات على أحياء في درعا المدينة:

وتشهد أحياء عديدة في درعا المدينة (حي طريق السد ومخيم درعا) الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ تاريخ  1 حزيران/يونيو 2017 تصعيداً عسكرياً من جانب قوات النظام السوري مدعومةً بقوات أجنبية، حيث شنّت الطائرات الحربية السورية/الروسية عشرات الغارات إضافة لإطلاق المئات من صواريخ الفيل، وفي تطور جديد ظهر وبشكل واضح إلقاء الطيران المروحي لبراميل متفجرة تحوي على مواد حارقة (تشبه مادة النابالم الحارق) على الأحياء السكنية في درعا البلد ومخيم درعا وحي طريق السد.

بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2017 ألقت الطائرات المروحية أربع براميل متفجّرة على أحد الأحياء السكنية في بلدة الغارية الغربية الغربية في ريف درعا الشرقي، مما أدى إلى مقتل امرأتين هما (أسماء صبحي البراعثة وسعاد أحمد العبود) وإصابة عدّة شخاص آخرين بينهم أطفال.

وفي تاريخ 10حزيران/يونيو 2017 قصف الجيش النظامي السوري براجمات الصواريخ والمدفعية بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية مما أدى إلى مقتل معظم أفراد عائلة نازحة من محافظة حمص وهم الأب "خالد علي رمضان" وأولاده الثلاثة "سليمان و حنين وإياد"، وأصيب إلى أثر ذلك أيضاً العديد من المدنيين بجروح.

صورة الأب "خالد علي رمضان" مع طفلين من أطفاله الذين قضوا في قصف لقوات النظام السوري لبلدة نصيب في ريف درعا – مصدر الصورة: نشطاء من المدينة

سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تحدّث إلى أحمد موسى[1]، وهو من سكان حي طريق السد الذي شهد بدوره تصعيداً عسكرياً كبيراً، حيث قال في شهادته ما يلي:

"حلّ دمار كبير في الحي نتيجة القصف العشوائي الذي طاله بمختلف أنواع الأسلحة منذ بداية هذا الشهر، ولكن  البراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية التابعة للحكومة السورية كانت تتسبب بحرائق كبيرة في المكان وكان يصعب علينا إطفائها، وعند محاولات إطفائها عن طريق الماء كان لهيب النار يزداد بشكل أكبر، وكان المواد الحارقة يقوم حتى بصهر الحديد. وقد نزح أغلب السكان من هذا الحي منذ سماعهم بخبر التعزيزات والتحشد العسكري الكبير الذي قام به النظام في مدينة درعا والتجهز لهجوم بري، وقد توجهوا إلى ريف درعا الشرقي والبعض منهم لم يحالفهم الحظ بإيجاد منزل يؤويهم فقاموا بإنشاء خيم بالقرب من الحدود الأردنية هرباً من الموت."

احتراق أحد المنازل في حي طريق السد بعد سقوط أحد البراميل التي تحوي مواد حارقة بتاريخ 11 حزيران/يونيو2017
 مصدر الصورة :وكالة نبأ للاعلام

صور لتصاعد كتل اللهب والدخان من حي مخيم درعا بعد قصفها بالبراميل المتفجرة التي تحوي مواد حارقة بتاريخ 11 حزيران/يونيو 2017
 مصدر الصورة :وكالة نبأ الاعلامية

أكدّ مدير الدفاع المدني في محافظة درعا "مصطفى المحاميد" في حديث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّه وبتاريخ 12 حزيران/يونيو 2017 ألقت الطائرات المروحية العشرات من البراميل التي تحتوي على مواد حارقة، وسقطت هذه البراميل على منازل المدنيين في الأحياء: مخيم درعا وطريق السد والسهول المحيطة به مما تسبب بحدوث حارئق كبيرة. وأضاف:

"لم تكن سيارات الإطفاء التي نملكها ذو جدوى، فقمنا باستخدام "البودرة ومادة الفوم والتراب أحياناً" في سبيل السيطرة على الحريق وإخماده. ومنذ بداية هذا الشهر حزيران/يونيو وحتى اليوم الحادي عشر منه، استطعنا توثيق سقوط ما يقارب (57) برميلاً يحمل مواد حارقة، علاوة على قصف الطيران الحربي العنيف وسقوط مئات صواريخ الفيل وقذائف المدفعية على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلّحة، وقد حال هذا القصف بيننا وبين العديد من منازل المدنيين التي احترقت بالكامل، وتسببت بدمار هائل في المكان، وجميع الأحياء المستهدفة كانت شبه خالية من السكان حيث لم يتمّ تسجيل أي قتلى أو مصابين بين صفوف المدنيين."

وأطلق مدير الدفاع المدني مناشدة من الدفاع المدني السوري طالب فيها "المجتمع الدولي بوقف الحرب الدائرة والتي التهمت أعداد هائلة من المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ ودمرت البنى التحتية والعمل على إحلال السلام في المنطقة."

أظهر شريط فيديو نشره "الدفاع المدني السوري" بتاريخ 13 حزيران/يونيو 2017 حرائق بسبب مواد حارقة وصفها بمادة النابالم الحارقة. إضافة إلى ذلك نشر الدفاع المدني عدّة صور عن المادة نفسها.

الصور التي تمّ نشرها من قبل الدفاع المدني السوري وتظهر المواد الحارقة التي كانت موجودة داخل البراميل المفتجرة التي سقطت على أحياء في درعا المدينة.

وقد أظهر شريط فيديو نشرته وكالة نبأ للأخبار، لحظات سقوط براميل تحمل مواد حارقة على أحياء مدينة درعا بتاريخ 11 حزيران/تمّوز 2017. وقد نشرت الوكالة نفسها شريط فيديو آخر يظهر حدوث حرائق داخل المسجد العمري بعد سقوط عدّة براميل (قال المصدر أنّه مادة النابالم الحارق).

تدمير واحتراق أجزاء من الجامع العمري في حي درعا البلد بعد إلقاء الطيران المروحي براميل تحوي مواد حارقة.
صورة خاصة بمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة

وقد وثقت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أسماء المدنيين الذين سقطوا نتيجة القصف العشوائي والغارات الجوية السورية-الروسية على محافظة درعا منذ 1حزيران/يونيو 2017  ولغاية 12حزيران/ يونيو 2017

#

الاسم

مكان الوفاة

تاريخ الوفاة

1

عبد الإله محمد الزقان

كفر شمس

1 حزيران

2

أحمد جمعة الخالد

كفر شمس

1 حزيران

3

اياد أحمد الشعير

كفر شمس

1 حزيران

4

الطفل بكر أحمد عباس القدرو

مخيم درعا

1 حزيران

5

حسن محمد القدرو

مخيم درعا

1 حزيران

6

أحمد سليمان البردان

مدينة طفس

4حزيران

7

حسن المحاميد

مدينة طفس

4حزيران

8

محمد أمين عبد العزيز عزيزة

طريق السد

4حزيران

9

أسماء صبحي البراعثة

الغارية الغربية

4حزيران

10

سعاد أحمد العبود

الغارية الغربية

4حزيران

11

الطفل محمود محمد كيوان

مدينة طفس

5 حزيران

12

أحمد عقيل الصلخدي

مدينة طفس

5 حزيران

13

رشراش سليمان أبو نقطة

مدينة طفس

5 حزيران

14

خالد محمد سمير

مدينة طفس

5 حزيران

15

مؤيد عصقول

مدينة طفس

5 حزيران

16

أحمد محمد المصري ( أبو علوان )

مدينة طفس

5 حزيران

17

مرام أحمد محمد المصري

مدينة طفس

5 حزيران

18

خالد قاسم ابراهيم

مدينة طفس

5 حزيران

19

محمد رمضان إبراهيم

مدينة طفس

5 حزيران

20

علي عيد السعن

مدينة طفس

5 حزيران

21

زكريا محمد عثمان

مدينة طفس

5 حزيران

22

عبد المجيد احمد المصري

مدينة طفس

5 حزيران

23

محمد نور محمود كيوان

مدينة طفس

6حزيران

24

صلاح حسن أبو نبوت

درعا البلد

6حزيران

25

دعاء جمعة محمد المصري

طريق السد

6حزيران

26

جمعة محمد المصري

طريق السد

6حزيران

27

قاسم أحمد عبد الوالي المسالمة

درعا البلد

6حزيران

28

إسراء علي االللبي

مدينة طفس

6حزيران

29

فراس عبد القادر السبسي

مدينة طفس

6حزيران

30

الطفلة ريماس أديب المصري6

مدينة طفس

6 حزيران

31

الطفلة ريتاج أديب المصري

مدينة طفس

6 حزيران

23

والطفل رافي زاهر الغزاوي

مدينة طفس

6 حزيران

33

الطفل يزن عبد الرحمن عوير

بلدة عقربا

6حزيران

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد