ملّخص:
قُتل ما لا يقلّ عن 13 شخصاً، وأصيب أكثر من 55 آخرين، عقب سلسلة تفجيرات ضربت مناطق في شمال شرقي وغربي سوريا خلال يوم واحد، وتحديداً بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، حيث بدأت سلسلة التفجيرات هذه صباحاً في مدينة عفرين شمال غربي سوريا، والتي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا[1]، إذ تسبّب انفجار سيارة مفخّخة في مدخل المدينة الجنوبي، وبالقرب من نقطة تفتيش تابعة لهذه الفصائل، في مقتل ما لا يقلّ عن 13 شخصاً بينهم 3 أطفال، وإصابة 43 آخرين، تمّ نقل معظمهم إلى مشافي تركيا للعلاج.
وقد حدث ذلك بالتزامن مع ثلاث تفجيرات أخرى ضربت مناطق في شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية/قوات سوريا الديمقراطية-قسد المدعومة أمريكياً وغربياً، فبعد مرور أقل من نصف ساعة على التفجير الذي ضرب مدينة عفرين، وقعت ثلاث تفجيرات متتالية في أماكن متفرقة من حيي “الصالحية” و “تل حجر” في مدينة الحسكة، حيث نُفّذت بواسطة دراجات نارية مفخّخة، واقتصرت أضرار هذه التفجيرات على المادية، كما أسفرت عن إصابة أحد عناصر قوات السوتورو[2] بجروح طفيفة.
اختتمت سلسلة التفجيرات هذه، بتفجير آخر، ضرب حي “الوسطى” ذو الغالبية المسيحية بمدينة القامشلي/قامشلو في مساء اليوم ذاته، وتحديداً أمام كنيسة السيدة العذراء، حيث نُفذّ التفجير بواسطة سيارة مفخّخة، ما أدى إلى إصابة ما لا يقلّ عن 12 شخصاً، تمّ نقل معظمهم إلى المشافي للعلاج.
وكانت “غرفة عمليات غضب الزيتون”[3] والتي تقول “أنها لا تتبع لأي جهة سياسية أو عسكرية”، قد تبنت التفجير الذي وقع في مدينة عفرين، حيث قالت أنها فجّرت سيارة مفخخّة بنقطة تفتيش تابعة للشرطة العسكرية و”الجبهة الشامية” بجانب معسكر للتدريب في منطقة “ترندة” في مدينة عفرين، وذلك رداً على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها من وصفتهم بـ “المرتزقة” و”جيش الاحتلال التركي” بحق أهالي عفرين. وفي السياق ذاته نقلت “وكالة أنباء هاوار” المُقرّبة من الإدارة الذاتية، البيان الذي تبنّت من خلاله غرفة عمليات غضب الزيتون التفجير الأخير في مدينة عفرين، مع العلم بأنها ليست المرة الاولى التي تنقل فيها الوكالة بيانات “غرفة عمليات غضب الزيتون” حول العمليات التي تنفذها في منطقة عفرين.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فلم تتبنَ أي جهة حتى اللحظة، التفجيرات التي وقعت في مدينتي الحسكة والقامشلي/قامشلو، كما لم يُعرف منفذو تلك التفجيرات أو فيما إذا كان هنالك أي علاقة بينها، على الرغم من توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه بصلتهم بالتفجيرات الثلاث الأخيرة التي وقعت في مدينة الحسكة، بحسب معلومات أدلى بها مصدر ضمن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، قد عبرّت عن حزنها وصدمتها إزاء مقتل ثلاثة أطفال نتيجة التفجير الذي وقع في مدينة عفرين الحدودية، الأمر الذي يأتي في ظل تصاعد العنف في مناطق متعددة من البلاد.[4]
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق في شمال غربي سوريا، عمليات تفجير، ففي شهري كانون الأول/ديسمبر 2018 وكانون الثاني/يناير2019، شهدت مدن وبلدات في محافظة حلب مثل (عفرين والباب والراعي واعزاز) 11 عملية تفجير منفصلة بعضها متزامن، وكان قد نفّذها مجهولون، وأسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 127 شخصاً بينهم نساء وأطفال، حيث قامت أجهزة الشرطة العسكرية التابعة لـ “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا بتوقيف ما لا يقل عن خمسة أشخاص على خلفية الاشتباه بتورطهم في تلك التفجيرات، بحسب تقرير سابق أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.[5]
وبتاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2019، قُتل وأصيب 31 شخصاً بين مدني وعسكري -بينهم جنود من التحالف الدولي- نتيجة تفجير يعتقد أنه انتحاري وقع في مدينة منبج بمحافظة حلب، حيث أعلن التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية” والمعروف باسم تنظيم “داعش” تبنيه الحادثة، في حين ما تزال التحقيقات حوله مستمرة، وذلك بحسب تقرير آخر أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.[6]
1. تفجير يودي بحياة 13 شخصاً بينهم أطفال في مدينة عفرين:
في صباح يوم 11 تموز/يوليو 2019، شهدت مدينة عفرين شمالي حلب، تفجيراً بواسطة سيارة مفخّخة، وقع في مدخل المدينة الجنوبي وبالقرب من حاجز للتفتيش تابع لفصائل المعارضة المسلّحة التي تدعمها تركيا، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، أغلبهم مدنيين، وإصابة 43 شخصاً آخرين، بينهم نساء وأطفال، حيث قال أحد شهود العيان والذي يملك محلاً تجارياً بالقرب من مكان التفجير، بأنّ السيارة التي انفجرت لم يكن يقودها انتحاري، وإنما كانت مركونة في المكان الذي انفجرت فيه، وتحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة عمّا شاهده قائلاً:
“بينما كنت في طريقي إلى العمل بحدود الساعة (8:30) صباحاً، رأيت سيارة تحمل صهريجاً للوقود وقد كانت مركونة أمام المولدة الخاصة التي تغذي الحي بالكهرباء، حيث لم تمضِ ساعة واحدة حتى انفجر ذاك الصهريج بالقرب من حاجز التفتيش الذي تديره الشرطة العسكرية والجبهة الشامية، وغطت سحب الدخان المكان، ولم أجرؤ على الاقتراب في البداية، لكن بعد دقائق سمعت أصواتاً تقول أنّ هناك نساء وأطفال تحت الأنقاض، فأسرعت وكثيرين غيري إلى مكان التفجير وتعاون السكان في انتشال الجثث والجرحى، ونُقل بعضهم إلى مشافي المدينة، قبل أن تصل فرق الدفاع المدني بعد نحو نصف ساعة، وهي الأخرى سارعت في انتشال الجرحى ونقلهم بسرعة إلى مشافي تركيا لتلقي العلاج، حيث كانت إصابات عدد كبير منهم خطيرة، فيما اكتفى مسلّحو الجبهة الشامية بانتشال جثث عناصرهم وفرض طوق أمني حول المكان خوفاً من عملية استهداف أخرى.”
وأفاد ناشطون محليون في مدينة عفرين لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ السيارة المفخّخة انفجرت بحدود الساعة (9:30) صباحاً، وأضافوا:
” أدى التفجير إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال على الأقل، وأربعة من مقاتلي الجماعات المسلّحة المدعومة من تركيا، إضافة الى قتيل آخر لم يُعرف ما إذا كان مدنياً أم مقاتلاً، ونُقل معظم المصابون جراء التفجير إلى مشافي تركيا لتلقي العلاج، كما خلّف التفجير دماراً كبيراً في الأبنية القريبة، بالإضافة إلى حرائق ضخمة.”
وكان ناشطون محليون قد وثقوا أسماء الضحايا المدنيين الذين قتُلوا إثر التفجير الذي ضرب مدينة عفرين بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، وهم كالتالي:
- شادي أبو هبرة 35 عاماً.
- غنى أبو هبرة 6 أعوام.
- مصطفى إدريس 8 أعوام.
- أمجد الضاهر 34 عاماً.
- عبد القادر جنو 45 عاماً.
- صبحية أوسو 50 عاماً.
- محمد جاسم الجنود.
- وائل سعد الدين 30 عاماً.
وتبنّت “غرفة عمليات غضب الزيتون”، التي تقول إنها لا تتبع لأي جهة سياسية أو عسكرية التفجير الذي وقع في مدينة عفرين، حيث أكدت ذلك من خلال بيان لها صدر بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، حيث قالت فيه بأنها “فجرّت سيارة مفخّخة بحاجز للشرطة العسكرية و “الجبهة الشامية” بجانب معسكر للتدريب في منطقة “ترندة” في مدينة عفرين، وذلك رداً على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها من وصفتهم بـ “المرتزقة وجيش الاحتلال التركي بحق أهالي عفرين”. وبحسب البيان فقد أدت العملية لمقتل 16 شخصاً وجرح أكثر من 19 آخرين من تلك القوات، قبل أن تنشر الغرفة بعد عدة ساعات منشوراً آخر على صفحتها على موقع “فيس بوك” قالت فيه إنّ عدد قتلى التفجير ارتفع إلى 25 شخصاً، بالإضافة إلى أكثر من 40 جريح ممن وصفتهم بـ “المرتزقة”.
صورة تظهر بيان “غرفة عمليات غصن الزيتون”، الجهة التي تبنت التفجير الذي استهدف مدينة عفرين بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، مصدر الصورة: صفحة غرفة عمليات غضب الزيتون.[7]
صورة تظهر منشور “غرفة عمليات غصن الزيتون” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس يوك”، والذي قالت فيه بأنّ عدد القتلى قد ارتفع إلى 25 قتيلاً، مصدر الصورة: صفحة غرفة عمليات غضب الزيتون.[8]
بدورها نقلت “وكالة أنباء هاوار” المُقرّبة من الإدارة الذاتية، البيان الذي تبنّت من خلاله غرفة عمليات غضب الزيتون التفجير الأخير، مع العلم بأنها ليست المرة الاولى التي تنقل فيها الوكالة بيانات “غرفة عمليات غضب الزيتون” حول العمليات التي تنفذها في منطقة عفرين.
صورة تظهر البيان الذي نقلته وكالة أنباء “هاوار” المقرّبة من الإدارة الذاتية، عن غرفة عمليات غضب الزيتون، حول تبني التفجير الذي ضرب مدينة عفرين، مصدر الصورة: وكالة أنباء “هاوار” المقرّبة من الإدارة الذاتية. [9]
الخبير التقني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قال:
“بناءً على تتبع موقع الانترنت الخاص بغرفة عمليات غضب الزيتون ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، فإنّ المجال/النطاق الذي تستخدمه غرفة العمليات على الانترنت، مسجّل ضمن شركة أميركية، تدعى “name cheap”[10]، وعلى اعتبار أنهم يستخدمون خاصية إخفاء وحماية المعلومات، فلا تظهر أي معلومات حقيقية عنهم، بل يقتصر الأمر على ظهور معلومات أخرى تشير إلى أنهم يديرون الموقع في بنما، كجزء من خاصية إخفاء المعلومات الذي تقدّمه هذه الشركة الأميركية إلى كافة زبائنها ممن يريدون إخفاء معلوماتهم الحقيقية.”
كما قال بأنّ صفحة الفيس بوك الخاصة بهم، تُظهر بأنها تدار من داخل سوريا، ومن قبل شخصين. وأضاف بأنّ الحل الوحيد للتعرف على هوية الأشخاص الذين يديرون الموقع، قد يكون من خلال إصدار أمر قضائي في أمريكا، في حال كانت القوانين تسمح بذلك، وينطبق الأمر ذاته على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ويوتيوب الخاص بغرفة العمليات، حيث من الممكن أن يتم إصدار أمر قضائي في أوروبا للتعرف على هوية هؤلاء.
صورة أخرى تظهر المعلومات الخاصة بغرفة عمليات غضب الزيتون على الفيس بوك، والتي تظهر انها تدار من سوريا، مصدر الصورة: غرفة عمليات غضب الزيتون على الفيس بوك.[11]
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد سبق لغرفة عمليات غضب الزيتون أن تبنت عدة تفجيرات في مدينة عفرين، ففي تاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2019، قُتل 3 عناصر من فصيل “أحرار الشرقية” الذي تدعمه تركيا، وأصيب اثنين آخرين، نتيجة انفجار سيارة مفخخّة بالقرب من المركز الثقافي في مدينة عفرين، والذي يتخذه عناصر هذا الفصيل كمقر عسكري لهم، وقد تبنت “غرفة عمليات غضب الزيتون” ذلك التفجير في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي. [12]
وبتاريخ 21 شباط/فبراير 2019، قُتل 25 شخصاً أغلبهم مدنيين وأصيب أكثر من 35 آخرين، نتيجة انفجار سيارة مفخّخة في “شارع الفيلات” وسط مدينة عفرين، وقد تبنت “غرفة عمليات غضب الزيتون” ذلك التفجير أيضاً في بيان لها نشرته على موقعها الرسمي. [13]
2. أربع تفجيرات تضرب مناطق في شمال شرقي سوريا عقب وقوع تفجير مدينة عفرين:
خلال أقل من نصف ساعة على التفجير الذي ضرب مدينة عفرين، تلا ذلك وقوع ثلاث تفجيرات متتالية بواسطة دراجات نارية مفخخّة، في حيي “الصالحية” و “تل حجر” في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، والتي تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية/قوات سوريا الديمقراطية-قسد، حيث اقتصرت أضرار التفجيرين الأوليين على المادية فقط، فيما أسفر الثالث منها، عن إصابة عنصر من قوات الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية بجروح طفيفة.
أحد أهالي مدينة الحسكة والذي كان بالقرب من مكان التفجير الأول، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ التفجير وقع بحدود الساعة (9:45) صباحاً بالقرب من دوار المشحمة في حي الصالحية، وذلك بواسطة عبوة ناسفة ملصقة على دراجة نارية، حيث لم يخلّف هذا التفجير سوى أضراراً مادية.
في حين قال شهود عيان آخرين بأنّ التفجير الثاني، وقع بعد حوالي 20 دقيقة من التفجير الأول، وعلى بعد 100 متر منه في الحي نفسه، وتحديداً في منطقة “المساكن”، وقد تمكنت “قوات النجدة” التابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” من السيطرة على النيران التي رافقت التفجير، ومنعت وصولها إلى المنازل، حيث لم يسفر التفجير سوى عن أضرار مادية بسيطة بإحدى الحافلات التي كانت واقفة على جانب الطريق.
بعد أقل من 10 دقائق على التفجير الثاني، وقع تفجير ثالث، استهدف نقطة تابعة لقوات “السوتورو” في حي “تل حجر” بالقرب من سكة القطار في مدينة الحسكة، وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فإنّ التفجير الذي نُفذ بواسطة دراجة نارية مفخخّة، كان قد أسفر عن إصابة عضو من تلك القوات بجروح طفيفة نُقل على إثرها إلى المشفى.
صورة تظهر مكان إحدى التفجيرات التي ضربت مدينة الحسكة بواسطة دراجة نارية مفخّخة، وذلك وبتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، مصدر الصورة: وكالة أنباء هاوار.
وبعد سلسلة التفجيرات التي ضربت مدينة الحسكة، فرضت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” طوقاً أمنياً في المدينة، وكثّفت من دورياتها تجنباً لوقوع أي حوادث أخرى، كما فرضت حظراً جزئياً، لمدة أسبوع، على تجوال الدراجات النارية في المدينة. وقالت قوى الأمن الداخلي في مدينة الحسكة في تعميم نقلته “وكالة أنباء هاوار” المقربة من الإدارة الذاتية، بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، إنّ “قرار منع تجوال الدراجات النارية يشمل العسكريين والمدنيين دون استثناء. ويبدأ قرار الحظر، من الساعة الثالثة من عصر يوم الخميس 11 تموز/يوليو، ويستمر لمدة أسبوع. ويتضمن القرار السماح بتجول الدراجات التي تحمل أرقاماً صادرة عن الإدارة الذاتية، بعد انتهاء أسبوع المنع، اعتباراً من السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً فقط.”
نسخة عن قرار الحظر الجزئي الذي فرضته قوى الأمن الداخلي “الأسايش” على الدراجات النارية في الحسكة، بُعيد سلسلة التفجيرات التي شهدتها المدينة بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، مصدر الصورة: المركز الإعلامي لقوات الأسايش.[14]
واختتمت سلسلة التفجيرات التي استهدفت مناطق في شمال شرقي سوريا، يوم 11 تموز/يوليو 2019، بتفجير آخر وقع بحدود (5:45) مساءً أمام كنيسة “السيدة العذراء” في حي “الوسطى” في مدينة القامشلي/قامشلو، والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية-قسد أيضاً، حيث نُفذ التفجير بواسطة سيارة مفخّخة كانت مركونة أمام باب الكنيسة، وأدى إلى إصابة 12 مدنياً. وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة فإن معظم الجرحى تمّ نقلهم إلى مشافي المدينة لتلقي العلاج، إذ استقبل مشفى “الرحمة” 7 جرحى، ومشفى “دار الشفاء” 3 جرحى، بينما استقبل مشفى “السلام” جريحين اثنين، حيث أكدت الكوادر الطبية في تلك المشافي لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ أوضاع الجرحى مستقرة، ولا توجد بينهم إصابات خطرة.
صور تظهر آثار التفجير الذي وقع أمام كنيسة “السيدة العذراء” في “حي الوسطى” في مدينة القامشلي/قامشلو، بواسطة سيارة مفخخة، بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، مصدر الصور: ناشطون محليون.
ولم تُعرف حتى الآن الجهة التي تقف خلف تفجيرات مدينتي الحسكة والقامشلي/قامشلو في شمال شرق سوريا، حيث قالت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية إنها تتابع التحقيق في هذه الحوادث لمعرفة الفاعلين وتسليمهم إلى القضاء لمحاكمتهم.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد كانت مدينة الحسكة قد شهدت انفجاراً سابقاً بواسطة دراجة نارية مفخّخة في “حي الطلائع”، بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2019، ما أسفر عن إصابة اثنين من أفراد قوى الأمن الداخلي “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية.
3. استنكار وإدانة للتفجيرات الأخيرة:
في أعقاب التفجيرات الأخيرة التي ضربت مناطق في شمال شرق وغرب سوريا، أدانت المنظمة الآثورية الديمقراطية التفجير الذي استهدف كنيسة “السيدة العذراء” في مدينة القامشلي/قامشلو، وقال “كبرئيل موشي كورية” مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة إنّ “المدينة نجت من مجزرة حقيقية كان قد خطط لها بالتزامن مع خروج المصلين من الكنيسة التي كانت تعجّ بأطفال الكورال، إلى جانب كبار السن من الرجال والنساء، إلا أنّ العناية الإلهية قدرت أن تنفجر السيارة المُفخخة قبل انتهاء الصلاة وخروج المصلين بدقائق”. وحمّل “كورية” الحكومة السورية، والإدارة الذاتية مسؤولية حماية المدنيين واتخاذ التدابير اللازمة لقطع الطريق على “الإرهابيين”، ومنعهم من ارتكاب المزيد من الجرائم، داعياً إلى اجراء تحقيقات سريعة وشفافة حول الحادثة وكشفها للرأي العام، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تستهدف وجود السريان الآشوريين خصوصاً، والمسيحيين عموماً، كما تستهدف السلم الأهلي في منطقة الجزيرة السورية، على حد قوله.[15]
———————————————
[1] وابزرها الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد وأحرار الشرقية.
[2] تأسست في عام 2013، وهي قوات تابعة للمجلس العسكري السرياني المنضوي تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية-قسد.
[3] غرفة عمليات غضب الزيتون، تُعرف نفسها على أنها حركة انتقامية غير تابعة لأي جهة سياسية أو عسكرية، وتضم شباب وشابات من مدينة عفرين، هدفهم الانتقام ممن تصفهم بالاحتلال التركي ومرتزقته، أي الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا، رداً على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها هذه القوات بحق أهالي عفرين، بعد سيطرتهم على المدينة في آذار/مارس 2018. (آخر زيارة بتاريخ 12 تموز/ يوليو 2019).
[4] “اليونيسف تعرب عن صدمتها إزاء مقتل ثلاثة أطفال نتيجة هجوم في عفرين شمال سوريا” موقع الأمم المتحدة في 12 تموز/يوليو 2019. (آخر زيارة بتاريخ 12 تموز/يوليو 2019). https://news.un.org/ar/story/2019/07/1036681.
[5] ” مقتل وجرح أكثر من 127 شخصاً نتيجة 11 تفجيراً ضرب ست مدن في ريف حلب” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 7 شباط/فبراير 2019. (آخر زيارة بتاريخ 12 تموز/يوليو 2019). https://stj-sy.org/ar/1177/?fbclid=IwAR1AVuo13P5h5_FF3IGgZmZvlgL1kzkW-meYWuqzJSE_v9cyKw1HhqKgN0A.
[6] ” مقتل وجرح 31 شخصاً بينهم جنود أمريكيون بتفجير ضرب مدينة منبج بحلب” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 25 كانون الثاني/يناير 2019. (آخر زيارة بتاريخ 12 تموز/يوليو 2019). https://stj-sy.org/ar/1163/.
[7] “صفحة غرفة عمليات غضب الزيتون” في 11 تموز/يوليو 2019. (آخر زيارة بتاريخ 16 تموز/يوليو 2019). https://www.facebook.com/429971067483083/posts/676367042843483/.
[8] “صفحة غرفة عمليات غضب الزيتون” في 12 تموز/يوليو 2019. (آخر زيارة بتاريخ 16 تموز/يوليو 2019). https://www.facebook.com/429971067483083/posts/676636819483172/.
[9] “غضب الزيتون تتبنى تفجير عفرين وتعلن مقتل 16 مرتزق فيها”، موقع وكالة أنباء هاوار بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، (آخر زيارة بتاريخ 22 تموز/يوليو 2019).
https://www.hawarnews.com/ar/mobile/?page=haber&ID=20947
[10] للمزيد من الاطلاع على موقع هذه الشركة، https://www.namecheap.com/.
[11] للمزيد من الاطلاع، https://www.facebook.com/%D8%BA%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%86-429971067483083/.
[12] “بيان صادر عن “غرفة عمليات غضب الزيتون”، في 23 كانون الثاني/يناير 2019. (آخر زيارة بتاريخ 12 تموز/يوليو 2019). http://www.xzeytune.com/2019/01/24/%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-24/.
[13] “بيان صادر عن “غرفة عمليات غضب الزيتون”، بتاريخ 21 شباط/فبراير 2019، (آخر زيارة بتاريخ 16 تموز/يوليو 2019). http://www.xzeytune.com/2019/02/21/645/.
[14] ” بيان صادر عن المركز الإعلامي العام لقوى الأمن الداخلي (شمال وشرق سوريا)” في 11 تموز/يوليو 2019. آخر زيارة بتاريخ 16 تموز/يوليو 2019). https://www.asayish.org/2019/07/11/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%82-27/amp/?fbclid=IwAR1Ag9NliD982Dl2yqg8a5DAuv8R6rk8j2cu-hfpYUc-ZHQlHdswWIeCN40.
[15] المنظمة الآثورية الديمقراطية تدين التفجير الذي استهدف كنيسة “السيدة العذراء” في مدينة القامشلي/قامشلو، صدر بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019، (آخر زيارة بتاريخ 11 تموز/يوليو 2019).
https://www.facebook.com/1004634349564944/posts/2765192983509063/.