-
ملّخص تنفيذي:
يوثق هذا التقرير، عمليات تجنيد ونقل مقاتلين سوريين (كانوا متواجدين بشكل أساسي في مناطق السيطرة التركية والمعارضة السورية) للقتال كمرتزقة في ليبيا إلى جانب حكومة “السراج” ضد قوات “حفتر”، حيث رصدت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ازدياد عمليات النقل، تحديداً منذ شهر نيسان/أبريل 2020، والأشهر التي تلتها دون توقف حتى نهاية عام 2020.
يوثق هذا التقرير أيضاً، عمليات النقل تلك التي شمّلت بشكل أساسي مقاتلين ضمن صفوف “الجيش الوطني السوري/المعارض”، بالإضافة إلى استهداف فئة جديدة، وهم عناصر ضمن جهاز “الشرطة الحرة” و”قوات حفظ الأمن” التي أنشأتهم تركيا مؤخراً في مناطق نفوذها في سوريا، وباشرت بالفعل بنقل عدد منهم مع عائلاتهم إلى ليبيا، حصل العديد منهم -في تطور لافت- على الجنسية الليبية ومغريات مالية أخرى، كما وتوسع عمل المقاتلين السوريين في ليبيا ليشمل تدريب كوادر الشرطة المدنية وقوات حفظ الأمن الليبية.
إضافة إلى ذلك، تم توثيق تجنيد ما لا يقل عن 130 امرأة للقيام بمهمات متعددة في ليبيا منها تدريب كوادر الشرطة المدنية النسائية ومنها لأعمال التمريض والطبابة العسكرية الخاصة بالمقاتلين السوريين.
رصد الباحثون الميدانيون لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة كيفية اتباع فصائل الجيش الوطني سياسة الإجبار في أحايين كثيرة، بينما كانت عمليات النقل الأولى سابقاً تتم بالتوافق والترغيب والإغراء بالمال بالمجمل، حيث تمّ خلال الفترة التي كُتب فيها هذا التقرير نقل الكثير من المقاتلين بشكل إجباري، دون موافقتهم صريحة منهم. ووصلت الأمور في بعض الحالات إلى تنفيذ عقوبات تضمنت حدّ الفصل/التسريح من الجيش للمقاتلين المعترضين على قرار نقلهم إلى ليبيا.
يرصد هذا التقرير أيضاً، بعض الآثار الاجتماعية على عائلات المقاتلين السوريين، الذين ينتقلون للقتال في ليبيا، حيث ترك ذهاب المقاتلين السوريين إلى ليبيا عوائلهم في سوريا ضمن إطار المجهول والقلق على مصير أبنائهم وعلى مستقبلهم، ونتيجة لقرار الكثير من المرتزقة بالذهاب إلى ليبيا تمزقت العديد من العائلات وتضاعفت معاناة المرأة في تلك العائلة سواء كانت أماً أم زوجة.
يكشف هذا التقرير أيضاً معلومات تفيد بوجود ما لا يقل عن 180 مقاتلين أسرى، لدى قوات “الجيش الوطني الليبي/حفتر” تم تسليم 28 مقاتل منهم -على الأقل- بالفعل إلى الحكومة السورية مؤخراً، استطاعت سوريون من أجل الحقيقة التواصل مع عائلة أحدهم، في حين جرت عمليات تبادل أسرى سوريين كثر بينهم قادة من الصف الأول في الجيش الوطني المعارض، وتمت عمليات التبادل بين حكومتي “السراج” و”حفتر”.
-
خلفية عن عمليات تجنيد المرتزقة السوريين في ليبيا:
كانت الأنباء التي تحدّثت عن تجنيد ووصول مئات ثمّ آلاف من المقاتلين السوريين من “الجيش الوطني السوري/المدعوم من تركيا” إلى ليبيا للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق”، قد انتشرت منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2019. حيث تمّ مواجهتها بنفي قاطع من قبل قيادات “الجيش الوطني السوري/المعارض” ومن قبل “حكومة الوفاق الليبية” نفسها. لكن، سرعان ما تبدد هذا النفي بعد ظهور عشرات الصور ومقاطع الفيديو لمقاتلين سوريين هناك، ووصول جثث بعض المقاتلين ممن قتلوا هناك إلى سوريا، وغيرها من عشرات الأدلّة.
وكجزء من نطاق عمل “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، تمّ البدء بمتابعة الأخبار الواردة تباعاً حول قضية تجنيد السوريين كمرتزقة للقتال في الخارج، حيث تمّ نشر أولى التقارير بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2020، تحققت فيه المنظمة حول وقوع مقاتل سوري في صفوف “لواء سليمان شاه/العمشات” التابع للجيش الوطني السوري، في الأسر بأيدي قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا.[1] وفي 11 أيار/مايو 2020، نشرت “سوريون” تقريرها الموسّع الأول، الذي كشفت النقاب عن آلية التحاق المقاتلين السوريين في الحرب الليبية بشكّل مفصّل وعمليات تجنيد أطفال قاصرين سوريين (ما دون سنّ الثامنة عشر) في العمليات العدائية والطرق المتبعة في النقل من سوريا إلى تركيا ومن ثم إلى ليبيا وعن استخدام تركيا للطيران المدني/التجاري لتغطية عمليات نقل المرتزقة.[2] وهو التقرير الذي ورد ذكره أيضاً في المذكّرة التي رفعها الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمعية العمومية، والتي كانت تتضمن “تقرير الفريق العامل المعني بمسألة استخدام المرتزقة كوسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وإعاقة ممارسة حق الشعوب في تقرير مصيرها.[3]
وكجزء من استراتيجية سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، لتوثيق الانتهاكات من جميع الأطراف، قامت بنشر تقرير موسع آخر بتاريخ 28 حزيران/يوليو 2020، كشف حقائق حول تواطؤ الحكومة السورية في عمليات إرسال آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا من قبل شركة أمنية روسية للقتال إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر.[4]
-
منهجية التقرير:
لغرض هذا التقرير تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع 22 شاهداً/مصدراً، بينهم مقاتلون وقادة في “الجيش الوطني السوري” وعناصر من الشرطة الحرة،[5] وامرأتين تم تجنيدهما مؤخراً وذوي مقاتلين متواجدين في ليبيا، وقياديين اثنين ليبيين.
إضافة إلى ذلك، قام خبير التحقق الرقمي لدى “سوريون” بتتبع الفيديوهات والصور والمعلومات المتوفرة في المصادر المفتوحة والتحقق منها، كما تم تتبع والتحقق رحلات الطيران التي تم نقل المقاتلين عبرها، وتم توثيقها خلال التقرير.
تم كل ذلك خلال الفترة الواقعة ما بين نيسان/أبريل 2020 حتى شهر كانون الثاني/يناير 2021، وتم إجراء المقابلات مع الشهود على فترات غير قصيرة ومرات عديدة بعضها بشكل شخصي وبعضها عبر تطبيقات آمنة عبر الانترنت خلال المدة ذاتها، كما زود بعض الشهود سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بصور خاصة للمرتزقة السوريين في ليبيا.
من الجدير بالذكر، أنه تم رصد عمليات نقل للمرتزقة تمت بعد التوقيع على الاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020. كما أن المهلة المحددة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا قد انتهت دون أن تقوم تركيا باتخاذ أي إجراءات لإعادة المرتزقة.
-
مقدمة:
على خلاف المتوقع، فقد توسعت عمليات نقل مرتزقة سوريين للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة “السراج” التي تدعمها تركيا ضد حكومة “حفتر” التي تدعهما روسيا، حيث رصدت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة منذ شهر نيسان/أبريل 2020، العديد من عمليات نقل مقاتلين ضمن صفوف الجيش الوطني السوري المعارض إضافة إلى استهداف فئة جديدة وهم عناصر ضمن “الشرطة الحرة” و”قوات حفظ الأمن” التي أنشأتهم تركيا مؤخراً في مناطق نفوذها في سوريا، وباشرت بالفعل بنقل عدد منهم مع عائلاتهم إلى ليبيا، حصل العديد منهم على الجنسية الليبية ومغريات مالية أخرى، كما وتوسع عمل المقاتلين السوريين ليشمل تدريب كوادر الشرطة المدنية وقوات حفظ الأمن الليبية.
إضافة إلى ذلك، رصد الباحثون الميدانيون لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة اتباع فصائل الجيش الوطني سياسة الإجبار في أحايين كثيرة، بينما كانت عمليات النقل سابقاً تتم بالتوافق والترغيب بالمجمل، حيث تمّ خلال الفترة التي كُتب فيها هذا التقرير نقل الكثير من المقاتلين بشكل إجباري، دون موافقتهم صريحة منهم. ووصلت الأمور في بعض الحالات إلى تنفيذ عقوبات تضمنت حدّ الفصل/التسريح من الجيش للمقاتلين المعترضين على قرار نقلهم إلى ليبيا.
كما كشف مصدر من الجيش الوطني عن وجود ما لا يقل عن 180 مقاتل منهم أسرى لدى قوات “الجيش الوطني الليبي/حفتر” تم تسليم 28 مقاتل منهم بالفعل إلى الحكومة السورية مؤخراً، استطاعت سوريون من أجل الحقيقة التواصل مع عائلة أحدهم، في حين جرت عمليات تبادل أسرى سوريين كثر بينهم قادة من الصف الأول في الجيش الوطني المعارض، وتمت عمليات التبادل بين حكومتي “السراج” و”حفتر”.
وكانت أبرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا قد وعدت في “مؤتمر برلين” خلال شهر كانون الثاني/يناير 2020، باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وبعدم التدخّل في شؤونها الداخليّة، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزّقه حرب أهليّة.[6]
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.
[1] للمزيد انظر: تفاصيل إضافية حول شريط فيديو ظهر فيه مقاتل سوري تمّ أسره في ليبيا، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2020، آخر زيارة للرابط: 25 كانون الثاني/يناير 2021. https://stj-sy.org/ar/%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d8%b6%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d9%81%d9%8a%d9%87-%d9%85%d9%82%d8%a7/
[2] للمزيد انظر: تجنيد تركيا لمرتزقة سوريين للقتال في ليبيا: الإجراءات والتبعات القانونية، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 11 أيار/مايو 2020، آخر زيارة للرابط: 25 كانون الثاني/يناير 2021. https://stj-sy.org/ar/%d8%aa%d8%ac%d9%86%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%84/
[3] الدورة الخامسة والسبعون. البند 71 من جدول الأعمال المؤقت. حق الشعوب في تقرير مصيرها. استخدام المرتزقة كوسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وإعاقة ممارسة حق الشعوب في تقرير مصيرها. مذكرة من قبل الأمين العام إلى الجمعية العامّة. 28 تموز/يونيو 2020. (آخر زيارة للرابط: 25 كانون الثاني/يناير 2021. https://undocs.org/ar/A/75/259
[4] بتواطؤ “حكومي سوري” شركة أمنية روسية تجنّد آلاف السوريين كمرتزقة للقتال في ليبيا إلى جانب “حفتر”. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 28 حزيران/يونيو 2020. (آخر زيارة للرابط: 25 كانون الثاني/يناير 2021. https://stj-sy.org/ar/%d8%a8%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b7%d8%a6-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ac/
[5] تشكلت الشرطة الحرة/ قوات الشرطة والأمن الوطني العام في عفرين في أيار/مايو 2018، وخضع العناصر المنتسبون لها لمعسكرات تدريبية داخل الأراضي التركية وباشرت أعمالها في منطقة عفرين يوم 27 أيار/مايو 2017، وأطلقت حسابها الرسمي على فيسبوك يوم 4 حزيران/يونيو 2018.
[6] مؤتمر برلين حول ليبيا.. أكثر من خطوة صغيرة وأقل من نجاح!. دوتشيه فيله. 19 كانون الثاني/يناير 2020. (آخر زيارة للرابط: 25 كانون الثاني/يناير 2021). https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7/a-52062197