نُشر هذا التقرير لأول مرة بعنوان ” كرباخ/أرمينيا بدلاً من ليبيا: كيف خدعت القوات الروسية عشرات السوريين واستخدمتهم كمرتزقة؟”. فيما ينشر اليوم بعنوان مختلف، محتوى منقح، ومعلومات أحدث، راعت خلالها المنظمة مجموعة من التعليقات التي وردت على التقرير الأصلي ومجموعة إضافية من الشهادات.
هذا النصّ هو نص مترجم عن النص الأساسي على الرابط هنا.
ملخص تنفيذي:
انطلاقاً من قاعدة “حميميم العسكرية” قرب مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، تم نقل مقاتلين سوريين تابعين للقوات النظامية إلى أرمينيا خلال صيف وخريف 2020. وبالرغم من أن عملية التجنيد هذه تشبه عمليات سابقة أقدمت عليها روسيا عندما أرسلت مقاتلين تابعين للنظام السوري إلى ليبيا، لم تتضح بعد طبيعة العلاقة بين هذه الدفعات الجديدة والحرب الثانية في إقليم كرباخ/قره باغ/أرتساخ، والتي دارت بين أرمينيا وأذربيجان بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2020. رصدت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، واستناداً إلى العديد من الشهادات والمصادر الموثوقة، قيام القوات الروسية العسكرية، وبتواطؤ مع القوات الحكومية السورية، بإرسال مجندين سوريين منضويين تحت لواء “الفيلق الخامس” بشكل أساسي، ومن محافظتي حمص ودير الزور تحديداً.
الشهادات التي جمعها الباحثون الميدانيون لدى “سوريون” أكّدت أن المقاتلين/المجندين الذين تم إرسالهم إلى أرمينيا كان من المفترض إرسالهم إلى ليبيا، ولكن، وفي مرحلة ما خلال الصيف الماضي، تم اتخاذ قرار بتغيير وجهة الرحلة وإرسال المجندين إلى أرمينيا، دون إعلام معظم المقاتلين بهذا التغيير إلا في وقت لاحق.
وتمّ تسجيل نقل المقاتلين ممن جندتهم روسيا على خمس دفعات على الأقل، وتوثيق وقوع ما لا يقل عن 10 قتلى، استلم عدد من الأهالي جثث أبنائهم، بالإضافة إلى ذلك، تمّ توثيق ورود أكثر من 40 جريحاً تم نقلهم من أرمينيا إلى محافظة حمص السورية، وتحديداً “مشفى حمص العسكري”.
يوثق هذا التقرير أيضاً، عمليات انتقال عشرات من الشبان السوريون من أصول أرمنية عبر مطاري دمشق وبيروت الدوليين إلى أرمينيا، حيث تطوعوا للقتال في إقليم كرباخ/قره باغ/أرتساخ. تؤكد “سوريون” أن هؤلاء الشبان قد انتقلوا إلى أرمينيا على أسس تطوعية بحتة، لا تتشابه في طبيعتها مع عمليات التجنيد التي أشرفت عليها روسيا أو تركيا، والتي أرسلت بموجبها دفعات من السوريين المقاتلين إلى ليبيا أو أذربيجان.
هذا الجهد، جزء من جهد أوسع تقوم به سوريون من أجل الحقيقة والعدالة للتحقيق في عمليات نقل آلاف المقاتلين/المدنيين السوريين للقتال في دول مختلفة، حيث تقف وراء عمليات التجنيد تلك، الحكومة التركية والروسية بشكل خاص.[1]
منهجية التقرير:
استندت سوريون من أجل الحقيقة في تقريرها إلى 10 مقابلات، جرت مع شهود ومصادر، منهم عناصر ضمن القوات الحكومية السورية ممن تعاقدت معهم روسيا ومتطوعون من الجالية الأرمنية السورية، إضافة إلى شهود مدنيين بعضهم من ذوي المقاتلين التي تمّ إرسالهم إلى أرمينيا خلال الفترة التي يغطيها التقرير. وتم إجراء بعض المقابلات المدرجة هنا بشكل شخصي وبعضها الآخر عبر الانترنت بين شهري أيلول/سبتمبر وكانون الثاني/يناير 2021.
نشرت “سوريون” هذا التقرير في البداية تحت عنوان “كرباخ/أرمينيا بدلاً من ليبيا: كيف خدعت القوات الروسية عشرات السوريين واستخدمتهم كمرتزقة؟”. وكرد فعل على التقرير، من قبل نشطاء وصحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، تلقت “سوريون” تعليقات وتساؤلات على بعض النقاط الواردة في التقرير. رداً على ذلك، قامت المنظمة بإعادة النظر في المصادر وإزالة أي شهادات ملتبسة حصلت عليها من المصادر التي لم تتمكن من أن تتواصل معها مجدداً. علاوة على ذلك، قابلت “سوريون” مصادر إضافية وأدرجت شهاداتهم في هذه النسخة المحدثة من التقرير الأصلي.
في حين لم تتمكن “سوريون” من الحصول على أدلة بصرية عن عمليات تجنيد السوريين غير الأرمن وإرسالهم إلى أرمينيا من قبل روسيا، فإن الشهادات الواردة في هذا التقرير قدمها عدد من الأفراد لا تربطهم أي صلة ومن مناطق مختلفة من سوريا.
قام خبير التحقق الرقمي في “سوريون” بتتبع رحلات الطائرات التي نقلت مقاتلين من سوريا إلى أرمينيا، ولكنه تمكن من تأكيد الرحلات المذكورة المتعلقة بالأرمن السوريين فقط. فيما يتعلق بهذا، تود “سوريون” أن توضح أن موقع Flightradar 24 ، الذي تستخدمه بشكل متكرر لتتبع الرحلات العسكرية، غير قادر على توفير بيانات قاطعة عن جميع الرحلات.
كما تنوه “سوريون” إلى أن موقع Flightradar 24 لا يستطيع تتبع أو إظهار جميع الرحلات، حيث أوضح الموقع بنفسه على موقعه الإلكتروني في القسم المخصص للإجابة على بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً أن هناك “طائرات محظورة/مقيّدة” لا يمكن مشاهدتها على الموقع وغالباً ما تكون هذه الطائرات عسكرية أو تكون مدنية لكن يتم حظرها بطلب من مالكيها. أيضاً، أوضح الموقع في مكان آخر أن هناك رحلات غير مرئية، التي لا يمكن تتبعها لأنها خارج نطاق تغطية مشغل الخدمة أو لعدم حيازتها على جهاز إرسال واستقبال يتوافق مع منظومة عمل الموقع.
صورة رقم (1) – صورة مأخوذة من موقع Flightradar 24، على وجد التحديد، القسم الذي يشرح فيه الموقع سبب تقييد تفاصيل تتبع بعض الطائرات.
تؤكد “سوريون” على أن بيانات تتبع رحلات الطيران تكتسب جدواها فقط من أنها عنصر داعم لعمليات التحقق والبحث، وأن توافر مثل هذه البيانات أو غيابها لا يكفي لتأكيد أو نفي حدوث رحلة ما.
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.
______
[1] للمزيد اقرأ: “سياسات حكومية تُسهم في تنامي ظاهرة استخدام السوريين للقتال كمرتزقة”. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. (آخر زيارة للرابط: 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020). https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%8f%d8%b3%d9%87%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa/