الرئيسية صحافة حقوق الإنسان عين عيسى: مقتل ثلاثة أطفال ووالدهم بقصف نفذه “جيش النخبة”

عين عيسى: مقتل ثلاثة أطفال ووالدهم بقصف نفذه “جيش النخبة”

قتل "زيد خلف عيسى" مع ثلاثة من أطفاله وأصيبت زوجته وابته جراء قصف طال منزلهم في قرية الصفاوية يوم 4 آب/أغسطس 2021

بواسطة communication
275 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

فجر يوم 4 آب/أغسطس 2021، قتل أربعة أفراد من عائلة “عيسى” وجرح اثنان آخران جراء قصف أرضي طال منزلهم الواقع في “قرية الصفاوية” شرقي مدينة “عين عيسى” في ريف الرقة الشمالي والتي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتبعد نحو 2 كم فقط عن نقطة تمركز للقوات التركية والجيش الوطني المعارض الذي تدعمه.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية على موقعها الرسمي عن تعرّض المنزل لقصف بقذائف الدبابات وقالت إن مصدره القوات التركية، في حين لم يصدر عن الأخيرة أي تعليق على الحادثة، كما لم يقم الجيش الوطني المعارض بالتعليق أيضاً.

وفي يوم 5 آب/أغسطس تداول نشطاء وإعلاميون في مناطق (درع الفرات وغصن الزيتون الخاضعتين للقوات التركية والمعارضة السورية) عبر مجموعات واتس آب صورة أحد الأطفال الضحايا الذين قتلوا في الهجوم وقالوا إنها تعود لقصف سابق وقع خلال عام 2016، متهمين الطرف الآخر بتلفيق الأخبار حول الحادثة (تبيّن لاحقاً أنّ هذا الادعاء غير صحيح). وأيضا تم تداول رواية أخرى من قبل ذات الجهات تقول بأن قوات سوريا الديمقراطية تمركزت في جزء من منزل العائلة واتخذته كمستودع لها ورفضت مطالب العائلة بالخروج منه وتم استهداف المنزل على أنه مقر لتلك القوات.

وللوقوف على الحادثة، قامت “سوريون من أجل الحقيقة” بالتحدث مع عدد من الشهود والمصادر، إضافة إلى تحليل صور وفيديوهات من مصادر مفتوحة تمّ نشرها حول الحادثة، وذلك من أجل تحديد تفاصيل أكثر حول الحادثة والخسائر البشرية والروايات التي رافقت الهجوم.

تفاصيل الهجوم:

قرابة الساعة 3 من فجر يوم 4 آب/أغسطس 2021، وقع قصف مدفعي متبادل بين وحدات حماية الشعب YPG أحد مكونات قوات سوريا الديمقراطية وفصائل من الجيش الوطني المعارض، وتحديداً “جيش النخبة”، حيث قامت قوات سوريا بالتمركز في قرية الصفاوية والتي تقع جنوب الطريق السريع M4، وقصفت مواقع لفصائل المعارضة شمالي طريق M4 وموقع آخر بالقرب من صوامع الشركراك، وردت الفصائل بقصف مماثل باتجاه القرية ذاتها، وطال القصف منزل عائلة “زيد عيسى” وقتل جراء القصف رجل و 3 أطفال وجرحت امرأة وطفل. والقتلى هم:

الاسم الجنس العمر
زيد خلف عيسى رجل 54
زياد زيد عيسى طفل 12
منى زيد عيسى أنثى /طفلة
هدى زيد عيسى أنثى /طفلة

تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة” مع مصدر عسكري في وحدات حماية الشعب حيث أكد المصدر وقوع قصف متبادل بين الطرفين ووجود قوات عسكرية في قرية الصفاوية، ولكنه نفى الرواية المتعلقة بتمركز عناصر من وحدات الحماية داخل منزل العائلة أو استخدمه كمقر لها وقال “إن العناصر توزعوا في القرية للاحتماء من القصف”.

تحليل الأدلة البصرية:

خبير التحقق الرقمي لدى “سوريون من أجل الحقيقة” قام بتحليل الصور ومقاطع الفيديو المنشورة حول الهجوم وتمكن من تحديد موقع منزل عائلة “عيسى” والذي كان يقع على بعد 2.25 كم فقط عن نقطة تمركز القوات التركية وقوات الجيش الوطني السوري المعارض.

كما قام بتحليل مقطع فيديو  نشرته وكالة “نورث برس” ومقطع آخر نشرته وكالة “هوار” المقربة من الإدارة الذاتية.

صورة رقم (1) تظهر موقع منزل عائلة “عيسى” والمسافة بينه وبين موقع تمركز القوات التركية (الخط الأصفر).

صورة رقم (2) – صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة “نورث برس”، يُظهر الضرر الذي لحق بمنزل “عيسى”.

صورة رقم (3) – ربط صورة الأقمار الاصطناعية بصور حيّة.

صورة رقم (4) – صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة هاوار – ANHA يُظهر أحد المواقع القريبة من المنزل المستهدف.

أيضاً قام خبير التحقق الرقمي بالتحقق من الرواية القائلة أن الصور المتداولة لضحايا القصف هي صور لقصف سابق وقع في عام 2016، وخلص إلى أن صور الأطفال الضحايا هي صور جديدة لم يسبق نشرها، وأن الصورة المتداولة هي عبارة عن صورة لعملية بحث غير مكتملة، وقام بشرح الحالة على الشكل التالي:

“عندما تعثر أداة  “Google” للبحث العكسي عن الصور على نتائج مطابقة في موقع “Reddit”—موقع قائم على فكرة منتديات مخصصة لمناقشة مواضيع معينة—، تقوم الأداة بربط النتائج ب “subreddit” —واحدة من صفحات المنتدى الثانوية التي تناقش موضوع محدد— التي تمت مشاركة الصورة منها، بدلاً من ربطها بالمنشور الفردي الذي عرض الصورة. قد تُظهر الأداة أحياناً نتائج مختلفة عما يتم البحث عنه في ال “subreddit”، الذي قد يكون شارك منشورات مختلفة ولكن تتضمن محتوى مشابه ذا صلة بالعنصر قيد البحث. مثلاً، في حالة صورة الضحية، عثر محرك البحث “Google” على الصورة في “subreddit” العائد ل “Kurdistan”، حيث أن الصورة كانت من أولى النتائج وقت البحث. عرض “Google” الصورة جنباً إلى جنب مع العنوان والتعليق لمنشور في “Kurdistan-subreddit” يعود تاريخه لعام 2016، ربما لأن المنشورين— الجديد والقديم— فيهما محتوى متشابه، أي صور بالغة الدموية. وجدنا كلاً من المنشور الذي يظهر الأطفال الذين قتلوا عام 2021، والمنشور المشارك عام 2016، ويظهر جلياً أنهما صورتان  مختلفتان من موقعين مختلفين.”

صورة رقم (5)  -تم تداولها على مجموعات واتس آب موالية للجيش الوطني على أنها تأكيد لفبركة مقتل أطفال في هجوم غلى قرية الصفاوية.

خبير التحقق الرقمي لدى “سوريون”، تتبع الرابط الموجود بالصورة أعلاه، ووصل إلى مقالة تتحدث عن حادثة وقعت قبل عدّة سنوات، إحدى صور الضحايا المنشورين في هذه المقالة، مشابهة لحد ما مع صورة طفلة من ضحايا القصف على قرية “الصفاوية” شرقي عين عيسى.

صورة رقم (6) – المقالة التي تمّ الإشارة إليها في المقطع السابق.

حول القذائف المستخدمة في القصف، قالت قوات سوريا الديمقراطية أن الاستهداف كان باستخدام قذائف الدبابات، في حين لم يتم نشر أي صور أو فيديوهات تظهر شظايا أو بقايا السلاح.

الجهة المسؤولة عن الهجوم:

تحدثت “سوريون من أجل الحقيقة” مع مصدر عسكري في أحد فصائل الجيش الوطني السوري المعارض والذي قال إن فصيل “جيش النخبة”، هو الفصيل المتركز على خطوط التماس مع قرية الصفاوية، حيث يتمركز شمالي طريق M4 قبالة القرية (الطريق السريع).

وأشار المصدر إلى أنه المنطقة تشهد قصفاً متبادلاً بين الطرفين بشكل شبه يومي ولكن الفصائل العاملة في منطقة “نبع السلام” لا تقوم بنشر هذه الأخبار على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي ويبدو أن ذلك نتيجة توجيهات تركيا، في حين أنها وعلى العكس تقوم بنشر كافة تفاصيل الهجمات/القصف التي تشنها على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق تل رفعت وكوباني/عين العرب ومنبج .

أيضاً قال المصدر إن دورية عسكرية تركية وروسية مشتركة دخلت إلى قرية الصفاوية يوم 9 آب/أغسطس لتفقد موقع الاستهداف، وكان يرافقها طيران حربي في الأجواء.

وقال الباحث الميداني لدى “سوريون من أجل الحقيقة” إن منطقة عين عيسى تشهد قصفاً متبادلاً شبه يومي بين الطرفين وسبق أن قامت إحدى القنوات المحلية على تطبيق “تلغرام” وهي قناة موالية لفصائل المعارضة بنشر تفاصيل وأخبار عاجلة لهذه الهجمات ولكنها توقفت عن النشر منذ يوم 4 آب/أغسطس وهو اليوم نفسه الذي قتلت فيه عائلة “عيسى” جراء قصف مدفعي طال منزلهم.

ولكن كلاً من تركيا والجيش الوطني المعارض لم يعلقا على الحادثة، كما ذكرت تقارير إعلامية أن المتحدث باسم الجيش الوطني السوري “يوسف الحمود” لم يجب على أسئلتهم المتعلقة بالحادثة.

صورة رقم (7) – صور ضحايا الهجوم. المصدر: موقع قوات سوريا الديمقراطية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد