-
ملخص تنفيذي:
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2022، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجوماً على “سجن الصناعة” جنوبي حي غويران بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، حيث يقبع نحو خمسة آلاف متشدّد بينهم قادة في التنظيم. تمكّن المهاجمون من اقتحام السجن، لينضم إليهم المئات من المعتقلين.
تسبب الهجوم بفرار عدد غير معروف – قدّره بعض المصادر بالمئات – من المحتجزين وتسللوا إلى الأحياء المجاورة، تلا ذلك اشتباكات عنيفة استمرت عشرة أيام دارت بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقوات أمنية تابعة للإدارة الذاتية من جهة، ومجموعات تحصّنت في السجن وأخرى التجأت إلى الأحياء المجاورة وانضمت إلى خلايا نائمة تتبع للتنظيم المتشدد من جهة أخرى، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات بينهم مدنيون.
صورة رقم (1) – سجناء في ساحة “سجن الصناعة”. أيار/مايو 2021. مصدر الصورة.
وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في هذا التقرير، مقتل عشرة من موظفي السجن وحراسه نحراً وإحراق جثثهم، بالاستناد إلى شهادات ذوي الضحايا.
كما وثق التقرير اكتشاف معدات وأدوات عسكرية صنعها عناصر التنظيم بطريقة بدائية في السجن، ما يشير إلى وجود تنسيق مسبق مع الخارج.
تضاربت الأرقام بشأن عدد المهاجمين، وأيضاً بشأن عدد الفارين من السجن وتسللهم إلى مناطق أخرى. لكن “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تمكنت من التحقق في وصول بعض الفارين إلى المناطق الحدودية الخاضعة لفصائل سورية معارضة، وخاصة إلى منطقة سري كانيه/رأس العين، التي سيطر عليها الجيش التركي وفصائل سورية خلال عملية “نبع السلام” في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
صورة رقم (2) – قوات سوريا الديمقراطية تحرس “سجن الصناعة”. أيار/مايو 2021. مصدر الصورة.
لقد عاش سكان الأحياء المجاورة للسجن أياماً عصيبة، وأدى الهجوم والعملية العسكرية لإعادة السيطرة على السجن إلى نزوح داخلي لعشرات الآلاف، فيما بقي البعض في منازلهم يقاسون الخوف.
إضافة لكل ذلك تسببت العملية العسكرية بتدمير عددٍ من المنازل جراء استخدام قوات سوريا الديمقراطية جرافات مدّرعة، بسبب تسلل عناصر التنظيم إليها واستخدامها في القتال.
-
خلفية:
نفذ معتقلو “داعش” في هذا السجن بين عامي 2019 – 2021، سبع عمليات استعصاء على الأقل، انتهت جميعها بالفشل.
في كانون الأول/ديسمبر 2021، اعتقلت “قسد” متزعم خلية لـ”داعش”، يلقب باسم “رشيد“، وبثت اعترافاته آنذاك، واللافت أنها احتوت تفاصيل تشبه إلى حدّ كبير ما حدث لاحقاً في السجن، من حيث الهجوم بالعربات المفخخة و”تحرير” السجناء.
يتوزع أكثر من اثنا عشر ألفاً من عناصر “داعش” المحتجزين على تسعة سجون في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، في شمال وشرق سوريا.
صورة رقم (3) – خلية تابعة لتنظيم داعش تخطط لمهاجمة سجن الصناعة الذي استولت عليه الأسايش في تشرين الثاني/نوفمبر 2021. مصدر الصورة.
صورة رقم (4) – “رشيد” زعيم خلية داعش بعد اعتقاله في كانون الأول/ديسمبر 2021. مصدر الصورة.
-
أين يقع سجن الصناعة؟
ثمة لِبسٌ حول السجن الذي شهد أحداث كانون الثاني/يناير 2022، بسبب وجود سجنين في “حي غويران”: أحدهما السجن المركزي: والذي بُني في ستينيات القرن الماضي من قبل الحكومة السورية، وهو مصمم أساساً ليكون سجناً، ويقع في القسم الشمالي للحي.
أمّا الثاني: فهو السجن الذي تعرض للهجوم ويعرف باسم “سجن الصناعة”. كان في السابق مدرسة ثانوية ومعهداً للتعليم المهني، ويقع بالقرب من مرافق تعليمية أخرى مثل معهد المراقبين الفنيين وكلية الاقتصاد وفروع أخرى تابعة لوزارة التعليم العالي الحكومية. يبعد عن السجن المركزي بنحو كيلومتر واحد، وجُهز كمركز احتجاز عناصر “داعش” عقب معركة الباغوز سنة 2019، وجرى توسعته مؤخراً بإنشاء مبانٍ حديثة مصممة للاحتجاز بدعم من التحالف الدولي، ولكن لم تستخدم المباني الجديدة بعد كمهاجع للسجناء أثناء وقوع الاستعصاء الأخير.
صورة رقم (5) – خارطة تمّ رسمها من قبل “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تُظهر سجن الصناعة والمناطق والمنشآت المحيطة بها.
صورة رقم (6) – صورة مأخوذة بواسطة الأقمار الأقمار الصناعية تُظهر سجن الصناعة الموسع ومحيطه بتاريخ 25 كانون الثان/ يناير 2022. مصدر الصورة.
-
منهجية التقرير:
يعتمد التقرير الذي أعدّه “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”،على خمسة عشر شهادة من ذوي الضحايا ونازحين من الأحياء المجاورة لسجن الصناعة، بالإضافة إلى عدد من السكان الذين فضّلوا البقاء في الحي أثناء الهجوم وعايشوا ما تلا ذلك من مواجهات عنيفة.
بالإضافة إلى ذلك عاين فريق ميداني من قبل “سوريون”، المنطقة التي وقعت فيها المواجهات مراراً وقام بتوثيق الأضرار التي لحقت بها وبمنازل المدنيين. أيضاً، قام خبير التحقق الرقمي لدى “سوريون” بمقارنة صور وفيديوهات، سواء تلك التي حصلت عليها المنظمة بشكل حصري، أو من خلال المصادر المفتوحة، وقام بعملية مقارنة مع صور الأقمار الاصطناعية لتحديد حجم الدمار والأضرار التي لحقت بممتلكات السكان.
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.