حصلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على معلومات جديدة من مصادر موثوقة تفيد بمقتل 293 مرتزق سوري من أصل 2580 سوري (مقاتلين ومدنيين) جندتهم تركيا للقتال إلى جانب أذربيجان في صراعها مع أرمينيا في إقليم ناغورنو/قره باغ/كراباخ/أرتساغ، بينما لم تتم إعادة أيّ من الجهاديين القوقاز الذين أرسلتهم تركيا إلى أذربيجان قبيل اندلاع المعارك هناك.
عمليات إعادة المرتزقة السوريين بدأت عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والذي تم توقيعه بين أذربيجان وأرمينيا في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، ودخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، واستمرت رحلات العودة حتى نهاية عام 2020، وتم خلالها إعادة جميع المرتزقة السوريين إلى سوريا عبر تركيا.
تحدثت “سوريون” مع ضابط ذو رتبة عالية في “الجيش الوطني السوري/المعارض”، والذي قال في شهادته ما يلي:
“لقد تم إرسال 2580 مقاتل سوري إلى أذربيجان، في نهاية المعارك أحصينا مقتل 293 مقاتل، ولم يتم إحصاء عدد الجرحى بشكل دقيق نظراً لتنوع أماكن العلاج، بعضهم تم علاجه في أذربيجان وبعضهم الآخر في سوريا.”
وتابع القيادي:
“لقد حصل كل مقاتل على مبلغ 10 آلاف ليرة تركية لقاء 3 أشهر من الخدمة في أذربيجان، ويشمل هذا المبلغ دفعة مقدمة قبيل السفر تبلغ 1500 ليرة تركية، ولم يحصل الجرحى على تعويض في حين حصلت عوائل القتلى على تعويض قدره 25 ألف ليرة تركية عن كل قتيل، وبحسب اطلاعي فقد تم بالفعل تسليم المبالغ المالية لبعض العوائل في مدينة مارع.”
تنوه “سوريون” إلى أنها لم تتواصل بشكل مباشر مع أي من عوائل المقاتلين الذين قتلوا في أذربيجان، ولم تستطع التحقق من طريقة دفع التعويض المالي وحجمه وفيما إذا تمّ دفعه لعائلات جميع القتلى أم لا.
وبحسب القيادي نفسه فإن عمليات نقل المرتزقة السوريين ذهاباً وإياباً تمت باستخدام طائرات من طراز: C130 و A400M و VP-BCV و Silkway 4K-SW888 و Azal B787-8 و A340-600 و Ilyushin IL-76TD 4K-AZ60 .
وبدأت رحلات العودة فعلياً في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وانتهت بحلول نهاية عام 2020.
وفيما يتلق بنقل جهاديين قوقاز، سبق أن ذكرت “سوريون” في تقريرها المعنون “سياسيات حكومية تسهم في تنامي ظاهرة استخدام السوريين للقتال كمرتزقة” معلومات مفصلة حول قيام تركيا بنقل 150 جهادي قوقازي من إدلب إلى أذربيجان خلال شهر تموز/يوليو 2020.
وتحدثت “سوريون” مع مصدر ثاني/قيادي ثاني في الجيش الوطني المعارض والذي أكد بقاء الجهاديين القوقاز في أذربيجان وعدم إعادتهم بعد انتهاء المعارك. وقال المصدر في شهادته (تم اقتباس الشهادة كما أتت على لسان الشاهد):
“اللذين بقوا في أذربيجان هم مجاهدون قوقاز ومن هم من أصول تركمانية، من المؤكد أنهم حصلوا على الجنسية الأذربيجانية، أما جميع العرب السوريين فقد عادوا إلى سوريا.”
أيضاً تحدثت “سوريون” مع أحد المقاتلين السوريين (مصدر ثالث) من العائدين من أذربيجان والذي قال في شهادته ما يلي:
“عدت إلى سوريا يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر ضمن الدفعة التي أعادت 32 جثة، كانت المعارك ضارية وتعرضنا لقصف شديد، الحرب هناك حرب بين جيوش، لا تشبه المعارك التي نخوضها في سوريا ولا ليبيا، كنا نعرف جيداً أننا هنا من أجل القتال فقط، لم يتم توكيلنا بأي مهمة حراسة أو غيرها، كنا نقاتل فقط.”