الرئيسية صحافة حقوق الإنسان سوريا: سبع جرائم قتل بحق نساء خلال كانون الثاني وشباط 2022

سوريا: سبع جرائم قتل بحق نساء خلال كانون الثاني وشباط 2022

تمّ تسجيل وقوع ست جرائم في المناطق الخضعة للحكومة السوريّة فيما تمّ توثيق حالة واحدة في المناطق الخاضعة لإدراة الذاتية شمال شرق سوريا

بواسطة communication
899 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

سجّلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وقوع سبع جرائم قتل؛ بحق طفلة وستة سيدات على يدّ أحد أفراد عوائلهن وأقربائهن من الدرجة الأولى والثانية، خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2022.

وقعت ست من تلك الجرائم ضمن مناطق نفوذ الحكومية السورية في محافظات دمشق وريف دمشق والسويداء وطرطوس وحلب، حيث تمكنت السلطات السورية من إلقاء القبض على الفاعلين في خمس جرائم وتمّ إحالتهم إلى القضاء أصولاً، في حين ما يزال أحد المتهمين بقتل كلتا ابنتيه في محافظة السويداء متوارياً عن الأنظار.

إلى ذلك، تم تسجيل جريمة واحدة في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، وتحديداً في محافظة الحسكة، في حين لم تسجل في العام 2022، أي جرائم قتل بحق النساء على يد أفراد عوائلهن أو أقرباء لهنّ في باقي المحافظات ومناطق النفوذ.

  1. جرائم قتل في مناطق سيطرة الحكومة السورية:

أ. مقتل “وئام ومريم مسعود” على يد والدهما في السويداء:

 مساء يوم الإثنين الموافق 10 يناير/كانون الثاني 2022، وقعت جريمة قتل مروعة في قرية “صميد” في ناحية “عريقة” في محافظة السويداء الجنوبية السورية، حيث أقدم “ي. مسعود” في العقد الرابع من العمر، على قتل ابنتيه مريم (16 عاماً) ووئام (18 عاماً) بإطلاق النار عليهما بشكل مباشر، وما يزال المتهم طليقاً، وبحسب مصادر محلّية لم تتخذ السلطات السورية أي إجراءات حقيقة لملاحقة المتهم بخصوص هذه القضية، وسط الترويج أنّ الجريمة وقعت “بدافع الشرف” من أجل التمهيد لإفلات الجاني من العقاب.

تحدثت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة مع أحد أقارب الضحيتين من الدرجة الثانية، والتي قالت أن الضحية مريم متزوجة وأم لطفل والضحية “وئام” متزوجة أيضاً وأم لطفلين، وكانتا في زيارة لمنزل والدهما عندما قام بقتلهما. وحول ملابسات حادثة قتلهما قالت الشاهدة، التي فضلت عدم كشف هويتها ما يلي:

“مساء يوم الاثنين سمعنا صوت إطلاق رصاص وصراخ أطفال صادر من منزل والد الفتاتين. بعد عدّة دقائق رأيناه يخرج من المنزل وهو بكامل الهدوء. لم يكن يبدو أنه خائف أو مذعور. بعد خروجه من المنزل دخل عدد من الجيران إلى المنزل ووجدوا مريم قد فارقت الحياة، أما وئام فقد تم إسعافها إلى المشفى الوطني في السويداء ولكنها توفيت هناك على الفور لأن الطلق الناري أصابها في الرأس.”

بعد وقوع الحادثة، حاول بعض أقارب والد الضحيتين القول إن الفتاتين قد قتلتا عن طريق الخطأ! حين كان الأب يحاول تنظيف سلاحه. وهو ما نفته القريبة التي تحدّثت معها سوريون، التي أضافت:

“الملفت للنظر أنّ العديد من أقارب الضحيتين أبدوا تعاطفهما مع الوالد القاتل، وذلك بعد أن سرت شائعات على أنّ الجريمة قد ارتكب بدافع الشرف. وطبعاً ليس هناك أي دليل على ذلك، بل هي الحجة الدائمة لكل حالة قتل تحصل في السويداء من أجل تجنيب الجناة المحاسبة. وما يزيد الأمر سوءاً أنه لم يتمذ إلقاء القبض على القاتل حتى الآن وهو متوارٍ عن الأنظار عند أقاربه.”

وتابعت:

“برأيي أن الوالد قد قتل بناته مرتين، المرة الأولى عندما أجبرهن على الزواج في سن الخامسة عشرة، والآن قتلهما وترك أطفالهما دون أم.”

على الرغم أنّ الجريمة شهدت تفاعلاً واسعاً واستنكاراً من المجتمع المحلي في السويداء، إلا أنّ السلطات السورية لم تهتم بالقضية، واكتفت بإرسال قاض تحقيق إلى موقع الجريمة فقط.

كما أكدّ مصدر محلّي لسوريون من أجل الحقيقة أنه لم يتمّ رفع أي ادّعاء بشكل شخصي بحق القاتل، ممّا يؤدي إلى تخفيف الحكم على القاتل في حال تمّ إلقاء القبض عليه أو تسليم نفسه (بسبب عدم وجود هذا الادّعاء الشخصي)، وسيتم الاكتفاء بالحق العام (دعوى النيابة العامة)، الذي من الممكن أنّ يتمّ إصدار عفو رئاسي يعفيه من الحكم.

لم يتمّ معرفة السبب الحقيقي والدافع لقتل “مريم” و”وئام”، في حين أن الحساب الرسمي لوزارة الداخلية في الحكومة السورية على فيسبوك نشر معلومات حول أن سبب القتل هو رفضهما تنفيذ أوامر والدهما بمساعدته في أعمال الزراعة في أرضه.

ب. مقتل الطفلة “أمل حسين المخيبر” على يد شقيقها:

بتاريخ 8 كانون الثاني/يناير 2022، قام الطفل “أ.حسين.” بمحاولة الاعتداء جنسياً على شقيقته “أمل/ 11 عاماً”، وحين حاولت الضحيّة الهروب، قام بقتلها طعناً بالسكين ومن ثم حرق جثتها في منزلهم في الحي الغربي في بلدة الغزلانية في ريف دمشق.

ألقت السلطات السورية القبض على الطفل الذي اعترف بقتل شقيقته، ونشرت وزارة الداخلية السورية مقطع فيديو يظهر فيه اعتراف الطفل وكشف ملابسات الحادثة، وتم نقل جثة الطفلة إلى مشفى المواساة في دمشق واخضاعها للكشف الطبي الذي أكد تعرض الطفلة لمحاولة اعتداء، وفق ما نشرت وزارة الداخلية.

وفي المقطع الذي نشرته وزارة الداخلية، قال المتهم “أ.حسين” أنه حاول التحرّش بشقيقته لكنها تمنّعت، ما دفعه إلى ضربها بالسكين، لتحاول أمل الهروب باتجاه الحمام، واستمر بضربها بالسكين على ظهرها، وبعدها وضع السكين على رقبتها وقتلها بشكل كامل، وأنه وبهدف إخفاء الجريمة وضع على جثّة شقيقته (مادة المازوت) وقام بحرقها، وغسل السكين من دماءها وخرج من المنزل، ليعود ويجد والدته تبحث عن شقيقته وعثرت عليها فيما بعد جثّة هامدة.

ت. مقتل “سوسن العلي منصور”:

بتاريخ 13 كانون الثاني/يناير 2022، عثرت السلطات السورية على جثة “سوسن منصور” في منزلها في قرية “دوير الشيخ سعد” في محافظة طرطوس، وبحسب ما نشرت وزارة الداخلية على حسابها الرسمي على منصة “فيس بوك”، فإن سبب الوفاة ناجم عن تعرضها للطعن المتعدد في منطقتي الرقبة والصدر، وأنّه قد تم نقل الجثة إلى مشفى الباسل بطرطوس ومازالت التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الحادثة، في حين تم تداول معلومات حول أن الجاني هو ابن أخت الضحية، ولم تُعرف الأسباب وراء وقع تلك الجريمة.

ث. مقتل (وفاء.أ) على يد ابنتها وصديقتها:

بتاريخ 6 شباط/فبراير 2022، قتلت السيدة (وفاء.أ) باستخدام السم وعثر على جثتها في منزلها في “حي السبيل” في مدينة حلب، وقالت وزارة الداخلية السورية في منشور على حسابها الرسمي على فيس بوك إن ابنة الضحية “هبة” وصديقتها “إيمان” وبمساعدة من سائق الضحية “أحمد” قد تواطؤوا على قتلها بسبب خلاف عائلي بين الضحية وابنتها، وقام صديقتها بشراء المادة السمية في حين قام السائق بوضعها في مشروب كانت الضحية تتناوله ومن ثم قام بخنقها بوسادة، وتم سرقت المصاغ الذهبي من منزل الضحية وإخفائه في منزل صديقتها “إيمان”. وأكدت وزارة الداخلية إلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء أصولاً.

ح. مقتل آيات الرفاعي على يد زوجها وأهل زوجها:

بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير 2022، نشر الحساب الرسمي لوزارة الداخلية السورية معلومات حول جريمة قتل (أيات الرفاعي/ 19 عاماً)، في حي المجتهد في العاصمة دمشق، ووقعت حادثة القتل مساء يوم 31 كانون الثاني/يناير 2021، أي عيشة رأس السنة الجديدة، حيث أقدم زوج الضحية وأهله على ضربها بعنف أدى إلى إصابة في الرأس، ثم تركوها ملقاة في الغرفة ولم يقم أحد بإسعافها، لتتوفى بعد نحو ساعة ونصف من الحادثة.

وتصدر وسم #حق_آيات_الرفاعي وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت عدة تقارير إعلامية حول الجريمة، وألقت السلطات السورية القبض على زوج الضحية ووالديه المشاركين في الجريمة وتم إحالتهما إلى القضاء أصولاً.

  1. جريمة قتل في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية:

أ. مقتل فاطمة السويدان على يد زوجها:

بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير 2022، أبلغ أهالي قرية “مجرجح الخانات الغربي” قرب مدينة الحسكة قوى الأمن الداخلي/الأسايش بالعثور على جثة (فاطمة حسين السويدان/ 44 عاماً)، التي  تنحدر من مدينة السلمية بحماه، وذلك بعد أن قام زوجها “غريب النجم” وشقيقه بمحاولة دفنها قبل أن يتدخل الجيران ويبلغوا السلطات.

وخلال التحقيقات تبين أن الزوج أقدم على قتل زوجته ودفنها بمساعدة شقيقه، ومن ثم أخبر ذويها أنها توفيت بسبب إصابتها بفايروس كورونا ومن ثم غير أقواله وقال أنها توفيت نتيجة تسمم غذائي، وقامت قوات الأسايش بنقل الجثة إلى المشفى واعتقال زوجها، وفي المشفى تبين أن سبب الوفاة هو الضرب المبرح على الرأس بأداة حادة كما تعرضت للضرب بالعصي وفق ما نقلت تقارير عن مصدر في مشفى الشعب في الحسكة.

وكانت تقارير إعلامية  قد أفادت بأن الضحية سبقت أن تقدمت بعدة شكاوى لدى “دار المرأة” ضد زوجها وحول تعرضها للعنف المنزلي.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد