الرئيسية صحافة حقوق الإنسان إحاطة موجزة حول الأوضاع الإنسانية والعسكرية في محافظة إدلب

إحاطة موجزة حول الأوضاع الإنسانية والعسكرية في محافظة إدلب

منذ مطلع عام 2020 شنت القوات السورية والجوية الروسية عملية عسكرية تسببت بمقتل عشرات المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص

بواسطة bassamalahmed
560 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

منذ مطلع 2020، صعّدت القوات النظامية السورية والقوات الجوية الروسية من حدّة الهجمات العسكرية على محافظة إدلب، حيث شنت هجوماً برياً وجوياً واسعاً مازال مستمراً حتى تاريخ نشر هذه الإحاطة، تمكنت خلاله من السيطرة على العديد من المدن والبلدات الاستراتيجية والتي كانت تؤوي ما لا يقل عن نصف مليون شخص بينهم نازحون/مهجرون داخلياً قد تم تهجيرهم من محافظات عدة باتجاه إدلب سابقاً.

ونتيجة لهذه العملية العسكرية، فقد تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 131 مدنياً وإصابة 353 آخرين في شهر كانون الثاني/يناير 2020 وحده، علاوة على تسجيل تنفيذ مئات الغارات الجويّة، منها 22 هجمة/غارة طالت منشآت حيوية هامة، إضافة إلى ذلك فقد نزح أكثر من نصف مليون شخص (حوالي 700 ألف) معظمهم من النساء والأطفال باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا ومناطق أخرى في ريفي حلب الغربي والشمالي/درع الفرات وغصن الزيتون، وصولاً إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك وفق فرق توثيق وإحصاء ميدانية تواصلت معها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

ويعدّ هذا التصعيد العسكري استمراراً للحملة التي بدأتها القوات النظامية السورية وحلفاؤها على محافظة إدلب، في نيسان/أبريل 2019، حيث كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت تقريراً يوثق مقتل وجرح العديد المدنيين خلال هجمات عنيفة طالت مناطق وبلدات ريف إدلب الجنوبي.[1]

  • التغيرات العسكرية:

تمكنت القوات السورية مدعومة بغطاء جوي روسي من السيطرة على مناطق واسعة جنوبي محافظة إدلب ولاحقاً، كامل طريق دمشق-حلب الدولي المعروف باسم الـM5 وذلك عقب معارك واشتباكات بينها وبين فصائل المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام” وتنظيمي “أنصار التوحيد” و”الحزب الإسلامي التركستاني”.

ومنذ مطلع شهر كانون الثاني/يناير 2020 وحتى يوم 9 شباط/نوفمبر 2020، سيطرت القوات الحكومية السورية بالتتالي على كل من؛ مدينة معرة النعمان ومدينة سراقب والنيرب وآفس وبلدة جرجناز وخان السبل ومعرشورين وتلمنس  وبلدة كفروما إضافة إلى العشرات من القرى الصغيرة الواقعة شرقي الطريق الدولي المعروف باسم M5.

وخلال العمليات العسكرية قامت القوات الحكومية السورية بقصف نقاط مراقبة تركية ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 8 جنود أتراك وإصابة آخرين في نقطة مراقبة في قرية “ترنبة” قرب مدينة سراقب يوم 3 شباط/فبراير 2020، لتقوم تركيا برد عسكري على القوات السورية أسفر عن مقتل عدد غير معروف من الجنود السوريين، إضافة إلى ذلك استقدمت تركيا أرتالاً وتعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب بالمئات يوم 8 شباط/فبراير 2020.

خارطة السيطرة العسكرية شمال غرب سوريا. حتى مساء يوم 13 شباط/فبراير 2020. المصدر: Syrialivemap

بالتزامن مع المعارك الدائرة على الأرض، شنت القوات الجوية السورية والقوات الجوية الروسية مئات الغارات الجوي/هجمة/قصف على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين في عموم محافظة إدلب، خاصة تلك المحيطة بالخطوط الدولية السريعة M5 و M4، وتحدث الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى فرق رصد وإحصاء عدة إضافة إلى مراصد عسكرية في المحافظة، وقد سجلت هذه الفرق قيام روسيا بشن 440 غارة جوية وقيام طائرات حربية للقوات النظامية بشن 392 غارة في حين أن مروحيات القوات النظامية ألقت 266 برميلاً متفجراً ونفذت القوات البرية النظامية 362 عملية قصف باستخدام قذائف مدفعية وصواريخ، وذلك خلال شهر كانون الثاني/يناير وحده.

  • احصائيات:

تحدث الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى العديد من النشطاء المحليين وفرق إحصاء وتوثيق محلية وفريق “منسقوا الاستجابة” وفريق الدفاع المدني السوري/الخوذ البيضاء من جمع معلومات أولية حول أعداد الضحايا والجرحى والمنشآت الحيوية التي تم استهدافها بهجمات جوية وبرية من قبل روسيا والقوات الحكومية السورية خلال شهر كانون الثاني/يناير، (علماً أنّ سوريون من أجل الحقيقة والعدالة سوف تصدر تقارير مفصلّة عن الحوادث التي سقط فيها مدنيون)، وكانت الاستهدافات كالتالي:

تم قصف 5 مراكز للدفاع المدني السوري/الخوذ البيضاء، وقصف 11 مركزاً طبياً ومشفى، إضافة إلى استهداف 9 أسواق شعبية و19 مسجداً ودار عبادة و3 محطات مياه ومحطتي كهرباء و4 أفران و7 خيام لنازحين.

وشنت الطائرات الحربية الروسية والسورية والقوات البرية 1460 عملية قصف، على عموم محافظة إدلب، 22 منها استهدف بشكل مباشر منشآت حيوية من مدارس ومشافي.

وتم توثيق مقتل 131 مدنياً بينهم 21 إمرأة و15 طفلة و16 طفل و69 رجلاً، وبلغ عدد المصابين والجرحى 353 جريحاً معظهم نساء وأطفال.

كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أعدت تقارير عدة حول الهجمات التي استهدفت أسواقاً شعبية ومراكز حيوية في محافظة إدلب[2]، كما ستعد تقارير إضافية مفصّلة للتحقيق في هجمات أخرى وقعت خلال الحملة الأخيرة.

  • الوضع الإنساني:

يعاني النازحون الفارون من العمليات العسكرية أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، فبعدما تركوا منازلهم وتوجهوا نحو الشريط الحدودي مع تركيا لم يجدوا مراكز للإيواء ما اضطر معظمهم للبقاء في العراء على أطراف الشوارع وتحت الأشجار في الأراضي الزراعية، بينما بعضهم تمكن من الحصول على خيمة للبقاء فيها أو سكنوا في حظائر ومداجن وآخرون تمكنوا من استئجار منازل بأسعار مرتفعة للغاية.

ويواجه النازحون مخاطر كبيرة في العراء حيث أنهم يتعرضون لظروف الطقس المتغيرة والبرد القارس، حيث أعلن فريق منسقو استجابة سوريا عن وفاة 9 أشخاص بينهم أطفال نتيجة البرد أو/و الاختناق بدخان المدافئ البدائية في مخيمات النزوح.

 

 


[1] سوريا: قتلى مدينون بينهم أطفال في هجمات جوية عنيفة بريف إدلب الجنوبي” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 31 آب/أغسطس 2019. آخر زيارة بتاريخ 9 شباط/ فبراير 2020. https://stj-sy.org/ar/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86%d9%87%d9%85-%d8%a3%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%87%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%aa/.

[2] قصف الأسواق في إدلب من قبل القوات السورية وحلفائها نمط متكرر، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير 2020، آخر زيارة بتاريخ 13 شباط/فبراير 2020, https://stj-sy.org/ar/%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%af%d9%84%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1/.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد