Home صحافة حقوق الإنسانقصص وشهاداتقصص مكتوبة ” أنصحك بعدم إكمال الدارسة وإتقان أي مهنة أخرى”

” أنصحك بعدم إكمال الدارسة وإتقان أي مهنة أخرى”

شهادة ”بندار إسماعيل محمد“ ... مواليدٌ بلا تسجيل

by wael.m
642 views تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية, الكردية حجم الخط ع ع ع

مازال "بندار" يتحسّر على نفسه حتى يومنا هذا، فهو لم يتمكن من متابعة تعليمه كسائر الشبان في عمره، ولم يتلقَ أيّ تشجيع، بل إنه مازال يذكر عبارات مدير مدرسته وهو يقول له: "أنصحك بعدم إكمال الدارسة وإتقان أي مهنة أخرى"، وذلك فقط لكونه واحداً من الكرد السوريين المحرومين من الجنسية.

"بندار إسماعيل محمد" من مواليد مدينة القامشلي/قامشلو عام (1985)، متزوج ولديه أطفال يعمل في مجال الإعلام، يُعدّ بندار أحد الكرد السوريين المحرومين من الجنسية وتحديداً من فئة "مكتومي القيد"، ما جعله يعاني الكثير من الصعوبات في كافة المجالات، بحسب ما روى للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهر آذار/مارس 2018، حيث قال:

"كان والدي مكتوم القيد بينما كان عمي مواطناً يتمتع بالجنسية السورية، أما والدتي فقد كانت مواطنة تحمل الجنسية التركية، وأذكر في تلك الفترة إحدى الروايات التي كانت تتردد على مسامعنا حول عائلة كردية قامت بدفع مبلغ مليوني ليرة سورية كرشوة من أجل الحصول على الجنسية، إلا أنها لم تتمكن من ذلك في آخر المطاف، وحتى الآن لا يزال وضعنا القانوني على ما هو عليه، فمن غير المسموح لنا أن نقوم بتسجيل الأملاك باسمنا، وينطبق هذا الأمر على أرضنا ومنزلنا حتى الهاتف الذي لدينا!! أما بخصوص الدراسة فقد واجهنا صعوبات عدة، فمثلاً أخي الكبير كان الأول على مدرسته، إلا أنّه لم يُمنح الشهادة التي تُثبت تجاوزه تلك المراحل، وما زلتُ أذكر عندما كنت في المرحلة الإعدادية، وتحديداً في الصف التاسع، كيف قال لي المدير بالحرف الواحد، "لقد رأيتَ وضع شقيقك الأكبر الذي لم يحصل على الشهادة، لذا أنصحكَ بعدم إكمال الدارسة وإتقان أي مهنة أخرى"، وللأسف فقد ترك كلامه أثراً سلبياً في نفسي ودفعني لاحقاً لعدم إكمال المرحلة الثانوية."

لبندار ثلاثة أطفال لم يتمكن من تسجيلهم في دائرة الأحوال المدنية لكونهم لا يتمتعون بالجنسية السورية، وعلى الرغم من بذله العديد من المحاولات من أجل تعديل أوضاعهم القانونية إلا أنّ معظمها باءت بالفشل، وأضاف قائلاً:

"في العام 2011، وعقب إصدار المرسوم القاضي بتجنيس فئة الأجانب، حاولنا كثيراً متابعة أوراقنا لدى دائرة الأحوال المدنية في القامشلي، إلا أننا لم نُفلح في تعديل وضعنا، وقلائل هم ممن كانوا من فئة مكتومي القيد ونجحوا في الحصول على الجنسية السورية، أمّا بالنسبة إلى الإدارة الذاتية فإنها تمنح المكتومين بطاقة تثبيت زواج ودفتر عائلي، وسأسعى قريباً للحصول عليهما."

 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد