مقدمة: شهدت مدن وبلدات ريف محافظة حماة، تصعيداً عسكرياً غير مسبوقاً من جانب القوات النظامية السورية وحلفائها وذلك خلال شهري أيلول/سبتمبر وآب/أغسطس 2018، حيث تعرّضت مدن وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي[1] (كفرزيتا واللطامنة ومورك وكفرنبوذة ولطمين وزيزون ولحايا والبويضة وتل عثمان وتل الصخر) إلى قصف جوي وبري من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، ونالت بلدتي (كفرزيتا واللطامنة) نصيبها الأوفر من ذلك القصف، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين، فضلاً عن الأضرار المادية التي لحقت بممتلكاتهم.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ حالة من الخوف والترّقب تسيطر على أهالي ريف حماة، نتيجة الهجمات العسكرية العنيفة التي تتعرض لها مدنهم، حيث أشار إلى أنّ هذا الهجمات لم تتوقف حتى في شهر أيلول/سبتمبر 2018، ففي تاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، تعرّضت مدينة اللطامنة ومناطق سهل الغاب مثل (القرقور وجسر بيت الرأس والحويجة والحواش) إلى قصف مدفعي ما تسبّب في وقوع أضرار مادية.
كما لفت الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ العديد من الأهالي كانوا قد نزحوا مؤخراً إلى مخيمات الشمال السوري، نتيجة التصعيد الذي تشهده مدنهم، وخاصةً مدينة كفرزيتا التي بدأت تخلو تماماً من سكانها بعدما كانت تضم أكثر من (30) ألف نسمة، سواء كان ذلك بسبب عمليات القصف العنيفة التي شهدتها المدينة خلال شهر آب/أغسطس 2018، أو الأشهر السابقة، مشيراً إلى أنّ المدينة تحولت إلى مدينة "ِأشباح" وقد هجرها من تبقى فيها، ولا سيّما عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية بتاريخ 26 آب/أغسطس 2018، أنّه يتم الإعداد لهجوم كيميائي محتمل من قبل فصائل المعارضة المسلّحة على مدينة كفرزيتا في ريف حماة.
وقد تزامن القصف على محافظة حماة، مع تصعيد عسكري آخر شهدته بلدات ومدن محافظة إدلب، حيث شهدت منطقة جسر الشغور وما حولها هجمات هي الأعنف من نوعها وذلك بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، ما أودى بحياة ما لا يقلّ عن (14) قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب خبر[2] أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
كما كانت المنظمة قد أعدّت تقريراً[3] حول الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها نازحو ريف حماة الشرقي، بعد توجهه إلى مخيمات عشوائية تنعدم فيها مقومات الحياة، وتحديداً في منطقة ريف معرة النعمان بريف إدلب.
خارطة توضح توزع أماكن السيطرة في محافظة حماة، وتخضع المناطق الخضراء لسيطرة المعارضة السورية، بينما تسيطر القوات الحكومية على المناطق الحمراء، مصدر الصورة: syria.liveuamap
أولاً: قتلى وجرحى مدنيون إثر تصعيد عسكري عنيف على ريف حماة:
أكثر من (30) قتيلاً مدنياً و(45) جريحاً، كانوا قد سقطوا نتيجة التصعيد العسكري العنيف على بلدات ومدن ريف حماة، خلال شهر آب/أغسطس 2018 وحده، حيث نالت كل من مدينتي اللطامنة وكفرزيتا النصيب الأوفر من ذلك القصف، باعتبار أنهما يشكلان خطوط التماس الأولى مع المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية مثل حلفايا والزلاقيات وطيبة الإمام، وهو الأمر الذي أكده "عبد المجيد العمر"، وهو عضو المكتب الإعلامي في حماة وريفها، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصدد قائلاً:
"تعرّضت مدن وبلدات ريف حماة خلال شهر آب/أغسطس 2018، إلى (7) غارات جوية بالطيران الحربي الروسي، و (6) غارات جوية بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي التابع للنظام السوري، فضلاً عن (50) حالة قصف بصواريخ غراد، و(195) حالة قصف مدفعي، و(69) حالة قصف بقذائف الهاون، و(59) حالة قصف بالرشاشات الثقيلة، و(4) حالات قصف بقذائف الدبابة، بالإضافة إلى حالتي قصف بصواريخ حرارية موجهة، حيث استهلّت القوات النظامية السورية شهر آب/أغسطس الجاري، بقصف مدفعي وصاروخي لسبع مناطق في ريفي حماة الشمالي والغربي، وكان من أكثر البلدات التي تعرضت للقصف هما بلدتي اللطامنة وكفرزيتا، وقد توّزع القتلى المدنيون على عدة بلدات وقرى في ريفي حماة الشمالي والغربي، ونذكر من بينهم الشاب "خير الدين محمد الرحمون" من أبناء مدينة اللطامنة، حيث قُتل نتيجة القصف المدفعي الذي تعرّضت له من قبل قوات النظام المتواجدة في قرية الزلاقيات جنوب المدينة وذلك بتاريخ 4 آب/أغسطس، وفي ذات اليوم قُتل الشاب "تيسير عبد السلام العيسى" على إثر القصف المدفعي الذي طال قرية زيزون الواقعة في سهل الغاب في ريف حماة الغربي ، وذلك من قبل قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين، وبتاريخ 6 آب/أغسطس الجاري، قُتل الشاب "يحيى حسن العلي" من أبناء مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، نتيجة انفجار صاروخ من مخلّفات القصف في المدينة، وبتاريخ 12 آب/أغسطس الجاري، قُتلت الشابة "منى عبد العزيز العثمان" من قرية زيزون في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، نتيجة القصف المدفعي الذي طال القرية من قبل قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين، كما قُتلت سيدة "مختلة عقلياً" بالقرب من بلدة كفرنبوذة في ريف حماة الشمالي، نتيجة اقترابها من حاجز بلدة المغير التابع للنظام دون إدراك منها، وذلك بعد إطلاق الرصاص عليها بشكل مباشر، وفي اليوم ذاته أصيب أربعة أطفال وسيدتان إحداهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، نتيجة قصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة، كانت قد تعرّضت له قرية لطمين في ريف حماة الشمالي من قبل قوات النظام المتمركزة في مدينة صوران."
=
صور تظهر لحظات قصف مدينة كفرزيتا بريف حماة من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 10 آب/أغسطس 2018، مصدر الصورة: صفحات محلية.
صورة تظهر جانباً من الدمار الذي لحق بمنازل المدنيين في مدينة اللطامنة بريف حماة، إثر تعرّضها لقصف عنيف خلال شهر آب/أغسطس 2018، مصدر الصورة: الناشط "فياض الصطوف".
صورة تظهر جانباً من الدمار الذي لحق بمنازل المدنيين في مدينة اللطامنة بريف حماة، إثر تعرّضها لقصف عنيف خلال شهر آب/أغسطس 2018، مصدر الصورة: الناشط "محمد هويش".
تحليل الأدلة البصرية
وفي شهادة أخرى أدلى بها "محمد عبد العزيز العثمان" وهو أحد أهالي ريف حماة الغربي، كما أنه شقيق للضحية "منى عبد العزيز العثمان" والتي قضت نتيجة القصف المدفعي الذي تعرّضت له بلدة زيزون من قبل القوات النظامية السورية المتمركزة في معسكر جورين، وذلك بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الخصوص قائلاً:
"كنت أعيش مع والديّ وشقيقتي منى (من مواليد عام 2000) و 7 أفراد بالإضافة إليّ وزوجتي بنفس المنزل المؤلف من طابق علوي وطابق أرضي، وقد تقدّم للزواج بها شاب منذ فترة، ولم تتمكن من متابعة تعليمها فقد وصلت للصف التاسع من المرحلة الإعدادية فقط بسبب الأوضاع الراهنة، وفي يوم وقوع الحادثة وبينما كنا نائمين سمعنا صوتاً قوياً هزّ المنزل، وكان صوتاً مدوياً وكأنّ صاروخاّ شديد الانفجار قد وقع علينا، فاستيقظ الجميع من النوم وسارعنا للهروب خارج المنزل، وقمنا بالاحتماء في أحد الملاجئ، كان الوقت بعد منتصف الليل، فجلسنا للحظات في ذلك الملجأ قبل أن ندرك أنّ شقيقتي منى لم تكن موجودة معنا، فخرجت من الملجأ وصعدت مسرعاً إلى المنزل فوجدتها، إلا أنها كانت قد فارقت الحياة بسبب سقوط القذيفة بالقرب منها، لقد كانت جثة هامدة ومضرّجة بالدماء، أما تلك القذيفة المدفعية التي استهدفت المنزل فقد كان مصدرها معسكر جورين المعروف في منطقة سهل الغاب، لم أتمالك أعصابي بعد رؤية ذلك المنظر فصرخت بصوت عالِ منادياً على أفراد العائلة الذين خرجوا تباعاً من الملجأ إلى المنزل لرؤية "منى" التي كانت قد تمزقت إلى أشلاء، فانهار الجميع بالبكاء ولا زلنا نعيش على وقع هذه الحادثة المؤلمة."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر الدمار في منزل عائلة الشاهد "محمد عبد العزيز عثمان"، وذلك إثر القصف الذي طال بلدة زيزون بريف حماة، من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018.
"أحمد حسن العلي" وهو شقيق أحد الضحايا الذين سقطوا في مدينة كفرزيتا، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ اخاه كان قد قُتل بتاريخ 22 آب/أغسطس 2018، وذلك نتيجة انفجار صاروخ من مخلّفات القصف على المدينة، حيث كان يعمل ضمن فريق الهندسة المتخصص في تعطيل وتفكيك مخلّفات القصف، وكان قد قضى خلال قيامه بعمله، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصدد قائلاً:
"كان أخي متزوجاً ولم يرزق بأطفال، وعمل قبيل اندلاع الأحداث في سورية في مجال الزراعة والبناء والأعمال الأخرى وكان مجبراً على العمل لإعالة عائلتي الذين يعيشون في حالة مادية صعبة، ومع اندلاع الأحداث في سوريا، تعلّم أخي مهنة تفكيك المخلّفات التي يتركها قصف الطيران الحربي والمروحي والمدفعي على المدينة والمناطق المجاورة، وكان يطلب منه بين الحين والآخر القيام بمهمات البحث عن تلك المخلّفات والتخلص منها وإتلافها لحماية السكان من خطرها، وفي يوم وقوع الحادثة وفي تمام الساعة (2:45) ظهراً، سمعنا صوت انفجار حدث في المدينة، واعتقدنا في البداية أنه بفعل غارة جوية قد استهدفت أطراف المدينة، ثم علمنا لاحقاً أنّ أخي قد أصيب بجروح بالغة وخطيرة ولكنه لا يزال على قيد الحياة نتيجة انفجار إحدى هذه المخلّفات، فلم أتمالك أعصابي في تلك اللحظة من شدة الموقف وهول المصيبة، فانطلقت برفقة بعض الشبان إلى هناك وقمنا بإسعافه إلى نقطة طبية قريبة، وما إن وصلنا حتى أخبرني الأطباء أنه علينا التوجه به إلى تركيا، لأنّ حالته خطرة جداً وقد يفارق الحياة بأي لحظة، وبدون توقف قمنا بإسعافه مسرعين إلى تركيا، ونقله فوراً إلى مشفى مدينة أنطاكيا ، إلا أنه كان قد فارق الحياة حينها."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر الضحية "يحيى حسن العلي" من مدينة كفرزيتا، قبيل مقتله، نتيجة انفجار إحدى مخلّفات القصف على المدينة، وذلك بتاريخ 22 آب/أغسطس 2018.
وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون بتاريخ 25 آب/أغسطس 2018، لحظات القصف المدفعي على مدينة كفرزيتا من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 25 آب/أغسطس 2018.
صورة مأخوذة من مقطع الفيديو السابق، يبين لحظات القصف المدفعي على مدينة كفرزيتا من قبل القوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 25 آب/أغسطس 2018.
كما أظهر مقطع فيديو آخر تداوله ناشطون أيضاً بتاريخ 20 آب/أغسطس 2018، لحظات القصف المدفعي على مدينة اللطامنة وذلك بتاريخ 20 آب/أغسطس 2018.
صورة مأخوذة من مقطع الفيديو السابق، يبين لحظات القصف المدفعي على مدينة اللطامنة بريف حماة، وذلك بتاريخ 20 آب/أغسطس 2018.
ثانياً: مدينة كفرزيتا شبه خاوية من سكانها:
أدت عمليات القصف العنيفة التي تعرّضت لها مدن وبلدات ريف حماة خلال شهر آب/أغسطس 2018، إلى نزوح العديد من أهالي تلك القرى، وخاصةً مدينة كفرزيتا، إلى مخيمات الشمال السوري والواقعة على الحدود السورية التركية إضافة إلى بعض بلدات ريف إدلب الجنوبي، حيث روى "إياد أبو الجود" وهو أحد الناشطين الإعلاميين في ريف حماة، بأنّ مدينة كفرزيتا كان قد فرغت من سكانها بشكل تدريجي، بعدما كانت تضم أكثر من (30) ألف نسمة، وذلك بسبب ترّكز عمليات القصف العنيفة عليها خلال شهر آب/أغسطس 2018، إضافة إلى الأشهر الماضية، مشيراً إلى أنّ المدينة تحولت إلى "مدينة أشباح" وخاوية تماماً من سكانها الذين نزحوا منها، ولا سيّما عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية[4] بتاريخ 26 آب/أغسطس 2018، أنّه يتم الإعداد لهجوم كيميائي محتمل من قبل فصائل المعارضة المسلّحة على بلدة كفرزيتا في ريف حماة.
صورة تظهر الخبر الوارد على موقع "روسيا اليوم" حول احتمالية قيام فصائل المعارضة المسلّحة بهجوم كيميائي محتمل على مدينة كفرزيتا بريف حماة، مصدر الصورة: روسيا اليوم.
كما أضاف الناشط الإعلامي "إياد أبو الجود"، بأنه وعلى الرغم من انخفاض استخدام سلاح الجو من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، إلا أنّ القصف البري كان قد تصاعدت وتيرته خلال شهر آب/أغسطس 2018، حيث كان مصدر القصف من معسكر جورين الكائن في منطقة سهل الغاب والذي تنطلق منه القذائف الصاروخية والمدفعية، إضافة إلى مدينة حلفايا، وتابع قائلاً:
"خلّف القصف العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين، بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة، كما لوحظ حركة نزوح من مدينة كفرزيتا من قبل العديد من الأهالي، وتحديداً بتاريخ 31 آب/أغسطس 2018، وذلك بعد تصريحات وزارة الدفاع الروسية حول احتمالية شنّ هجوم كيميائي على مدينة كفر زيتا، الأمر الذي تعتبره فصائل المعارضة المسلّحة بالإضافة إلى أهالي المدينة، تبريراً لقيام النظام السوري بشنّ عملية من هذا النوع، واتهام المعارضة المسّلحة بها، كما لاحظنا أيضاً خلال هذا الشهر، وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام من أجل تعزيز نقاط تواجدها على جبهات التماس في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، فبعد أن تمكنت قوات النظام السوري من فرض سيطرتها على كامل محافظة درعا، إضافة إلى مدن دمشق وحمص والريف الجنوبي لمحافظة حماة، يبدو أنها أصبحت متفرّغة تماماً لقصف مدن وبلدات ريف حماة."
[1] تسيطر عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة على ريف حماة الشمالي والغربي وأبرزها جيش العزّة.
[2] " قتلى وجرحى مدنيون في قصفٍ جوي على جسر الشغور بريف إدلب الغربي 4 أيلول/سبتمبر 2018" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 5 أيلول/سبتمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/722.
[3] " أوضاع إنسانية كارثية يعاني منها آلاف النازحين داخلياً في مخيمات عشوائية جنوبي محافظة إدلب"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 28 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/700.
[4] "الدفاع الروسية تكشف عن مخطط لتحضير هجمات كيميائية مفبركة في إدلب"، موقع روسيا اليوم بتاريخ 26 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2018، https://arabic.rt.com/middle_east/965745-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%85%D9%81%D8%A8%D8%B1%D9%83-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85/.