شهدت مدينة تل أبيض وبلدة سلوك في محافظة الرقة ما لا يقل عن عشر تفجيرات بواسطة سيارات ودراجات نارية مفخخة، وذلك منذ سيطرة الجيش التركي على المنطقة خلال عملية “نبع السلام” بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بمشاركة مباشرة من “الجيش الوطني” التابع للحكومة السوريّة المؤقتة/المعارضة.
وكانت تلك التفجيرات التي وقعت ما بين 13 تشرين الأول/أكتوبر و23 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، قد أسفرت عن مقتل وجرح ما لايقل عن 25 شخصاً بينهم أطفال ومدنيون.
وبعد وقوع التفجيرات قامت الفصائل المسيطرة على المنطقة بوضع نقاط تفتيش عند مداخل المدينة والبلدة وفي شوراعهما الرئيسية وقرب مقراتهم العسكرية، كما أغلقوا الطرقات الفرعية المؤدية للأسواق ومنعوا دخول المركبات إليها.
إلى ذلك، ألقت الفصائل المسيطرة على المنطقة القبض على شخص مشتبه به بالضلوع بإحدى التفجيرات في مدينة تل أبيض، وكان برفقته امرأة وطفل (يُعتقد أنها عائلته) تم اعتقالهم أيضاً وما يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
في الوقت ذاته اتهمت الفصائل المسيطرة على المنطقة، وتحديداً “الجبهة الشامية” و”فيلق المجد” و”تجمع أحرار الشرقية” قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء هذه التفجيرات وذلك عبر عدة تغريدات نشرتها الفصائل على حساباتها الرسمية في توتير، في حين نفت “قوات سوريا الديمقراطية” مسؤوليتها عن هذه الحوادث عبر بيان رسمي نشرته على موقعها الرسمي بتاريخ 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
ولغرض هذا التقرير التقى الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بشكل شخصي مع ناجين من التفجيرات في كل من مدينة تل أبيض وبلدة سلوك، إضافة إلى عامل طبي ومصدر عسكري، كما قام برصد الأوضاع الأمنية في البلدة والمدينة بعد التفجيرات، كما وثق أسماء 19 ضحية قتلوا بتفجير في مدينة تل أبيض من أصل أكثر من 25 ضحية.
تجدر الإشارة إلى أن التفجيرات والأوضاع الأمنية غير المستقرة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الوطني مؤخراً في شمال شرق سوريا تشابه تلك التي حصلت وماتزال تحصل في مناطق النفوذ التركي الأخرى التي شهدت أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2019، عدة تفجيرات متتالية في مدينة عفرين وقرية شران وأيضاً في مناطق درع الفرات وتحديداً في قرى تل الهوى وندة وسجو وآخرها وقع في مدينة أعزاز يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، حيث تعمل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة على إصدار تقرير مفصّل عن الحادثة. هذا عدا عن عشرات التفجيرات الأخرى التي عصفت بالمنطقة.
1. التفجيرات والأوضاع الأمنية الراهنة في تل أبيض:
شهدت مدينة تل أبيض التي سيطر عليها “الجيش الوطني” يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أربع تفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة، يبدو أنّ ثلاثة منهم حاولت استهداف مقرات عسكرية لفصيلي “الجبهة الشامية” و”فيلق المجد”. أمّا الهجوم الرابع فقد وقع في سوق شعبي في الشارع الرئيسي للمدينة، ولم يكن هنالك أي هدف عسكري قريب من مكان وقوع التفجير.
ورصد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التفجيرات التي جاءت كالتالي:
-
بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، انفجرت سيارة مفخخة في المنطقة الصناعية بمدينة تل أبيض، وقال الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة والذي توجه إلى موقع التفجير عند وقوعه إنه وثق سقوط أربعة قتلى وثقهم بالاسم إضافة إلى شخص مجهول الهوية، وأيضاً وقوع أربعة جرحى بينهم أطفال من عائلة “عيسى العنيزان”، والقتلى هم؛ ماجد العنيزان ومحمد العواد العيسى ومحمود جمعة السلطان وشخص اسمه عطية لم نتمكن من توثيق الاسم كاملاً.
وأوضح الباحث الميداني أن مكان انفجار المفخخة يقع على بعد 300 متر من مقر قيادة الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني والذي يتخذ من مبنى مديرية المنطقة مقراً له، وكما يبعد مكان الانفجار مسافة 1 كم عن حاجز للجبهة الشامية الموجود عند مدخل المدينة.
صورة رقم (1) – صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر موقع انفجار السيارة المفخخة قرب مقر لقيادة “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني في المنطقة الصناعية في مدينة تل أبيض يوم 23 تشرين الثاني/أكتوبر 2019.
-
بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، انفجرت سيارة مفخخة في سوق المدينة الرئيسي وتحديداً عند محل لبيع الحلويات اسمه “حلويات أريحا” وبالقرب من محطة وقود “الغانم” وذلك بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً، وتسبب الانفجار بمقتل ما لايقل عن 20 شخصاً وجرح آخرين، وتمكن الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من توثيق الانفجار وجمع شهادات من ناجين وتوثيق أسماء 15 ضحية فقط بينهم 7 أطفال و3 سيدات وذلك من خلال زيارة مجالس العزاء وأقارب الضحايا، وقال إن هناك نحو 5 ضحايا مجهولي الهوية حتى الآن.
تحليل الأدلة البصرية: تظهر الصور التالية مكان وقوع التفجير وسط سوق مدينة تل أبيض والدمار الحاصل في المحلات والأجزاء المتبقية من السيارة المفخخة.
صورة رقم (2) – صورة مأخوذة من الأقمار الصناعية تظهر مكان انفجار السيارة المفخخة في الشارع الرئيسي لمدينة تل أبيض/شارع السوق، ويظهر مكان التفجير محدداً باللون الأصفر.
صورة رقم (3) – صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر موقع التفجير، حيث يظهر اللون الأزرق محطة محروقات “الغانم” ويظهر اللون الأحمر محل حلويات “أريحا” ويظهر اللون الأصفر موقع الزاوية التي تم التقاط الصورة منها وهي في موقع التفجير.
صورة رقم (4) – صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة الصورة في الأعلى وإلى اليسار في المستطيل الأصفر الهيكل المتبقي من السيارة المفخخة التي انفجرت في حين تظهر الخريطة في الخلفية موقع الانفجار.
الباحث الميداني التقى بثلاثة ناجين من التفجير والذين رووا تفاصيل ما حدث، حيث قال الشاهد الأول واسمه (خليل.ع) للباحث الميداني ما يلي:
“كنت أجلس في محل مواد غذائية لأجلب بعض الأغراض للبيت، سمعت صوتاً قوياً، لم أعد أستطيع أن أرى شيئأ أمامي، كان هناك غبار كثيف ودخان أسود وبدأت أنادي لصاحب المحل واسمه عبود ولكن لم أسمع استجابته، كنت كالأعمى لا أرى شيئأ وأغراض المحل تقع علي وأنا أزحف على الأرض من أجل الخروج من المحل لكي استطيع التنفس لأني بدأت أشعر بالأختناق بسبب كمية الغبار ورائحة البارود والدخان نتيجة الاحتراق، كنت أظن أن شيئأ ما انفجر داخل المحل ولم أكن أتوقع أن هناك سيارة مفخخة في الخارج، عندما خرجت رأيت الناس يتراكضون والسيارات محطمة والدراجات النارية تحترق وهناك صراخ نساء وأطفال، لم أعد أرى إلا السيارات المسرعة التي تحمل الجرحى والقتلى وتسعفهم إلى المشفى، كان معي سيارة استعرتها من أحد الأصدقاء وهي من نوع (فان) ففكرت بأنني سأقوم بنقل الجرحى ولكن عندما ذهبت إليها رأيتها محطمة والسقف قد طوي من شدة الإنفجار.”
في حين قال الشاهد الثاني واسمه (ع .ح) للباحث الميداني عن الحادثة، حيث أن الانفجار وقع على بعد خمسين متراً من المحل الذي يعمل فيه، وقال:
“عندما وقع الإنفجار رأيت أنه كان بجانب محل يعمل به ابن عمي، بحثت عنه ورأيت أنهم أسعفوه وقد كان محروقاً، لقد توفي في تركيا على إثر إصابته بظهره ووجهه، وأيضاً توفي عاملان آخران كانا يعملان في المحل معه.”
وقال الشاهد الثالث واسمه “محمد الأحمد” ما يلي:
“كنت بعيداً عن مكان التفجير مايقارب 300 متر، كنت واقفاً مع أحد الأصدقاء وسمعت صوتاً قوياً، وعلى الفور عرفته أنها سيارة مفخخة، خطر في بالي أختاي الاثنتان اللتان كانتا في السوق يتسوقن بعض الحاجيات، ذهبت مسرعاً نحو الإنفجار رغم الأصوات التي كانت تنادي عليّ بأن أعود، ولكني لم التفت إلى الخلف وعرفت أن هناك أمر جلل حدث، الحمد لله، لقد كانت أختاي أول من رأيتهم وهن قادمات، أشرت لهما بأن يذهبا بسرعة إلى البيت، واقتربت إلى موقع التفجير، كانت السيارات تحترق والدراجات النارية ودمار هائل في الأبنية كان في المنطقة أكثر من عشرين محل جميعها متضرر بشكل كبير، الجدران مفتوحة على بعضها وهناك بناء مؤلف من طابقين كانت البيوت في الطابق الثاني بدون جدران أمامية رأيت غسالة تقع من أحد البيوت بعد أن كانت متدلية من على السطح ووقعت وكان لها صوت اصدام قوي حتى ظن الناس أن مفخخة أخرى انفجرت.”
وحول طبيعة التفجير والمواد المستخدمة فيه، تحدث الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إلى مصدر عسكري في مدينة تل أبيض -رفض كشف هويته- والذي أوضح أن السيارة تم تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد، وتابع موضحاً:
“السيارة التي تم تفجيرها هي من نوع (كيا 2700) ومن طبيعة الشظايا وبقايا السيارة عرفنا أن المتفجرات كانت من نوع TNT مع خردق -قطع حديد صغيرة ومدورة- الهدف من هذه الحشوة أن تسبب أكبر قدر ممكن من الخسائر بسبب تناثرها السريع مثل الشظايا.”
-
بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، نقل الباحث الميداني عن عدد من عناصر “الجبهة الشامية” أن أحد عناصر الفصيل المتواجدين عند “أبنية العنبرجي” شاهد رجلاً معه امرأة وطفل يركن سيارة من نوع “كيا ريو” حمراء اللون قرب المحلات التجارية أسفل البناء الذي يتخذه الفصيل مقراً له، وطلب العنصر من الرجل إزالة السيارة إلا أن الأخير رفض لأن أحد الايطارات مثقوب، وذهب الرجل مع المرأة والطفل، وبعد ربع ساعة انفجرت السيارة ولم تسبب وقوع ضحايا إنما أسفرت عن دمار جزئي وأضرار في المحلات التجارية، وبحسب العناصر فإن الفصيل تمكن من إلقاء القبض على الرجل والمرأة والطفل عند حاجز دوار السياسية، وما يزال مصيرهم مجهولاً.
-
بتاريخ 24 تشرين الأول/نوفمبر 2019، انفجرت سيارة مفخخة جانب مبنى المركز الثقافي القديم والذي استولى عليه “فيلق المجد” وحوله إلى مقر له، وقتل خلال هذا التفجير رجلان مدنيان كانا يعبران الطريق، في حين لم يصب أي أحد من عناصر الفصيل المستهدف.
وقال الباحث الميداني إن الفصائل بعد سيطرتها على المدينة كانت قد نشرت ثلاثة حواجز في مدينة تل أبيض وتمركزت هذه الحواجز عند دوار السياسية وقرب جسر نهر الجلاب الذي يقع على بعد 3 كم عن مدينة تل أبيض، وحاجز عند مدخل مدينة تل أبيض من جهة الشرق عند الطريق المؤدي إلى قرية تل، أبيض شرقي، في حين اقتصرت المراقبة والحراسة عند أبواب أو مداخل الأبنية التي اتخذها الفصيلان كمقرات عسكرية ومنها الأبنية السكنية التي استولوا عليها مثل أبنية “العنبرجي” ونقابة المعلمين والمستوصف المدرسي (يعرف باسم دار الشهداء خلال سيطرة الإدارة الذاتية).
أما بعد وقوع الانفجار بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بدأ عناصر الفصيلين بإغلاق الطرق الرئيسية ونصب حواجز ونقاط تفتيش عند دوار القفص/دوار جامع علي بن أبي طالب، ومنعوا السيارات من دخول السوق الرئيسي، وقامت الجبهة الشامية بفرز عدد من العناصر لمنع السيارت من الدخول للسوق، وأيضاً عند مبنى البلدية نصبوا حاجزاً وأغلقوا الطرف الآخر من الطريق المؤدي للسوق باستخدام دشمات -أكياس معبئة بالرمل والتراب-.
2. الأوضاع الأمنية والتفجيرات في بلدة سلوك:
سيطر فصيل “تجمع أحرار الشرقية” على بلدة سلوك يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بعد اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بحسب ما نشر الحساب الرسمي للفصيل على توتير.
ومنذ دخوله إلى المدينة قام الفصيل بإنشاء حواجز عند مداخل المدينة، وبعد وقوع التفجيرات قام بإغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى السوق الرئيسي للمدينة ومنع دخول السيارات والدراجات النارية إليه، وتمكن الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من رصد عملية إغلاق الطرق الفرعية حيث استخدم الفصيل فيها آليات تعود للبلدية.
وحول الخدمات الطبية في البلدة، قال الباحث الميداني إنه لا يوجد سوى نقطة طبية واحدة يعمل بها ممرض واحد وطبيب واحد فقط، وتعمل بدوام إداري، كما أن النقطة ليس فيها سيارات إسعاف، ويعتمد الناس على سياراتهم الخاصة أو سيارات الفصيل لنقل الحالات الحرجة إلى تركيا للعلاج، وتتم العملية بطرق عشوائية دون أي تنسيق.
صورة رقم (5) – صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر جانباً من عملية إغلاق الشوارع الفرعية المؤدية إلى السوق الرئيسي في بلدة سلوك بمحافظة الرقة، تم التقاط الصورة يوم 20 تشرين الثاني/أكتوبر 2019.
وشهدت بلدة سلوك ثلاثة تفجيرات خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتفجيراً رابعاً في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، حيث نشر فصيل “تجمع أحرار الشرقية” على حسابه الرسمي في توتير حول التفجيرات وكانت كالآتي:
-
تفجير في سوق بلدة سلوك: بتاريخ 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، انفجرت سيارة شحن من نوع “أنتر” قرب دوار في الشارع الرئيسي لبلدة سلوك وتحديداً عن فرن للخبز، واطلعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة على مقطع مصور التقطته كميرا مراقبة تبعد عن موقع الحادثة ولكن أظهرت لحظة الانفجار بشكل واضح، كما تحدث الباحث الميداني مع اثنين من شهود عيان وناجين من التفجير قالا:
“السيارة التي تم تفجيرها تعود ملكيتها لشخص يدعى “خليف” وقد قتل خلال التفجير، ونقل الشاهدان عن أحد أقارب “خليف” أنه كان محتجزاً في مدينة الرقة لمدة 15 يوماً قبل أن يعود إلى بلدة سلوك ويركن سيارته قرب الدوار وتنفجر.”
وأضاف أحد الشاهدين أنه رأى “خليف” يقف قرب سيارته قبيل انفجارها وكان يتحدث مع شخص آخر اسمه (م.ش) عندما انفجرت السيارة وقتلا معاً.
صورة رقم (6) – صورة مأخوذة من مقطع من كميرا مراقبة يظهر اللحظات الأولى للإنفجار الذي وقع في السوق الرئيسي في بلدة سلوك يوم 10 تشرين الثاني/أكتوبر2019، وحصلت عليه سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من أحد المصادر الخاصة.
وحول كيفية وقوع التفجير، قال مصدر عسكري للباحث الميداني ما يلي:
“لقد تم تفجير السيارة عن طريق جهاز يحدد موقع السيارة ويقوم بتفجيرها عن بعد، والسيارة المفخخة هي من نوع السيارة أنتر كبيرة (سيارة شحن نوع هونداي كبيرة الحجم تستخدم في نقل البضائع)، وتم وضع المتفجرات في الأبواب والتابلو الأمامي والطبون الأمامي وأماكن مخفية في السيارة، ولوحظ من أغلب التفجيرات أن الحشوات (أي المواد المتفجرة) تكون في القسم الأمامي من السيارة لأن القسم الخلفي يتضرر بنسبة أقل من الأمامي، حيث لانعثر على شيء من جسم السيارة الأمامي ولكن نعثر على بقايا القسم الخلفي كالشاصيه وقطع كبيرة من الصندوق.”
تحليل الأدلة البصرية: تظهر الصور التالية موقع التفجير والأضرار الناتجة عنه، حيث زار الباحث الميداني مكان التفجير بعد نحو أسبوع من وقوعه.
صورة رقم(7) – صورة تظهر الموقع العام لمكان التفجير الذي وقع في الشارع الرئيسي لبلدة سلوك يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
صورة رقم (8) – صورة تظهر الصورة في الأعلى وإلى اليسار الفرن الذي وقع التفجير بجانبه وقد تم ترميم جدار الفرن حديثاً كما يظهر الركام والمحلات بجانب الفرن متضررة، وتظهر الصورة في الخلفية موقع الفرن في بلدة سلوك.
إضافة إلى ذلك، التقى الباحث الميداني بعامل طبي والذي قال إن التفجير أسفر على الفور عن مقتل سبعة أشخاص بينهم عناصر من “الجيش الوطني” إضافة إلى عشرات الجرحى، كما تحدث الباحث أيضاً مع ثلاثة ناجين من التفجير حول ما حصل معهم آنذاك.
في شهادته على الحادثة، قال العامل الطبي “أبو محمد” والذي يعمل في مشفى سلوك:
“لقد بدأ الجرحى بالتوافد مباشرة بعد التفجير، كان هناك سبع وفيات على الفور بينهم عنصران من الجيش الوطني وثلاثة أطفال ورجلان، ثم ارتفع العدد بعدها إلى ثمانية حيث توفي رجل أخر بعد وصوله إلى المشفى، لم يكن باستطاعتنا معالجة الجروح الكبيرة، كل ما كان بإمكاننا فعله هو تضميد الجرحى وإيقاف النزيف وتركيب المحاليل الطبية/سيروم ومن ثم نرسلهم إلى تركيا عن طريق سيارات الجيش الوطني حيث أنه لا توجد سيارات إسعاف في المنطقة، وبلغ عدد الجرحى 25 في يوم التفجير وفي اليوم الثاني بدأ البعض يأتي إلينا من أجل نزع شظية صغيرة أو خياط جرح صغير حيث أنهم لم يأتوا في اليوم الأول من التفجير.”
وتحدث عامل الفرن (ح.ن) عن مجريات الحادثة قائلاً:
“قبيل وقوع التفجير خرجت من الفرن وتركت إبني فيه ليقوم ببيع الخبز، وفور وصولي للمحل المقابل انفجرت السيارة ووجدت نفسي على الأرض، نظرت إلى اتجاه الانفجار وعرفته بأنه أمام الفرن ركضت مسرعا لأتفقد ولدي كان المنظر كارثيا دمار واسع في الساحة كان هناك حائط الفرن وقد أصبح ركاماً، بدأت بالبحث عن ولدي بين الركام كانت بعض الأحجار قد وقعت عليه وبدأ ينزف من ساقه فحملته متوجها إلى المشفى كان هناك شظية بداخل قدمه، لقد تضررت المنطقة بالكامل وتوفي العديد من جيراني كان أحدهم بائع لملابس البالة اسمه حسين السرمودي، هو في المحل الذي يقابل الفرن، كان هناك جدران داخل الفرن تهدمت جميعها وبقينا خارج الخدمة لمدة أسبوع حتى استطعنا أن نعيد تشغيل الفرن بعد إصلاح الأضرار.”
وقال أيضاً والد أحد الأطفال الذين شهدوا الانفجار:
“كنت جالساً في المنزل وسمعت صوتاً قوياً توقعت أنها سيارة مفخخة ولكن لم أفكر بالخروج،إلى أن أخبرتني زوجتي أن ابني قد ذهب إلى السوق، أسرعت نحو مكان الانفجار، وعند وصولي على الفور رأيتهم يسحبون الجثث، كانت بعضها متفحمة، استطعت إحصاء سبع جثث والجرحى كانوا يأنون في الشارع ويطلبون المساعدة، وكانت سيارات الجيش الوطني تنقلهم إلى مشفى سلوك، لم أتوقف كثيراً، كنت أتفحص الجرحى لأنني كنت أبحث عن ولدي بينهم وبين الجثث، مشيت قليلاً بين الركام والدخان والغبار مازال يغطي المكان ونظرت داخل محل الخياط الذي كان من المقرر أن يذهب إليه ابني ورأيته بداخله مختبئاً خلف الطاولة ولم يصب بأذى، كانت واجهة المحل البلورية قد تكسرت وشضايا البلور تملئ المكان ولكن الحمدالله لم يصب أحد داخل المحل.”
2. تفجيرات شهر تشرين الأول/نوفمبر
-
بتاريخ 26 تشرين الأول/أكتوبر 2019 أعلن “أحرار الشرقية ” أنه تم استهداف سيارة له بعبوة ناسفة أسفرت عن جرح عدد من عناصره، كما أعلن في اليوم ذاته تفكيك عبوة ناسفة أخرى، دون ذكر تفاصيل إضافية.
-
وبتاريخ 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 قال الفصيل إن سيارة مفخخة انفجرت في الشارع العام بمدينة سلوك وأسفرت عن مقتل شخص وجرح خمسة آخرين، دون ذكر تفاصيل إضافية عن الحادثة.
-
بتاريخ 23 تشرين الأول/نوفمبر 2019، انفجرت سيارة مفخخة في السوق الرئيسي في بلدة سلوك وأسفر عن مقتل شخصين وجرح سبعة آخرين بينهم أطفال.
فصيل “تجمع أحرار الشرقية” نشر على توتير مقطعين مصورين لعملية إسعاف الجرحى وصورة لموقع التفجير وقائمة بأسماء الضحايا، ورد فيها أن القتيلان هما طفلان واسمهما “صدام خليل الموسى 13 عاماً” و”محمد ياسين الصياح 12 عاماً”، إضافة إلى أسماء سبعة جرحى بينهم طفلان أيضاً.