تقدمت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها في محافظة درعا، وتمكنّت من السيطرة يوم الثلاثاء 26 حزيران/يونيو 2018 على أجزاء من مدينة بصر الحرير وبلدة مليحة العطش، كما شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات على عدة مدن وبلدات أسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 35 شخصاً بينهم مدنيون، وفق ما أكدّه الباحثون الميدانيون لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة والمتواجدون في محافظة درعا جنوب سوريا.
وقال أحد الباحثين الميدنيين إن القوات النظامية السّورية تقدمت إلى مدينة بصر الحرير من المحور الشرقي منطلقة من مواقعها في ريف السويداء الغربي، فيما تقدمت إلى بلدة مليحة العطش من المحور الغربي وشارك في العملية كلاً من "الفرقة الخامسة" و"اللواء 12" الموجودة في منطقة إزرع، وبهذا التقدم والسيطرة تمكنت من حصار وعزل منطقة اللجاة عن باقي الريف الشرقي لدرعا[1]، ، حيث لم يتسطع الأهالي النزوح من قرى شعارة وكريم شمالي وكريم جنوبي وبويضان وساكرة والحوش بسبب وقوعها ضمن المنطقة المعزولة.
ومن جهته أكد ناشط محلّي من منطقة اللجاة ويدعى "أبو معن" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم الثلاثاء 26 حزيران/يونيو 2018، وجود أكثر من ألف عائلة محاصرة في قرى متفرقة بمنطقة اللجاة المحاصرة.
إضافة إلى ذلك شهدت مناطق عدة في محافظة درعا قصفاً جوياً استهدف المناطق السكنية، حيث أسفر عن مقتل متطوع من الدفاع المدني بغارة على بلدة بصر الحرير أثناء إسعافه الجرحى، كما قتل خمسة أشخاص بينهم امرأتان وجرح 25 آخرون بينهم خمسة أطفال بقصف جوي من طائرات حربية روسية استهدفت أحياء سكنية في مدينة نوى في الريف الغربي[2]، وفق ما نشر الدفاع المدني السوري. كم قتل أربعة أشخاص بقصف جوي آخر على بلدة المسيفرة، وشخص آخر نتيجة القصف الجوي على بلدة الصورة.
صورة نشرها الدفاع المدني للمتطوع الذي قتل إثر غارة جوية على مدينة بصر الحرير يوم 26 حزيران /يونيو 2018.
من جانبه أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق بشأن التقارير التي أفادت مؤخرا بوفاة وإصابة مدنيين بينهم أطفال في محافظة درعا، منذ بدء هجوم القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب سوريا. وأشار إلى أن حياة نحو 750 ألف شخص معرضة للخطر بسبب القتال على الأرض والقصف الجوي.
وأفاد يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تصريحات للصحفيين في جنيف بنزوح نحو 45 ألف شخص على الأقل معظمهم من شرق درعا إلى مناطق قريبة من الحدود مع الأردن. مشيرا إلى أن هؤلاء النازحين في حاجة ماسة إلى المأوى والمساعدات الإنسانية. وأشار لاركيه إلى تعرض البنية التحتية المدنية إلى الهجمات والتدمير، بما في ذلك مستشفى ميداني في منطقة الحراك والذي تعرض للقصف الجوي يوم الأحد الماضي.
ويأتي ذلك متزامناً مع إعلان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده لن تفتح حدودها أمام النازحين القادمين من درعا، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر في 26 حزيران /يونيو 2018.
صورة تغريدة الوزير الأدرني.
وكانت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية قد أعلنت عبر قناتها الرسمية[3] في يوم 26 حزيران /يونيو 2018 انتهاء اتفاق "خفض التصعيد" في الجنوب السوري، وذلك عبر منشور لها على حسابها الرسمي في فيسبوك.
منشور القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية.
وكانت القوات النظامية السورية وحلفائها بدأت تصعيدياً عسكرياً كبيراً على محافظة درعا رغم التحذيرات الدولية والأممية، وذلك اعتباراً من تاريخ 15 حزيران/يونيو 2018، حيث نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريراً موجزاً يسلط الضوء على عمليات القصف التي طالت ريف درعا الغربي والشرقي والنزوح في الفترة بين 15 وحتى 20 حزيران/يونيو 2018
[1] يسيطر على مناطق ريف درعا الشرقي عدة فصائل تابعة للمعارضة السورية المسّلحة، أبرزها قوات شباب السنة وجيش الثورة.
[2] يسيطر على مناطق ريف درعا الغربي عدة فصائل تابعة للمعارضة السورية المسّلحة أبرزها لواء فرسان الحق ولواء الخلفاء الراشدين وبركان حوان وكتيبة مجاهدي حوران.
[3] بحسب مصادر عديدة فإنّ هذه القناة غير رسمية.