مقدّمة: بتاريخ 20 شباط/فبراير 2018، اندلعت مواجهات واشتباكات مسلّحة مابين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً[1] من جهة وجبهة تحرير سوريا[2] المشكّلة حديثاً من جهة أخرى، حيث بدأت هذه المواجهات في عدة مدن وبلدات في ريف حلب مثل (عاجل وتقاد وجميعة الكهرباء والأبزمو وبسرطون وتديل وكفرناها)، ومن ثمّ امتدت لتشمل عدة مدن وبلدات في ريف إدلب مثل (أريحا والدانا وسرمدا ومعرة مصرين، إضافة إلى البلدات الحدودية في ريف إدلب الشمالي ومنها أطمة وقاح وديرحسان وصلوة وكفرلوسين).
وجاءت هذه المواجهات التي تطورت إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، نتيجة خلافات واستفزازات حادة مابين الطرفين، وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تسبّبت هذه المواجهات في مقتل وإصابة عشرات المدنيين في عدة مناطق من ريفي حلب وإدلب، كما أنها ألحقت أضراراً مادية كبيرة في ممتلكاتهم.
وعقب أيام على اندلاع هذه المواجهات وتحديداً بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، أقدم عناصر من هيئة تحرير الشام على اختطاف متطوعين اثنين من فريق "ملهم التطوعي" في مدينة إدلب وهما (محمد نور طحان وسليمان طالب)، وذلك بسبب اتهامات عشوائية وجهت ضدهما كما ذكر أحد أعضاء الفريق لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث بقي مصيرهما مجهولاً إلى أن أفرج عن (سيلمان طالب) بتاريخ 3 آذار/مارس 2018، و(محمد نور طحان) بتاريخ 8 آذار/مارس 2018.
كما تظاهر العديد من المدنيين في ريفي حلب وإدلب، مطالبين بتحييد المدنيين والمناطق السكنية عن دائرة "الاقتتال"، وقد نجح العديد من أهالي تلك البلدات في طرد الحواجز التابعة لهيئة تحرير الشام والكائنة عند مدخل بلداتهم مثل بلدة معرة مصرين وبلدة المسطومة في ريف إدلب، وذلك في أواخر شهر شباط/فبراير 2018.
وحسبما أكدّ الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ هذه الاشتباكات لازالت جارية-حتى تاريخ الانتهاء من تحرير هذا التقرير في 14 آذار/مارس 2018- في عدة مناطق من ريف حلب الغربي مثل (بسرطون وعاجل ومحيط أورم الكبرى)، إضافة إلى محيط مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، وهو ماتسبّب في وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، وأثار حالة من الهلع والخوف لدى أهالي تلك المناطق، ولاسيما أنّ تلك المواجهات العسكرية أدت إلى شلل شبه كامل في الحياة المدنية، كما أنّ استمرار الطرفين في استخدام الأسلحة الثقيلة، بات هاجساً يقلق أهالي تلك المناطق.
ومن اللافت الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات عسكرية مابين فصائل المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب وريف إدلب، فخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وثقت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في تقرير لها، سقوط ضحايا مدنيين على خلفية المواجهات العسكرية مابين هيئة ىحرير الشام من جهة وحركة نور الدين الزنكي من جهة أخرى في ريف حلب الغربي، وذلك بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وبتاريخ 15 شهر تموز/يوليو 2017، كانت قد سبقتها مواجهات أخرى مابين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية في محافظة إدلب، وهو ما تسببّ في سقوط العديد من الضحايا المدنيين أيضاً، وذلك بحسب تقرير سابق أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
- السياق السياسي والعسكري:
تسيطر هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً، على عدة مدن وبلدات في ريف حلب الغربي ومنها (خان العسل وأورم الصغرى وريف المهندسين وكفر حلب والتوامة وكفرتعال والأبزمو وكفركرمين وكفرناصح وتديل وبابكة وبابتو وأبين)، كما تسيطر أيضاً على عدة بلدات في ريف إدلب ومنها (الدانا وسرمدا وأطمة ومعرة مصرين وسلقين)، وبتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، قامت (16) كتيبة عسكرية بالانشقاق عن صفوف هيئة تحرير الشام في ريف حلب الشمالي، وعمدت للانضمام إلى صفوف فصيل فيلق الشام[3].
ومن جانب آخر، تسيطر جبهة تحرير سوريا على مناطق أخرى في ريف حلب الغربي مثل (قبتان وبشقاتين وبسرطون وتقاد وكفرداعل وعنجارة وكفرناها وجميعة الكهرباء وعويجل وعاجل)، كما تسيطر على عدة مناطق في ريف إدلب ومنها (كفر روما ومعرة النعمان ومعرشمارين وبابيلا).
خارطة توضح توزع أماكن السيطرة في ريفي حلب وإدلب حتى تاريخ 14 آذار/مارس 2018
صورة تظهر البيان الصادر عن فصيل فيلق الشام بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، والذي "رحّب فيه" بانشقاق 13 كتيبة من هيئة تحرير الشام وانضامها لفيلق الشام. مصدر الصورة: الحساب الرسمي لفيلق الشام على تويتر.
أولاً: أسباب "الخلاف" وخلفيته:
بتاريخ 20 شباط/فبراير 2018، اندلعت شرارة المواجهات مابين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً من جهة وجبهة تحرير سوريا من جهة أخرى، وذلك بسبب إقدام هيئة تحرير الشام على اعتقال عناصر من جبهة تحرير سوريا أثناء مرورهم على حواجزها العسكرية في ريف حلب الغربي، وعلى إثر ذلك أصدرت جبهة تحرير سوريا بياناً أدانت فيه اعتقال عناصر تابعين لها، كما أدنت في الوقت نفسه هجوم هيئة تحرير الشام على على عدة مناطق وبلدات يتواجد فيها عناصر تابعين لجبهة تحرير سوريا في ريف حلب الغربي.
صورة تظهر البيان الصادر عن جبهة تحرير سوريا بتاريخ 20 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: إدلب الحدث.
وكرد على ذلك قامت جبهة تحرير سوريا باعتقال عدد من عناصر هيئة تحرير الشام، وذلك لدى مرورهم على حواجز تابعة لها في مناطق سيطرتها في ريف حلب الغربي، ويضاف إلى ذلك اتهام هيئة تحرير الشام في وقت سابق لحركة نور الدين الزنكي (وهي أحد الفصائل الأساسية المكونة لجبهة تحرير سوريا) باغتيال أحد عناصرها ويدعى "أبو أيمن المصري" وذلك خلال مروره على أحد الحواجز العسكرية التابعة لحركة نور الدين الزنكي في بلدة الهوتة في ريف حلب الغربي، وذلك بتاريخ 15 شباط/فبراير 2018.
صورة تظهر تعليق مصلح العلياني و "عبد الله المحسيني" وهو شرعي سابق في هيئة تحرير الشام بتاريخ 16 شباط/فبراير 2018، حول حادثة مقتل أحد عناصر هيئة تحرير الشام "أبو أيمن المصري" على يد حركة نور الدين الزنكي، مصدر الصورة: نشطاء من ريف حلب.
ثانياً: ضحايا مدنيون نتيجة المواجهات العسكرية مابين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا:
بحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ عشرات المدنيين قضوا و/أو أصيبوا نتيجة الاشتباكات العسكرية مابين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً من جهة وجبهة تحرير سوريا من جهة أخرى، وذلك نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في تلك الاشتباكات، فضلاً عن الأضرار المادية التي لحقت بممتلكاتهم، كما أدت تلك الاشتباكات إلى شلل شبه كامل في الحياة في بلدات ريف حلب الغربي وريف إدلب، وذلك بسبب تعرضها للقصف بقذائف الدبابات والقذائف الصاروخية وإطلاق الرصاص الطائش مابين الطرفين.
ففي ريف حلب الغربي وتحديداً في جميعة الكهرباء الكائنة بالقرب من بلدة خان العسل، قُتلت عائلة بأكملها وذلك نتيجة سقوط قذيفة صاروخية على منزلهم أثناء الاشتباكات الددائرة مابين الطرفين، وهو ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وأمهم حرقاً، وقد أظهر مقطع فيديو بثه ناشطون بتاريخ 25 شباط/فبراير 2018، انتشال جثث الأطفال الثلاثة ووالدتهم في ريف حلب الغربي.
وفي ريف إدلب، وتحديداً في محيط مدينة أريحا، قُتل الشاب (سامر محمد الميتوي) بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، وذلك إثر إصابته في منطقة الرقبة بسبب الاشتباكات الدائرة مابين الطرفين، وهو ماتسبب في وفاته على الفور.
صورة تظهر الضحية الشاب (سامر محمد المتيوي)، والذي قتل نتيجة الاشتباكات الدائرة مابين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: صفحة أخبار أريحا وريفها.
الطفل (محمد وليد درويش) كان ضحية أخرى للاشتباكات الدائرة مابين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، وكان يبلغ من عمره (13) عاماً، وهو من بلدة صلوة في ريف إدلب الشمالي، وكان يقطن برفقة عائلته في محيط بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، وفي هذا الخصوص تحدث عدي الصطوف وهو أحد الناشطين الإعلاميين في ريف إدلب، حيث قال:
"في تمام الساعة (7:00) صباحاً من ذلك اليوم، تمركز عناصر من هيئة تحرير الشام في محيط منزل العائلة الكائن على سفح أحد التلال المطلة على مناطق سيطرة جيهة تحرير سوريا، ونتيجة لتبادل إطلاق النار مابين الطرفين بالأسلحة المتوسطة والرشاشات، أصيب الطفل (محمد وليد درويش) في منطقة الرأس، مما أدى إلى وفاته على الفور، كما أدت هذه الاشتباكات إلى بث حالة من الخوف والهلع لدى المدنيين ولاسيما النازحين الذين يقطنون في خيام في محيط بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، إذ تعرضت العديد من خيامهم للاحتراق بسبب هذه الاشتباكات، كما تعرضت إحدى العائلات التي تقطن هذه الخيام، وكانت مكونة من خمسة أفراد، للإصابة بجروح وحروق مختلفة وتمّ إسعافهم إلى المشافي القريبة من المنطقة، وعلى إثر ماجرى تظاهر العديد من أهالي بلدة أطمة مطالبين بخروج هيئة تحرير الشام من بلدتهم كما طالبت الطرفين بتحييد المدنيين عن الصراعات المسلحة والقصف العشوائي."
صورة تظهر الطفل الضحية (محمد وليد درويش) والذي قضى نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط عدي الصطوف.
صورة تظهر جانباً من احتراق خيام النازحين في محيط بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، مصدر الصورة: الناشط عدي الصطوف.
وفي مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، قُتل خمسة مدنيين بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، وذلك بسبب هجوم هيئة تحرير الشام على المدينة وحدوث اشتباكات وقصف متبادل مابينها وبين جبهة تحرير سوريا، وهو الأمر الذي أكده لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، صفوت حمدي وهو أحد الناشطين الإعلاميين في مدينة معرة مصرين، حيث قال:
"أدى هذا الهجوم إلى اندلاع مواجهات عسكرية بين الطرفين كما أدى إلى انتشار حالة من الهلع والخوف لدى أهالي المدينة، كما تسببّ في مقتل خمسة مدنيين، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بإصابات مختلفة، أسعفوا على إثرها إلى مشفى الهلال الأحمر في المدينة، وقد عرف من القتلى (علي حننان العمر ومصطفي علي حننان وعبد الله نداف وقتيل من آل الحلبي وحكمت برو وفراس الحسن الذي قضى لاحقاً متأثراً بإصابته بعد محاولة علاجه في أحد المشافي التركية)."
صورة تظهر الشاب الضحية (فراس الحسن) والذي قتل نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين والتي اندلعت بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط صفوت الحمدي.
صورة تظهر الضحية (علي حننان) والذي قتل نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين والتي اندلعت بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط صفوت الحمدي.
صورة تظهر الضحية (مصطفى علي حننان) والذي قتل نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين والتي اندلعت بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط صفوت الحمدي.
صورة تظهر الضحية (عبدالله نداف) والذي قتل نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين والتي اندلعت بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط صفوت الحمدي.
صورة تظهر الضحية (حكمت برو) والذي قتل نتيجة الاشتباكات العسكرية بين الطرفين والتي اندلعت بتاريخ 24 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: الناشط صفوت الحمدي.
وأشار الحمدي إلى أنّ امرأة تدعى (أمون أحمد الحسين الدغيم) كانت قد قضت في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، وذلك بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، نتيجة الاشتباكات العسكرية التي دارت في تلك المنطقة أيضاً.
وحسبما أفاد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ هيئة تحرير الشام تمكنت من السيطرة على عدة بلدات في ريف حلب الغربي وذلك بتاريخ 25 شباط/فبراير 2018، وكان منها (تقاد وعاجل وبسرطون) وذلك بعد أيام من المواجهات العسكرية مابينها وبين جبهة تحرير سوريا، وبتاريخ 26 شباط/فبراير 2018، قامت هيئة تحرير الشام بالانسحاب من تلك البلدات لأسباب مجهولة، كما أنها انسحبت من عدة بلدات كانت تحت سيطرتها في ريف حلب الغربي مثل (أطراف بلدة كفرناها وجميعة ريف المهندسين وجميعة الكهرباء بالقرب من بلدة خان العسل وتديل وأورم الصغرى وبعض المواقع العسكرية الهامة في ريف حلب الغربي كالفوج (46))، وبتاريخ 27 شباط/فيراير 2018، أصبح ريف حلب الغربي خالياً تماماً من أي تواجد لهيئة تحرير الشام والتي قامت بدورها بالانسحاب إلى مدينة إدلب وبلداتها الحدودية، لكن وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ هيئة تحرير الشام وبعد يومين فقط عادت إلى المناطق التي انسحبت منها في ريف حلب الغربي ولأسباب مجهولة تماماً.
ثانياً: حادثة اختطاف متطوعين اثنين من فريق "ملهم التطوعي" في مدينة إدلب:
بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، أقدم عناصر من هيئة تحرير الشام على اختطاف متطوعين اثنين من فريق "ملهم التطوعي"، وذلك من أمام باب مكتب الفريق في مدينة إدلب وهما (محمد نور طحان وسليمان طالب)، كما تمّ مصادرة سيارة أحد متطوعي الفريق، ومن ثم تمّ اقتيادهما إلى جهة مجهولة، وذلك بحسب ما أعلن فريق "ملهم التطوعي" في اليوم ذاته.
صورة تظهر إعلان فريق "ملهم التطوعي" عن اختطاف اثنين من متطوعيه من قبل هيئة تحرير الشام وذلك بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: صفحة فريق "ملهم التطوعي".
وبتاريخ 2 آذار/مارس 2018، أصدر فريق "ملهم التطوعي" على صفحته الرسمية بياناً أكدّ فيه على أنّ المتطوعين مازالا مختطفين حتى ذلك التاريخ ، وطالب بالكشف عن مصيرهما.
صورة تظهر البيان الصادر عن فريق "ملهم التطوعي" بتاريخ 2 آذار/مارس 2018، مصدر الصورة: صفحة فريق "ملهم التطوعي".
وأكد أحد أعضاء فريق "ملهم التطوعي" للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، على أنه تمّ إطلاق سراح المتطوع (سليمان طالب) بتاريخ 3 آذار/مارس 2018، في حين تمّ الإفراج عن المتطوع (محمد نور طحان) بتاريخ 8 آذر/مارس 2018، وذلك بعدما تمّ إسقاط جميع الاتهامات العشوائية التي وجهت ضدهما.
ثالثاً: احتجاجات مدنية رافضة "للاقتتال":
عقب أيام على اندلاع المواجهات العسكرية مابين هيئة تحرير الشام /جبهة النصرة سابقاً من جهة وجبهة تحرير سوريا من جهة أخرى، خرج العديد من المدنيين احتجاجاً على تلك الاشتباكات، وطالبوا طرفي القتال بتحييد المدنيين والأماكن العامة، مثل بلدة بابتو في ريف حلب الغربي وبلدة معرشورن في ريف إدلب الشرقي وبلدة المسطومة بريف إدلب الجنوبي، حيث احتج أهالي هذه البلدات على تواجد حواجز عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام في محيط بلداتهم وطالبوهم بالرحيل عنها، إلى أن نجحوا بذلك.
وأظهر مقطع فيديو بثته (IDLIB PLUS) بتاريخ 26 شباط/فبراير 2018، نجاح أهالي بلدة معرشورين بريف إدلب الشرقي في طرد الحاجز التابع لهيئة تحرير الشام والكائن عند مدخل مدينتهم.
صور تظهر جانباً من المظاهرات التي خرجت في مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي وذلك بتاريخ 27 شباط/فبراير 2018، مصدر الصور: IDLIB PLUS.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تم التوصل إلى اتفاق مابين جبهة تحرير سوريا من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، وذلك بتاريخ ١٦ آذار/مارس ٢٠١٧، وذلك من أجل إنهاء المواجهات العسكرية و"الاقتتال" بين الطرفين، كما قضى هذا الاتفاق بإطلاق سراح جميع الموقوفين، ووقف التحريض والتجييش الإعلامي، إضافة إلى وقف الاعتقالات والمداهمات المتبادلة مابين الطرفين.
[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.
[2] بتاريخ 18 شباط/فبراير 2018، تمّ الإعلان عن تشكيل جبهة "تحرير سوريا" عبر اندماج عدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة أهمها حركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية، وتتواجد جبهة تحرير سوريا في عدة مناطق في ريف حلب وريف إدلب.
[3] تم الإعلان عن تشكيله في 10 آذار/مارس 2014، وهو أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة، كما أنه يعتبر أحد أكبر تشكيلات وفد المعارضة العسكري المشارك في محادثات آستانة حول سوريا، ويتواجد الفيلق في عدة مناطق، منها ريف ادلب الجنوبي والشمالي وريف حلب الغربي وريف حمص الشمالي.