الرئيسية تحقيقات مواضيعية قتلى مدنيون إثر قصف الطيران الحربي حافلات لنازحين داخلياً على طريق حلب-دمشق الدولي

قتلى مدنيون إثر قصف الطيران الحربي حافلات لنازحين داخلياً على طريق حلب-دمشق الدولي

قالت المراصد أنّ طائرة من نوع سوخوي 25 قد أطلقت عدّة صواريخ على قافلة للنازحين في 2 شباط/فبراير 2018

بواسطة wael.m
321 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: قُتل ما لايقل عن (8) نازحين داخلياً وأصيب آخرون، إثر القصف الذي طال حافلات كانت تُقلّ عشرات النازحين على طريق حلب-دمشق الدولي بالقرب من بلدة تل حدية في ريف حلب الجنوبي، وذلك بتاريخ 2 شباط/فبراير 2018، وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ طيراناً حربياً يُعتقد أنه روسي -وذلك بحسب العديد من المراصد- كان قد قام بإسقاط عدة صواريخ من نوع (C5) على الطريق بينما كانت تعبر منه حافلات النازحين القادمين من ريف حلب الجنوبي باتجاه ريف حلب الغربي، وهو الأمر الذي تسبّب في وقوع عدد من الضحايا المدنيين مابين قتلى وجرحى، فضلاً عن الحرائق الكبيرة التي اندلعت في حافلات النازحين.

ووفقاً للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ طريق حلب-دمشق الدولي كان قد تحول إلى طريق شبه خالٍ من حافلات النازحين عقب هذا الهجوم الأخير، وهو مادفع بالعديد من النازحين الفارين من شدة العمليات العسكرية[1] في قراهم في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي إلى سلوك طرقات فرعية وطويلة، وذلك بغية الوصول إلى مناطق أكثر أماناً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.

ومن اللافت الإشارة إلى أنّ قسماً من طريق حلب-دمشق الدولي يخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً، إذ تمتد مناطق سيطرتها من منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي وحتى مشارف مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، حيث يسيطر لواء جبهة ثوار سراقب على الطريق الدولي الذي يمر من مدينتهم.

صورة مأخوذة بواسطة القمر الصناعي توضح مكان الهجوم والطريق الدولي الذي يبرط بين حلب ودمشق.

أولاً: تفاصيل الحادثة:

بحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإن طيراناً حربياً يُعتقد أنه روسي من نوع (سوخوي 25) كان قد أقلع من قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية- بحسب العديد من المراصد التي تتولى رصد حركة الطيران الحربي- وهو من قام بتنفيذ الهجوم على على طريق حلب-دمشق الدولي، وذلك بينما كانت حافلات النازحين تحاول العبور إلى مناطق أكثر أماناً، حاملين معهم مواشيهم وآلياتهم الزراعية التي احترقت بكاملها نتيجة الهجوم.

أبو ياسر وهو أحد النازحين الذين كانوا متواجدين بالقرب من مكان الهجوم، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى قائلاً:

"نزحتُ برفقة عائلتي مؤخراً من بلدة تل الضمان في ريف حلب، نتيجة القصف العنيف الذي كنا نتعرض له من قبل الطيران الحربي السوري والروسي. ونظراً لوجود المواشي والأغنام معنا، اضطررنا إلى نصب خيامنا بالقرب من طريق حلب-دمشق الدولي والذي يسلكه معظم المدنيين النازحين إلى ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، وفي حوالي الساعة (12:00) ظهراً من من يوم 2 شباط/فبراير 2018، قام الطيران الحربي باستهداف الطريق الدولي بصواريخ شديدة الانفجار أحدثت حرائق كبيرة على بعد (200) متراً من خيامنا، كما أوقعت عدداً من القتلى والجرحى بين صفوف النازحين الذين كانوا يعبرون الطريق، وهو ما اضطرنا للرحيل والنزوح مرة أخرى مع عائلاتنا وأطفالنا وأغنامنا إلى ريف حلب الغربي، هرباً من قصف هذه الطائرات."

وفي شهادة أخرى أدلى بها أحد النازحين من بلدة تل علوش في ريف حلب الجنوبي، والذي كان أول الواصلين إلى مكان الهجوم عقب وقوعه، حيث تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"منذ شهر تقريباً، نزحت برفقة عائلتي من بلدة تل علوش في ريف حلب الجنوبي بسبب قصف البراميل المتفجرة الذي كنا نتعرض له، فضلاً عن الغارات المكثفة التي دمرت معظم منازل المدنيين في البلدة، فنزحنا بداية إلى بلدة حوير العيس القريبة من بلدتنا، وبقينا فيها (20) يوماً، ومن ثم اضطررنا النزوح مرة أخرى بسبب تعرض بلدة حوير العيس إلى غارات من الطيران الحربي وقذائف المدفعية، فتوجهنا إلى ريف حلب الغربي عبر الطريق الدولي، وفي ظهر يوم 2 شباط/فبراير 2018، ولدى وصولنا إلى مفرق بلدة تل حديا التي تقع إلى الشرق من هذا الطريق، شاهدت مصابين وقتلى ملقيين على الأرض، وكان هنالك حافلتان تحترقان وبداخلهما أشخاص قد فارقوا الحياة، لقد صدمت من هول مارأيت، وعلى الفور غادرت المكان وسلكت الطرقات الفرعية خوفاً من الاستهداف مرة أخرى."

صور تظهر جانباً من إخماد الحرائق الناجمة عن الهجوم الذي تعرضت له قافلة من النازحين على طريق حلب-دمشق الدولي بتاريخ 2 شباط/فبراير 2018، مصدر الصورة: المكتب الإعلامي في بلدة الزربة.

كما أظهر مقطع فيديو بثته قناة الأورينت بتاريخ 3 شباط/فبراير 2018، سقوط عدد من القتلى والجرحى نتيجة استهداف الطيران الحربي لسيارات النازحين على طريق حلب-دمشق الدولي.

وووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ توثيق مقتل (8) مدنيين من النازحين داخلياً بينهم طفلة فضلاً عن إصابة عشرات آخرين، إذ كان من بين القتلى:

  1. عبد الله علي المحمد من بلدة كوسنيا بريف حلب.
  2. تركي الأحمد العويد من بلدة البويضة بريف حلب.
  3. مخلف الأحمد من بلدة تل حديا بريف حلب.
  4. أنور جمعة الرمضان من بلدة البويضة بريف حلب.
  5. رهف محمود العلي  من بلدة البويضة بريف حلب (طفلة).
  6. ميادة علي المحمد من بلدة كوسنيا بريف حلب (امرأة).
  7. ربا صطوف العويد من بلدة البويضة بريف حلب (امرأة).
  8. لمياء الحلبي من بلدة تل حديا بريف حلب (امرأة).

ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها طريق حلب-دمشق الدولي إلى الهجوم من قبل الطيران الحربي التابع للقوات النظامية السورية وحلفائها، فعقب ساعات فقط من وقوع الهجوم الأول، تمّ استهداف طريق حلب-دمشق الدولي مرتين متتاليتين من قبل طيران حربي يُعتقد أنه روسي بصواريخ من نوع (C5) أيضاً، وهو ما أدى إلى احتراق عدد كبير من حافلات النازحين، دون أن يسجل وقوع أضرار بشرية.

وفي يوم 30 كانون الثاني/يناير 2018، وفي حوالي الساعة (9:00) مساءً تمّ استهداف الطريق ذاته بمواد حارقة من قبل طيران حربي يعتقد أنه روسي أيضاً، لكن دون أن يسجل وقوع أي ضحايا مدنيين أيضاً.

ثانياً: خلو طريق حلب-دمشق الدولي من قوافل النازحين:

عقب الهجمات المتكررة التي تعرض لها طريق حلب-دمشق الدولي من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها مؤخراً، أصبح هذا الطريق والذي يعد بمثابة المنفذ الوحيد للمدنيين الهاربين من عمليات القصف العنيفة، شبه خالٍ تقريباً، إذ بات النازحون من قرى حلب الجنوبي يسلكون طرقات فرعية وطويلة للوصول بأمان إلى قرى ريف حلب الغربي.

صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة،تظهر طريق حلب-دمشق الدولي، وهو شبه خالٍمن حافلات النازحين التي كانت تعبره في وقت سابق، وقد التقطت هذه الصورة بتاريخ 5 شباط /فبراير 2018.

وبحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ استمرار الحملة العسكرية التي شنتها القوات النظامية السورية وحلفائها على عدد من مدن وبلدات محافظة إدلب، وذلك اعتباراً من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2017 -والتي بدأت بمحاولات للسيطرة على قرى وبلدات في ريف حماه الشمالي ومن ثمّ قرى وبلدات أخرى في ريف إدلب الشرقي والجنوبي –، كانت قد تسببّت بموجة نزوح كبيرة من قبل الأهالي بسبب عمليات القصف الكثيفة التي تتعرض لها قراهم في تلك المناطق، وبحسب مصادر عدة فقد وصلت أعداد النازحين من ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي إلى نحو (350) ألف نازح داخلياً، وذلك منذ بدء الحملة العسكرية، حيث توجه أولئك النازحون إلى مناطق أكثر أماناً في ريف حلب الغربي ومناطق حدودية في ريف إدلب الشمالي مثل بلدات (أطمة وسرمدا).

 


[1] يأتي هذا التصعيد من حانب القوات النظامية السورية، عقب تمكن هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة من السيطرة على قرية أبو دالي في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حماة وذلك بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2017، إلا أنّ القوات النظامية السورية استطاعت مدعومة بالطيران الحربي التابع لسلاح الجو الروسي، استعادة هذه القرية إضافة إلى عدة قرى في ريف حماة الشمالي، وذلك بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2017، كما تمكنت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من التقدم بإتجاه ريف ادلب الجنوبي الشرقي، حيث سيطرت على عدة قرى مثل (عطشان و الخوين و سنجار) بتاريخ 7 كانون الثاني/يناير 2018، وذلك بهدف الوصول الى مطار "أبو الضهور" العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ووفقاً لباحثي سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ العمليات العسكرية أسفرت عن السيطرة على المطار من قبل القوات الحكومية السورية والميليشيات المتحالفة معها بتايخ 27 كانون الثاني/يناير 2018.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد