الرئيسية صحافة حقوق الإنسان فلتان أمني واغتيالات بالجملة في درعا/جنوب سوريا إبّان سيطرة الجيش السوري

فلتان أمني واغتيالات بالجملة في درعا/جنوب سوريا إبّان سيطرة الجيش السوري

ظهور حركات مسلّحة جديدة أبرزها "المقاومة الشعبية" و"سرايا الجنوب"

بواسطة wael.m
960 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

شهدت محافظة درعا منذ سيطرت عليها القوات النظامية السورية في تموز/يوليو 2018 انعطافات أمنية كثيرة، تمثلت بالعديد من حوادث الاغتيال التي ازدادت بشكل ملحوظ مع بداية عام 2019 وطالت شخصيات مدنيّة وعسكرية تتبع للحكومة السورية، كما نشأت ثلاث حركات/مجموعات مسلّحة جديدة مناهضة للحكومة أبرزها "المقاومة الشعبية" التي أعلنت مسؤوليتها عن عدة عمليات عسكرية استهدفت مواقع وحواجز عسكرية. إضافة إلى ذلك؛ تم استهداف قادة سابقين في المعارضة المسلحة -من خلال عبوات ناسفة- كانوا قد انضموا إلى اتفاق التسوية المبرم ما بين الحكومة السورية/برعاية روسية من جهة، وفصائل المعارضة السّوريّة المسلّحة من جهة أخرى.

أولاً: اغتيال رؤساء بلديات تتبع للحكومة السورية:

رصد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيق والعدالة في محافظة درعا خلال شهر كانون الثاني/يناير 2019  عمليتي اغتيال بحق اثنين من رؤساء البلديات، ومحاولة اغتيال بحق آخر، علاوة على عمليات اعتداء بالضرب بحق ثلاثة من رؤساء البلديات في المحافظة، تم تنفيذها جميعاً من قبل مجهولين، وكانت الحوادث كالآتي:

  1. بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير 2019، أطلق مجهولون النار على عبدالإله الزعبي/أبو مراد؛ رئيس بلدية المسيفرة ليلاً أمام منزله وأصيب بطلقين ناريين بالوجه وتم اسعافه إلى مشفى بمدينة درعا ومنها إلى العاصمة دمشق وتوفي إثر الإصابة بعد يومين.
  2. بتاريخ 10 كانون الثاني/يناير2019، قُتل محمد المنجر/أبو زكريا؛ رئيس بلدية اليادودة جراء استهدافه بطلق ناري بشكل مباشر أمام منزله من قبل مجهولين.
  3. وتعرض المدعو أحمد النابلسي رئيس بلدية المزيريب لمحاولة اغتيال نجى منها، كما تعرض -لاحقاً- للاعتداء بالضرب على رأسه من قبل أحد الجنود في الجيش السوري بعد خلاف بينهما أثناء توزيع مخصصات المازوت في بلدة مزيريب بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2019.

يشار أن جميع عمليات الاغتيال التي طالت رؤساء البلديات في محافظة درعا سجلت ضد "مجهول" لعدم تبني أي جهة مسؤوليتها عن الاستهداف.

 .

"عبد الإله الزعبي" رئيس ببلدية المسيفرة الذي تم اغتياله على يد مجهولين، مصدر الصورة: نشطاء من درعا

ثانياً:  ظهور مجموعات مسلحة معارضة سرية تتبنى عمليات عسكرية ضد مواقع القوات النظامية السورية:

بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أعلنت مجموعة مسلحة في درعا عن تشكيل حركة عسكرية أطلقت على نفسها اسم "المقاومة الشعبية"؛ ترفع علم المعارضة السورية في بياناتها، وقد وعدت "المقاومة الشعبية" من خلال صفحتها على فيسبوك بتنفيذ عمليات مصورة ضد مواقع الحكومة السورية والجيش النظامي السوري. وحول ذلك، تحدث أبو محمود الحوراني/اسم مستعار؛ وهو ناشط إعلامي في مركز "تجمع أحرار حوران " للباحث في سوريون من أجل الحقيقة والعدالة حيث قال:

"نشأت المقاومة الشعبية في درعا كرد فعل على ممارسات قوات النظام السوري ضد أبناء المحافظة بعد عشرات حالات الاعتقال والتضييق الأمني التي تعدّ مخالفة لما تم الاتفاق عليه ضمن بنود التسوية الموقع بين المعارضة والنظام السوري بضمانة روسية، إن معظم المنتسبين لحركة المقاومة الشعبية هم من المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة المسلحة، ولا نملك معلومات إن كان هناك أي مدنيين ضمن صفوف الحركة، كما لا نعرف تعداد عناصر تلك الحركة، أنا على تواصل مع بعض قيادات الحركة من خلال الانترنت وقد رفضوا الافصاح عن هوياتهم خوفاً من الملاحقة الأمنية."وأضاف "الحوراني":

"نحن كمركز إعلامي تأكدنا من جميع العمليات التي تبنتها المقاومة الشعبية من خلال ناشطين متعاونين في داخل المحافظة، وجميع تلك العمليات كانت ضد أهداف عسكرية للنظام السوري، وتنشط المقاومة في معظم قرى المحافظة ولكن تتركز بشكل أكبر في الريف الغربي منها، وقد ظهرت حركتان مسلحتان  في ريف درعا الشرقي باسم "سرايا الجنوب" و " الجندي المنتقم" وقد نفذتا عدة عمليات ضد مواقع النظام السوري وميليشيات تابعة له."

صورة بيان التأسيس للمقاومة الشعبية (تمّ نشرها بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2018)، وهي مأخوذة من موقع المقاومة الشعبية على فيسبوك.

وقال الباحث في سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إن "المقاومة الشعبية تبنَت أكثر من 11  عملية ضد قوات النظام السوري والميليشيات التابعة له ومعظمها في ريف درعا الغربي، وكان أبرز تلك العمليات استهداف حاجز عسكري بعبوة ناسفة على أطراف بلدة نَمَرْ في ريف درعا الشمالي مما أدى إلى مقتل وجرح جميع عناصره، وذلك بتاريخ 5 شباط/فبراير 2019 حسبما ظهر في فيديو تمّ نشره من قبل نشطاء من درعا.

 

صورة مأخوذة من فيديو تمّ نشره من قبل نشطاء من درعا، حول عملية يوم 5 شباط/فبراير 2019.

 

أيضاً وبتاريخ 17كانون الثاني/يناير 2019 كانت هناك محاولة اغتيال مدير منطقة نوى المقدم "نضال قوجة علي" مما أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى المشفى.

أما في بلدة الكرك بريف درعا الشرقي، فقد ظهر في بداية شهر شباط/فبراير 2019، مجموعة أطلقت على نفسها اسم "سرايا الجنوب" وهو تشكيل مسلّح يرفع شعار "الجيش السوري الحر" التابع للمعارضة المسلحة، وقد ظهرت كتابات على جدران المنازل في البلدة تُعرٍف بهذا التشكيل، وأظهر الكتابات نيّة التشكيل المسلّحة في استهدف القوات الإيرانية وعناصر حزب الله اللبناني وقيادات حزب البعث الحاكم في سوريا، وبتاريخ 9 شباط/فبراير 2019 أعلن تشكيل "سرايا الجنوب" رسمياً من خلال بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك عن أهدافه.

الإعلان عن تشكيل سرايا الجنوب في درعا، المصدر: صفحة "سرايا الجنوب" على فيسبوك.

بدوره، قال حسان الرفاعي -اسم مستعار لأحد النشطاء الموجودين في ريف درعا الشرقي- لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة ما يلي:

"بدأنا نشاهد العديد من الكتابات التي تحمل اسم سرايا الجنوب مؤخراً، وفي تاريخ 16 شباط/فبراير 2019 هز انفجار عنيف قرية أم ولد، ليتبين فيما بعد أنه انفجار في أحد مقرات حزب البعث الحاكم وقد تبنى "سرايا الجنوب" هذه الحادثة متوعداً بالمزيد، وبعد يومين وفي قرية أم ولد أيضاً تم إلقاء قنبلة يدوية على منزل أحد قادات المعارضة المسلحة سابقاً مما أدى لحدوث أضرار مادية فقط، وما زلنا خائفين من ردة فعل انتقامية من جانب قوات النظام السوري."

بيان صادر عن حركة "سرايا الجنوب" تتبنى فيه تفجير في أحد مقرات حزب البعث الحاكم في قرية أم ولد، مصدر الصورة: موقع سرابا الجنوب على فيس بوك

ثالثاً: اغتيال قادة سابقين في المعارضة المسلحة:

سجل الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة خمس عمليات اغتيال طالت قادة سابقين في فصائل المعارضة المسلحة الذين أجروا اتفاقات تسوية/مصالحة مع الحكومة السورية وانخرطوا ضمن الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لها. وجاءت عمليات الاغتيال كالآتي:

  1. بتاريخ 14 شباط/فبراير 2019 تعرض "محمود البردان" المقلب أبو مرشد؛ قائد سابق في فصيل "جيش الثورة" لمحاولة اغتيال أدت لمقتل مرافقه "فكر البردان" وإصابة آخر، حيث تعتبر هذه هي محاولة الاغتيال الثانية بحقه ولم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة، ويشار أن "البردان" كان سابقاً قائد "الفيلق الخامس" الذي شكلته روسيا وتم حله بعد فترة وجيز في أيلول/سبتمبر2918، وقد انضم "البردان" مؤخراً إلى "فرع الأمن العسكري" في درعا بقيادة "لؤي العلي".
  2. بتاريخ  4 كانون الثاني/يناير 2019 اغتال مجهولون كلاً من القيادي السابق في "جيش اليرموك"؛ "عمر الشريف" والقيادي السابق في "فرقة فلوجة حوران" واسمه "منصور الحريري"، وذلك بعد استهداف سيارتهما بطلق ناري بالقرب من بلدة خراب الشحم بريف درعا الغربي، و كانا قد انضما مؤخراً إلى "فرع الأمن العسكري" في درعا بقيادة "لؤي العلي" أيضاً.
  3. في 9 شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 اغتال مجهول يقود دراجة نارية في أحد شوراع مدينة داعل القائد السابق لـ"اللواء الرابع ضمن فرقة الحمزة" واسمه "مشهور كناكري" .
  4. وبتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر 2018 اغتال مجهولون "يوسف محمد الحشيش" وهو عنصر سابق في "جيش الثورة" وذلك بإطلاق نار عليه في بلدة مزيريب.

وقد أشار الباحث في سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن العديد من المدنيين في درعا ينتابهم الخوف والقلق من ردة فعل قد تقوم بها الحكومة السورية بسبب عدم تمكنها في حفظ الأمن في محافظة درعا، أيضاً هناك تخوف من توجيه التهم للمدنين بالانضمام لأحد الحركات المسلحة التي ظهرت في الآونة الأخيرة. وبالمقابل رصد الباحث الميداني تشكيك شريحة واسعة من المدنيين في أهداف ونوايا الحراك المسلح الجديد وهوية قاداتها، في حين  ظهرت بعض الأصوات المؤيدة للحكومة السورية تدعوا إلى إبادة قرى كاملة رداً على العمليات التي استهدفت قوات النظام السوري مؤخراً.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد