الرئيسية تحقيقات مواضيعية رغم إعلان “وقف إطلاق النار في سوريا” خروقات ومحاولات مستمرة لاقتحام مناطق في الغوطة

رغم إعلان “وقف إطلاق النار في سوريا” خروقات ومحاولات مستمرة لاقتحام مناطق في الغوطة

على الدول الضامنة "تركيا وروسيا" بمساندة مجلس الأمن وضع آلية لمحاسبة مرتكبي خروقات وقف إطلاق النار

بواسطة wael.m
119 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

عشية بدء عملية وقف إطلاق النار في سوريا، وتحديداً في يوم الخميس 29 كانون الأول/ديسمبر 2016 شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق سلسلة من الغارات والهجمات العنيفة التي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا ما بين قتيل وجريح، حيث استهدفت الغارات مدن دوما وزملكا وحمورية وسقبا، ووقعت إحدى القذائف على روضة للأطفال (روضة فجر الصباح) ولم تؤدي إلى ضحايا حيث كانت الروضة خالية من الطلاب، ولكن فيما بعد قُتل عدّة مدنيين نتيجة غارة جويّة على حي الشرقية في دوما، استهدفت المنطقة السكنية القريبة من مدرسة الهاشمية، وكان من بين الضحايا طفلان منهم (رنيم محمد شحرور) ومدّرسة (سماح محمد شحرور) والأستاذ ياسين أنيس، وكان حصيلة هذا الهجوم سبع قتلى، حيث أظهر مقطع فيديو نشره المكتب الطبّي لمدينة دوما عدد من الجرحى بينهم أطفال عقب ذلك الهجوم.

تلا ذلك الهجوم هجوم آخر استهدف أحد الساحات العامّة وذلك في تمام الساعة 03:34 دقيقة مساءً، حيث قصف الطيران الحربي مدينة دوما بأربعة صواريخ من على علو مرتفع، استهدف الصاروخ الأول "ساحة المجاهديين" أو ما يُعرف بساحة الغنم (والساحة  عبارة عن سوق للمواد الغذائية والخضروات وهو سوق رئيسي في المدينة وهي ساحة مكتظة بالمحلات والمارة وبائعي البسطات)، حيث سقط صاروخ  على منزل سكني أدى إلى مقتل سيدة بالغة تدعى صفاء بكورة، وثلاث أطفال وهم: (الطفل بشير بشار التوم والطفلة جنى بشار التوم والطفلة نسيم بشار التوم ). واستهدف الصاروخ الثاني مدرسة الحسن البصري، دون وقوع إصابات، أمّا الثالث فقد استهدف (مسجد أبو الرهج) والذي يقع بجانب سوق للخضار في وسط مدينة دوما.وتلاه هجوم آخر بواسطة قنابل عنقودية أدت إلى مقتل شخصين آخرين. 

وأفاد نشطاء لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة من داخل مدينة دوما أن حصيلة ذلك اليوم بلغت (14) قتيلاً في مدينة دوما وحدها و ما لا يقل عن (20) قتيلاً في عموم مناطق الغوطة الشرقية منهم أربع ضحايا في مدينة عربين نتيجة استهداف مدرسة ابتدائية من قبل القوات السورية/الروسية بحسب نشطاء، إضافة إلى ذلك سقط العشرات من الجرحى في بلدات ومدن الغوطة.

سلام، طفلة سورية نجت من الموت بعد القصف السوري/الروسي على مدينة دوما.
مصدر الصورة المكتب الطبّي في مدينة دوما. 29 كانون الأول/ديسمبر 2016

المكان الذي تمّ استهدافه يوم 29 كانون الأول/ديسمبر 2016 في مدينة دوما، ويظهر في الصورة مسجد "أبو الهرج".
مصدر الصورة: تنسقية مدينة دوما-ريف دمشق.

بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيّز التنفيذ بضمانة روسية/تركية في تمام الساعة 00:00 من يوم الجمعة 30 كانون الأول/ديسمبر 2016 ، ساد هدوء حذر في عموم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك حتى ساعات الصباح الأولى، حين بدأت قوات من الجيش النظام السوري محاولة اقتحام مدينة دوما مدعومة بخمس دبابات وعربات ناقلة للجند من جهة أوتستراد دمشق-حمص الدولي، وجهة كرم الرصاص، حيث اندلعت اشتباكات مع قوات المعارضة السورية المسلّحة، تزامت مع قصف مناطق الاشتباك بأكثر من (40) قذيفة هاون ومدفعية بحسب شهود عيان، وسقط عدد منها في بعض أحياء مدينة دوما، قال عمر أبو عماد أحد نشطاء مدينة دوما لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصدد:                                                                                                                                             

"استهدفت قوات النظام المدنيين في أول أيام الهدنة بواسطة قنّاصة، حيث قُتل على إثر ذلك "عمر موفق شهاب" في أطراف مدينة دوما، إضافة إلى ذلك تمّ استهداف المدينة بواسطة الرشاشات الثقيلة عيار "23 مم" مساء ذلك اليوم."

ولم تقتصر العمليات العسكرية وعمليات القصف في أول أيام الهدنة في دوما فقط، حيث قامت قوات الجيش النظامي السوري بقصف منطقة المرج في الغوطة بست صواريخ أرض-ارض، وأدّت إلى سقوط عدد من الإصابات، ولم تتوفر لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أيّة معلومات إضافية أخرى عن تفاصيل الهجوم وطبيعة الهدف المستهدف. كما دارت اشتباكات ما بين قوات النظام وقوات من المعارضة المسلّحة في جبهة البحارية وقتل "يوسف جلدة أبو زهير" من أبناء لدة النشابية والذي كان يقاتل في صفوف "جيش الإسلام".                                              

واندلعت اشتباكات أخرى ما بين قوات النظام وقوات المعارضة المسلّحة في جبهة الميدعاني، حيث قتل أحد المقاتلين "أبو أنس" من فيلق الرحمن. وسقط العديد من قذائف الهاون مصدرها قوات النظام على بدات جسرين وعين ترما ومسرابا والشفونية ولم ترد أخبار عن قوع خسائر بشرية.                                                                                        

كما تمّ توثيق سقوط عدّة قذائف مدفعية على بلدة جسرين في حوالي الساعة (9:30) صباحاً حسب التوقيت المحلّي في سوريا، وأدى القصف إلى إصابة العديد من المدنيين، وكان مصدر الصف بلدة مليحة التي تسيطر عليها قوات النظام.

كما تم تسجيل سقوط ست "صواريخ راجمة" على منطقة الميدعاني في الساعة 02:40 مساءً حسب التوقيت المحلي في سوريا استهدفت منطقة عسكرية مما أدى لمقتل أربع مقاتلين من المعارضة المسلّحة.

تم تسجيل سقوط قذيفة هاون على مدينة عين ترما في حوالي الساعة الثامنة مساءً دون وقوع خسائر بشرية، وقذيفة فوزديكا على بلدة مسرابا وقذيفة أخرى على الشيفونية دون وقوع إصابات.

وفي صباح يوم السبت 31 كانون الأول/ديسمبر 2016 (أي في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار) تم تسجيل سقوط قذيفة مدفعية على مدينة دوما في الساعة 12:40 صباحاً، وقصف بمدفع (23) في حوالي الساعة 03:20 صباحاً، وسقطت عدّة قذائف مدفعية في حوالي الساعة الواحدة ظهراً على قرى المرج (استهدفت مناطق عسكرية للمعارضة) أدت إلى مقتل مقاتل وإصابة مقاتل آخر. وسجّل سقوط قذيفة هاون في الساعة 10:55 مساء على حرستا كان مصدرها ضاحية حرستا الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة على جبهة بلدة الميدعاني تزامن ذلك مع قصف على بلدة حزرما من قبل الجيش النظامي السوري خلال الاشتباكات، وكانت حصيلة الاشتباكات سقوط العشرات من قذائف المدفعية وثلاث غارات جوية بواسطة قنابل عنقودية، وسجل سقوط عدد من الجرحى.

نشر "جيش الإسلام" التابع للمعارضة المسلّحة مقطع فيديو يظهر اشتباكات قال عنها أنّها تصدّي لمحاولات اقتحام الغوطة من قبل قوات النظام في ذلك اليوم.

وسقط عدّة قذائف هاون في نفس اليوم (مصدرها جهة كرم الرصاص) على مدينة دوما إضافة إلى قذائف أخرى سقطت على منطقة العجمي في مدينة حرستا مصدرها قوات النظام بحسب ما أفاد شهود عيان لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، وأدت تلك الخروقات وخروقات حصلت في مناطق أخرى في سوريا مثل وادي بردى إلى مطالبات من قبل فصائل المعارضة السورية للدول الضامنة للاتفاق لوقف هذه الخروقات وتحديداً روسيا حتى مساء ذلك اليوم 20:00 بتوقيت دمشق، حيث هدأ القصف بعد ذلك لكن الاشتباكات لم تتوقف.

وفي يوم الأحد 1 كانون الثاني/يناير 2017 وفي حوالي الساعة 12:20 صباحاُ، سقطت قذيفة هاون على منطقة شارع حلب جانب مسجد كحلوس في مدينة دوما دون وقوع إصابات، وقذيفة أخرى في نفس التوقيت على مدينة عين ترما.

وبحسب نشطاء فقد استمرت قوات النظام بالاستمرار في محاولات اقتحام المنطقة من محور جبهة الميدعاني. وقُتل "محمد سعيد رحيم الشيفوني" نتيجة سقوط قذيفة هاون على مدينة دوما مصدرها قوات النظام.

وسقطت عدّة قذائف مدفعية مصدرها (إدارة المركبات التابعة لقوات النظام) في حوالي الساعة 02:20 مساءً على بعض الأحياء السكنية في مدينة حرستا مما أدى لاندلاع حرائق. كما قصف قوات النظام عشوائياً المزارع المحيطة بكل من بلدتي جسرين وعين ترما.

وفي يوم الاثنين 2 كانون الثاني/يناير 2017 استهدفت قوات النظام السوري منطقة المرج عشوائياً بأكثر من (25) قذيفة مدفعية، بالتزامن مع محاولات قوات النظام لاقتحام المنطقة من محوري البحارية والميدعاني، وسط تمهيد مدفعي عنيف وتمشيط بالمضادات الثقيلة، بينما اندلعت اشتباكات في مزارع المحمدية ما بين قوات النظام وفصائل من المعارضة المسلّحة، واستطاعت القوات النظامية التقدم على نقطتين في جبهة البحارية تحت غطاء ناري كثيف.

واستهدفت قوات النظام بقصف مدفعي بلدة حزرما في منطقة المرج في حوالي الساعة 04:45 مساءً مما أدى لمقتل مقاتل من فصائل المعارضة المسلّحة. ووقعت اشتباكات في مدينة دوما نتيجة محاولة قوات النظام التقدم نحو المدينة من جهة سجن عدرا للنساء.

المجلس المحلّي لمدينةالمرج في الغوطة الشرقية كان قد أصدر بياناً بتاريخ 2 كانون الثاني/يناير 2016 حول خروقات القوات النظامية السورية، حيث طالب بوجود بعثة مراقبين دولية لمراقبة وقف إطلاق النار.

الدكتور بكر محمد، مدير أحد النقاط الطبّية في القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهادته:

"بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا في مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ سريان وقف إطلاق النار في سوريا وحتى يوم الأحد 2 كانون الثاني/يناير 2017 (سبع مقاتلين ومدنيان اثنان) إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن (45) مصاباً، حيث تركز القصف على أطراف مدينة دوما، ومنطقة المرج وكان الطيران الحربي يشنّ غاراته على مناطق الجبهات العسكرية في البحارية والميدعاني وغيرها." وأضاف:

"التحدّي الأكبر الذي نواجه اليوم هو الحصار المفروض علينا منذ أربع سنوات، وما نتج عنه من شبه تلف للأجهزة الطبّية، وعدم القدرة على استبدالها، والتحدّي الآخر يكمن في نقص الكوادر الطبّية، وكوني طبيب مختص نسائية فقد واجهتني مشاكل أثناء التشوهات الولادية وكانت بحاجة إلى طبيب مختص، ولكنّه لم يكن متوفراً."

أمّا الأستاذ محمد بلور، المدير الإداري لمجمع الفارابي الطبّي في الغوطة الشرقية فقد قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن العديد من الصعوبات تكمن أثناء أداء المهمّة نفسها، بسبب عمليات القصف العشوائي من قبل قوات النظام، وخاصة على منطقة المرج ودوما، وأكدّ أن نقص الكوادر الطبّية ونقص العديد من الأجهزة والأدوية وخاصة تلك التي تخصّ الأمراض المزمنة أدت إلى حالات وفاة كثيرة.

وفي يوم الثلاثاء 3 كانون الثاني/يناير 2016 سقطت قذيفة هاون على مدينة دوما دون وقوع إصابات، تلاه قصف مدفعي على بعض الأحياء المدنية في المدينة في حوالي الساعة 04:45 مساءً، أدت إلى مقتل "محمد أحمد البرناوي" وإصابة سبع مدنيين آخرين، وكان مصدر القصف الجبال المطلة على المدينة من الجهة الشمالية التي تسيطر عليها قوات النظام.

 وحصلت اشتباكات ما بين قوات من المعارضة السورية المسلّحة والجيش النظامي السوري في محيط كتيبة الصواريخ في حزرما، وبحسب إعلام "جيش الإسلام" فإنّه قتل سبع مقاتلين من قوات النظام قنصاً.

كما تم تسجيل سقوط ست قذائف مدفعية على منطقة المرج دون وقوع إصابات وكان مصدر القصف قوات النظام المتمركزة في مطار دمشق الدولي، تم وتمّ تسجيل سقوط 3 ثلاث قذائف مدفعية على مدينة عين ترما ضمن الأحياء السكنية دون وقوع إصابات، وكان مصدر القصف قوات النظام المتمركزة في إدارة الدفاع الجوي في المليحة.

كما تم تسجيل سقوط خمس قذائف مدفعية في حوالي الساعة الواحدة ظهراُ على بلدات المرج (حزرما وحوش والصالحية والزريقية) استهدف الأحياء السكنية مما أدى لمقتل شخص مدني واصابة عدة مدنيين آخرين. 

وفي يوم الأربعاء 5 كانون الثاني/يناير 2016 طال قصف مدفعي مصدره قوات النظام منطقة المرج (بلدتي حزرما والصالحية) وأطراف بلدة الزريقية دون وقوع خسائر بشرية.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد