قامت الجهات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية والمتمّثلة بقوات الأسايش، بالإفراج عن عدد من السياسيين والمعارضين الكرد شمال شرقي سوريا، وذلك خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، ففي تاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2018، أفرجت قوات الأسايش عن كلٍ من عضوي اللجنة المنطقية في الحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا "عبد الحميد الخليل" و "عبد المجيد موسى"، بعد أن كانا قد أمضا حوالي (98) يوماً من الاحتجاز، وذلك عقب تعرّضهما للاعتقال بتاريخ 23 تموز/يوليو 2018، في مدينة رأس العين/سري كانيه.
وبتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2018، تمّ إطلاق سراح "شورش مراد"، وهو عضو الهيئة الإدارية لتنسيقية "الشهيد نصر الدين برهك"، والذي يشغل أيضاً منصب عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، وذلك بعد مضي نحو ثلاثة شهور ونصف على احتجازه، إذ كانت قوات الأسايش قد اعتقلته من منزله الكائن بحي الهلالية في مدينة القامشلي/قامشلو، وتحديداً في يوم الثلاثاء الموافق 10 تموز/يوليو 2018.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ ذوي السياسي الكردي المُفرج عنه "عبد الحميد الخليل" لم يعرفوا عنه شيئاً طيلة فترة احتجازه التي دامت (98) يوماً، بينما سُمح لذوي السياسي الكردي المُفرج عنه "عبد المجيد موسى" بزيارته مرة واحدة ولمدة ساعة فقط، في مقر "قوات الاستخبارات" التابعة لوحدات حماية الشعب YPG في مدينة رأس العين/سري كانيه، وذلك بعد مضي شهرين على احتجازه، بحسب ما أفاد به ذوي السياسيين والمعارضين الكرد المُفرج عنهما لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد أصدرت بتاريخ 5 آب/أغسطس 2018، تقريراً[1] مفصّلاً حول حوادث اعتقال كلٍ من عضوي اللجنة المنطقية في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا "عبد الحميد الخليل" و "عبد المجيد موسى"، إضافة إلى عضو الهيئة الإدارية لتنسيقية "الشهيد نصر الدين برهك"، "شورش مراد"، وذلك خلال شهر تموز/يوليو 2018.
وكان قد سبق لقوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، احتجاز عدد من السياسيين والمعارضين الكرد وأنصار المجلس الوطني الكردي في شهر حزيران/يونيو 2018، بالإضافة إلى استيلائها على منازل تعود ملكيتها لذوي سياسيين ومعارضين كرد في مدينة القامشلي/قامشلو، وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً[2] آخراً حول تلك الحوادث.
كما شهد شهر نيسان/أبريل 2018، احتجاز عدد من السياسيين والمعارضين الكرد من قبل قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، وكان منهم المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي "فيصل اليوسف" والتي قامت بالإفراج عنه لاحقاً، وقد كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً[3] حول تلك الحادثة، فضلاً عن احتجاز "نعمت داوود" سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا، وقد تمّ الإفراج عنه لاحقاً أيضاً، بحسب ما ورد في تقرير[4] أعدته المنظمة، كما أنها قامت أيضاً باعتقال "فادي مرعي" رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا، وقد تمّ إطلاق سراحه لاحقاً أيضاً، بحسب ما ورد في تقرير[5] آخر أعدته المنظمة.
إلى ذلك، قال السياسي الكردي المُفرج عنه حديثاً "عبد الحميد الخليل"، لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بأنّ قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية كانت قد أفرجت عنه، بعد أن قامت بعرضه وزميله "عبد المجيد موسى"، على إحدى "محاكم الإرهاب" التابعة لها بالقرب من مدينة القامشلي/قامشلو، وذلك بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2018، وتابع في هذا الصدد قائلاً:
"بتاريخ 23 تموز/يوليو 2018، وبعد مضي عدّة ساعات فقط على اعتقالي، تمّ اقتيادي من قبل قوات الأسايش من مركزهم الكائن وسط مدينة رأس العين/سري كانييه، إلى سجن قوات "الاستخبارات" التابع لوحدات حماية الشعب YPG، وقد عرفت المكان بعد أن وصلت إلى هناك، فقد كانوا قد عصبوا عيناي خلال الطريق، وبقيت هناك مدة (98) يوماً، منها ثمانية أيام قضيتها في الزنزانة (المنفردة)، ولم أتعرّض إلى أي تعذيب أبداً، ولكن كان يتم استجوابي على الدوام حول عملي السياسي والتنظيمي في الحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا، حيث علمت هناك أنّ "عبد المجيد موسى" كان محتجزاً هو الأخر بزنزانة مجاورة في نفس السجن، وبتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2018، جاء عناصر من قوات الأسايش، وقاموا بعصب عينينا واقتيادنا إلى إحدى محاكم الإرهاب التابعة لهم بالقرب من مدينة القامشلي/قامشلو، وهناك تمّ عرضنا تباعاً أمام المحكمة، والتي استفسرت منا عن عملنا وصفتنا الحزبية، قبل أن تصدر حكماً بالإفراج عنا، وبالفعل حصل ذلك."
تظهر الصورة عضو اللجنة المنطقية في الحزب الديمقراطي الكُردستاني "عبد الحميد الخليل"، الذي أفرج عنه من قبل قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، يوم الأربعاء 31 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
مصدر الصورة: الشاهد "عبد الحميد الخليل".
صورة تظهر عضو اللجنة المنطقية في الحزب الديمقراطي الكُردستاني "عبد المجيد موسى"، الذي أفرج عنه من قبل قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، يوم الأربعاء 31 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
مصدر الصورة: الصفحة الشخصية لـ "عبد المجيد موسى" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
[1] "اعتقالات جديدة بحقّ سياسيين ومعارضين كرد في شمال شرقي سوريا- تموز/يوليو 2018" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 5 آب/أغسطس 2018. آخر زيارة بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://www.stj-sy.org/ar/view/664.
[2] "اعتقالات تطال سياسيين ومعارضين كرد في شمال شرقي سوريا – حزيران/يونيو 2018"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 28 حزيران/يونيو 2018. آخر زيارة بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://stj-sy.org/ar/view/606.
[3] "مناشدات لإطلاق سراح المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي "فيصل يوسف" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 9 نيسان/أبريل 2018. آخر زيارة بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/490.
[4] "قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية تعتقل "نعمت داوود" سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 19 نيسان/أبريل 2018. آخر زيارة بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/514.
[5] "قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية تعتقل "فادي مرعي" رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا" سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 10 أيار/مايو 2018. آخر زيارة بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، https://stj-sy.org/ar/view/532.