مقدمة: شهدت محافظتي إدلب وحماة، ازدياداً ملحوظاً في عمليات الخطف وحوادث القتل التي طالت العديد من المدنيين، وذلك خلال شهر أيلول/سبتمبر 2018 وقبلها شهر آب/أغسطس 2018، حيث ساهم الفلتان الأمني في ازدياد تلك الحوادث، فضلاً عن غياب نقاط التفتيش على مداخل ومخارج مدن وبلدات ريفي إدلب وحماة.
وبحسب الباحثة الميدانية لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تمّ تسجيل ما لا يقلّ عن (25) حالة اختطاف في محافظتي إدلب وحماة، خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2018، مشيرةً إلى أنّ العديد من حوادث الخطف كانت تتم بغرض الحصول على المال، كما أضافت بأنّ الفلتان الأمني الذي تشهده محافظتي إدلب وحماة مؤخراً كان قد جعل العديد من الأهالي يشعرون بالخوف وعدم الأمان، كما أدى إلى شيوع حالة من الاستهجان الشعبي، لعدم قدرة فصائل المعارضة المسّلحة على ضبط الأوضاع الأمنية في تلك المناطق، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد أعدّت تقريراً خاصاً[1] حول ازدياد حوادث القتل وخطف المدنيين في محافظة إدلب، وذلك في شهري حزيران/يونيو وأيار/مايو 2018.
ولم تسلم الكوادر الطبية من عمليات الخطف في شمال وغرب البلاد أيضاً، إذ كانت قد سُجّلت أربع حالات خطف نفذّها مجهولون بحق أطباء في محافظة إدلب، وكانت حادثة الخطف الأبرز هي اختطاف الطبيب "محمود المطلق" التي حصلت مساء 9 حزيران/يونيو 2018 وتمّ إطلاق سراحه في الـ 15 من الشهر ذاته، مقابل فدية مالية قدرها 150 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى حادثة اختطاف الطبيب "خليل آغا" مدير الصحة الحرّة في الساحل، حيث كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت تقريراً[2] حول هذا الموضوع.
أولاً: عمليات اختطاف بغرض المال تثير مخاوف أهالي محافظة إدلب:
بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2018، تعرّض "محمد نور الحميدي" لعملية اختطاف في بلدة إسقاط[3] بريف إدلب الشمالي، حيث قام مسّلحون مجهولون باقتحام مزرعته الكائنة في البلدة، ومن ثمّ قاموا باقتياده إلى جهة مجهولة وأخذ سيارته أيضاً، وفي هذا الخصوص روى أحد أقارب الضحية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"يعمل "حميدي" كقاضي، وكان قد عمل أيضاً كمدير لمكتب التوثيق في الدفاع المدني السوري، وأشرف على عمليات التوثيق والإحصاء للمعتقلين والمفقودين، وبتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2018، تمّ إطلاق سراح القاضي "محمد نور حميدي" بعد أكثر من 20 يوماً على اختطافه، وذلك مقابل فدية مالية وقدرها (70) ألف دولار إضافة إلى سيارته والتي تبلغ قيمتها (5) آلاف دولار، وقد تمّ الافراج عن القاضي في تمام الساعة (7:00) صباحاً كما تمّ رميه بالقرب من مفرق مدينة سلقين بريف ادلب، ولم يتم التعرّف حتى الآن على الجهة التي قامت باختطافه."
وبتاريخ 31 آب/أغسطس 2018، تمّ اختطاف الشاب "عامر الشحادة النهري"، والذي يبلغ من عمره (25) عاماً، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وهو من نازحي بلدة تل حلاوة بريف سنجار، حيث قام مجهولون باختطافه بينما كان مقيماً في مزرعته الكائنة بالقرب من بلدة جرجناز[4] بريف إدلب، حيث روى أحد أقارب الضحية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"في تمام الساعة (10:00) مساءً، تمّ اقتحام المزرعة من قبل مجموعة مجهولة الهوية، بواسطة سيّارة من نوع "فان" لونها فضي، وقد تمّ استدراج "عامر" حتى يخرج من منزله وتمّ اختطافه مباشرة من قبل المجهولين، لتخرج بعدها زوجته وتسارع بإخبار عائلته، وإبلاغ مراكز الأمن في سلقين (التابعة لهيئة تحرير الشام)، فبدأت عملية البحث عنه، وبعد فترة اتصل الخاطفون بعائلة عامر، وطالبوا بفدية قدرها (150) ألف دولار أميركي، وتمّ تخفيض المبلغ إلى (100) ألف دولار مقابل إطلاق سراح الشاب، ومازالت عملية المفاوضة مستمرّة من قبل ذوي الضحية مع الخاطفين حتى الآن ."
وأضاف قريب الضحية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الضحية المخطوف، كان كثيراً ما يتعرّض لعمليات ضرب وتعذيب من قبل الخاطفين حتى تسارع عائلته في دفع الفدية المطلوبة، فقد بعثت الجهة الخاطفة بتسجيل صوتي للضحية، وهو يتعرّض للضرب والتعذيب، مشيراً إلى أنّ عملية التفاوض لا زالت مستمرة مع الخاطفين لإطلاق سراح الضحية، لكن دون الوصول إلى نتيجة مع الخاطفين.
كما لفت قريب الضحية أنهم لم يتمكنوا بعد من تحديد هوية الخاطفين ومكان احتجاز "عامر" حتى تاريخ إعداد هذا التقرير في 25 أيلول/سبتمبر 2018، حيث لا زالت عمليات البحث مستمرة من قبل أفرع الأمن ومراكز الشرطة الحرّة.
"إبراهيم صطام العمر" وهو أحد أهالي بلدة كفر بطيخ[5]، كما أنه شقيق "واصل العمر" أحد الضحايا الذين تعرّضوا للاختطاف خلال شهر آب/أغسطس 2018، حيث روى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ أخاه كان يعمل في مجال توزيع الخبز للأهالي وكان يتجه كل صباح ليقوم بجلب الخبز من أحد أفران البلدة، وفي هذه الأثناء، قامت مجموعة مسّلحة باعتراض طريقه، بواسطة سيارة من نوع "فان" بيضاء وأخرى سوداء، ومن ثمّ أقدموا على اقتياده إلى جهة مجهولة، وتابع قائلاً:
"بعد مضي أسبوع، قام الخاطفون بالتواصل معنا وطلبوا مبلغاً من المال وقدره مليون دولار، فكان جوابنا بأننا لا نملك هذا القدر من المال، فقاموا بتخفيض المبلغ إلى (500) ألف دولار، فعاودنا إخبارهم بأننا لن نقوم بدفع هذا المبلغ، وبعد مرور شهر تقريباً على اختطاف أخي، قام أشخاص آخرون بالتواصل معنا، وأخبرونا بأنهم قاموا بشراء شقيقي من الخاطفين بمبلغ (250) ألف دولار، كما طلبوا مربحاً مادياً بقيمة (50) ألف دولار، وبدأنا بالمفاوضات معهم، إلا أنهم أخذوا بتعذيب شقيقي بشكل وحشي، وقاموا بإرسال مقاطع فيديو وتوعّدوا بأنهم سيقومون بقطع رجليه ويديه، لكننا لم نستجب له، واتفقنا معهم آخر الأمر على دفع مبلغ (110000) دولار، مقابل الإفراج عن أخي، واتفقنا على إعطائهم المال وإيصاله إلى أطراف مدينة إدلب كما طلبوا، وبتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2018، قاموا برمي أخي بالقرب من دورا معرة مصرين، وآثار التعذيب بادية عليه، وحاولت الجبهة الوطنية للتحرير إلقاء القبض على الخاطفين إلى أن تمكنت آخر الأمر من ذلك، وهم " ر.ع / أ.ع / ع.ع / ب.ع / ع.ص / ف.م / ص./ ف.م " وبعض أولئك من قرية قطرة والبعض الآخر من قرية سمكة في ريف إدلب."
ثانياً: ارتفاع حوادث الاختطاف بحقّ أهالي من ريف حماة:
وفي ريف حماة، اختطفت مجموعة مجهولة الشاب "فراس أحمد الجاسم" من أهالي قرية الحويجة غربي حماة، وذلك أثناء توجهه من بلدته إلى مدينة كفرنبل[6] وتحديداً بتاريخ 21 آب/أغسطس،، حيث روى "فراس" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، مجريات اختطافه عقب إطلاق سراحه في ذات اليوم الذي تعرّض فيه للاختطاف، حيث تحدّث قائلاً:
"خرجت من منزلي في الساعة (10:00) صباحاً باتجاه مدينة كفرنبل، وكنت ذاهباً إلى طبيب للأعصاب، وصلت إلى الطريق الواصل بين بلدتي كنصفرة وبليون في ريف إدلب، في حوالي الساعة (10:30) صباحاً تقريباً، وفي هذه الأثناء أشار عليّ أشخاص ملّثمون كان معهم سيارة، بأن أقف جانباً فتوقفت معتقداً بأنهم عناصر تابعين لفصائل المعارضة، وفجأة وضع الملّثمون السلاح في رأسي وتمّ تقييدي ووضع العصابة على عيني ووضعي في مؤخرة سيارتهم فور نزولي من سيارتي، واتجهوا بي إلى حيث لا أعرف، وشعرت بالخوف لأني ظننت أنهم سوف يقتلونني، ولكنهم ألقوا بي عند بداية بلدة المسطومة بريف إدلب، بعد أن تمّ تجريدي من ملابسي وسرقة ما معي، حيث تمّ سرقة هاتفي المحمول ومبلغ (100) دولار أميركي، إضافة إلى مبلغ (15) ألف ليرة سورية."
وأكدّ "فراس" لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنه لم يتمكن من معرفة هوية الخاطفين، لأنه كان معصوب العينين، وأنهم لم يتعرضوا له بالضرب، بل كان هدفهم مجرد السرقة، وأضاف بأنه توجه عقب إطلاق سراحه حتى يتقدّم بشكوى إلى مركز فرع الأمن (التابع للجبهة الوطنية للتحرير) في مدينة قلعة المضيق[7] بريف حماة، حيث مازالت عمليات البحث مستمرة حتى الآن عن أولئك الخاطفين المجهولين.
ثالثاً: اتّهامات لفصائل المعارضة المسّلحة بالوقوف وراء اختطاف بعض المدنيين في ريف إدلب:
وفي حادثة أخرى، اتهمت إحدى عائلات بلدة حاس[8] بريف إدلب، عناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية، باختطاف أحد شبانها ويبلغ من العمر (33) عاماً، حيث كان قد تمّ الإفراج عنه بتاريخ 31 آب/أغسطس 2018، بعدما كان قد تعرّض للاختطاف بتاريخ 20 أيار/مايو 2018، حيث روى أحد أقارب الشاب لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الشاب كان قد تعرّض للاختطاف بعد خروجه من منزله في بلدة حاس، وظل قيد الاختطاف مدة أربعة أشهر، من قبل مجموعة مسّلحة تابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية على حد وصفه، من أجل طلب فدية مالية، حيث تحدّث في هذا الخصوص قائلاً:
" علمت من خلال الضحية، أنه تمّ حبسه في غرفه صغيرة جداً ومُنع عنه الطعام والشراب، حتى أنه كان يتناول أسوأ أنواع الطعام طوال مدة اختفائه، كما مُنع من دخول الحمام حيث خصصّ له وقت واحد لدخول الحمام، وتعاملوا معه بكل قسوة ووحشية، وكان يتعرّض للضرب وآثار التعذيب كانت واضحة على جسده حين أطلقوا سراحه، كما أخبرني أنه وبينما كان في غرفة صغير مغمض العينين ويداه مكبلتين، كان يسمع الخاطفين عن طريق سماع القبضات اللاسلكية التي يحملونها، وقد اتضح له من خلالها أنه مخطوف من قبل أشخاص ينتمون لحركة أحرار الشام الإسلامية، كما أنه كان يتعرض للاستفزاز من قبلهم وكانوا يمثّلون عليه أنهم يريدون إعدامه ويكررون طريقة الإعدام كل فتره لزرع الرعب في قلبه، وكان دائما ما يتعرّض للضرب والإهانة من قبلهم."
وأكد قريب الضحية لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، أنه تمّ إطلاق سراحه مقابل مبلغ مالي كبير دفع عن طريق مفاوضة، وأنه خرج بتاريخ 31 آب/أغسطس 2018، نحيل الجسد ومتعب نفسياً جرّاء عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها.
ومن جانب آخر فقد وجه أحد شهود العيان، من أبناء جبل الزاوية[9] في ريف إدلب، اتهّامات لهيئة تحرير الشام، باختطاف أقرباء له وهما شابين تتراوح أعمارهما ما بين (18-16) عاماً، وذلك بتاريخ 15 آب/أغسطس 2018، حيث قال بأنّ الشابين كان قد تعرّضا للاختطاف أثناء ذهابهما إلى مزرعة عمهما، مشيراً إلى أنّ هذه المزرعة كانت قد قامت هيئة تحرير الشام بمصادرتها في وقت سابق، ولافتاً إلى أنّ الشابين اختطفا مدة عشرة أيام ولم يتم الإفراج عنهما إلا بعد دفع فدية مالية بقيمة (2500) ألف دولار.
رابعاً: حادثة اختطاف وقتل طفل من ريف حماه:
[10] على الحدود السورية التركية، مسجّلة ضدّ مجهولين حتى تاريخ إعداد هذا التقرير في 25 أيلول/سبتمبر 2018، حيث روى والد الطفل لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ما جرى قائلاً: لم يسلم أهالي ريف حماة من عمليات الخطف التي طالتهم على يد مجهولين، وقد وصلت في بعض الأحيان إلى حد القتل، وذلك نتيجة الفلتان الأمني الذي تشهده تلك المناطق، على حد وصف العديد من الأهالي الذين التقتهم الباحثة الميدانية لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث مازالت حادثة اختطاف وقتل الطفل "هيثم عمر لوك" (12) عاماً، وهو من قرية قليدين في منطقة سهل الغاب بريف حماة، ومقيم في مخيم "حير جاموس"
"أنا والد لأربعة أطفال وهم "عمر ومحمد و مروان" وطفلة اسمها "عائشة"، كانت شخصية ابني محبوبة من قبل أهالي المخيم في "حير جاموس"، وكان يقضى معظم أوقاته في مساعدتي في عملي، وهو دكان للبقالة، أقوم من خلاله بتوزيع المواد الغذائية على باقي المحال، وكنت أقضي معظم وقتي في عملي، وأعود إلى المنزل آخر المساء وبعدها أذهب للقاء أصدقائي بعضاً من الوقت، وفي تمام الساعة (10:15) من مساء يوم الإثنين الموافق 28 نيسان/إبريل 2018، عدت إلى المنزل وأخبرتني زوجتي أنّ طفلي "هيثم" خرج من المنزل ولم يعد، وبعد البحث عنه علمت بأنه شوهد عند بائع المثلجات قبيل ساعة تقريباً من اختفائه، علماً بأنّ بائع المثلجات يبعد عن منزلي مسافة 50 متر تقريباً، وكانت المنطقة في هذه الأثناء مقطوعة عنها الكهرباء، ولكنّ صاحب المثلجات كانت لديه مولدة كهرباء، وأخبرني بعض الأشخاص بأنهم شاهدوا ابني "هيثم" بينما كان يقف بصحبة بائع المثلجات."
ورجّح والد الضحية بأنّ "هيثم" كان قد تعرّض للاختطاف بينما كان في طريقه إلى منزله، على الرغم من أنّ كلّ المحال التجارية كانت مفتوحة في هذه الأثناء والحركة نشطة، وتابع قائلاً:
"تمّ اختطاف "هيثم" من قبل أشخاص مجهولي الهوية لم يتم التعرف عليهم حتى الآن، مع العلم بأنّ ابني ليس لديه أعداء وليس لديه مشاكل شخصية، ونحن معروفون في المنطقة وكل أهل المنطقة تعرف ابني وأدبه وخلقه، وبقيت ستة أيام على هذه الحالة على أمل أن يعود ولدي، ولكن في اليوم السابع من اختفاء "هيثم"، تمّ العثور عليه وهو جثة هامدة. حيث جاء إليّ ابن عمي ليخبرني بأنه وجد مقتولاً بطريقة وحشية ووجد مرمياً على طريق الفاروقية الذي يبعد عن منزلي 250 متراً، إذ وجدت الجثة تحت شجرة تين، وذلك بتاريخ 5 أيار/مايو 2018، حيث كانت الأدلة تشير إلى أنّ ابني تعرّض للاغتصاب ومن ثم القتل، وأنا أرجح بأنّ "هيثم" كان يعرف الشخص الذي قام باختطافه، لأنه لا يخرج أساساً مع شخص غريب، ولأنّ المكان الذي اختطف منه، هو مكان يعجّ بسكان الحي، كما أنه قريب من منزلنا. لقد كنا نأمل أن يكون دافع الخاطف طلب المال، وكنت أنتظر على أملٍ وأعيش حالة من الخوف، كما كنت آمل أن يقوم الخاطف بالتواصل معي حتى نتفاوض مقابل إطلاق سراح طفلي، لكن ذلك لم يحدث."
وأضاف والد الطفل الضحية، بأنه تعرّف على جثة ابنه من خلال حذائه وبنطاله، باعتبار أنّ وجه طفله كان قد اسودّ، كما أشار إلى أنّ الجثة كانت منتفخة ولم يستطع النظر إليها، مشيراً إلى أنه وفي هذه الأثناء، وصل جهاز الأمن (التابع لهيئة تحرير الشام) في مدينة سلقين، إلى مكان الجريمة لمعرفة التفاصيل، فيما لا تزال القضية قيد التحقيق من قبل أفرع الأمن ومراكز الشرطة الحرّة (التابعة للحكومة السورية المؤقتة).
وأكدّ والد الطفل لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ هذه أول حادثة تحصل في مخيمات الشمال السوري، لافتاً إلى أنّ مثل هذه العمليات إما تتم بدافع طلب فدية أو لسرقة الأعضاء البشرية، وبيعها، مشيراً إلى أنّ الأمان بات معدوماً في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسّلحة في ريف حماة، نتيجة انتشار الفلتان الأمني.
صورة تظهر الطفل "هيثم عمر لوك"، عقب العثور عليه مقتولاً في ريف إدلب، وذلك بتاريخ 5 أيار/مايو 2018.
مصدر الصورة: عائلة الضحية.
خامساً: اتّهامات لميليشيات الدفاع الوطني التابعة للقوات النظامية السورية باختطاف مدنيين في ريف حماة:
إياد أبو الجود" وهو أحد الناشطين الإعلاميين في ريف حماة، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ حوادث الاختطاف في مناطق ريف حماة وإدلب، كانت قد تزايدت في الآونة الأخيرة وخاصةً في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2018، وتابع قائلاً:
"بعض ضعاف النفوس استغلوا الفلتان الأمني المنتشر في مناطق ريف حماة وإدلب، وذلك بدافع الحصول على المال، ناهيك عن أنّ قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني التابعة له، كانت تقوم باختطاف الناس التي تترد على المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وخصوصاً في مناطق سهل الغاب، فالعديد من أولئك الذين يحصلون على رواتبهم من تلك المناطق، كانوا قد اختفوا بشكل كامل دون ورود أي أخبار عنهم، ومن خلال متابعة الأفرع الأمنية وسجلات المعتقلين تبيّن أنه ليس لديهم أي اسم في السجون، ومن بينهم شخصان من أهالي قرية قبرفضة في ريف حماة وهما "إبراهيم الشحود" و"محمود الشحود"، وكان قد تعرّضا للاختطاف في العام 2015، حيث أّن "إبراهيم الشحود" كان قد اختطف أثناء ذهابه إلى بلدة حيالين غربي حماة والتابعة لسيطرة ميليشيات الدفاع الوطني، حيث لايزال مختفياً حتى اللحظة، بينما "محمد الشحود" كان يعمل علي سيارته على طريق "السقيلبية" بريف حماة، وكان قد تمّ خطفة من قبل ميليشيات الدفاع الوطني أيضاً، وقد تمّ التفاوض على المختطفين الاثنين من قبل عائلاتهما مع "الشبيحة" مقابل الحصول على فدية مالية، ولكن وحتى الآن لم يتم العثور عليهما."
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 23 حالة اختطاف في محافظتي حماة وإدلب خلال شهر أب/أغسطس/2018
.
[1]" ازدياد ملحوظ في حوادث قتل وخطف المدنيين في محافظة إدلب نتيجة الفلتان الأمني"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 5 تموز/يوليو 2018، آخر زيارة بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/618.
[2] " استمرار الاعتداءات بحق كوادر طبية في محافظة إدلب مؤخراً"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، في 18 أيلول/ٍسبتمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/758.
[3] تخضع بلدة إسقاط بريف إدلب إلى سيطرة هيئة تحرير الشام.
[4] تخضع بلدة جرجناز لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، والتي تشكلت بتاريخ 27 أيار/مايو 2018، ويقدّر عدد مقاتليها بحوالي (80) ألف مقاتل، وتتكون من عدة فصائل وهم حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام وجيش النصر، وتنشط الجبهة بمناطق ريف حماة وريف اللاذقية وريف اللاذقية وبعض مناطق ريف إدلب.
[5] تخضع بلدة كفربطيخ لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير.
[6] تخضع كفرنبل لسيطرة هيئة تحرير الشام.
[7] تخضع لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير.
[8] تخضع بلدة حاس لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير.
[9] تخضع بعض قرى جبل الزاوية لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، فيما يضع البعض الآخر لسيطرة هيئة تحرير الشام.
[10] يخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام.