لم يجد "حسن إبراهيم" خياراً أفضل من العمل في مهنة "العتالة"، وقُدّر له أن يُمضي حياته معدوماً، وأنّ يكون والداً وجداً لأحفاد من الكرد السوريين المحرومين من الجنسية السّورية.
"حسن إبراهيم" من مواليد مدينة القامشلي/قامشلو عام (1950) في محافظة الحسكة، متزوج ولديه ثمانية أطفال، يُعتبر حسن واحداً من الكرد السوريين المجرّدين من الجنسية وتحديداً من فئة "مكتومي القيد"، الأمر الذي أثّر سلبًا على حياته بالكامل، كما حرمه هذا الوضع من كافة حقوقه كمواطن، بحسب ما روى للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهر آذار/مارس 2018، حيث قال:
"كان والدي مكتوم القيد وانتقل هذا الوضع القانوني إليّ ثمّ إلى أولادي، لديّ خمسة بنات وثلاثة أولاد جميعهم مكتومي القيد، ورغم أنني كنت أعمل في مهنة "العتالة"، إلا أنني كنت أجلب لكل واحد منهم حذاءً للرياضة وآخر للمدرسة وثالثًا للمنزل حتى أشجعهم على الدراسة، إلا أنّ أطفالي دائماً ما كانوا يسمعون عبارة: (لماذا تدرسون فأنتم مكتومون)، وهو ما جعل ابني الأكبر يتخلى عن دراسته، وفي إحدى المرات جرى نقاش بيني وبينه حول الموضوع، شرحتُ له بأنّ عليه إكمال دراسته فهو لا يعلم ما قد يحدث في المستقبل، فلربما تغير الوضع وأصبحنا مواطنين وربما وجدوا لنا حلاً، إلا أنه لم يستمع لنصيحتي، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في عدة مهن منها "العتالة" و "سقاية الأراضي الزراعية"، وصناعة البلوك."
عقب إصدار المرسوم رقم (49) والقاضي بتجنيس فئة الأجانب عام 2011، حاول حسن التقدّم بأوراقه وأوراق أبنائه إلى دائرة الأحوال المدنية في مدينة الحسكة، وكان يذهب إلى هناك حوالي أربع مرات في الشهر الواحد من أجل متابعة أوراقه، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:
"باعتبار أنّ زوجتي مواطنة قمتُ بوضع أوراقها مع أوراقي، وتقدّمتُ بدعوى قضائية من أجل تثبيت الزواج، لذا منحوني دفتراً خاصاً بالعائلة ووصلاً لاستلام الهوية الشخصية بصمتُ عليه مرتين، إلا أنّني لم أتمكن من استلامها حتى الآن، وذات الأمر حصل مع بناتي، إلا أنّ أولادي الشبان لم يبصموا خوفاً من سوقهم إلى الخدمة العسكرية، ولدى كلّ منهم حالياً أطفال وكلّهم مكتوموا القيد، باختصار لقد عانينا كثيراً وما زلنا نعاني حتى يومنا هذا."