فصيل محلي مسلّح يطلق النار خلال اعتصام مفتوح في مدينة السويداء ويهددّ باقتحام مبنى المحافظة

قام فصيل محلي مسلّح يطلق على نفسه اسم "قوات شيخ الكرامة"[1] بإطلاق النار على مبنى محافظة مدينة السويداء والاعتداء بالضرب على شرطي فيه وبعض الأهالي، كما توعدّ باقتحام المبنى والاستيلاء عليه، وذلك خلال اليوم السادس من اعتصام أهالي مختطفات المحافظة لدى تنظيم "الدولة الإسلامية والمعروف باسم تنظيم "داعش"، وتحديداً بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2018، كما تمّ فض الاعتصام بناءً على طلب المكلف بملف التفاوض على قضية المختطفات، وذلك وفق شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

وأفاد الناشط المحلي "سلام عزام" (اسم مستعار) والذي كان حاضراً في الاعتصام أثناء وقوع الحادثة، في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر 2018، حيث قال:

"خلال تجمع أهالي المخطوفين وبعض المدنيين في ساحة الاعتصام أمام مبنى المحافظة، وعند الساعة 12 ظهراً جاءت أربع سيارات تتبع لفصيل "قوات شيخ الكرامة"، حيث تشاجر عناصر الفصيل مع الشرطي الموجود عند باب مبنى المحافظة واعتدوا عليه بالضرب، ومن ثمّ اتهموا عناصر الحكومة السورية بالخيانة والتورط في قضية الخطف والوقوف وراءها، وقالوا إنهم يريدون أن يستولوا على المبنى ويطرودا الموظفين منه، وهنا حدث شجار بين عناصر الفصيل والمشاركين في الاعتصام لينتهي بإطلاق العناصر النار على مبنى المحافظة وتهديدهم بأنهم سوف يقتحموه في اليوم التالي".

وتابع "عزام" أنّ عناصر الفصيل قاموا بقطع الطريق الرئيسي للمدينة (الطريق المحوري) بعد أن انسحبوا من ساحة الاعتصام.

وبعد الحادثة، قام "الشيخ عبد الوهاب أبو فخر" (ممثل عن شيخ العقل "حكمت الهجري" الذي تم تعينه ليكون صلة وصل بين أهالي المخطوفين ولجنة التفاوض) بالتوجه إلى ساحة الاعتصام وطلب من الأهالي فضه واعداً إياهم بتزويدهم بمستجدات القضية بعد يوم، وتمّ فض الاعتصام وانتشرت قوات حفظ النظام وعناصر من شعبة المخابرات الجوية السورية في ساحة المحافظة، وحول الأوضاع الراهنة في مدينة السويداء صباح يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر 2018، أفاد "عزام" مايلي:

"قامت ميليشيات تابعة للقوات النّظامية السّورية وهي (كتائب بعث، دفاع وطني، حماة الديار) بقطع كافة الطرق المؤدية إلى مركز المدينة على خلفية التهديدات التي أطلقها الفصيل المسلح "قوات شيخ الكرامة" يوم أمس، وتمّ رصد انتشار أمني كثيف في محيط مبنى المحافظة وقيادة الشرطة، ورصد انتشار قناصات على أسطح الأبنية الحكومية في مركز المدينة مع رفع سواتر اسمنتية حول هذه المباني".

من جانبهم، أصدر أهالي المختطفين على حسابهم الرسمي في "فيسبوك" بياناً أدانوا فيه عملية إطلاق النار على مبنى المحافظة وأوضحوا رفضهم لأعمال العنف وأكدوا أنهم سوف يعاودون حراكهم السلمي بعد 48 ساعة من وقوع الحادثة.

نسخة عن بيان أهالي مختطفي السويداء حول موقفهم من إطلاق النار على مبنى المحافظة خلال الاعتصام الذي أطلقوه في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2018، مصدر الصورة: "الصفحة الرسمية لأهالي مختطفي الجبل من قرية الشبكي".

وكانت أوضاع المختطفات قد ازدادت سوءاً مؤخراً، حيث قام تنظيم "داعش" بإعدام الشابة "ثروت أبو عمار" في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018 مهدداً بإعدام باقي المخطفات بحال عدم تنفيذ مطالبه، كما سبق أن أعدام الشاب "مهند دوقان" في 5 آب/أغسطس 2018 ومن ثم أعلن عن وفاة "زاهية الجباعي" بسبب تدهور وضعها الصحي في التاسع من الشهر ذاته، وبعد ذلك أعلن عن وفاة جنين نتيجة ولادة مبكرة في الـ12 من الشهر ذاته أيضاً، حيث كانت إحدى المختطفات وهي أم لأربعة أطفال حاملاً، وبعد هذه الحوادث أصبح عدد المختطفين من الأطفال الذكور 7، ومن الأطفال الإناث 11، وعشرة من النساء والفتيات فوق الخامسة عشرة، حيث سبق أن نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أخباراً مفصلة حول الحوادث[2]