كثيراً ما تشعر "آهين" بأنها كالغريبة في بلادها، خاصةّ وأن وضعها القانوني لم يتغير حتى يومنا هذا، لكونها إحدى الكرديات السوريات اللواتي حُرمنَ من الجنسية السورية، فهي لم تتمكن من إكمال تعليمها، كما أنها مازالت ممنوعة من السفر خارج البلاد، ومحرومة من أبسط حقوقها.
"آهين إسماعيل" من مواليد مدينة القامشلي/قامشلو عام (1989)، متزوجة ولديها أطفال، تعمل في مجال الإعلام، تنتمي آهين لعائلة معظم أفرادها من الكرد السوريين، وتحديداً من فئة مكتومي القيد، إذ أنّ والدها مكتوماً وكذلك زوجها وأطفالها، وفي هذا الخصوص روت للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهر آذار/مارس 2018، حيث قالت:
”كانت والدتي مواطنة تتمتع بالجنسية السورية بينما كان والدي مكتوماً، لم أستطع إكمال تعليمي بسبب وضعي القانوني، وقد حاول والدي مرات عدة تعديل وضعه القانوني، إلا أنه لم يُفلح في ذلك، وحينما كنت صغيرة سمعتُ عن الإحصاء الاستثنائي على لسان جدتي، حيث قالت بأنّ زوجها كان متوفياً حين إجراء الإحصاء، لذا لم يقم أحد بتسجيلهم، وعلى الرغم من أنّ جدتي حاولت فيما بعد تقديم الإثباتات لدائرة الأحوال المدنية، إلا أنهم لم يقبلوا بها. لقد تعرضتُ للعديد من المتاعب بسبب وضعي القانوني، إحداها هي أنّ تسجيلنا في المدراس كان صعباً جداً فهو يحتاج إلى شهود ومختار وإلى المال أيضاً، إضافة إلى أننا لا نستطيع السفر بواسطة الطائرة، كما أننا كثيراً ما نتعرض للاستغلال بسبب وضعنا، فمثلاً، أخي إسماعيل كان قد أنهى دراسة معهد التحاليل الطبية، وكان يعمل إلا أنّ الجميع كانوا يستغلونه ويعطونه راتباً قليلاً، مما اضطره للسفر بعدها إلى أوروبا لأنه استاء من الواقع كثيراً، وأذكر أيضاً كيف تمّ إلقاء القبض على أخي عدة مرات من قبل أجهزة الأمن السورية، بسبب شهادة التعريف التي يحملها، كما تعرّض للاستهزاء والسخرية من قبلهم.“
عقب إصدار المرسوم رقم (49) والقاضي بتجنيس الأجانب عام 2011، تقدمت آهين بأوراقها وأوراق عائلتها لدائرة الأحوال المدنية في مدينة القامشلي، وكلها أمل في الحصول على الجنسية السورية، إلا أنّ جميع محاولاتها باءت بالفشل، وفي هذا الخصوص تابعت قائلة:
"مع بداية اندلاع الحرب السورية، فكرنا وقلنا لا بدّ أن نجد حلاً لوضعنا، لكن حتى الآن لم يتم ذلك، كما أنني أريد الحديث عن أمر آخر، فمثلاً الإدارة الذاتية حالياً تقوم بسوق مكتومي القيد إلى الخدمة الإلزامية، أتساءل بأي حق يريدون من الشبان المكتومين أن يؤدوا تلك الخدمة، وهم لم يقدموا شيئاً لهم."