شهدت مدن وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي[1]، هجمات عنيفة من جانب القوات النظامية السورية وحلفائها، وذلك في شهر أيلول/سبتمبر 2018، حيث تعرّضت كلاً من مدن كفرزيتا واللطامنة والأربعين والصياد ولطمين وقلعة المضيق، إلى قصف جوي ومروحي ومدفعي عنيف وذلك في أيام 7 و8 و9 أيلول/سبتمبر 2018، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين ما بين قتلى وجرحى، فضلاً عن الدمار الذي طال ممتلكاتهم.
ومن جهة أخرى، فقد تزامنت هذه الهجمات، مع هجمات أخرى طالت مدينة محردة الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية السورية في ريف حماة الغربي، والمعروفة بأنّ غالبية سكانها من الديانة المسيحية، ففي تاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018، شهدت مدينة محردة مقتل تسعة مدنيين فضلاً عن إصابة آخرين، وذلك إثر قصفها بواسطة قذائف محمّلة بالذخائر العنقودية، وقد وجهّت العديد من الصفحات الموالية للقوات الحكومية النظامية، اتّهامات لفصائل المعارضة المسّلحة في مدينة اللطامنة بقصف المدينة، وحمّلتها مسؤولية مقتل أولئك المدنيين.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد أتى هذا التصعيد على مناطق ريف حماة بالتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية[2] التي تضم كلاً من روسيا وتركيا وإيران من أجل مناقشة تطور الملف السوري، في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018، كما أفاد بأنّ القوات النظامية السورية وتحديداً في ذلك اليوم صعّدت من قصفها على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي ومناطق ريف حماة الشمالي والغربي، وقامت بشنّ عشرات الغارات الجوية من الطيران بنوعية المروحي والحربي، مشيراً إلى أنّ القصف على مناطق ريف حماة في أيام 7 و8 و9 أيلول/ٍسبتمبر 2018، أسفر عن موجة نزوح كبيرة، إلى جانب مقتل عدد من المدنيين عرف منهم في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي "آصف عبد القادر الخالد وناصر هشوم"، إضافة إلى مقتل مدني آخر في منطقة سهل الغاب وهو "أحمد إحسان المواس"، كما أسفر القصف في يوم 9 أيلول/سبتمبر 2018، إلى سقوط كل من "عارف محمد حمادة" من مدينة كفرزيتا، و"خالد الحسن" من أبناء مدينة كرناز في ريف حماة الشمالي، في حين قامت فصائل المعارضة المسّلحة بحملة قصف صاروخي استهدف مراكز وتجمعات القوات النظامية السورية في كل من مدن السقيلبية وسلحب ومحردة والصفصافية في ريف حماة الغربي على مدار هذه الأيام الثلاثة.
كما أضاف الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ القصف على مدينة اللطامنة بتاريخ 8 أيلول/ٍسبتمبر 2018، كان قد تسبّب في خروج "مشفى اللطامنة الجراحي" عن الخدمة، إثر تعرّضه لقصف سلاح الجو الروسي، فيما تعرّض "مشفى حسن الأقرع" في مدينة كفرزيتا لقصف جوي، ما أخرجه عن الخدمة هو الآخر، ولم تسلم مدن وبلدات ريف إدلب، من الهجمات العنيفة التي شنتها القوات النظامية السورية وحلفائها خلال هذه الفترة أيضاً، حيث كانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت خبراً [3]حول هذا الموضوع.
كما تعرّضت ثمانِ مدارس في محافظتي إدلب وحماه لقصف جوي من القوات النظامية السورية وحلفائها، وذلك في الفترة الواقعة ما بين 4 و10 أيلول/سبتمبر 2018، حيث أسفر القصف عن إصابة مدنيين بينهم طلاب أطفال بجروح وتضرر ودمار المدارس، وذلك بحسب خبر [4]آخر أعدته سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وفي يوم الاثنين الموافق لـ17 أيلول/سبتمبر 2018 وقعت تركيا وروسيا، مذكرة تفاهم بما يخصّ منطقة خفض التوتر بإدلب شمال غربي سوريا. جاء ذلك عقب محادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية، حول الوضع في إدلب. وأعلن الرئيسان التركي والروسي، في مؤتمر صحفي على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة والنظام في منطقة خفض التوتر بإدلب.[5]
أولاً: قصف مدن وبلدات ريف حماة على مدار ثلاثة أيام متواصلة:
في أيام 7 و8 و9 أيلول/سبتمبر 2018، تعرّضت قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، إلى هجمات عنيفة من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، حيث تمّ توثيق ما يقارب (200) غارة جوية من سلاح الجو الروسي والطيران المروحي التابع للقوات النظامية السورية، وقد طال القصف كلاً من مدن اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والصياد ومعركبة وغيرها، كما شمل القصف العديد من القرى والبلدات في ريف حماة الغربي، مثل بلدة "قلعة المضيق"، والتي تمّ استهدافها بمئات القذائف المدفعية والصاروخية من معظم نقاط تمركز القوات النظامية السورية، مثل "حاجز النحل" الواقع في مدينة السقيلبية، إضافة لحواجز قرى حيالين وقبر فضة وشطحة، ومعسكر جورين في منطقة سهل الغاب، الأمر الذي أكده "إياد أبو الجود" وهو أحد الناشطين الإعلاميين في ريف حماة، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"أدى القصف خلال هذه الأيام الثلاثة، إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين، كما أدى إلى دمار هائل في الأبنية السكنية، فضلاً عن حركة نزوح كبيرة كانت قد شهدتها هذه المناطق، حيث توجهت المئات من العائلات إلى مخيمات النزوح الواقعة على الحدود السورية التركية، وكانت بلدة "قلعة المضيق" هي المنطقة الأكثر نزوحاً، حيث خرج حوالي (90 %) من سكانها وتركوا منازلهم تحت وطأة القصف العنيف الذي تعرّضت له خلال هذه الأيام، كما أعلنت المجالس المحلية في كل من مدينة كفرزيتا وقلعة المضيق بالإضافة إلى جبل شحشبو وقرية الجابرية، أنّ هذه المناطق كلها أصبحت مناطق منكوبة بسبب كثافة القصف الذي تعرضت له."
صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من لحظات القصف على مدينة اللطامنة، وذلك بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018.
وفي شهادة أخرى أدلى بها "أحمد نيروزي" وهو مدير الدفاع المدني في ريف حماة الغربي، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول خطورة الأوضاع الأمنية التي تعيشها مناطق ريف حماة الشمالي والغربي في ظل استمرار التصعيد العنيف من قبل القوات النظامية السورية، كما أشار أيضاً إلى الأضرار المادية التي خلّفها هذا القصف، وإصابة أحد عناصر الدفاع المدني خلال عملية إجلاء الضحايا، وأضاف قائلاً:
"شنّت قوات النظام بالتعاون مع سلاح الجو الروسي، هجمات عنيفة على قرى وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي، وذلك على مدار ثلاثة أيام متواصلة، شملت أيام 7 و8 و9 أيلول/سبتمبر 2018، ما تسبّب بمقتل وجرح العديد من المدنيين وتلف كبير في الممتلكات الخاصة بهم، بعد استهداف الأبنية السكنية بشكل مباشر، وقمنا نحن الدفاع المدني في القطاع الغربي من محافظة حماة، بإعلان حالة التأهب والاستنفار التام لجميع السيارات الخاصة بنا ولجميع المتطوعين، للقيام بمهمة إنقاذ أرواح المدنيين والحفاظ على سلامتهم قدر الإمكان، وقد ترّكز القصف الأعنف على بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، حيث تمّ استهدافها بأكثر من 800 قذيفة مدفعية وصاروخية، وهو ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة من تلك البلدة، وقد كانت هنالك خطورة كبيرة في العمل، فحينما كان فريق الإطفاء التابع للدفاع المدني يقوم بإخماد بعض الحرائق في بلدة قلعة المضيق بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018، تمّ رصد السيارات واستهدافها بعدد من القذائف المدفعية من قبل قوات النظام المتواجدة في مدينة السقيلبية، ما تسبّب بإصابة متطوع بجروح وتعطل سيارتين بشكل كامل وخروجهما عن الخدمة، الأمر الذي أجبر فريقنا على الخروج من البلدة تحت وطأة القصف الشديد."
وقد أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون، جانباً من القصف على مدينة اللطامنة، وذلك بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2018.
صورة مأخوذة من مقطع الفيديو السابق، تظهر لحظات القصف الجوي على مدينة اللطامنة، وذلك بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2018.
"فيصل حمادة" وهو قريب أحد الضحايا الذين سقطوا في مدينة كفرزيتا، إثر قصفها بالبراميل المتفجرة، وذلك بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2018، حيث تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، عن حادثة مقتل ابن عمه "عارف محمد حمادة" من مواليد عام (1994)، حيث قال في هذا الصدد:
"عاش عارف حياته ضمن أسرة فقيرة، حتى إنّ ظروف والده المادية لم تمكنه من متابعة دراسته التي أوقفها في الصف التاسع من المرحلة الإعدادية، ليعمل إلى جانب والده ويشاركه في إعالة أفراد الأسرة، وعلى الرغم من الأوضاع الأمنية التي عاشتها مدينته خلال السنوات الماضية من شدة القصف الجوي والبري المتواصل عليها، فإنّ "عارف" رفض الخروج من منزله وتحدّى آلة الحرب القاتلة، ولم يكن له أي توجهات عسكرية ولم ينضوي تحت أي فصيل من فصائل المعارضة المسّلحة، وكان يقتصر عمله على المجال المدني في خدمة أهالي مدينته بالإضافة إلى كونه يعمل على تصليح السيارات وأعطال الكهرباء، وبعد مسيرته هذه قرر "عارف" الزواج في أواخر العام الـ 2017، وقبيل مقتله بشهر تقريباً رزق بطفل، ولكن لم يقدّر له البقاء فتوفي الطفل لأسباب صحية، وبتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2018، وبينما كان عارف في زيارة أحد أقاربه بصحبة زوجته، قامت طائرة مروحية تابعة للنظام السوري بإلقاء برميل متفجر استهدف مكان قريب جداً من مكان تواجدهم، ما تسبّب بمقتله على الفور كما أدى إلى إصابة عدد من أفراد العائلة بجروح متفاوتة، وأذكر أننا لم نستطع التحرك في ذلك اليوم لشدة القصف، فاضطررنا للتخلي عن إقامة العزاء في المدينة، وعلى النزوح منها أيضاً على الرغم من أن المدينة شبه خاوية ولا يوجد فيها إلا عدد قليل جداً من العائلات، والتي نزحت أيضاً باتجاه المخيمات في الشمال بسبب شدة القصف الغير مسبوق على المدينة والمناطق المجاورة."
وأظهر مقطع فيديو نشره مكتب حماة الإعلامي، بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018، جانباً من القصف على مدينة كفرزيتا بواسطة الطيران المروحي التابع للقوات النظامية السورية، وذلك بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018.
صورة مأخوذة من مقطع الفيديو السابق، تبين لحظات القصف المروحي على مدينة كفرزيتا وذلك بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018.
ثانياً: اتّهامات للمعارضة السورية المسّلحة بقصف مدينة محردة في ريف حماة والتسبّب في وقوع ضحايا مدنيين:
تزامنت هذه الهجمات العنيفة التي تعرضت لها مدن وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي، مع هجمات أخرى، طالت مدينة محردة ذات الغالبية من الديانة المسيحية والواقعة ضمن سيطرة القوات النظامية السورية، حيث تعرضت بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018، إلى قصف بذخائر عنقودية، وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين بينهم نساء وأطفال، وقد اتهمّت صفحات موالية لحكومة السورية بأنّ فصائل المعارضة المسّلحة كانت قد قامت بقصف مدينة محردة، بواسطة قذائف محمّلة بالذخائر عنقودية، وذلك في مساء يوم 7 أيلول/ٍسبتمبر 2018، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى مدنيين وإصابة آخرين، وهم (إلياس ثائر سلحوبي وسيلينا أيمن سلوم ومى وليد نمو وفادي شادي الشهدا وماريا شادي الشهدا ولما شادي الشهدا وأميرة كريم زروف وعفيفة ديوب).
صورة أوردتها صفحة "اعلام الدفاع الوطني في محردة" حول استخدام المعارضة المسّلحة ذخائر عنقودية في قصف مدينة محردة بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018.
مصدر الصورة: صفحة إعلام الدفاع الوطني في محردة.
وبحسب "شبكة أخبار محردة"، فإنّ صفّارات الإنذار كانت قد أطلقت في المدينة، عقب سقوط قذائف محمّلة بذخائر عنقودية على المدينة، إذ قالت بأنّ مصدرها هو فصائل المعارضة المسّلحة في مدينة اللطامنة، وفي صبيحة اليوم التالي أي بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2018، خرج العشرات من أهالي المدينة لتشييع القتلى، كما أعلن الحداد العام في مدينة محردة في اليوم ذاته، حيث شمل ذلك إغلاق المحال التجارية وانعدام شبه كامل لحركة المدنيين.
صورة تظهر الضحايا المدنيين الذين قضوا إثر القصف على مدينة محردة بريف حماة، وذلك بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2018.
مصدر الصورة: الدفاع المحلي في محردة.
كما ذكرت صفحة "شبكة أخبار محردة" بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 2018، بأنّ وفداً صحفياً من كندا كان قد وصل إلى مدينة محردة في اليوم ذاته، وذلك للبدء بإجراءات التحقيق والاستقصاء في حادثة قصف مدينة محردة.
ومن جانب آخر، فقد وجّه ناشطون في ريف حماة، اتهامات للقوات النظامية السورية، بقصف مدينة محردة، موضحين بأنّ فصائل المعارضة المسّلحة لا تملك هذا النوع من الأسلحة، ومشيرين إلى أنّ الهدف من وراء ذلك هو ضرب النسيج الاجتماعي في حماة واتّهام فصائل المعارضة المسّلحة.
[1] يخضع قسم من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي إلى سيطرة عدد من فصائل المعارضة المسّلحة، وأبرزها جيش العزّة، والذي كان قد تشكّل في منتصف العام 2014 وخاض عدة معارك ضد القوات النظامية السورية، وتعد مدينة "اللطامنة" أحد أهم مراكزه والتي ينحدر منها القائد العام للجيش الرائد "جميل الصالح".
[2] "قمة بوتين-روحاني-أردوغان بطهران في 7 سبتمبر" موقع روسيا اليوم في 30 آب/أغسطس 2018، آخر زيارة بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2018، https://arabic.rt.com/world/966695-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86/.
[3] "القصف الجوي يُخرج ثلاث مشافٍ عن الخدمة في محافظتي حماه وإدلب"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 11 أيلول/سبتمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/734.
[4] "تضرر ودمار ثمان مدارس في محافظتي إدلب وحماه جراء القصف الجوي"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 11 أيلول/سبتمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 20 أيلول/ٍسبتمبر 2018، https://www.stj-sy.org/ar/view/736.
[5] مذكرة تفاهم تركية روسية لضمان استقرار الوضع بإدلب، وكالة الأناضول التركية. 17 أيلول/سبتمبر 2018. (آخر زيارة 21 أيلول/سبتمبر 2018). https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A8%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8/1257276.