قامت "الجبهة الوطنية للتحرير" أحد التجمعات العسكرية المعارضة، و"هيئة تحرير الشام" بتفجير جسور وتفكيك سكة حديدية في محافظات حماة وإدلب وحلب، وذلك لأسباب عسكرية في استخدامها لأغراض حربية، بحسب شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وقال الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة إن "الجبهة الوطنية للتحرير" قامت صباح يوم 5 أيلول/سبتمبر 2018 بتفجير "جسر التوينة" الذي يربط بين قرية التوينة الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة وبين قريتي الحرة والخندق الخاضعتين لسيطرة القوات النظامية السورية شمالي غربي حماة.
صورة نشرها ناشطون محليون تظهر جسر التوينة في منطقة سهل الغاب بحماة بعد تفجيره من قبل "الجبهة الوطنية للتحرير" فجر يوم 5 أيلول/سبتمبر 2018.
كما فجرت "الجبهة الوطنية للتحرير" في 31 آب/أغسطس 2018 كل من "جسر بيت الرأس" الذي يصل قرية بيت الرأس الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة بقرية الجيد الخاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية، وكذلك "جسر الشريعة" الذي يصل قرية الشريعة بقرية الكريم الخاضعة للقوات النظامية السورية أيضاً.
صورتان نشرها ناشطون محليون تظهر جسر بيت الرأس وجسر الشريعة في منطقة سهل الغاب بحماة بعد تفجيره من قبل "الجبهة الوطنية للتحرير" يوم 31 آب/أغسطس 2018
ووفق الباحث الميداني فإن تفجير الجسور الثلاثة جاء بعد تصريحات القوات النظامية السورية حول قرب شنها عملاً عسكرياً برياً على منطقة سهل الغاب، حيث بادرت "الجبهة الوطنية للتحرير" بتفجير الجسور لمنع تقدم القوات النظامية، إلا أن ها العمل لقي استياء شعبياً حاداً وسط الأهالي والمجالس المحلية في المنطقة، حيث تسبب تفجير الجسور بقطع حركة المزارعين من وإلى أراضيهم الزراعية المتاخمة للجسور إضافة إلى قطع حركة المدنيين الذين يقدر عددهم بخمسين ألف نسمة في عموم سهل الغاب، وقد تتضر من تفجير الجسور بشكل مباشر تسعة قرى وهي؛ قبر فضة والرملة والتمانعة والكريم والدرابلة والاشرفية والحاكورة وجسر التونة والتونة.
وفي السياق ذاته، نشر ناشطون محليون في محافظة إدلب يوم 30 آب/أغسطس 2018 مقطعاً مصوراً يظهر أحد الأنفاق التي تم حفرها مؤخراً من قبل إحدى الفصائل العسكرية وقالوا إن المقطع يظهر استخدام قطع من السكة الحديدة في تدعيم النفق، إلا أن بعض الناشطين المحلين قالوا إن هذه القطع الحديدية المستخدمة (العوارض والقطع في السقف) الظاهرة في الفيديو هي ذاتها التي قامت "هيئة تحرير الشام" بتفكيكها على مراحل عدة، في حين لم تتمكن سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من التحقق من مكان التصوير وهوية الأشخاص الظاهرين في المقطع.
صورة مأخوذة من مقطع مصور نشره ناشطون محليون يوم 30 آب/أغسطس 2018، يظهر استخدام قطع من السكة الحديدية لتدعيم أحد الأنفاق، حيث لم تتمكن سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من التحقق من مكان النفق وهوية الأشخاص الظاهرين في المقطع.
وحول هذا الأمر، قال الناشط المحلي "محمد سعيد" عضو فريق "توثيق انتهاكات جبهة النصرة"، إن "هيئة تحرير الشام" قامت بفك قظع من السكة الحديدية، وذلك على مراحل عدة، حيث أصدرت في السادس من آب/أغسطس 2018 قراراً لفك السكة الممتدة بين قريتي كفريحمول وكفر حلب بحلب، وسبق أن فكت في 15 أيار/مايو 2018 السكة الحديدة في سهل الروج بإدلب، كما سبق أن فكت في 12 شباط/فبراير 2018 السكة الممتدة بين كفر حلب ومحطة الزربة.
صورة تُظهر تكليف أحد الأشخاص من قبل "هيئة تحرير الشام" من أجل فك سكة حديدية. المصدر: نشطاء محليون.
وأشار "سعيد" أنهم تمكنوا من تصوير مقاطع فيديو وصوراً فوتوغرافية تظهر قيام عناصر "هيئة تحرير الشام" أثناء فك السكة الحديدية.
صورة نشرها مركز "توثيق انتهاكات جبهة النصرة" يوم 12 شباط/فبراير 2018، لما قال إنها تظهر عناصر من "هيئة تحرير الشام" أثناء قيامهم بفك السكة الحديدية بين قريتي كفر حلب والزربة جنوبي محافظة حلب.