مقدمة: تستمر معاناة آلاف النازحين داخلياً في منطقة ريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وتزداد صعوبة يوماً بعد آخر، ولا سيّما مع تزايد نزوح العديد من سكان مدن وبلدات محافظات دمشق وحمص وحماة ودرعا نتيجة العمليات العسكرية، وتوجه هؤلاء إلى مخيمات عشوائية في منطقة ريف معرة النعمان، حيث يعاني سكان هذه المخيمات والتي يبلغ عددها (13) مخيماً أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب تدهور الوضع الطبي والتعليمي وقلة مياه الشرب، فضلاً عن اقتراب موعد فصل الشتاء.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ (15) ألف نازح داخلياً من أهالي ريف حماة الشرقي يقطنون هذه المخيمات، بعدما كانوا قد نزحوا جرّاء المعارك التي دارت ما بين القوات النظامية السورية من جهة وفصائل المعارضة المسّلحة من جهة أخرى، حيث أفضت هذه المعارك إلى سيطرة القوات النظامية السورية على المنطقة في العام 2017، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة للمدنيين إلى قرى وبلدات ريف محافظة إدلب الجنوبي وخصوصاً إلى ريف مدينة معرة النعمان، كما لفت الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الأطفال هم الأكثر تضرراً من انتشار الأمراض في هذه المخيمات، فالعديد منهم يعاني مرض "الليشمانيات"[1] وخاصة مع غياب أي مركز صحي داخل هذه المخيمات، فضلاً عن انقطاع المعونات الغذائية المقدمة إلى سكان هذه المخيمات منذ عدة أشهر، واضطرارهم للمكوث في خيام ممزقة وغير صالحة للسكن.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت خبراً[2] حول ترّدي الأوضاع الإنسانية والصحية لنحو 250 ألف نازح داخلياً من الريف الشرقي لحماه، وذلك بعد نزوحهم الجماعي إلى مخيمات عشوائية في محافظة إدلب جراء الحملة العسكرية التي شنتها القوات النّظامية السورية وحلفاؤها والتي انتهت بسيطرتها على المنطقة مع نهاية العام 2017.
أولاً: أوضاع إنسانية كارثية:
الحاج "أحمد مصطفى الظلال" وهو أحد النازحين في "مخيم الطليعة" الكائن في منطقة ريف معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، كان يمتلك العديد من رؤوس الأغنام ويعيش من خيراتها مع زوجته وعائلته المكونة من (10) أفراد، قبل أنّ يضطرّ للنزوح مؤخراً من ريف حماة الشرقي نتيجة القصف الكثيف الذي تعرضت له من قبل القوات النظامية السورية إلى "مخيم الطليعة"، ويعيش الحاج "أحمد" حالياً مع عائلته في خيمة صغيرة، وحول وضعه المأساوي روى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"بعد أن كنت في قريتي تاجراً ومرّبياً للمواشي وكنت أمتلك ثروة كبيرة منها، اضطررت للنزوح إلى خيم ممّزقة وغير صالحة للاستخدام، وأعيش مع أسرتي المكونة من (10) أفراد في خيمة واحدة صغيرة جداً وضيقة ولا تكفي حتى ينام فيها أقل من نصف عدد أفراد أسرتي، فضلاً عن أنّ الخيمة ممزقة ومرّقعة فهي عرضة للتلف بأي لحظة ولا يوجد لدي المال لتغييرها، وما يزيد الطينة بلة هو اقتراب فصل الشتاء، كما أنّ الوضع الذي يعيشه الناس هنا في المخيم يمكن اختصاره بعدة كلمات "الحر والجوع والنقص الحاد في الحاجيات الأساسية"، فلا مدارس ولا مراكز طبية في المخيمات وتكتفي بعض الجهات بجولات خجولة على المخيمات لتقديم اللقاحات، ونعاني بالدرجة الأولى من انتشار الأمراض حيث أصيب منذ فترة اثنان من أطفالي يبلغ عمر الأول (13) عاماً والآخر (6) أعوام بمرض "الحصبة"[3]، فاضطررت لعلاجهم في أحد المراكز الطبية البعيدة كثيراً عن المخيمات، وخصوصاً مع غياب أي مركز طبي يقوم على الرعاية الصحية لسكان المخيمات، ناهيك عن حالة البطالة التي تنتشر بين شباب المخيمات، ما زاد في سوء الناحية المادية بشكل كبير."
اضطرّ الحاج "أحمد" إلى بيع كل ما يملك من مواشي بأسعار زهيدة، حتى يتمكن من توفير لقمة العيش لعائلته، ولا سيّما أنّ المعونات الغذائية منقطعة منذ فترة طويلة عن أهالي مخيم "الطلعة"، أما أسعار المواد الغذائية فهي مرتفعة جداً، ولا يستطيع معظم سكان المخيم تحمّل أعباء المعيشة فيه بكل أنواع المعاناة التي فيها، وأضاف الحاج "أحمد" قائلاً:
"في الحقيقة لا ندري إن كنا سنبقى على هذا الحال أم أن هناك انفراج قريب ينهي هذه المعاناة التي نعيشها، وإلى ذلك الحين لا يسعني إلا أن أناشد جميع المنظمات والمؤسسات المعنية أن تنظر بعين الرحمة إلى المخيمات المنتشرة جنوب محافظة إدلب وتقديم يد العون لها لنعيش على الأقل حياة كريمة تليق بنا كبشر فقط."
صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من أحد مخيمات منطقة ريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وقد تمّ التقاط هذه الصورة خلال شهر آب/أغسطس 2018.
ثانياً: انقطاع تام في المعونات الغذائية وغياب المنظمات والهيئات الراعية:
"محمد الحسين" نازح آخر من "مخيم الطليعة"، من مواليد بلدة "الفانات" شرقي محافظة حماة عام (1983)، كان "محمد" يعمل كمدّرس في إحدى المدارس الابتدائية في بلدته، وبتاريخ 17 تموز/يوليو 2012، تعرّض للاختطاف من قبل إحدى المجموعات الموالية للقوات النظامية السورية، حيث بقي مختطفاً حوالي (24) ساعة، وتعرّض خلالها للتعذيب فقط لكونه معارضاً لممارسات القوات النظامية السورية على حد وصفه، وبعد إطلاق سراحه قرر النزوح إلى بلدة السميرية في شرقي محفظة حماة، فاستقرّ فيها طوال خمس سنوات، ومع نهاية العام 2017، نزح "محمد" مع أسرته المكونة من (4) أفراد، إلى "مخيم الطليعة" في ريف معرة النعمان، وفي هذا الخصوص تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:
"نعيش نحن أبناء هذا المخيم حالة حرجة جداً حيث لا مأوى صالح للسكن مع اقتراب موعد فصل الشتاء والبرد والأمطار، ولا خدمات تقدّم في المخيم، حيث تنتشر في فصل الصيف الكثير من الحشرات الضارة بالإضافة إلى ترّدي وضع الصرف الصحي في المخيم وقلة المياه الصالحة للشرب، فعلى سبيل المثال يصل إلى مخيم "الطليعة" حوالي 100 برميل من المياه لأكثر من 200 عائلة تسكن ضمن المخيم، فهذه الكمية قليلة جداً ولا تكفي لنصف سكان المخيم، و وضع الطرقات الواصلة بين الخيم متردي للغاية ويصبح في الشتاء طريق طيني لا يمكن المشي عليه إلا بصعوبة بالغة، فالطرقات تحتاج إلى تعبيد وتزفيت، أما عن الوضع الصحي فهناك حملات لقاح لمكافحة بعض الأمراض، غير أننا وعندما نحتاج لعلاج أحد الأطفال أو النساء نضطر للذهاب إلى مسافات بعيدة جداً قد تصل إلى 15 كم، لتلقي العلاج في مركز طبي في إحدى البلدات المجاورة، وأعيش منذ حوالي 8 أشهر أنا وعائلتي المؤلفة من 4 أفراد بالإضافة إلى والدي ووالدتي وزوجة أبي الثانية ضمن خيمة واحدة كانت في السابق لأحد سكان المخيم الذي تركها بعد أن تمزقت ولم تعد صالحة للاستخدام والسكن فيها، ولسوء الوضع المادي وعدم قدرتي على شراء واحدة جديدة كنا مجبرين على استخدامها بعد أن قمنا بإصلاح ما يمكن منها."
وأضاف "أحمد" بأنّ النازحين في المخيم يعانون من انقطاع تام بالمواد الغذائية، وبأنّ المرة الأخيرة التي قامت فيها إحدى المنظمات بتوزيع سلل غذائية كانت منذ قرابة 3 أشهر أو أكثر، كما أشار إلى أنّ ظاهرة البطالة تتسع يوما ًبعد آخر مع تزايد أعداد النازحين وغياب المنظمات الراعية والمعنية، وتابع قائلاً:
"غالبية السكان الذين نزحوا إلى مخيم الطليعة كانوا قد باعوا كل ما يملكون بعد خروجهم من مناطقهم من أغنام وأبقار وما استطاعوا أن يأتوا به من بلداتهم وقراهم، وبأسعار زهيدة جداً بسبب الاستغلال الذي مارسه عليهم بعض ضعاف النفوس وتجار الأزمة، وكل يوم يمر على سكان هذه المخيم يزداد الوضع الإنساني سوءً."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من أحد مخيمات منطقة ريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وقد تمّ التقاط هذه الصورة خلال شهر آب/أغسطس 2018.
ثالثاً: مخاوف مع اقتراب فصل الشتاء:
يعتبر مخيم الطليعة واحداً من بين (13) مخيماً منتشراً في منطقة ريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، ويعاني سكان هذه المخيمات أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، وهو ما أكده "خالد الهويان" وهو أحد المسؤولين عن تلك المخيمات، إذ قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّه وعقب عمليات "التهجير القسري" لأهالي المحافظات الجنوبية من سوريا، زاد الوضع تردياً في مخيمات النزوح الكائنة في منطقة ريف معرة النعمان، لكثرة أعداد القاطنين فيها وغياب المنظمات الإنسانية والهيئات المعنية، كما أكدّ على سوء الناحية الخدمية والطبية والتعليمية في تلك المخيمات، وعرّج على موضوع غاية في الخطورة وهي تفشي الأمراض المعدية ما بين سكان المخيمات، حيث تحدّث في هذا الصدد قائلاً:
"تنتشر في مناطق من ريف مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، عدداً من المخيمات ويبلغ عددها (13) مخيم وهي "مخيم الطليعة" و"مخيم الفداء" و"مخيم الناعورة" و"مخيم بينين" و"مخيم النواعير" و"مخيم شرق كفروما" و"مخيم العمام" و"مخيم سوق الغنم" و"مخيم معرة شمشة" و"مخيم بابيلا" و"مخيم معصران" و"مخيم حرش الدانا" و"مخيم شرق الدانا"، ويقطن في كل واحد منها حوالي من ( 600) إلى (900) نسمة تقريباً، وتبلغ نسبة النازحين من ريف محافظة حماة الشرقي حوالي (90 %) من إجمالي سكان المخيمات، وتعاني كغيرها من سوء معيشة وحالة مأساوية مع اقتراب موعد فصل الشتاء الذي يحمل في طياته كل عام أياماً صعبة يعيشها سكان المخيمات، من جرّاء السيلانات التي تصيب المخيمات نتيجة الأمطار الغزيرة، فضلاً عن اقتلاعها للخيم في غالب الأحيان، ما يجبر المدنيين الساكنين فيها على البحث عن مأوى آخر أو بقاءهم في العراء دون خيمة تغطيهم."
وأضاف "الهويان" بأن تلك المخيمات المنتشرة في منطقة ريف معرة النعمان، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الطبيعية، فمن الناحية الصحية فإنّ العديد من الأمراض تفشت بين سكان المخيمات بسبب تواجد أنابيب الصرف الصحي على مستوى سطح الأرض وانبعاث روائح كريهة منها، بالإضافة إلى التلوث الذي تسبّبه، لافتاً إلى زيادة حالات الإصابة بمرض "اللشمانيا " بين نازحي تلك المخيمات وخصوصاً الأطفال، كما قال بأنّ ما يزيد الأمر سوءً هو عدم وجود مركز طبي ثابت داخل هذه المخيمات، ويقتصر الأمر على زيارة عابرة لبعض البعث الطبية وحملات اللقاح على فترات متقطعة وطويلة، أما من الناحية الخدمية والمعيشية فإنّ أرضية المخيمات ليست جاهزة وخاصةّ خلال فصل الشتاء، فمع بدء هطول الأمطار يبدأ تجمّع السيلانات التي تضرّ الخيم بشكل كبير وتعيق حركة سكان المخيمات أيضاً، كما قال بأنّ الصرف الصحي بشكل عام يحتاج إلى إعادة صيانة وإصلاح كامل وعلى وجه السرعة لأنه يشكل الخطر الأكبر على سكان المخيمات، وأكمل قائلاً:
"بالإضافة إلى ما سبق ذكره، يعاني سكان هذه المخيمات، من شحّ في المياه الصالحة للشرب، وحالة فقر وانعدام في المواد الغذائية، حيث تعيش كل عائلين في خيمة واحد ممّزقة في ظل نقص حاد في المواد الأساسية ويجدر الإشارة إلى أن المخيمات لم تتسلم أي مساعدات غذائية منذ بداية شهر آذار/مارس 2018، وبالنسبة للوضع التعليمي في المخيمات فلا مدارس توجد في المخيمات أو بالقرب منها ما جعل مئات الأطفال بدون تعليم لحد اللحظة، ويهدد بجيل من الأمية سيخرج من هذه المخيمات وبالتالي ضياع لمستقبلهم، وفي العام المنصرم 2017، قام بعض المدّرسين من أبناء هذه المخيمات بمبادرة تطوعية لتدريس الأطفال وبإمكانيات ضعيفة جداً حيث قاموا بعملية التدريس في خيم صغيرة وبأدوات بسيطة مع عدم تغطية مستلزمات الطلاب أو المدّرسين من أي جهة تذكر، أما هذا العام فلم تشهد المخيمات أي مبادرات تدريسية للأطفال حتى الآن."
صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من أحد مخيمات منطقة ريف معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وقد تمّ التقاط هذه الصورة خلال شهر آب/أغسطس 2018.
رابعاً: غياب الرعاية الطبية:
وفي شهادة أخرى أدلى بها "محمد العلي" وهو أحد الأطباء العاملين في منطقة ريف معرة النعمان، حيث قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ العديد من الأمراض الجلدية والداخلية بدأت بالانتشار ما بين سكان تلك المخيمات، بسبب عدم وجود أي مركز طبي يخدم أهالي تلك المخيمات البالغ عددها (13) مخيم، بالإضافة إلى عدم مبالاة المنظمات والجمعيات والهيئات الراعية لموضوع النازحين، حيث قال في هذا الصدد:
"تتسع يوماً بعد آخر حلقة انتشار الأمراض بين السكان النازحين في هذه المخيمات مثل "اللشمانيا" و "الحصبة" وبعض الأمراض الأخرى مثل "الإسهال" و"التهاب الأمعاء" وكل هذا ناتج عن التلوث البيئي الذي تعانيه المخيمات في ظل ترّدي الوضع الخدمي فيها، مثل التصدّع في أنابيب الصرف الصحي وقلة الماء والمنظفات وانتشار الحشرات الضارة، أما الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً في المخيمات هي مرض "اللشمانيا"، حيث تصيب فئة صغار السن بشكل أكبر وتفتقر المخيمات إلى وجود مراكز صحية ثابتة تقوم بتزويد السكان بلقاحات دورية لتفادي الإصابة بهذا المرض الخطير، فأقرب نقطة طبية عن المخيمات تبعد حوالي (15) كم ، وكانت آخر مرة تمّت فيها تزويد الأطفال بلقاحات ضد مرض "اللشمانيا " هي في نهاية شهر نيسان/أبريل من العام الجاري 2018، كما تعاني المخيمات أيضاً من نقص حاد في معظم الأدوية الازمة لعلاج باقي الأمراض، فالخطوة التي تعتبر أساسية في حل الموضوع الصحي في المخيمات تتلّخص في إنشاء مركز طبي داخل تجمّع هذه المخيمات وتزويده بالأجهزة الطبية الحديثة والأدوية اللازمة لعلاج "اللشمانيا" والحصبة وغيرها."
"إياد أبو الجود" وهو أحد الإعلاميين في منطقة ريف معرة النعمان، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ مجموع أعداد سكان تلك المخيمات يبلغ حوالي (12) ألف نسمة، معظمهم من قرى وبلدات شرقي حماة الذين أجبرتهم الحرب على القبول بهذا الوضع الإنساني المتدهور، وأضاف قائلاً:
"هذه المخيمات لا تحظى بتغطية إعلامية على اعتبار أنها في منطقة جنوب محافظة إدلب، فالكثير من المنابر الإعلامية تضع ثقل تغطيتها على المخيمات المنتشرة على الحدود السورية التركية، متناسية أنّ الكثير من المخيمات في الداخل السوري "المحرر" تحتاج إلى تكاتف ومجهود قوي لتسليط الضوء على معاناة سكانها، وما جعل الأمر يزداد تعقيداً هو حركة النزوح الجماعي للآلاف من سكان ريف دمشق وريف حمص وريف حماة الجنوبي وأخيراً سكان محافظة درعا، والتي تأتي ضمن سياسة ممنهحة للتغير الديموغرافي يتبعها النظام السوري وحلفائه، والجدير بالذكر أنّ مناطق ريف محافظة حماة الشرقي التي خرج منها سكان هذه المخيمات كانت تحت سيطرة كل من تنظيم الدولة الإسلامية وبعض فصائل المعارضة المسّلحة قبل أن تقوم القوات النظامية السورية بحملتها في العام الماضي 2017، والتي تعتبر هي الأعنف من نوعها على الريف الشرقي لمحافظة حماة، حيث دارت معارك طاحنة ما بين القوات النظامية السورية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، والذي كان يسيطر على معظم مناطق الريف مثل قرى وبلدات "ناحية الحمرا"، وتمخّضت هذه المعارك عن خروج التنظيم من المنطقة وبسط سيطرة القوات النظامية السورية عليها، وبعدها بدأت حملة أخرى من قبل القوات النظامية السورية ضد فصائل المعارضة المسّلحة التي تراجعت هي الأخرى أمام تقدّم القوات النظامية السورية المدعومة بغطاء جوي روسي وقصف مكثّف تعرضت له المنطقة."
[1] إنّ داء الليشمانيات من الأمراض المنقولة بالنواقل، وبشكل رئيسي عن طريق لسعات الحشرات الإناث المصابة بالعدوى من الفواصد (ذبابة الرمل). إذ تنتقل الليشمانية الكبيرة عبر الفاصدة الباباتاسية، وذلك من الحيوانات (المستودع) إلى الإنسان. كما تنتقل الليشمانية المدارية عبر الفاصدة السرجنبتية من شخص لآخر. ونادراً ما تنتقل الليشمانية المدارية عبر نقل الدم.
للمزيد من الاطلاع الرجاء الضغط على الرابط التالي: صفحة حقائق حول داء الليشمانيات الجلدي-منظمة الصحة العالمية- http://www.emro.who.int/ar/neglected-tropical-diseases/information-resources-leishmaniasis/cl-factsheet.html.
[2] "أوضاع إنسانية مزرية في مخيمات عشوائية لنازحين من ريف حماه الشرقي"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بتاريخ 24 تموز/يوليو 2018، (|آخر زيارة بتاريخ 17 آب/أغسطس 2018)، https://www.stj-sy.org/ar/view/644.
[3] الحصبة مرض تنفسي معدٍ شديد العدوى، يسببه فيروس يعدى البشر فقط. وينتقل عن طريق القطيرات التنفسية والتماس المباشر مع إفرازات الأنف أو الحلق من الأشخاص المصابين بالعدوى. تتراوح فترة حضانة الحصبة ما بين 7 و 18 يوماً، والمرضى عدوائيون من ما قبل ظهور الطفح بحوالي 4 أيام وحتى 4 أيام بعد الطفح. تتظاهر العلة بحمى شديدة، وطفح مُعمم، وسعال، وزكام (سيلان أنف) أو التهاب ملتحمة (احمرار العينين). تشمل مضاعفات الحصبة الالتهابات الرئوية الفيروسية والجرثومية والإسهال الشديد. ويمكن للمرض أن يؤدي أيضاً إلى حالات عجز مدى الحياة؛ بما في ذلك ضرر الدماغ والعمى والصمم.
مرض الحصبة-منظمة الصحة العالمية- للمزيد انظر إلى الرابط: http://www.emro.who.int/ar/health-topics/measles/disease-and-epidemiology.html.