قُتلت امرأة وأصيب (27) آخرين بينهم نساءُ وأطفال، إثر انفجار ضخم هزّ الحي الشرقي من إدلب المدينة[1]-مركز المحافظة- وذلك بتاريخ 2 آب/أغسطس 2018، وبحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد نجم هذا الانفجار عن سيارة مفخخّة كانت مركونة بالقرب من أحد الأبنية السكنية ومبنى وزارة العدل والإدارة المحلية التابعة لحكومة الإنقاذ -والتي تتبع بدورها لهيئة تحرير الشام-، كما أدى هذا الانفجار إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بمنازل المدنيين وممتلكاتهم.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فلم تُعرف حتى تاريخ إعداد هذا التقرير في يوم 13 آب/أغسطس 2018، الجهة المسؤولة عن هذا التفجير، مع الإشارة إلى إنّ إدلب المدينة مازالت تعيش حالة من الفلتان الأمني الكبير، دون أن تتمكن القوى العسكرية المسيطرة على المدينة والمتمثلة بهيئة تحرير الشام، من فرض السيطرة والأمان الذي بات مطلباً لجميع المدنيين في إدلب المدينة، على الرغم من سيطرتها على جميع مفاصل الحياة المدنية والخدمية عبر الإدارة المحلية التابعة لحكومة الإنقاذ، والتي تتخذ من إدلب المدينة مركزاً لها.
وسبق أن شهدت إدلب المدينة وقوع انفجار مزدوج، بالقرب من أحد المقرات التابعة لهيئة تحرير الشام، بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018، وهو الأمر الذي تسبّب في مقتل وجرح ما لا يقل عن (43) شخصاً، وكانت سوريون من اجل الحقيقة والعدالة قد أعدّت خبراً[2] حول هذا الموضوع، كما كانت المنظمة قد أعدّت تقريراً[3] آخراً حول ازدياد حالات قتل وخطف المدنيين في محافظة إدلب نتيجة الفلتان الأمني، وذلك خلال شهري حزيران/يونيو وأيار/مايو 2018.
تفاصيل الحادثة:
في تمام الساعة (1:00) ظهراً من يوم 2 آب/أغسطس 2018، هزّ انفجار ضخم أحد المباني السكنية ومبنى وزارة العدل والإدارة المحلية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب المدينة، وهو الأمر الذي أكدّه لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، "أحمد رحال" وهو أحد الناشطين الإعلاميين في إدلب المدينة، حيث تحدّث حول مجريات الحادثة قائلاً:
"وقع الانفجار أمام مبنى البنك المركزي في الحي الشرقي في إدلب المدينة، وتحديداً غرب المنطقة الصناعية بالقرب من دوار "المحراب"، كما كان الانفجار أيضاً قريباَ على مبنى وزارة العدل التابعة لحكومة الإنقاذ، وقد نجم هذا التفجير عن سيارة مفخّخة كانت مركونة على طرف الطريق، كما تسبّب هذا الانفجار في مقتل امرأة من نازحي الغوطة الشرقية، وإصابة أكثر من (25) شخصاً بينهم نساء وأطفال من النازحين المقيمين في إدلب المدينة، كما خلّف التفجير أضراراً مادية كبيرة في منازل الأهالي المجاورة وممتلكاتهم، كما أننا لا نستطيع البتّ حول هوية الجهة التي قامت بهذا التفجير وخاصةً أنّ أحداً لم يتبنَ هذا التفجير، لكن قد يكون النظام السوري هو المسؤول عنه، وخصوصاً أنّ هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب المدينة، استطاعت مؤخراً إلقاء القبض على خلية تابعة للنظام السوري."
صورة خاصة بسوريون من اجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من الدمار الناجم عن انفجار سيارة مفخخّة في إدلب المدينة وذلك بتاريخ 2 آب/أغسطس 2018.
وفي شهادة أخرى أدلى بها مدير مركز الدفاع المدني في إدلب المدينة، حيث قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّهم وبعد معاينتهم لمكان الانفجار، فقد تبيّن أنه ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت منطقة سكنية بالقرب من البنك المركزي في إدلب المدينة، كما أشار إلى أنّ هذه المنطقة هي منطقة مأهولة بالسكان والوافدين إلى المدينة من مناطق أخرى، وتابع قائلاً:
"توجهنا إلى مكان الانفجار فور وقوعه، وتمّ توثيق مقتل امرأة وإصابة (27) شخصاً بينهم نساء وأطفال، لكنّ هذه الحصيلة مرّشحة للارتفاع نظراً لخطورة بعض الإصابات التي تعرّض لها المدنيون، وبدورنا عملنا على إزالة مخلّفات الانفجار، ولم نتمكن من فتح الطرقات إلا بعد ساعات من العمل المتواصل، كونها منطقة رئيسية."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من محاولات فرق الدفاع المدني وهم يقومون بإزالة الردم الناجم عن انفجار سيارة مفخخّة في إدلب المدينة وذلك بتاريخ 2 آب/أغسطس 2018.
أحد أقارب الضحية التي قُتلت إثر هذا الانفجار، قالت لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ الانفجار لم يتسبب فقط في مقتل والدة زوجته فحسب، بل أدى أيضاً إلى إصابة زوجته أطفاله أيضاً، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:
"كنا قد نزحنا من ريف دمشق إلى إدلب المدينة، هرباً من الموت وقصف قوات النظام، لكن وبتاريخ 2 آب/أغسطس 2018، وبينما كنت خارج المنزل، علمت أنّ انفجاراً وقع في الحي الشرقي من إدلب المدينة، حيث تقطن عائلتي، فسارعت للتوجه إلى هناك، ففوجئت بحجم الدمار الذي ألمّ بالمنزل، كما رأيت آثاراً للدماء، وعلى الفور توجهت إلى المشفى، فكانت والدة زوجتي قد فارقت الحياة أما زوجتي وأطفالي فقد أصيبوا بجروح متفاوتة، كما أدى الانفجار إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بالمنزل، فضلاً عن تدمير سيارتي التي كنت أعمل عليها من أجل إعالة أسرتي."
صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر أحد الاهالي الذين تعرّضوا للإصابة إثر الانفجار الذي ضرب إدلب المدينة وذلك بتاريخ 2 آب/أغسطس 2018.
وقد استطاع الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، توثيق أسماء القتلى والجرحى الذي سقطوا إثر الانفجار الذي ضرب إدلب المدينة وذلك بتاريخ 2 آب/أغسطس 2018، وهم كالتالي:
القتلى:
-
هدى ناصيف (45) عاماً.
الجرحى:
-
الأطفال:
-
محمود الناجي (عامان).
-
بدر سليمان (5 أعوام).
-
سلوى الناجي (4 أعوام).
-
خطاب شيخو (4 أعوام)
-
فرح غنام (عام).
-
عزام حورية (3 أعوام).
-
النساء:
-
جيدة الناجي (50 سنة).
-
حياة الناجي (45 سنة).
-
عبير ناصيف (25 سنة).
-
بشرى كلاس (24 سنة).
-
يسرى حشيمة (18 سنة).
-
الرجال:
-
زكريا الناجي (35 سنة).
-
يامن عبد الجواد (21 سنة).
-
حسين الفاروق (35سنة).
-
محمد نابلسي (28 سنة).
-
عمر الناجي (36 سنة).
-
عبدو جلب (41 سنة).
-
فادي أسعد (32 سنة).
-
عبد الله غنام (27 سنة).
-
أحمد عقوم (33 سنة).
-
محمد بكور (51 سنة).
-
عزام حسين (35 سنة).
[1] تسيطر هيئة تحرير الشام على إدلب المدينة.
[2] "انفجار مزدوج يستهدف مقراً لهيئة تحرير الشام في إدلب يسفر عن مقتل وجرح 43 شخصاً"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، 26 حزيران/يونيو 2018. (آخر زيارة 13 آب/أغسطس 2018) https://www.stj-sy.org/ar/view/598.
[3] "ازدياد ملحوظ في حوادث قتل وخطف المدنيين في محافظة إدلب نتيجة الفلتان الأمني"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، 5 تمّوز/يوليو 2018. (آخر زيارة 13 آب/أغسطس 2018) https://www.stj-sy.org/ar/view/618.