الرئيسية صحافة حقوق الإنسان تدهور حاد للوضع الطبي في مخيم الركبان والأردن يمنع دخول المرضى للعلاج

تدهور حاد للوضع الطبي في مخيم الركبان والأردن يمنع دخول المرضى للعلاج

وساطات وميزات لعناصر "جيش العشائر" والنازحون ينتظرون أياماً للعلاج

بواسطة wael.m
321 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

ازدادت الأوضاع الصحية سوءً في "مخيم الركبان"[1] الواقع في المنطقة الحدودية بين سوريا والأردن، وسجلت إصابات بأمراض متعددة منها سوء التغذية والتسمم الغذائي بين الأطفال، وتردى الوضع الصحي مع ارتفاع كبير في سعر الدواء ورفض الأردن دخول المرضى إلى أراضيه لتلقي العلاج، وذلك بحسب شهادات عدة حصلت عليها "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أوضحت بشكل جلّي الظروف المعيشية السيئة للنازحين ضمن المخيم منذ بداية تموز/يوليو 2018.

قال ممرض في إحدى النقاط الطبية في مخيم الركبان -رافضاً كشف اسمه لأسباب أمنية- في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة  يوم 15 تموز/يوليو 2018، إن أمراض التهاب الأمعاء والتسمم الغذائي وحالات الإسهال الحادة منتشرة بشكل كبير في المخيم، وبلغت نسبة الأطفال المصابين بالإسهال الحاد 25% من مجمل أطفال المخيم، كما يعاني أطفال آخرون من حالات جفاف، إضافة إلى انتشار وزمات الرئة والتهاب القصبات الحاد والتهاب المجاري البولية بشكل كبير بين النازحين في المخيم.

وأشار الممرض إلى عدم قدرة النقاط الطبية داخل المخيم، وعددها ثلاث نقاط، على علاج حالات الإسهال الشديد نظراً لعدم إمكانية إجراء التحاليل اللازمة لمعرفة نوع الجرثومة المسببة للمرض، كذلك عدم إمكانية علاج حالات عدة مثل الحروق والكسور واحتشاء عضلة القلب، بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة.

وبحسب الممرض فإن سعر الأدوية ارتفع بشكل كبير بعد العملية العسكرية التي شنتها القوات النظامية السورية وحلفائها على محافظة درعا ما سبب إغلاق "طرق الضمير" الذي كانت تأتي عبره الأدوية من مناطق النظام، وأوضح أن "مهربو الأدوية" أصبحوا يفرضون ربحاً إضافياً على الدواء يصل إلى 60% وأن "التجّار" في المخيم يفرضون ربحاً له قدره 15% ويتحكمون بالسعر نظراً لصعوبة توفر الدواء وقلته. وتابع قائلاً:

"إن المريض المصاب بتسمم غذائي أو إسهال شديد يحتاج إلى تركيب سيروم مع بعض الأدوية، تبلغ تكلفة علاجه البسيط 10 آلاف ليرة وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة للوضع المادي لسكان المخيم."

وقال مصدر طبي آخر، رفض كشف اسمه أيضاً لأسباب أمنية، في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة  يوم 13 تموز/يوليو 2018، في المخيم إن حالات اختناق بين الأطفال وكبار السن وحالات حساسية في الصدر سجلت جراء عواصف غبارية ضربت المنطقة، كما أن درجات الحرارة المرتفعة والبيئة الصحراوية وانتشار الحشرات مع انعدام وسائل التبريد وحفظ الطعام ساهم في تردي الوضع الصحي.

وشهد مخيم الركبان يومي 23 و26 حزيران/يونيو 2018 مظاهرتين طالب خلالهما النازحون الأردن والأمم المتحدة بمعاودة توزيع المساعدات الغذائية وتحسين الوضع الصحي وفتح المعبر الحدودي أمام المرضى.

وقالت مصادر محلية عدة من داخل المخيم لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أن حرس الحدود الأردني يمنع دخول الحالات المرضية حتى وإن كانت خطيرة إلى الأراضي الأردنية للعلاج بشكل قاطع، في حين أنه يسمح بمرور أي عنصر ينتمي لفصيل "جيش العشائر" بكل سهولة بموجب تقرير طبي.

إحدى السيدات المقيمات بالمخيم ومرافقة أحد مرضى الكلى، قالت إنها كانت تنتظر مع المريض عند النقطة الطبية الأردنية (نقطة عون) ومعها تقرير طبي يؤكد تدهور حالة المريض، وتابعت: "قام العسكري الموجود عند النقطة بتمزيق التقرير الطبي ولم يسمح لي بالدخول بحجة الإزدحام وطردنا (…) إذا كان عندك واسطة من أحد عناصر الفصيل تستطيع الدخول وإلا سوف تنتظر أياماً وأسابيع حتى يسمح لك."

وفي السياق ذاته، قال إبن أحد مرضى القلب، طلب عدم كشف اسمه، إن والده يعاني من نقص تروية وتسرع بالقلب ويحتاج لإجراء قثطرة قلبية وتخطيط قلب، وعندما أخدوه إلى (نقطة عون الطبية) أجروا هناك فحصاً بسيطاً دون تخطيط وأعطوه عدة أدوية وطلبوا منه العودة للمخيم ومازالت حالة المريض دون تحسن.

وأضاف الشاهد أن دخول نقطة العلاج صعب جداً والإزدحام شديد، وتابع:"قد ينتظر المرض أياماً للدخول لكنه يدخل بالنهاية إن كان لديه تقرير طبي يوضح حالته."

وحول (نقطة عون الطبية) قال الناشط " محمد حسن العايد" مدير شبكة أخبار تدمر في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 19 تموز/يونيو 2018، إن النقطة تبعد نحو 3 كم عن مخيم الركبان، وتقع في عند الساتر الترابي الأردني ضمن "المنطقة الحرام" بين حدود سوريا والأردن، وكادرها جميعه من الجنسية الأردنية، وهي عبارة عن مشفى ميداني صغير والعلاج والخدمات المقدمة فيها ليست أفضل من تلك التي تقدمها النقاط الطبية البسيطة داخل المخيم إلا أن الدواء لديها مجاني ومتوفر، وتابع قائلاً:

"لا يسمح بدخول نقطة عون إلا للمريض ذو الحالة الطارئة جداً (القريب من الموت) ورغم شدة سوء حالة المريض الصحية واحتياجه إلى مشفى وعناية مركزة لا يسمح له بدخول الأردن للعلاج ويقتصر علاجه ببعض الأدوية في نقطة عون ويرسل للمخيم من جديد، كما يسمح بالدخول الى النقطة فقط بواسطة من جيش العشائر كونه يتلقى دعماً من الأردن."

وسبق أن صرحت سفيرة النوايا الحسنة عن قضايا اللاجئين في الأمم المتحدة، الصافية العجلوني آل المجالي لوكالة سمارت للأنباء، أن مكتب المفوضية لم يؤدي دوره "بأمانة" بإيصال الإمداد الغذائي والدوائي لمخيمي الركبان والحدلات (الرويشد)، الواقعان عند الحدود السورية الأردنية، وأن المساعدات والإمدادات الغذائية التي دخلت المخيمين في فترات سابقة كانت حصيلة جهود شخصية وجمع تبرعات من أثرياء في الدول الأوروبية، أبرزها إيطاليا وألمانيا، واقتصر دور مفوضية الأمم المتحدة على تنسيق الدخول إلى المخيمات فقط.

سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، كانت قد نشرت تقريراً آخراً في شهر أيلول/سبتمبر 2017، سلّطت الضوء فيها على معاناة النازحين في الحصول على المياه الصالحة للشرب، كم تحدّث التقرير عن الأوضاع المعيشية المزرية للنازحين.

 


[1] يقع مخيم "الركبان" عند الحدود السورية الأردنية، وهو مخيم عشوائي يمتد على طول 5كم الشريط الحدودي مع المملكة الأردنية الهاشمية داخل الحد السوري وكذلك بطول 7كم وعمق 3كم ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بين الأردن وسوريا، وهو مخيم عشوائي لا يوجد له شكل هندسي واضح، كونه قام بمبادرات النازحين دون رعاية هيئات مدنية، ويقطن في المخيم نحو 80  ألف نسمة، يزيد عددهم وينقص تبعاً للظروف الأمنية والمعارك الدائرة وسط وشرقي البلاد، وسط حركة نزوح دائمة من وإلى المخيم، حسب ما أفادت مصادر مسؤولة عن الإحصاء والتوثيق مقرها في المخيم.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد