في يوم السبت الموافق 23 حزيران/يونيو 2018، أعلن "مجلس محافظة درعا الحرّة" التابع للحكومة السورية المؤقتة، بلدات ريف درعا الشرقي "مناطق منكوبة"، وذلك بعد تعرّض عدد من مدن وبلدات اللجاة وناحتة وبصر الحرير والحراك ومليحة العطش في ريف درعا الشرقي، لهجماتٍ عسكرية من جانب القوات النظامية السورية وحلفائها وذلك اعتباراً من تاريخ 19 حزيران/يونيو 2018.
وقال مجلس المحافظة في بيان نشره بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018، أنّ قرى وبلدات ريف درعا الشرقي كانت قد تعرضت لقصف ممنهجٍ من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، مما تسبّب في حركة نزوح جماعية وتهجير قسري لأهاليها، وبحسب ما جاء في البيان، فقد فاقت أعداد المهجرّين في ريف درعا الشرقي (50) ألف شخصاً، مشيراً إلى أنّ القصف والنزوح ينذران ب "حدوث كارثة إنسانية، نظراً إلى نقص الإمكانات والخدمات ولعدم توافر المنازل وحتى الخيم، كما دعا المجلس في بيانه المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وإيقاف القصف.
صورة تظهر البيان الصادر عن مجلس محافظة درعا الحرّة بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018، حول إعلان مناطق ريف درعا الشرقي مناطق منكوبة.
مصدر الصورة: مجلس محافظة درعا الحرّة.
وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ هذا الإعلان جاء بعد اشتداد القصف على مناطق ريف درعا الشرقي، بواسطة راجمات الصواريخ، إضافة للغارات الجوية والبراميل المتفجرّة من قبل القوات النظامية السورية وحلفائها، وذلك اعتباراً من تاريخ 22 حزيران/يونيو 2018، وخاصةً في بلدات بصر الحرير ومليحة العطش والكرك وناحتة والمليحة الشرقية، ومدينة الحراك وقطاع منطقة اللجاة الشمالي الشرقي، حيث أدى هذا القصف العنيف إلى تدمير العديد من منازل المدنيين والمنشآت الحيوية، كما أسفر عن مقتل قرابة عشرين مدنياً وسقوط عشرات الجرحى جلَهم من الأطفال، كما تسبّب القصف في موجة نزوح غير مسبوقة لآلاف العائلات.
وأظهر مقطع فيديو نشره الدفاع المدني في محافظة درعا، جانباً من عمليات القصف التي تعرّضت لها الأحياء السكنية في بلدات بصر الحرير واللجاة بريف درعا الشرقي وذلك بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018.
صورة مأخوذة من مقطع الفيديو السابق، تظهر جانباً من عمليات القصف على مدن وبلدات ريف درعا الشرقي وذلك بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2018.
وأفاد الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ طيراناً حربياً يُعتقد أنه روسي، كان قد ساند القوات النظامية السورية للمرة الأولى في هجومها على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في ريف درعا الشرقي، وذلك في منتصف ليلة يوم الأحد الموافق 24 حزيران/يونيو 2018، وأشار إلى أنّ ذاك الطيران الحربي كان قد شنّ هجمات على كلٍ من بلدات بصر الحرير والكرك الشرقي وقرى مليحة العطش ومسيكة ورخم، بعشرات الغارات الجوية، وهو ما أدى إلى دمار واسع في الأبنية السكنية. واستمرّت هذه الغارات حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم ذاته.
وتحاول القوات النظامية السورية وبمساندة ميليشيات إيرانية ولبنانية منذ تاريخ 19 حزيران/يونيو 2018، السيطرة على أجزاء من الريف الشرقي من درعا ولكنها لم تنجح في ذلك، ويتخوّف سكان محافظة درعا من تمدّد الاشتباكات والغارات الجوية لتصل حتى القرى الحدودية والتي أصبحت تحوي على عشرات الآلاف من السكان والمهجريّن، وذلك على الرغم من أنّ محافظة درعا مشمولة بهدنة خفض التصعيد في جنوبي غربي سوريا، والتي تمّ التوصل إليها بتاريخ 9 تموز/يوليو 2017، ما بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت بتاريخ 22 حزيران/يونيو 2018، بياناً منسوباً إلى المتحدث باسم الأمين العام بشأن سوريا "ستيفان دوجاريك"، حيث قال فيه:
"يشعر الأمين العام بقلق شديد من التصعيد العسكري الأخير، بما في ذلك الهجمات البرية والقصف الجوي في جنوب غرب سوريا. وقد أسفرت الهجمات عن تشريد آلاف المدنيين، والذي يتجه معظمهم إلى الحدود الأردنية. ويشعر الأمين العام بالقلق أيضا إزاء المخاطر الكبيرة التي تمثلها هذه الهجمات للأمن الإقليمي."