بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2018 وقع انفجار مزدوج بعبوة ناسفة وسيارة مفخخة قرب فندق الكارلتون في مدينة إدلب[1] مستهدفاً إحدى مقرات "هيئة تحرير الشام"[2]، وأسفر عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 43 شخصاً، حيث يعتبر الاستهداف هو الثاني خلال الشهر ذاته، إذ سبق أن استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية/داعش" مقر آخراً للهيئة والذي يقع في معمل الكونسروة غربي المدينة، وذلك بتاريخ 13 حزيران/ يونيو 2018.
وقال شاهد العيان "باسل حوا" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 21 حزيران /يونيو 2018، إن عبوة ناسفة انفجرت قرب مبنى فندق الكارلتون الذي يتخذه الهلال الأحمر السوري مركزاً له، ويقع على مقربة من مقر لهيئة تحرير الشام تلاه بعد عدة دقائق انفجار سيارة مفخخة، وتابع قائلاً:
"بعد الانفجار الأول توافدت فرق الدفاع المدني والمدنيون لإسعاف الجرحى ثم وقع الإنفجار الثاني والذي كان قريباً من مقر لهيئة تحرير الشام وتجمع مدنيين، وأسفر التفجير الثاني في لحظاته الأولى عن مقتل عنصر من الدفاع المدني وطفل وامرأة ورجل."
صورة تظهر مبنى فندق كارلتون القريب من موقع التفجير الذي ضرب المدينة يوم 21 حزيران /يونيو 2018، وفق ما أكد شهود العيان.
مصدر الصورة شبكة الدرر الشامية.
من جانبه، قال شاهد العيان "أحمد رحال" في حديث مع سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يوم 21 حزيران /يونيو 2018، إنه كان متواجداً لحظة وقوع التفجير الأول وهو عبارة عن انفجار دراجة نارية مفخخة ووقع تحديداً غرب جامع التوحيد ومباشرة على الشارع الرئيسي الذي يؤدي إلى مدينة أريحا.
وأضاف "رحال" أن الانفجارين أسفرا عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح 35 آخرين بينهم عدد من عناصر الفصائل العسكرية، وأكد وجود جثث متفحمة غير الجثث الثمانية لم تحدد هويتها ولم تعرف إن كانت تعود لمدنيين أم مقاتلين من هيئة تحرير الشام كون الإنفجار الثاني كان أقرب إلى مقرهم، وتابع قائلاً:
"إن مقر تحرير الشام يقع قرب مبنى الكارلتون، والمقر محصن بشكل كبير ولم يستطع التفجير تجاوز التحصينات الخارجية (التدشيمات) الأمر الذي يستبعد وقوع إصابات في صفوف العناصر بداخل المقر، ولقد قامت تحرير الشام بإخلاء المقر وإغلاقه بعد هذا الاستهداف."
صورة توضح موقع مقر هيئة تحرير الشام وفق ما أكد شاهد العيان أحمد رحال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث نشر "مرصد إدلب 55" الصورة الملتطقة بتاريخ 21 حزيران /يونيو 2018.
وبحسب الشاهد فإن أهالي المنطقة يرجّحون وقوف تنظيم "الدولة الإسلامية /داعش" خلف التفجيرين، حيث قال "رحال":
"اعتاد التنظيم تنفيذ مثل هذه التفجيرات في إدلب وعادة يعلن عن مسؤوليته عنها بحال وقوع قتلى من هيئة تحرير الشام كما حدث في التفجير الذي وقع يوم 13 حزيران الجاري."
من جهته، نشر الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب مقطعاً مصوراً للحظة الأولى لانفجار الدراجة النارية، كما أعلن مقتل ثمانية مدنيين بينهم المتطوع في صفوفه مصطفى قصاب وإصابة متطوع آخر إلى جانب 34 جريحاً.
صورة من مقطع مصور نشره الدفاع المدني يوم 21 حزيران /يونيو 2018 تظهر لحظة انفجار عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية.
وفي حادثة مشابهة، ضرب تفجير آخر مقراً لهيئة تحرير الشام غربي مدينة إدلب في "معمل الكونسروة" يوم 13 حزيران/يونيو الجاري، وأسفر حينها عن مقتل وجرح 14 عنصراً لتحرير الشام، حيث تبنى تنظيم الدولة الإسلامية/داعش التفجير ونشرت وكالة أعماق التابعة له وقنوات موالية له على تطبيق تلغرام مقطعاً مصوراً يظهر الانفجار الناجم عن السيارة المفخخة ويحمل عنوان "جزاءً وفاقاً" حيث جاءت العملية "ثأراً" لمقاتلي التنظيم الذين قتلوا في معسكر سري لهم كانت هيئة تحرير الشام اقتحمته في وقت سابق بحسب وصفهم.
وسبق أن ضرب تفجير بسيارة مفخخة مبنى القصر العدلي في مدينة إدلب يوم 12 أيار /مايو 2018، حيث نشرت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تقريراً مفصلاً بعنوان تفجير سيارة مفخخّة يودي بحياة (14) شخصاً ويصيب أكثر من (30) آخرين في إدلب المدينة.
[1] تسيطر هيئة تحرير الشام/جبهة النصر ة سابقاً على إدلب المدينة.
[2] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، وحركة أنصار الشام الإسلامية، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.