الرئيسية تحقيقات مواضيعية تفجير سيارة مفخخّة يودي بحياة (14) شخصاً ويصيب أكثر من (30) آخرين في إدلب المدينة

تفجير سيارة مفخخّة يودي بحياة (14) شخصاً ويصيب أكثر من (30) آخرين في إدلب المدينة

التفجير وقع بتاريخ 12 أيار/مايو 2018 أمام القصر العدلي التابع لحكومة الإنقاذ وتسبّب في خروج مشفى إدلب المركزي عن الخدمة

بواسطة wael.m
359 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: قُتل ما لا يقل عن (14) شخصاً وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين، إثر تفجير سيارة مفخخة وسط مدينة إدلب[1] -مركز المحافظة- وذلك بتاريخ 12 أيار/مايو 2018، وبحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد وقع الانفجار أمام القصر العدلي الذي تتخذه وزرات حكومة الإنقاذ[2] التابعة لهيئة تحرير الشام[3] مقراً لها، فيما طال الانفجار مقراً آخراً يجاور القصر العدلي ويضمّ بداخله أحد السجون المؤقتة والتابعة لهيئة تحرير الشام ، كما تعرّض مشفى إدلب المركزي لأضرار مادية كبيرة نتيجة قربه من مكان الانفجار، وهو ما تسبّب في خروجه إلى الخدمة.

وبحسب الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فلم يتم التعرف حتى الآن على الجهة التي تقف وراء هذا التفجير، مشيراً إلى أنّ المنطقة شهدت عقب وقوع الانفجار، اندلاع اشتباكات مسّلحة ما بين عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام، وآخرين مجهولي الهوية كانوا ملثمين ويحاولون التقدم باتجاه المقر التابع لهيئة تحرير الشام، والذي يحوي سجناً مؤقتاً بداخله، كما لفت إلى أنّ تفجيراً آخراً تبع هذه الاشتباكات وكانت ناجماً عن تفجير انتحاري قام به شخص ما داخل هذا المقر، وهو ما تسبّب في زيادة أعداد القتلى والجرحى.

وكان سبق لمدينة إدلب تعرضت لانفجار ضخم أودى بحياة (29) شخصاً وجرح أكثر من (150) آخرين، وذلك بتاريخ 9 نيسان/أبريل 2018، وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة قد أعدت تقريراً مفصّلاّ عن تلك الحادثة، وحمل عنوان "انفجار ضخم يودي بحياة (29) شخصاً ويصيب أكثر من (150) آخرين في إدلب المدينة، المعلومات الأولية تشير إلى أنّ سبب الانفجار قد يكون صاروخ بعيد المدى."

تفاصيل الحادثة:

في تمام الساعة (9:30) من مساء يوم 12 أيار/مايو 2018، هزّ انفجار ضخم وسط مدينة إدلب، وكان مكان الانفجار لا يبعد سوى (200) متر تقريباً عن مشفى إدلب المركزي والذي يعتبر أهم نقطة طبية في مدينة إدلب، كونه يستقبل بحدود (5-7) آلاف مريض شهرياً من جميع أرجاء المحافظة، وقد تسبّب هذا الانفجار في إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمشفى، بحسب ما أفاد به أحد الكوادر الطبية العاملة في المشفى لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حيث قال في هذا الصدد:

"في مساء ذلك اليوم سمعنا دويّ انفجار هائل بالقرب من المشفى، وقد أدى هذا الانفجار إلى انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن المشفى المركزي، فضلاً عن الدمار الكبير الذي لحق بالطابق الأول والثاني من المشفى، والذي يضمّ قسماً للأطفال والأمهات، وماهي إلا دقائق أخرى حتى سمعنا صوت اشتباكات مسّلحة تدور في المنطقة، وبعدها بحوالي عشر دقائق، وقع انفجار آخر إلا أنّ دويه لم يكن هائلاً كالانفجار الأول، حيث تبيّن لاحقاً بأنّ شخصاً ما قام بتفجير نفسه، وذلك بعد اندلاع اشتباكات مع عناصر مجهولي الهوية بالقرب من القصر العدلي الذي يبعد قرابة (100) متر عن المشفى، ثمّ بدأت سيارات الإسعاف والطوارئ بالعمل على إخلاء المرضى والكادر الطبي من المشفى، وخلال عملية الإنقاذ تلك تعرّض بعض العاملين في المشفى لإصابات نتيجة ما حصل."

وأضاف الشاهد بأنّ المشفى المركزي قام بنقل (25) طفلاً إلى المشافي المجاورة، وذلك عقب تعرّض قسم الأطفال لأضرار مادية كبيرة، إضافة إلى قسم الداخلية والجراحة والعمليات، وهو ما أدى إلى خروج المشفى عن الخدمة، كما أشار إلى أنّ حجم الأضرار البشرية والمادية كان كبيراً جداً في مكان الانفجار، إذ تمّ تسجيل مقتل ما لا يقل عن (14) شخصاً بينهم سجناء، كانوا محتجزين في السجن التابع لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً، والذي وقع الانفجار أيضاً بالقرب منه.

صورة تظهر الإعلان الصادر عن الجمعية الطبية الأمريكية السورية (سامز)، حو ل خروج مشفى إدلب المركزي عن الخدمة، وذلك إثر الانفجار الذي هزّ مدينة إدلب بتاريخ 12 أيار/مايو 2018، مصدر الصورة: الجمعية الطبية الأمريكية السورية التي تدعم مشفى إدلب المركزي.

وفي شهادة أخرى أدلى بها أحد أقارب الضحايا المحتجزين الذين قضوا إثر الانفجار الذي وقع بالقرب من أحد السجون التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب المدينة، إذ قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ شقيقه ويدعى "يحيى حجار" كان يبلغ من العمر (63) عاماً وكان قد تمّ توقيفه بسبب إحدى المخالفات، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:

"كان أخي يعمل في كشك صغير في المدينة كي يعيل أسرته ويؤمّن لهم حياة كريمة، وكان قد تمّ توقيفه منذ مدة قصيرة، بسبب مخالفة بسيطة تتعلق بافتتاح الكشك، ولو كان شقيقي يرتبط بأي فصيل عسكري وله أي علاقة بالعسكرة لكان حياً الآن وبصحبة عائلته، إلا أنّه وقع ضحيةً لذلك لانفجار وترك خلفه 6 ستة أطفال وزوجة لم يعد هنالك من يعيلهم، لقد قضى أخي تحت ركام السجن بعد انفجار السيارة المفخخة، وكان هنالك أكثر من سبعة سجناء قضوا معه أيضاً، إذ كانوا متواجدين في أحد الأقبية التي انهارت عليهم من شدة ذلك الانفجار."

صورة خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تظهر جانباً من الدمار الحاصل وسط مدينة إدلب، وذلك إثر الانفجار الذي وقع بتاريخ 12 أيار/مايو 2018.

"مصطفى حاج يوسف" وهو مدير الدفاع المدني في مدينة إدلب، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة بأنّ فرق الإنقاذ عملت على مدار (24) ساعة متواصلة من أجل إخراج العالقين من تحت الأنقاض، وفي هذا الخصوص تابع قائلاً:

"بدأنا العمل في تمام الساعة (9:45) من مساء ذلك اليوم، وعملت فرق الإنقاذ لساعات متواصلة من أجل انتشال الضحايا من تحت الركام وإسعاف الجرحى، وكانت الحصيلة الأولية للقتلى أثناء العمل ليلاً (9) قتلى فضلاً عن إصابة قرابة (30) شخصاً، وفي اليوم الثاني استمرت فرق الدفاع المدني بالعمل وتمّ استخراج (5) أشخاص من بين الركام، ليرتفع عدد القتلى بذلك إلى (14) شخصاً، مع العلم بأنّ هذه الحصيلة ليست نهائية بل إنها مرشحة للارتفاع نظراً لخطورة العديد من الإصابات التي تمّ نقلها إلى المشافي التركية."

وقد استطاع الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة توثيق أسماء القتلى الذين سقطوا إثر الانفجار الذي وقع في مدينة إدلب، وذلك بتاريخ 12 أيار/مايو 2018، وهم كالتالي:

أسماء القتلى من المدنيين:

  1. هاجر محمد عثمان (امرأة).

  2. حلا سباعي(امرأة).

  3. عمران أيوب.

  4. أحمد خالد عمر.

  5. يحيى حجار.

  6. محمد عبد السلام.

  7. زهير حداد.

  8. بيان حداد.

  9. صلاح السويد.

أسماء القتلى من العسكريين التابعين لهيئة تحرير الشام:

  1. رجب حسين خلف.

  2. أبو عامر الشامي.

  3. مجهول الهوية.

  4. مجهول الهوية.

  5. مجهول الهوية.

 

 


[1] تسيطر هيئة تحرير الشام/جبهة النصر ة سابقاً على إدلب المدينة.

[2] بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2017، تمّ انعقاد "المؤتمر السوري العام" في محافظة إدلب، والذي توصل إلى تشكيل "مجلس تأسيسي/هيئة تأسيسية" لتسمية رئيس حكومة جديد، ونتج في عنه بيان ختامي لتشكيل ما أطلقوا عليها اسم "حكومة الإنقاذ" حتى تدير "المناطق المحررة" في شمال سوريا، وقد تمّ تشكيل "حكومة الإنقاذ" فعلياً بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، إذ أنها أعلنت عن تسمية وزرائها في مؤتمرها التأسيسي الذي تمّ برئاسة "محمد الشيخ"، والذي قال بأنّ تشكيل هذه الحكومة جاء بعد إطلاق مبادرة لتشكيل إدارة مدنية من قبل مجموعة من الأكاديميين والفعاليات والهيئات في محافظة إدلب، وواجهت هذه الحكومة اتهامات بالتبعية لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً، وذلك على خلفية استعانتها بعناصر من هيئة تحرير الشام في تطبيق عدد من قرارتها.

[3] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2017، أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا الإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة، وحركة أنصار الشام الإسلامية، إلا أنه وعلى خلفية اندلاع المواجهات الأخيرة بين حركة أحرار الشام  وهيئة تحرير الشام في الشمال السوري بتاريخ 15 تموز/يوليو 2017، أعلنت حركة نور الدين الزنكي انفصالها عن الهيئة بتاريخ 20 تموز/يوليو 2017.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد