تشهد محافظة درعا نوعاً من الفلتان الأمني أدى إلى ازدياد ملحوظ في عمليات الخطف والاغتيالات واطلاق النار بشكل عشوائي، وغالباً ما يلوذ أصحاب هذه الأفعال بالفرار، فمنذ بداية آخر أسبوع من شهر كانون الأول/أكتوبر 2016 وحتى نهاية الشهر وقعت أربع عمليات قتل في أماكن متفرقة من المحافظة ولكن بالمقابل تمّ إلقاء القبض على مرتكبي بعض جرائم القتل الأخرى التي وقعت في الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
1 – بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر وتحديداً في مدينة داعل ألقت الفصائل المسلّحة القبض على ما سمتّه "خليّة أمنية" مكونة من أربعة أفراد وقالت أنّ هذه المجموعة تعمل لصالح الأجهزة الأمنية السورية وكانت تنوي القيام بأعمال تخريبية داخل المدينة، وبحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّ اثنين منها قُتلا أثناء عملية التحقيق معهم وهما: محمد محمود الحريري وفايز قاسم قطليش، حيث أصدرت الفصائل بياناً قالت تعقيباً على الحادثة، أنّه وأثناء فترة التحقيق مع الخلية قام اثنان من أفرادها وهم محمد محمود الحريري وفايز قاسم قطليش بالإستيلاء على بندقية أحد الحرّاس وإشهارها بوجه المحققين ما اضطر الحراس إلى التعامل معهما وقتلهما على الفور، فيما تم تسليم من تبقى (محمود فايز قطليش وحسين علي الناصر) إلى محكمة دار العدل في نوى لعرضهم على القضاء.
2 – أمّا الحادثة الأخرى فوقعت في الغارية الشرقية وذلك بتاريخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 2016 حين أدّى عطل فنّي في آلة للإسمنت (جبالة باطون) إلى إثارة حفظية صاحب البناء والمدعو (ن،أ،غ) حيث قام بإشهار سلاحه في وجه العمّال وقام بإطلاق النار عليهم مما أدّى إلى مقتل أحد العمال على الفور ويُدعى (أحمد عبد الرحيم المصري) في العقد الرابع من عمره، وهو أحد النازحين من مدينة خربة غزالة، وبعد يومين من الحادثة قام القاتل بتسليم نفسه إلى محكمة دار العدل التابعة للمعارضة السورية في درعا للنظر في أمره.
صورة أحمد عبد الرحيم المصري الذي قُتل بطلق ناري أثناء عمله، مصدر الصورة نشطاء من محافظة درعا
وفي تاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2016 أقدم ملثمون مجهولون على اطلاق النار على الشاب (إبراهيم فريد أبو عودة) في بلدة تسيل، وهو يبلغ من العمر 29 عاماً، ثم لاذوا بالفرار بسيارتهم إلى جهة مجهولة، حيث قال الناشط صهيب السلامات لسوريون من أجل العدالة والحقيقة في هذا الصدد:
"بعد سماعنا لصوت اطلاق العيارات الناريّة، توجهنا إلى مكان الحادثة على الفور، حيث وجدنا الشاب وقد أصيب برصاصة في الرأس أدت إلى مقتله على الفور." وأضاف صهيب:
"هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هكذا حوادث فقد حصلت حوادث مشابهة عديدة في الماضي، وعادة ما يستقل المرتكبون إمّا دراجات نارية أو سيارات بدون نمر أثناء عملية الإغتيال، ولكن مؤخراً بتنا نشاهد عمليات اغتيال في وضح النهار وأيضاً يستطيع القتلة بالهروب، ومعظم الضحايا من المدنيين مما يرجّح فرضية "تصفية الحسابات الشخصية، ومن تلك العمليات:
أ – بتاريخ 4 آب/أغسطس 2016 وقعت عملية اغتيال بحق كلٍ من يوسف عبد الكريم النعسان وتوفيق النعسان وجمال السلامات.
ب – بتاريخ 16 آب/أغسطس 2016 جرت عملية اغتيال أخرى في ذات الشهر راح ضحيتها المواطن بسام محمد العودات بعد استهدافه من قبل مجهولين بعدّة طلقات على الطريق المؤدي إلى قرية عدوان المجاورة.
ج – بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 أطلق مجهولون النار على الشاب محمد يوسف القرفان، أثناء خروجه من منزله أصيب على إثرها بجروح خطيرة.
د – أمّا الحادثة الرابعة فقد وقعت في مدينة الحراك في درعا، وذلك بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2016 عندما قُتل الشاب خالد الغباري، الملقب "أبو غبرة" وأصيب الشاب حسن يونس أبو صافي، وذلك نتيجة تبادل لإطلاق النارح مع مجموعة من الملثمين على الطريق الواصل بين قريتي (الحراك والغارية الشرقية).
صورة الشاب خالد الغباري الذي قتل برصاص ملثمين – مصدر الصورة نشطاء من محافظة درعا
وفي سياق متصل أعلنت الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية في مدينة الحارة بريف المحافظة الغربي عن إلقاء القبض على كل من المدعو محمد سليمان السعدي وعماد دعيبس، وذلك بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2016 بعد إجراء التحقيق معهما واعترافهما بارتكابهما جريمة القتل العمد التي حدثت الأسبوع الفائت في المدينة وأدت إلى مقتل المواطن عيسى العرنوس، البالغ من العمر (70) عاماً وزوجته مريم عوض العرنوس، البالغة من العمر (62) عاماً، بقصد السرقة، وتمّ تسليم المتهمين إلى محكمة دار العدل في حوران.