مقدمة: في مساء يوم الجمعة الموافق 13 نيسان/أبريل 2018، قامت قوات أمنية تابعة لأسايش الإدارة الذاتية، باعتقال سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا “نعمت داوود” والذي يشغل أيضاً منصب عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي في سوريا والمنضوي تحت الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السّورية. وقد حدثت عملية الاعتقال في منزله الكائن في مدينة قامشلو/قامشلي في محافظة الحسكة والخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية.
ويُعتبر “نعمت داوود” أحد السياسيين الكرد السوريين، وهو من مواليد قرية “كركي دقورية” التابعة لمدينة عامودا في محافظة الحسكة عام (1955)، وهو متزوج ولديه ولدان وابنتان، ويحمل إجازة في الرياضيات.
بدأ داوود حياته السياسية بالانتساب إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في العام 1970، والذي تحوّل اسمه لاحقاً خلال مؤتمر الحزب الرابع في العام 1977 إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
في العام 1983 أصبح “نعمت داوود” عضواً في اللجنة المنطقية للحزب، وفي العام 1986 أصبح عضواً مرشّحاً للجنة المركزية للحزب. وعند حدوث انشقاق ضمن صفوف الحزب في العام 1992، عمل داوود مع تيار القيادي “عزيز داوود” والذي حمل اسم الحزب “الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا” نفسه، علماً أن “عزيز داوود” شغل منصب الحزب آنذاك وشغل “نعمت داوود” منصب عضو الجنة المركزية في الحزب.
في العام 2008 قام تيار “عزيز داوود” بتغيير اسم الحزب إلى “حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا” وذلك في المؤتمر الحادي عشر للحزب.
وفي المؤتمر الحادي عشر للحزب عام 2013، تمّ انتخاب “نعمت داوود” سكرتيراً لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا. وأصبح لاحقاً عضواً في الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي في سوريا والذي تأسس في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
أولاً: تفاصيل عملية الاعتقال:
حدثت عملية الاعتقال بطريقة تعسفية، بحسب تعبير أحد أفراد عائلة السياسي الكردي/السوري “نعمت داوود”، والذي قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في هذا الصدد:
“بحدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة 3 نيسان/أبريل 2018، طُرق بابنا بقوة، ففتح نعمت الباب بنفسه، ليجد أكثر من عشرة أشخاص مسلحين خلف الباب موجهين فوهات أسلحتهم نحوه، فسألهم من أنتم، فأخبروه بأنهم من الأمن العام[1] ومعهم أمرُ باعتقاله، ثم سرعان ما أغمضوا عينيه واقتادوه إلى جهة مجهولة.”
من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا “إدريس خلو” لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأّنّ سبب اعتقال سكرتير حزبهم “نعمت داوود” والمكان الذي تمّ اقتياده إليه من قبل قوات الأسايش لا يزال مجهولاً.
وبحسب مصادر مطلعة لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ اعتقال داوود ومن قبله المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي “فيصل يوسف”، يأتي بعد اتهامات “بالخيانة” وجهها المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لأعضاء في حزب “يكيتي” وقيادة المجلس الوطني الكردي بعد معارك عفرين، مطالبين بمحاسبة من أسماهم بالمسيئين في صفوف المجلس الوطني الكردي وتوضيح موقفه من سيطرة الجيش التركي وفصائل من “الجيش السوري الحر” على مدينة عفرين الكردية/السورية.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قد أعدت في وقت سابق تقريراً حمل عنوان “مناشدات لإطلاق سراح المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي “فيصل يوسف”، الاعتقال وقع فجر يوم الإثنين 2 نيسان/أبريل 2018 على يد قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية“.
ثانياً: استنكار ورفض لعملية اعتقال “نعمت داوود”:
في ردها على اعتقال داوود، قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا، في تصريح لها يوم السبت الموافق 14 نيسان/ أبريل 2018، أنّ اعتقال “نعمت داوود” ما هو إلا محاولة يائسة من قبل حزب الإتحاد الديمقراطي PYD، يسعى فيها لفرض هيمنته بمنطق القوة والاستبداد، وتقويض دور المجلس وثنيه عن مشروعه القومي لتبرير فشله فيما آلت اليه الاوضاع الكارثية في عفرين، بحسب البيان.
وكررت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي المطالبة بالإفراج الفوري عن كلٍ من المحتجزين: “نعمت داود وفيصل يوسف وعبد الرحمن آبو وفؤاد إبراهيم” وجميع معتقلي الرأي في سجونه.
بدوره، اعتبر مكتب الإعلام في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا، في تصريح أصدره يوم الجمعة الموافق 13 نيسان/أبريل 2018، بأنّ التصعيد الذي تمارسه السلطة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ضد كوادر وقيادات المجلس الوطني الكردي، لا يخدم سوى أعداء الشعب الكردي وقضيته القومية العادلة. وأدان التصريح بشدة التصرفات التي وصفها باللا مسؤولة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي، مطالباً إياه بالإفراج الفوري عن “نعمت داوود” وجميع معتقلي الرأي في معتقلاتهم والعودة إلى طاولة الحوار. تصريح مكتب الإعلام في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا طالب القوى والأحزاب الكردية والكردستانية والجهات والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الإعتقالات بشدة والتدخل والضغط على حزب الإتحاد الديمقراطي PYD لوقف هذه الأعمال الإستفزازية المنافية لقيم الديمقراطية، والتي لا طائل منها، على حد وصف البيان.
صورة تظهر التصريح الصادر عن مكتب الإعلام في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا حول عملية احتجاز “نعمت داوود”، وذلك بتاريخ 13 نيسان/أبريل 2018، مصدر الصورة: مكتب الإعلام في حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا.
من جانبه، استنكر مركز “عدل” لحقوق الإنسان، في بيان صدر عنه يوم الجمعة 13 نيسان/ أبريل 2018، اعتقال “نعمت داوود” من قبل عناصر مسلحة يُعتقد أنها “الأسايش” التابعة للإدارة الذاتية، مشيراً إلى أن ذلك يشكل انتهاكاً للحقوق والحريات المنصوص عليها في المواثيق والعهود والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وهو لا يحل المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية المتنافسة في إطار المجتمع الكردي، التي تحتاج وفق ما تؤكد عليه المواثيق والاتفاقات المعنية بالسلام وحقوق الإنسان، للحوار المعمق حولها في أجواء الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة واحترام الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين.
وفي بلاغ لها، أدانت الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، الجمعة 13 نيسان/أبريل 2018، ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي في الإبقاء على احتجاز أعضاء وكوادر من المجلس الكردي، وبينهم “فيصل يوسف” و “نعمت داوود” عضوي الهيئة الرئاسية في ال .ENKS ورأت الهيئة القيادية لحزب الوحدة، بأنّه كان الأولى بالPYD وخاصة بعد ما أصاب عفرين، أن توفر اجواء ومناخات لوحدة الصف الكردي بما يلبي طموحات الشعب الكردي ومناشداته المستمرة.
كما حمّلت المنظمة الآثورية الديمقراطية، في تصريح صدر عنها يوم السبت الموافق 14 نيسان/ أبريل 2018، حزب الاتحاد الديمقراطي المسؤولية الكاملة عن أي أذى قد يتعرض له “نعمت داوود”، مطالبةً الـ PYD بالإفراج الفوري عن ” داوود وفيصل يوسف” وعن كافة المعتقلين السياسيين في سجونه.
صورة تظهر التصريح الصادر عن المنظمة الآثورية الديمقراطية بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2018، وذلك حول عملية احتجاز “نعمت داوود”، مصدر الصورة: المنظمة الآثورية الديمقراطية.
وكانت قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية قد اعتقلت، فجر الإثنين الموافق 2 نيسان (أبريل) الجاري، عضو الهيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي والمنسق العام لحركة الاصلاح الكردي في سوريا “فيصل يوسف”، والذي لا تزال أسباب احتجازه مجهولة حتى اللحظة. كما كانت قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، قد أفرجت عن أربعة من معتقلي المجلس الوطني الكردي في مدينة قامشلو/القامشلي “شمال شرقي سوريا”، الثلاثاء 13 شباط (فبراير) الماضي، وكان من بين المفرج عنهم الإعلامي “آلان سليم أحمد” مراسل موقع يكيتي ميديا التابع لحزب يكيتي الكردي في سوريا، وصالح جميل وجنيد سيد مجيد ودهام رمضان حسن من الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا”، بعد أن كان “آلان سليم أحمد”، قد أمضى في سجون الإدارة الذاتية أكثر من سنة ونصف السنة.
1 قسم أمني في قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية.